- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
ما هي الآثار السلبية التي تنتج من مرض قرحة السرير, وما هو علاجه بالنسبة للمصابين به ؟
أيها الأخوة المؤمنون, قال بعض الأطباء: إن من الأمراض الخطيرة التي يعاني منها المرضى في المستشفيات قرحة السرير، فالمرضى الذين تضطرهم أمراضهم البقاء الطويل على السرير، ككسر الحوض مثلاً، وكسر العمود الفقري، والشلل، وحالات السبات الطويلة، هذه الحالات المرضية تستوجب أن يبقى المريض مستلقياً على ظهره أياماً وشهوراً, من مضاعفات هذا الاستلقاء مرضٌ خطير, اسمه: قرحة السرير .
فاللحم، والجلد، والنسيج تحت الجلد، ينضغط من العظم في الداخل، والسطح الصلب من الخارج، هذا الانضغاط يمنع التروية عن هذه الأنسجة فتموت, وعندما تموت هذه الأنسجة ، ينشأ حولها تقرُّحاتٌ مزعجةٌ جداً، لذلك ينصح الأطباء كل من يستلقي على سريره لفترةٍ طويلة, أن يتقلَّب كل ساعتين، فإذا بقي على جنبٍ واحدٍ، وبحالةٍ واحدة، ما يزيد عن اثنتي عشرة ساعة، تبدأ تقرحات الجلد، ويبدأ موت النسيج تحت الجلد، ولا وقاية لهذا المرض، سوى تقليب المريض على كل أنحائه .
هذا موضوعٌ لا علاقةً له بالخطبة، ولكن الذي لفت نظري أن الله سبحانه وتعالى، حينما جعل أهل الكهف يلبثون في كهفهم ثلاثمئةٍ من السنين، كيف لم يصابوا بهذه التقرحات؟ قال تعالى:
﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾
لولا هذا التقليب لتقرحت جنوبهم، ولماتت أنسجتهم، ولماتوا، لكن هذه إشارةٌ قرآنية إلى أن الجسد لا يمكن أن يبقى على حالةٍ واحدة .
ما هي المناطق التي تصيب هذا المرض في جسم الإنسان ؟
يقول العلماء والأطباء: إن أكثر الأجزاء من الجسد إصابةً بهذا المرض الخطير، ألا وهو قرحة السرير؛ المنطقة العجزية، والإليتين، ولوحي الكتفين، وكعبي القدمين، هذه أماكن فيها عظام، العظام تضغط على المكان الصلب في السرير، ينهرس اللحم، تنقطع التروية، يموت النسيج، يسودُّ، يتقرَّح الجلد، ولا شك أن الذين يبقون في أسرتهم أياماً طويلة قبل موتهم ، يلاحظ عليهم أن لحمهم بدأ يتساقط، لذلك قال تعالى:
﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾
راقب العلماء نائماً فوجدوا أنه يغيِّر وضعه في الليلة الواحدة أكثر من ستٍ وثلاثين مرة من دون أن يشعر، لو أن نائماً استلقى على سريره، وسهر أناسٌ يصورونه، ويراقبون أوضاعه، تقلب النائم في السرير أكثر من ستٍ وثلاثين مرة، لئلا تنهرس أنسجته تحت ضغط العظم، وضغط السرير، هذه في الحالات العادية، لكن في الحالات المرضية، الظهر كله مجبصن، والحوض كله مجبصن، ولا يستطيع المريض تغيير وضعه، لا بدَّ من تقليبه، لئلا يصاب بهذا المرض .