النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه سيد الخلق وحبيب الحق حينما أراد الله أن يثني عليه أثنى عليه بالخلق الحسن فكلمة لأتمم مكارم الأخلاق فيها واقعية لأن الشجاعة والكرم من القيم الأصيلة لهذه الأمة قبل الإسلام ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان جمّ التواضع وافر الأدب يبدأ الناس بالسلام وينصرف بكلّه إلى محدثه يقبل عذر المعتذر يمشي هوناً لا ينطق من غير حاجة لا تغضبه الدنيا ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها يؤلف ولا يفرق يحسن الحسن ويصوبه ويقبح القبيح ويوهنه لا يرد أحداً في حاجة لذلك الخلق الحسن أعلى مرتبة في الإسلام و الإيمان .
القاعدة الأولى في منهج الله أن الأصل في الأشياء الإباحة ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت والتحليل والتحريم من حقِّ الله تعالى وحده و من أكبر الكبائر تحليل الحرام و تحريم الحلال يعني من شأن الحلال والحرام أن الحلال طيب وأن الحرام خبيث لذلك في الحلال ما يغني عن الحرام و ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناةً نظيفة تسري خلالها و ما أدى إلى حرام فهو حرام فالتحايل على الحرام حرام و النية الحسنة لا تبرر الحرام كما أن الحرام حرام على الجميع ولا يوجد إنسان معفى من الحكم شرعاً .
الله سبحانه وتعالى سخر لك ما في السماوات وما في الأرض تسخير تعريف وتكريم لذلك ينبغي أن تقابل إحسان الله لك بإيجادك، وإمدادك، وهدايتك بإحسانك إلى الخلق، هناك مشكلات كثيرة لا تحل بالعدل لكن تحل بالإحسان، العدل أن تؤدي ما عليك من دين أما الإحسان أن تنزل عن بعض الدين، العدل أن تأخذ أما الإحسان أن تعطي الإحسان له صفة رائعة أنه تصاعدي، فأي عمل حسن يأخذك إلى عمل أحسن منه .
ما من مصيبة على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروج عن منهج الله وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل والجهل أعدى أعداء الإنسان و الشيطان يسعى إلى إفساد العلاقة بين إنسانين عن طريق الكلمة القاسية فانضباط اللسان و الكلمة الطيبة من لوازم المؤمن وبطولة الإنسان أن يكون محسناً ومستقيماً لذلك من بذل شيئاً في سبيل الله شجعه الله وكافأه في الدنيا قبل الآخرة لأن الإحسان أوسع باب نصل منه إلى الله وأقصر طريق إلى الله .
الإخلاص هو الإيمان كله و العمل الصالح مظهرٌ للإيمان و برهانٌ عليه و العمل الصالح الذي يقبله الله هو ما كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة و من علامات الإخلاص استواء العمل في السر والعلن و استواء العمل في المدح و الذم و السكينة التي يمنحها الله للمؤمن، لذلك قوة شخصية المؤمن أنه لا يستجدي المديح .
عادات المؤمن مع الإخلاص عبادات و على الإنسان ألا يقبل أو يرفض في الدين شيئاً من دون دليل فالإخلاص هو الدين كله و نية المؤمن خيرٌ من عمله ولكن ماذا يقابل الإخلاص؟ إنه الرياء، بالرياء تغدو الأعمال الصالحة سيئات، بالرياء تغدو العبادات سيئات ومن تعريفات الإخلاص أنه إفراد الحق سبحانه وتعالى بالقصد في الطاعة و المُخلص لا رياء له والصادق لا إعجاب له ولا يتم الإخلاص إلا بالصدق ولا يتم الصدق إلا بالإخلاص .
الصراط المستقيم هو القرآن الكريم فالعبادة اتباع الصراط المستقيم و من لم يحمله إيمانه على طاعة الله فلا قيمة لهذا الإيمان إطلاقاً و لكرامة المؤمن عند الله يجعل الله له نعم الدنيا متصلة بنعم الآخرة، كما أن آثار الاستقامة لا تعد ولا تحصى لذلك تعدد الباطل و الحق واحد فالطريق إلى الله و الافتقار إليه محمي من الشيطان و أكبر دافع إلى الاستقامة هو الإيمان بالآخرة .
الاستقامة عين الكرامة وهي من أشد الوسائل فعاليةً في الوصول إلى الله عز وجل، من لم يستقم على أمر الله لن يقطف من ثمار الدين شيئاً لذلك الصغائر أحد أكبر مداخل الشيطان على الإنسان وعلى الإنسان أن يطلب من الله أن يمنحه الإرادة الكافية لتطبيق الحق فالقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوةً لا ترضي الله ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ولا يحتكم إلا إلى شرع الله ولا يعبد إلا الله، لكن الاستقامة تبدأ من القلب و أعظم كرامةٍ يكرم الله بها الإنسان أن يعرفه .
أعظم شيءٍ يتفضل الله به على الإنسان أن يعلمه و على كل إنسان أن يطلب العلم الذي يوصله إلى الله عز وجل وأي شيءٍ عجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به فالعقل البشري حينما تحرك بحركةٍ لا ترضي الله وصل لنتائج كبيرة جداً ولكنها تقوم على تدمير البشر، قوم عاد مثال للأمة الطاغية التي تفوقت في شتى المجالات وهم نموذج للأقوام المستعلية التي دمرها الله عز وجل لذلك الحق يحتاج إلى القوة .
طلب العلم يفضل نوافل العبادات وللعلم أنواع هناك علمٌ بالله، وعلمٌ بأمره، وعلمٌ بخلقه ولكن من أعظم العلوم معرفة الله عز وجل و لكل شيءٍ عماد وعماد الدين الفقه، طبعاً العلم بالله يحتاج إلى مجاهدة و العلم بالأمر والنهي يحتاج إلى مدارسة أما علم الخليقة هذا اختصاص جامعات العالم، لذلك تعلم العلوم المادية أحد أسباب قوة المسلمين .
في الاتباع طريقان لا ثالث لهما العقل أو الشهوة يعني من اتبع هواه بغير هدىً من الله ظلم نفسه وحرمها السعادة الأبدية وهناك أنواع للإتباع منها اتباع سبيل الكفار والمنافقين و اتباع الظن و اتباع سبيل المفسدين، لكن عندما يتبع المسلم منهج الله عز وجل فهو يخرج من الظلمات إلى النور ولا يضل عقله ولا تشقى نفسه و لا يندم على ما فات ولا يخشى مما هو آت، القرآن ثابت، التفوا عليه بالفتاوى، التفوا عليه بإلغاء السنة، التفوا عليه بالتأويلات الباطلة ، البطولة لا أن تتبع أهل الحق حينما ينصرهم الله عز وجل، البطولة أن تتبع أهل الحق في ساعة العسرة .
من لم يتبع منهج الله عز وجل لن يقطف من ثمار الدين شيئاً و من طبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام فلن يُعذب أبداً لذلك التجارة مع الله تجارة رابحة جداً ، ويوم القيامة يتبرأ المتبوع من التابع، فهناك البدعة في اللغة وهي مطلوبة لكن البدعة في الدين ممنوعة ولاسيما في العقائد والعبادات لذلك الدين توقيفي، لا يُعدّل، ولا يُبدل، ولا يُطور، ولا يُحدث، ولا يُضاف عليه، ولا يُحذف منه، لأنه من عند الله عز وجل .