- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد ثم الحمد لله ، الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
إخوة الإيمان في كل مكان.
إلى الموضوع العلمي:
إذا كان موضوع الخطبة الأولى: أثر القرآن في تقويم سلوك الإنسان فإن موضوع الخطبة الثانية هو أثر القرآن في تقويم سلوك النبات
باحث عربي ، عُرف بإنتاجه العملي الغزير على المستويين العربي والدولي ، وهو أستاذ جامعي ، له وزنه ، اختصاصه في علم فزلجة النبات ، وقد اشتهر بتجاربه العلمية الرائدة ، فمن تجاربه التي قد لا تصدق ، إلا أن الواقع أثبتها ، أنه في عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين نصب أربعة بيوت محمية في حديقة كلية العلوم في جامعته ، وزرع فيها قمحاً من نوع معين ، هذه البيوت موحدة بحجمها ، ملأها بكميات متساوية نوعاً وكماً من التراب الزراعي ، وغرس فيها عدداً موحداً من بذور الحنطة على عمق واحد ، وتم تسميدها جميعاً بكميات متساوية من سماد معين ، وسمى اسمه ، وسقيت جميعاً بذات العدد من السقيات وبكميات ماء متساوية ، ثم اختار إحدى طالباته لتقرأ السور القرآنية التالية: يس ، والفاتحة والإخلاص ، وآية الكرسي ، مرتين في الأسبوع على البيت الأول ، ولمدة أربعة أشهر ، وفي البيت الثاني ، كلف طالبة أن تأتي بنبات ، وأن تمزقه ، وأن تقطع أوصاله ، وأن تقطع أوصاله ، وأن تسمعه كلمات قاسية أمام نبات البيت الثاني ، ، مرتين في الأسبوع ، ولمدة أربعة أشهر ، وفي البيت الثالث كلف طالبة ثالثة ، بضرب النبات وكيِّه ، وتعريض وريقاته للتمزيق والقص مرتين في الأسبوع ، ولمدة أربعة أشهر
ففي بيت قرئ على نباته سور من القرآن ، وفي بيت عُذب أمامه نبات ، و بيت تلقى نباته التعذيب ، والبيت الرابع ترك لينمو نمواً طبيعياً ، وأطلق عليه اسم البيت الضابط..
فماذا كانت النتيجة ، وقد عرضت في مؤتمر علمي ، النتيجة نبات البيت الأول الذي تلي عليه القرآن الكريم ازداد طول نباته أربعة وأربعين بالمئة عن طول نبات البيت الرابع الضابط ، وازداد غلته مئة وأربعين بالمئة عن غلة البيت الرابع الضابط ، أما البيت الثاني والثالث الذي تحّمل التعذيب أو رأى التعذيب ، فقد تدنى طول نباتاته خمساً وثلاثين بالمئة نقصاً ، وهبط إنتاجه إلى ثمانين بالمئة نقصاً أيضاً..
يقول هذا الباحث: النباتات كما مخلوقات الله الأخرى تشعر ، وتسمع ، وتستجيب سلباً أو أيجاباً لما حولها من مؤثرات خارجية
والآن إلى القرآن الكريم... قال تعالى:
﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (44)﴾
وقال تعالى:
﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ﴾
- لا على نبات حيّ –
﴿لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ﴾
وقال تعالى:
﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾
إذا كان هذا شأن النبات مع القرآن الكريم ، فهل يعقل أن يغفل الإنسان وهو المخلوق الأول ، والمعنيُّ الأول من هذا القرآن ، هل يعقل أن يغفل عن هذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم ، حتى يصدق على المسلمين قوله تعالى:
وَقَالَ الرَّسُولُ
((يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ))
أيها الإخوة الأحباب ؛ إني داع فأمنوا:
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحُولِ الشهوات إلى جنات القربات ، اجعلنا نخشاك حتى كأنا نراك ، وأسعدنا بلقياك ، ولا تشقنا بالبعد عنك ، خر لنا في قضائك ، وبارك لنا في قدرك ، حتى لا نحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عَّجلت ، ألزمنا سبيل الاستقامة لا نحيد عنها أبداً ، اهدنا لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها إلا أنت ، نسألك موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والعزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، اغفر للمسلمين والمسلمات ، وألِّف بين قلوبهم ، وأصلح ذات بينهم ، واهدهم سبل السلام ، وجنبهم الفواحش والآثام ، ما ظهر منها وما بطن ، اللهم أصلح شباب المسلمين برحمتك ، يا أرحم الراحمين ، وأصلح النساء المسلمات ، واجعلهن تقيات ، عفيفات ، طاهرات
اللهم صن وجوهنا باليسار ، ولا تبذلها بالإقتار ، فنسأل شر خلقك ، ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع ، وأنت من فوقهم ولي العطاء ، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء.
اللهم كما أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم ، فأقرر أعيننا من رضوانك ، اللهم أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعزّ المسلمين ، اللهم وفق ولاة المسلمين لما تحب وترضى ، اللهم ألف بينهم ، ووحد كلمتهم ، واجمعهم على الحق والخير والهدى.
اللهم انصر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وفي شمالها وجنوبها ، وفي الأرض المحتبلة يا رب العالمين ، على أعدائك وأعدائهم.
اللهم وفق السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد ، اللهم هيّئ له بطانة خير ، ووزراء صدق يا رب العالمين ، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير