وضع داكن
24-11-2024
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 024 - تكيف العقرب مع كل الظروف
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

العناية البالغة والقدرة على الخلق من صنع الله عز وجل: :

 ثمة مقالة وقعت تحت يدي من قبل ، مضمونها أن فرنسا قبل خمسة وثلاثين عاماً قامت بتفجير نووي في صحراء الجزائر 

وهذا التفجير النووي لهيب حارق ، وضغط ماحق ، الإنسان يتوهم أن التفجير النووي يقتل الكائنات الحية بفعل الحرارة المرتفعة

  هذا الكلام صحيح ، ولكن كلاماً لا يقلّ عنه صحة أن الضغط الذي يولده هذا الانفجار يسحق كل شيء 

فمن لم يمت بالحرارة مات بالضغط ، فإذا قلنا انفجاراً نووياً ، فينبغي ألا يبقى كائن حي كائناً من كان بعد هذا الانفجار ، طبعاً هذا الانفجار لا يبقي نباتاً ، ولا حيواناً ، ولا إنسانًا ، هذا الانفجار أحدث حفرة كبيرة جداً 

وشّكل كرة من النار تعلو إلى مسافات شاسعة ، وبعد نهاية الانفجار ، وسكون الأرض وجدوا عقرباً يمشي في أرض الانفجار 

إنها مفاجأة غريبة عجيبة ، شيء مدهش ، شيء غير مجرّب في البحوث العلمية ، لذلك عكف علماء الحيوان ربع قرن على دراسة هذا العقرب !!

مقاومة العقرب لظروف البيئة:

 الآن يبدأ المغزى ، وجدوا أن العقرب يستطيع أن يبقى بلا طعام ولا شراب ثلاث سنوات ، ووجدوا أن العقرب يستطيع أن يكتم أنفاسه تحت الماء يومين كاملين 

ووجدوا أنه إذا وضع العقرب في ثلاجة ، وكانت البرودة من عشر درجات إلى عشرين درجة تحت الصفر فإنه لا يتأثر 

فلو نقل إلى رمل الصحراء المحرقة في درجة ستين فإنه يتكيف مع هذا التبدل الحراري الطارئ .

  ثم إنه إذا وضع في حمام من الجراثيم الفظيعة لم يتأثر بها إطلاقاً ، وكأنه في حمام بارد ، ثم إنهم عرضوه لأشعة نووية تزيد ثلاثمئة ضعف ما يتحمله الإنسان فتحملها 

 شرّحوه فلم يجدوا فيه دماً ، بل فيه مصلٌ أصفر ، ماذا يعلمنا هذا ؟ قلت قبل قليل : ليست العبرة في هذه الحقائق المدهشة عن العقرب ، بل العبرة فيما سوف نستنبطه منه.

مرض الإنسان أداة تربوية:

 لو أن قلب الإنسان ، ودماغه ، وعضلاته ، والجهاز الهضمي ، والجهاز الإفرازي ، كان باحتياطي كبير جداً يتحمل كل التقلبات ،

  وكل المؤثرات ، معنى ذلك أنه المرض أُلغِيَ ، ولكن المرض مقصود لذاته ، إنه أداة تربوية ، قال تعالى :

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 155-157]

المصدر
موضوعات علمية - ندوات الإعجاز العلمي - الندوة : 18 - العقرب.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور