وضع داكن
24-11-2024
Logo
موضوعات في التربية - الدرس : 143 - توجيه إلى الطلاب بشأن الامتحان
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الذاكرة شيء مهم جداً في حياة الطالب و الداعية:

 

أيها الأخوة الكرام: وعدتكم في الدرس الماضي أن يكون هذا الدرس عن أصول الدراسة، و المراجعة، و المذاكرة، لأن طلابنا الأعزاء في الشهادتين الإعدادية و الثانوية عندهم امتحانات لعلها كما تسمى مصيرية، فقد يتحدد مصير الطالب في كليات الجامعة بحسب العلامات التي نالها في الشهادة الثانوية.
أيها الأخوة الكرام: دائماً و أبداً هناك جهد مبذول في الدراسة، هذه حقيقة أولى، و لكن هذا الجهد إذا كان وفق أصول الدراسة قد يؤتي ثماره اليانعة، و إذا كان عشوائياً من دون قواعد و أصول قد لا يؤتي ثماره اليانعة.
بادئ ذي بدء: هذا النص الذي أمامك، أو هذا الكتاب الذي أمامك، أو الكتاب المقرر، سأسمح لنفسي أن أقول: لو أن الجهد يقاس بوحدات، لو أن الجهد في قراءة هذا الكتاب يقاس و في فهمه و في حفظه يقاس بوحدات، أي تقريباً أنا بحاجة إلى مئة وحدة كي ينتقل هذا الموضوع إلى ذاكرتي، بالمناسبة الذاكرة لها أهمية كبيرة جداً في الدراسة، أنت في الامتحان تكتب من ذاكرتك، أنت إذا ألقيت كلمة تكتب من ذاكرتك، أنت إذا ألقيت خطاباً تكتب من ذاكرتك، فقضية الذاكرة شيء مهم جداً في حياة الطالب و الداعية.

الذاكرة التعرفية و الذاكرة الاسترجاعية:

 

أيها الأخوة الكرام: لابد من أن أوضح لكم أن هناك ذاكرة تعرفية، و ذاكرة استرجاعية، و الفرق بينهما واسع جداً، أي أنت إذا قرأت كتاباً، لو أنك أردت بعد سبعة أيام أن تذكر ما الذي قرأته لا تذكر شيئاً، يبقى عندك انطباع، و الله كتاب جيد، كتاب عميق، كتاب عالج قضايا أساسية، أما التفاصيل لا تذكرها، و لو ذكر لك أحدهم بعد شهر أو شهرين قصة مثيرة تقول: هذه قرأتها في الكتاب، أنت لا تستطيع أن تستذكرها لكنها إذا ذكرت لك تتذكرها، إذاً الذي قرأته في هذا الكتاب أودع في ذاكرة اسمها الذاكرة التعرفية، هذه لا قيمة لها إطلاقاً.
أنت حينما ترى كلمة باللغة الإنكليزية تقول: هذه معناها صلة، لكن عندما تريد أن تتكلم قد لا تسعفك ذاكرتك بأن تعطيك هذه الكلمة، إذا رأيتها تعرف معناها لكن لا تستطيع أن تستدعيها، إذاً نحن أمام ذاكرة تعرفية لا قيمة لها إطلاقاً، القصة إذا ذكرت أمامك تستذكرها، الحادثة تستذكرها، المقولة تستذكرها، لكن لا تستطيع أن تستدعي هذه المعلومات، أو القصص، أو الحقائق، لأنها مخصصة في ذاكرة لا تفيدك عند الحاجة.
كيف أنقل هذه المعلومات من ذاكرة تعرفية إلى ذاكرة استرجاعية ؟ هنا الجهد، الذاكرة الاسترجاعية في أية لحظة تريد هذه المعلومة هي في ملكك تملكها، تنطق بها في أية لحظة، بالذاكرة التعرفية لا يمكن أن تستذكره، أما إذا قرأته ثانية تذكر أنك قرأته سابقاً، إذاً دعونا من الذاكرة التعرفية لأنها لا تجديك في الامتحان شيئاً، لكن الذي يجديك الذاكرة الاسترجاعية.

على الإنسان أن يودع الحقائق و المعلومات التي يقرؤها في الذاكرة الاسترجاعية:

الآن: أنا حينما أضع أمامي كتاباً، و أقرأ، بقدر الجهد الذي أبذله في القراءة بقدر ما تنتقل المعلومات إلى الذاكرة الاسترجاعية، من دون جهد يحفظ في الذاكرة التعرفية.
أحياناً الإنسان يوهم نفسه أنه يقرأ، يجلس بمكان، يضطجع أحياناً، يستلقي على السرير، يفتح الكتاب و يقرأ، هل تصدق أن الجهد المبذول في هذه القراءة يساوي وحدة واحدة، و أنت من أجل أن تنتقل هذه المعلومات إلى الذاكرة الاسترجاعية تحتاج إلى مئة وحدة، أما حينما تجلس على طاولة، و تمسك قلماً من الرصاص، و تقرأ الفقرة، و تلخصها على الهامش الأيمن، تقرأ الفقرة الثانية تلخصها، تربط بين الفقرتين، تقول: هذه الفقرة لها شاهد هنا، و هناك ليس لها شاهد، لماذا ؟ هذا الشاهد واقعي، هذا الشاهد نصي، هذا الشاهد تاريخي، أنت حينما تحلل ما تقرأ، أين الفكرة ؟ كيف شرحت ؟ كيف جاء الدليل عليها ؟ كيف ربطت ؟ و تكتب هذا كله على اليمين، الآن بذلت تسعين وحدة ، كلما ارتفعت نسبة الجهد في قراءة الموضوع كلما كان معظم هذا الموضوع قد أودع في الذاكرة الاسترجاعية، إذاً نحن بحاجة إلى أن نودع الحقائق التي نقرؤها، و المعلومات التي نقرؤها في الذاكرة الاسترجاعية.
أي عود نفسك أن التصفح هي قراءة لا قيمة لها إطلاقاً، يوجد دراسة أجريت عليها، أنت بعد سبعة أيام لا تذكر من الذي قرأته شيئاً، لا يبقى من الذي قرأته إلا انطباع عام، أما حينما تكتب، و تلخص، و تعلق، و تحلل، و تنتقد أحياناً، و تتساءل، ثم حينما تناقش أخاً لك في هذا الموضوع حينما يسألك أو تسأله، كلما بذلت جهداً أكبر رسخت المعلومات في ذاكرتك أكثر.

طريقة الحوار والسؤال والجواب أفضل طريقة في التدريس:

 

لذلك أسوأ طريقة في التدريس هي: طريقة الإلقاء، و أفضل طريقة في التدريس هي: طريقة الحوار، و السؤال و الجواب، حتى الآن بعض وسائل التدريس تقوم على أن يدير المدرس حواراً ذكياً جداً مع طلابه كي يصل إلى الحقائق من خلال الحوار.

و من ملك البلاد بغير حرب هان عليه تسليم البلاد
***

كلما كان الجهد في قراءة الكتاب بسيطاً كلما كان النسيان أسرع، و كلما كان الجهد في قراءة الكتاب عالياً كان الترسيخ، و الحفظ، و التخزين في الذاكرة الاسترجاعية أقوى.
أنت بالنهاية إنسان تجلس على طاولة الامتحان، معك قلم، و ورقة بيضاء، العامل الحاسم ما هو ؟ ذاكرتك، هذا التعليم المجرد، أما التعليم العملي له شأن آخر.

على كل إنسان أن يبذل جهداً كبيراً في قراءة كتاب ما:

أيها الأخوة الكرام: هذا الكتاب يحتاج إلى مئة وحدة، فإذا بذلت التسعين في القراءة الأولى بقي عليك عشر، و إذا بذلك عشر وحدات في القراءة الأولى بقي عليك تسعون، لا توهم نفسك أنك قرأت الكتاب، يجب أن تكون واضحاً مع نفسك، لابد من بذل جهد كبير في قراءة الكتاب.
هذا الجهد تكتفي بقراءة واحدة عميقة تحليلية، ثم أنت تحتاج إلى قراءة قبل الامتحان، و انتهى الأمر، أما أن يجلس فيقرأ كتاباً على شكل تصفح، و يتصفح الثاني و يوهم نفسه و يوهم من حوله أنه يدرس، لكن لا يوجد جهد أبداً، هذا لا يفيد.

نظرية الإعياء:

أيها الأخوة الكرام: الملاحظة الثانية: نظرية الإعياء ؛ أنا سأحضر كيلو أضعه في يدي، سأرفعه مرة، اثنتين، ثلاثة، خمس، عشر، خمسين، يوجد حالة اسمها الإعياء، بعد عدد معين من الرفع تصل العضلة إلى حالة الإعياء، أي لا أستطيع أن أحرك يدي إطلاقاً، تؤكد التجربة أنك لو وضعت نصف كيلو يمكن أن ترفع النصف كيلو مئة مرة ثانية، لو وضعت ثلاثمئة غرام ترفعه مئة ثالثة، لو وضعت مئتي غرام مئة رابعة، مئة غرام مئة خامسة، معنى ذلك أنت عندما تدرس ينبغي أن تبدأ بأصعب المواد، تتعب، تنتقل لمادة أسهل، فعندما تخفض مستوى المادة أنت في نشاط دائم، لكن أحياناً الطالب يلزم نفسه بكتاب صعب يوماً بكامله، دون أن يشعر يضيع الوقت، و لا يدرس، لأن الكتاب صعب، و طاقة احتماله محدودة، كتاب بالفيزياء فرضاً، بالرياضيات، فأنا أنصح الطلاب حتى إذا درسوا بعد الامتحانات أو في الأعوام القادمة، أنا أرتب الكتب ترتيباً بحسب صعوبة المادة، أبدأ بأصعب كتاب، أقرأ فصلاً واحداً، أرتاح ربع ساعة، آخذ كتاباً مستواه أقل أقرأ فصلاً ثانياً، ثم أرتاح ربع ساعة، آخذ كتاباً ثالثاً يمكن أن تقرأ في اليوم الواحد الكتب كلها، و لكن من كل كتاب فصلاً، تبدل الموضوعات يصنع رغبة في الدراسة، كلما انخفض مستوى الكتاب كلما كنت أنشط على القراءة، فهذه حقيقة يجب أن نلاحظها في شؤون الامتحان.
إذاً نحن نقرأ و نرتاح، نقرأ و نبذل جهداً كبيراً، لكن تجد طالباً يقرأ و ينجح و أسلوبه هو هو، لم يرتقِ و لا شعرة، لأنه حينما يقرأ يقف عند المعاني فقط، و لا يلتفت للأسلوب.

الطريقة المثلى لارتقاء أسلوبك:


كيف يرتقي أسلوبك ؟ كيف يمكن أن تتكلم بكلمات فصيحة و بعبارات متينة و بصور بلاغية رائعة ؟ هذا الشيء يكاد يكون مستحيلاً عند الطلاب، ما لم تقرأ الكتاب قراءة أسلوبية، أي يوجد على الطاولة قلم رصاص و قلم أحمر، مثلاً وجدت كلمة وشيجة، "علاقات وشيجة"، أنت تستخدم متينة هذه كلمة ثانية وشيجة، تضع خطاً أحمر تحت كلمة وشيجة، يوجد عبارة ثانية "و إذا نسيت فلا أنسى" هذه العبارة لطيفة، و هنا محل الإشارة أضع، و يقتضي ذلك كلما وجدت عبارة متينة محكمة بكلمات جزلة، أو صورة أدبية، "لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه "هذه آية قرآنية لكن عبارة يمكن أن تستخدمها في كل كتاباتك، فكلما مررت على كلمة لا تستخدمها و رائعة، أو على عبارة لا تستخدمها لكنها رائعة ضع تحتها خطاً أحمر، فإذا أمسكت الكتاب كل أسبوع، و تصفحته بأقل من عشر دقائق فقط، وضعت عينيك على الكلمات التي تحتها خط أحمر تكون قد استعرضت هذه الكلمات الرائعة، و تلك العبارات المتينة، هذه مع مرور الزمن تنتقل إلى ذاكرتك الاسترجاعية، أنت ارتقى أسلوبك و ارتقت كلماتك.

كلما كانت مفرداتك من اللغة أوسع كلما كانت عبارتك أدق:

 

بالمناسبة أيها الأخوة: لو أعطينا إنساناً لونان أبيض و أسود، و وقف أمام منظر جميل نقول له: ارسم هذا المنظر، لأن الألوان محدودة نقل المنظر إلى اللوحة يكون محدوداً جداً، لكن المنظر يوجد فيه بيت سقفه قرميد أحمر لكن لا يوجد عنده أحمر، المنظر يوجد به حقل أخضر لكن لا يوجد عنده أخضر، المنظر فيه ماء نهر أزرق لكن لا يوجد عنده أزرق، الآن أعطيناه أحمر، و أزرق، و أصفر، و أبيض، و أسود، كلما كثرت الكلمات دقت العبارة، جلسوا مع إنسان غير متعلم، أعطوه مسجلة، و سجل كل ما قاله في أسبوع، و حذفوا الكلمات المكررة فوجدوا أن هذا الإنسان الغير متعلم يستخدم بحياته كلها ثلاثمئة كلمة، أعطوا هذه المسجلة لأستاذ في الجامعة، وجدوه يستخدم بحياته بالأسبوع ألف و خمسمئة كلمة، الآن كلما كانت مفرداتك من اللغة أوسع كلما كانت عبارتك أدق.

اللغة العربية من أوسع اللغات اشتقاقاً:

 

مثلاً كلمة نظر، يوجد عندنا باللغة نظر، و يوجد عندنا باللغة حدج، قال عليه الصلاة و السلام:

(( حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم ))

[ فقه اللغة عن ابن مسعود]

التحديج: نظر مع محبة، إنسان يحب الآخر ينظر له هكذا، إذاً نظر و حدج، يوجد عندنا لمح، لمح نظر ثم أعرض، أي إنسان يمشي في الطريق يوجد باب مفتوح لم ينتبه أدار وجهه نحو الباب، فإذا امرأة، كونه مؤمن يغض بصره، نقول: هذا لمح امرأة، لا نقول نظر إلى امرأة، لكن أحياناً بالجو يوجد طائرة و يوجد غيوم، بين قطعتي غيم تلوح طائرة نقول: لاحت الطائرة، لاح أي الشيء ظهر و اختفى، أما لمح أنت نظرت و أعرضت، و حدج نظر مع محبة.
الآن نظر شزراً، أي نظر مع احتقار، إنسان بذيء اللسان تكلم بكلمات بذيئة تنظر له هكذا، تقول: نظرت إليه شزراً.
إذا الإنسان ساكن بغرفة سقفها متصدع، و سمع صوتاً، و الشق توسع فيخاف نقول: شخص، شخص نظر مع الخوف، حدج نظر مع المحبة، لاح الشيء ظهر و اختفى، لمح نظرت أنت و أعرضت.
الآن بحلق: نظر مع الدهشة، أحياناً شخص يقيس ضغطه فوجده اثنين و عشرين تكاد عيناه تخرجان من مكانهما.
الآن حملق ؛ عندنا للعين حملاق، لو شخص مسك الجفن و فتحه، يجد فيه لوناً أحمر، هذا اسمه حملاق العين، فحينما حملق ظهر باطن الجفن، نقول: حملق، و يوجد حدق ؛ الضوء خفيف جداً، و القطعة صغيرة، تجد حدقة العين تتسع، إذا اتسعت حدقة العين معناها حدق، و إذا ظهر حملاق العين حملق، و إذا نظر مع الدهشة بحلق، و إذا نظر مع المحبة حدج، و إذا ظهر الشيء و اختفى لاح، و إذا نظرت كمؤمن و أعرضت لمح، إذا كنت تقف بقمة جبل، و أمامك سهل جميل أخضر، و من بعيد البحر و أيام ربيع و الأرض كلها ترتدي حلة قشيبة، تقول: رنا، رنوت إلى المنظر أي نظرت مع الاستمتاع.
مراقب يراقب الطلاب و يوجد طالب حجمه صغير و لكنه ينقل و هو لا يراه، فالمراقب يمط حاله، إذا شخص رفع جسمه و مط نفسه نقول: استشرف، استشرف النظر مع التمطي، و إذا أعطيناك قماشاً نقول لك: هذا بوليستر أم صوف طبيعي نقول: استشف، رأى هذه رؤيا قلبية رأيت العلم نافعاً، العلم لا يرى بالعين أنا أرى هذا القلم أما رأيت العلم نافعاً تعني الرؤيا القلبية، و شخص مع الخوف، فكلما كانت الكلمات التي تستعملها كثيرة كلما جاءت العبارة دقيقة، قال:

﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) ﴾

( سورة طه: الآية 17)

لو قرأت كل معاجم اللغة ليس هناك إلا كلمة واحدة تصلح لهذا الحادث أو هذا المعنى أهش، أضرب لا، أحياناً شخص يضع يده على يد صديقه نقول ضربه ؟ لا، مسه ؟ لا، ربت على كتفه.
الخلاصة: كلما جاءت الكلمات التي تستخدمها غزيرة جاءت العبارة دقيقة.

أسلوب الإنسان يتعلق بعدد الكلمات التي يمتلكها في الذاكرة الاسترجاعية:

كيف تنمو كلماتك ؟ أسلوبك متعلق بعدد الكلمات التي تمتلكها في الذاكرة الاسترجاعية، أسلوبك في الكتابة متعلق بعدد الكلمات التي تمتلكها في الذاكرة الاسترجاعية، تماماً كالألوان للرسام، إذا كان يملك مئة لون يمكن أن يعطي أدق التفاصيل، أما إذا عنده أربعة ألوان يختلف هذا، لذلك العين البشرية يمكن أن تفرق بين لونين من ثمانمئة ألف درجة، لو درجنا اللون الأخضر ثمانمئة ألف درجة العين البشرية تدرك الفرق بين درجتين.
لذلك لو صورنا الأخوة الحاضرين بآلة تصوير تكاد تكون الألوان متقاربة في الصورة، أما بالعين البشرية لا يوجد شخص من الأخوة الحاضرين له لون كاللون الثاني، العين تدرك ذلك.
إذاً حتى يقوى الأسلوب يجب أن نقرأ قراءة أسلوبية، يوجد معنا قلم رصاص و قلم أحمر، القلم الرصاص للأفكار، و تلخيصها، و التعقيب عليها، و ربطها، و ترتيبها، و تحليلها، و القلم الأحمر للكلمات الجيدة، للعبارات البلاغية، و الصور الجميلة.

آلاف الأشياء تستمتع بها بقدر ما تبذل بها من جهد إلا العلم:

 

أخواننا الكرام يوجد بالعلم شيء، آلاف الأشياء تستمتع بها بقدر ما تبذل بها من جهد إلا العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، بالعلم لا يوجد حل وسط، أي أنت تعلم أن الهمزة المتوسطة تكتب على حرف يناسب أقوى الحركتين حركتها و حركة الحرف الذي قبلها، قاعدة جامدة يصعب حفظها، مؤمن على الواو قبلها مضموم و هي ساكنة و الضم أقوى، أقوى الحركات الكسر، بعد الكسر الضم، بعد الضم الفتح، بعد الفتح السكون، لا يحفظوا، مرة دكتور في الجامعة قال لنا: ائت بقضيب من أجل أن تكسره تحتاج إلى أعلى جهد، أما من أجل أن تضمه يريد جهداً أقل، أما إذا كان مضموماً فتحه أسهل، أما أن تبقيه ساكناً لا يحتاج إلى جهد إطلاقاً، كسر ضم فتح سكون، فكلما تحفظ قضية تربطها بمثل، تربطها بشيء.
أحياناً يقول لك بالإعراب مثلاً: جاء أخي أو جاء والدي فرضاً، والدي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منعاً من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، لا تحفظ هذه العبارة حفظاً جامداً، حاول أن تفهمها، هذه ياء المتكلم لا تقبل جاراً لها إلا مكسوراً لها مهيض الجناح، تقول: هذا قلمي هو قلم خبر مرفوع، تقول: هذا قلمي، قلم: خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منعاً من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، أصل كتابة الهمزة تكتب الهمزة على حرف فيما لو سهلت قرئ ذلك الحرف، لأن قبيلة قريش تخفف الهمزات و قبيلة تميم تحققها، نحن عندنا كلمة تأريخ تميم تقول: تأريخ، قريش تقول: تاريخ، و لم يكن له كفؤاً أحد هذه تميم، قريش كفواً أحد، بئر، بير، باللغة العامية تسهل لا تحقق، مثلاً ذيب عوضاً عن ذئب، فنحن الهمزات تحقق و تسهل، الهمزات تكتب على حرف فيما لو سهلت قرئ ذلك الحرف، هذه القاعدة، مؤمن تكتب على الواو، إذا سهلتها تقول: مومن، ملائكة تكتب على النبرة لو سهلتها تقول: ملايكة، العوام يقولون: ملايكة و ليس ملائكة، أي سهلوا الهمزة، طبعاً الكلام لا يعني الطلاب فقط، أي أخ قرأ كتاباً إما أن يبذل جهداً كبيراً و لا ينتفع منه أبداً، و إما أن يقرأ هذا الكتاب فيصبح جزءاً من ثقافته.

الفرق الكبير بين الحفظ و النسيان:

 

فرق كبير جداً بين أن تقرأ و تنسى، إذا شخص عنده وعاء من دون قعر فتح عليه خمسة إنش لا يوجد شيء، بقدر ما فتحت لا يوجد قعر، هذا الدرس مهمته أن يكون لك قعر يجمع، و يجمع، إذا شخص لم يجمع عنده حسرة دائماً، و الله جلست بمكان يوجد قصة قرأتها و لكن نسيتها، و الله يوجد آية لم أتذكرها، و الله يوجد حديث لم أتذكره، تجده بتحسر دائم، يقرأ كثيراً و لكن لا يحفظ شيئاً، بهذه الطريقة تقرأ و تحفظ، و تقرأ و تستفيد، و تقرأ و تنفع من قراءتك الآخرين.

أهم الملاحظات قبل الامتحان:

1 ـ الابتعاد عن القلق الذي يولد عدم التركيز عند الطالب:


أخواننا الكرام: يوجد شعور ينتاب الطلاب بالامتحان أنجح، لا أنجح، أنسى، لا أنسى، أتذكر، لا أتذكر، هذا الشعور مزعج جداً، هذا الشعور الحقيقة بالمفهوم الديني من الشيطان، ييئسك، ليس من المعقول أن أتذكر كتاباً ثمانمئة صفحة لن أتذكر شيئاً، أنت ارتاح، أنت اقرأ بهذه الطريقة فقط، لا تشغل نفسك بهذه المقلقات أبداً، عندما يأتي السؤال تصبح حالة اسمها اصطفاء، كل شيء خلاف السؤال تهمله و تركز على هذا السؤال و قد تتذكر معظمه، أكثر الطلاب يعيشون حالة قلق أثناء الامتحان أنه قد لا أذكر، قد أنسى، أنت لا تنسى، أنت توكل على الله، أي لا يوجد أجمل من التوكل على الله في الامتحان، أكثر الطلاب يتوقع ألا ينجح، ينجح و يأخذ علامات جيدة لكن القلق يدمره. 

2 ـ أخذ قسط من الراحة:

أحياناً الإنسان يجهد نفسه في أثناء الامتحان ينعكس هذا الجهد عدم تركيز في الامتحان، لي صديق دخل فحص الشهادة الثانوية بالتاريخ، كان السؤال: تحدث عن مؤتمر برلين ؟ قال لي: أكثر من ساعة و أنا أتذكر أين عقد المؤتمر ؟ مكتوب برلين، إذا كان هناك تعب، إعياء، سهر، أو يوجد شيء مقلق التركيز يضعف، القضية تكون بديهية لكن لا يستطيع أن يركز، فأنا أقول: يجب أن تأخذ قسطاً معقولاً من النوم و لكن لا أن تنام اثنتي عشرة ساعة يوم الامتحان، و إن لم تنم أبداً تذهب إلى الامتحان كيانك مهزوز، فقدت التركيز، فلابد من أخذ قسط من الراحة.

 

3 ـ ابتعاد الآباء و الأمهات عن المشاكل أيام الامتحان:

الشيء الآخر: أنا لي رغبة أن يبتعد الآباء و الأمهات في أيام الامتحان عن المشاكل في البيت، قد ينشب خلاف بين الزوج و زوجته أي الطالب بجو الامتحان يحتاج إلى صفاء، يحتاج إلى هدوء، يحتاج إلى راحة نفسية، إذا كان هناك مشكلات هذه تعيق التذكر، نحن امتحاناتنا هكذا.
يوجد امتحانات أخرى، مثلاً بامتحانات كتاب أربعمئة صفحة، يوجد أربعمئة سؤال كل سؤال من صفحة، و السؤال نعم أو لا، يوجد طريقة أخرى بالامتحانات هذه الطريقة تلغي الحظ كلياً، أي لابد أن تعرف في كل صفحة ما هو الجواب الصحيح، لذلك يوجد معك كتاب أسئلة هذه الطريقة تعمل مسحاً كاملاً لمعلومات الطالب، عندنا غير مطبقة، أي في بلادنا لا تزال الامتحانات عامل الحظ فيها له أثر كبير، فإذا أنت قرأت، و كانت أعصابك مرتاحة، و عندك توكل على الله عز وجل، و جوك النفسي هادئ يمكن أن تذكر معظم المعلومات. 

4 ـ حاجة الحفظ إلى الروابط:

الآن الحفظ يحتاج إلى روابط : " وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاؤوها و فتحت " لما فتحت، فتحت، " وسيق الذين اتقوا إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها و فتحت "، معظم الحفاظ يخطؤون، هل تستطيع أن تعمل رابطاً لماذا و فتحت ؟ لماذا فتحت ؟ أي المؤمن إذا ساقه الله إلى الجنة هذا إنسان مكرم تفتح أبوابها قبل أن يصل، هل من المعقول أن نستقبل رئيس جمهورية يدق الباب ؟ إذا عندنا ضيف رئيس جمهورية، و نريد أن نضيفه بالقصر، هل من المعقول أن يصل إلى القصر و الباب مغلق ؟ هذه ليست واردة إطلاقاً، الأبواب مفتحة، السجاد ممدود، الاستقبال: 

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ 

( سورة الزمر: الآية 73)

أما إذا شخص قادم إسعاف أو مجرم مقيد:

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾

( سورة الزمر: الآية 71)

الآن انتهت العملية.

على الإنسان أن يربط كل قضية ربطاً معيناً كي لا ينساها أبداً:

 

إذاً كل قضية تستطيع أن تربطها ربطاً معيناً لا تنساها أبداً، سئل عليه الصلاة و السلام كيف تحفظ القرآن ؟ فقال: أنا أعقله، أعقله أي يوجد روابط، أما أنتم تقرؤون هكذا لا تحفظ و لاسيما في المتشابهات، أي مثلاً يقول الله عز وجل:

﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) ﴾

( سورة الجمعة: الآية 2)

﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾

( سورة البقرة: الآية 129

يوجد تسلسل، اجتهاد سيدنا إبراهيم أنه: يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم، لكن الله يقول: يتلو عليه آياتك و يزكيهم، التزكية مقدمة على المعلومات، يتلو عليه آياتك و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة، فلذلك عندما أنت تربط سيدنا إبراهيم اقتراحه ترك الأولى، أما الله عز وجل ذكر المنهج الصحيح، تلاوة الآيات ثم التزكية ثم تعليم الكتابة و الحكمة.

5 ـ الدقة في العبارة و الدقة في الحفظ:

ثم أحياناً يوجد بالامتحان أخطاء فاحشة، مثلاً: ذكر بيتين من الشعر قالهما أحد أصحاب رسول الله، حينما صلب:

و لست أبالي حين أُقتَل مسلماً على أي جنب ألقى في الله مصرعي
***

شخص قرأ البيتين: و لست أبالي حين أقْتُلُ مسلماً هذا لجهنم، كافر خالد مخلد في النار حين أقتل مسلماً، بين أقتُل و بين أقتَل مسافة كبيرة، يوجد قارئ توفي رحمه الله اقترب منه طالب علم أراد أن يثني عليه قال: أحب الصالحين و لستَ منهم، هي و لستُ منهم، انظر إلى الحركة، هي:

أحب الصالحين و لستُ منهم لــعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من بضاعته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعـة
***

فأحياناً يوجد أخطاء كبيرة جداً، كلما تعلمت الدقة في العبارة و الدقة في الحفظ ارتقى أسلوبك.

6 ـ القراءة بشكل جهوري:

يوجد ملاحظة أن الطالب أحياناً لا يحسن أن يقرأ لأن قراءته كلها قراءة صامتة، كل حياته قراءة صامتة، لو كلفته أن يقرأ صفحة لا يحسنها، الذي يحصل أن اللغة العامية لها مدرج صوتي محدود، أما اللغة الفصحى لها مدرج صوتي أوسع، وكأنه دولاب يمشي على مسنن، كل حركته بهذه المنطقة المحدودة هنا حركته سهلة و لكن تعال و أوصله إلى مكان صدئ يتعسر.
نصحنا أستاذ في الجامعة أن نقرأ عشر صفحات من القرآن كل يوم بصوت جهوري، هذا يقوي الأسلوب، لأن الضاد لها مخرج، الدال و الضاد، و التاء و الطاء، باللغات العامية دائماً حرف يكفي عن اثنين، لا يوجد عندهم ثاء يوجد سين، أستاذ في الجامعة سأله طالب: يا أستاذ لغتنا معقدة ثاء و سين و ظاء و طاء، قال له: أتحب أن يقال كثر الله أمثالك، أم كسر الله أمثالك ؟ و الفرق كبير جداً بين كثر الله أمثالك و بين كسر الله أمثالك.
حينما تنطق و تقرأ بصوت جهوري علم ابنك أن يقرأ كل يوم نصاً مكتوباً مضبوطاً بالشكل.

 

7 ـ الابتعاد عن العامية و القراءة بالفصحى:

قال لي طالب: أنا ضعيف بالإعراب كثيراً و لا يوجد معي ثمن دروس خاصة، هل يوجد طريقة أتقوى بها بالإعراب ؟ قلت له: نعم، يوجد كتاب اسمه: شذور الذهب في كلام العرب، هذا الكتاب ينتهي بثلاثمئة بيت من الشعر بالفهرس، أعرب أحد الأبيات مكتوب إلى جانب كل بيت رقم الصفحة التي أعرب فيها إعراباً دقيقاً، فأنت أعرب بيتاً و ارجع إلى مكان إعرابه و وازن بنفسك، لو استطعت أن تعرب ثلاثمئة بيت بجهدك الشخصي ثم ترى كيف تعرب هذه الأبيات بدقة بالغة تحل المشكلة.
إذاً يمكن أن تتقوى بالإعراب، تتقوى بالنطق، باللغة العامية لا يوجد بها أحرف لثوية أبداً، " باللغة الفصحى لا يوجد غير ما، بالعامية يوجد ما، مو، مي، ما لقيته، مو موجود، مي طيبة هل الأكلة، ما لقيته ما، مو موجود مو، مي طيبة مي".
الحقيقة أن اللغة الفصحى تقرؤها فتشعر بنشوة، و الإنسان عندما يتكلم باللغة الفصحى في بيته و مع أولاده و ليس اللغة المقعرة، قال لهم شخص: مالكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على دجنة افرنقعوا عني، هذه اللغة غير مقبولة، و لكن بدل ضرب لك تلفون، اتصل بك، إذاً يوجد كلمات باللغة العامية غير مقبولة.

 

أهم الملاحظات أثناء الامتحان:

 

1ـ قراءة الأسئلة كلها و التأكد من المطلوب:

نصيحتي الأولى: أنت بالامتحان اقرأ الأسئلة كلها، أحياناً القلم تغلقه، و تستهلك عشر دقائق و أنت تتأمل في الأسئلة، هذا الوقت ليس هدراً و لكنه توظيف للامتحان، قبل أن تكتب اقرأ السؤال جيداً، كم من طالب أجاب إجابة لا علاقة لها بالسؤال، فهمه فهماً سريعاً، أول نصيحة لأخواننا الطلاب بالامتحان ضع السؤال أمامك، و اقرأ الأسئلة خلال خمس دقائق بهدوء، و أعد قراءتها حتى تتأكد ما هو المطلوب.

2 ـ كتابة السؤال الذي تعرف جوابه أول شيء وكتابة الخواطر على المسودة:

الآن ابدأ بأهون سؤال تراه أنت، يصير مع الطالب أنه يبدأ بأصعب سؤال، يحفظها تماماً أنا أعرف هذه، أنا بزحمة كتابة السؤال الصعب انتهى الوقت، يوجد عندك أشياء تعلمها تماماً و عليها علامات راحت عليك، فالمفروض أن تكتب السؤال الذي تعرف جوابه أول شيء، و أنت تكتب يوجد سؤال صعب تذكرت فكرة من السؤال الصعب اكتبها على المسودة، لأنه أحياناً تأتيك الخاطرة و تغيب عنك أحياناً أخرى، فأنت تكتب السؤال السهل أولاً، و أنت باعتبارك مشغول بالسؤال الصعب و قلق من أجله فعندما تأتيك فكرة من السؤال الصعب اكتبها على المسودة.

3 ـ تنقيح الكتابة:

التنقيح بالكتابة قد يعفيك من حسم علامات كثيرة، باللغة العربية إذا كان هناك أخطاء لغوية أو نحوية تحسم عدة علامات، لأن الإجابة دائماً نصف علامة على الموضوع و النصف على الأسلوب، فإذا أنت لم تهتم بتنقيح الأسلوب يوجد أخطاء بالهمزات، الاقتصاد هل تريد همزة ؟ لا، هذه همزة وصل، أنا أستغرب أذهب إلى المطارات أحياناً لوحات كبيرة يضعون همزات بالخطأ، همزة الوصل و القطع أضف لها واواً فإن سقطت فهي وصل، استيقظ ضع واواً ذهبت الهمزة إذاً لا تكتب، كتابتها خطأ، و إذا وجد عدة همزات خطأ بالإجابة تحسم نصف العلامة، فأنا أقول لك ابدأ بالسؤال الذي تعرفه تماماً.
ثانياً: الهمزات يجب أن تهتم بها، لكن يوجد عندنا قاعدة بالتصحيح إذا أهملت شيئاً من حقه الإثبات فسر سهواً، أما إذا أثبت شيئاً من حقه الإهمال فسر ضعفاً، أي أكل من دون همزة لابأس، أما استيقظ بهمزة يذهب عليها علامة، يوجد فرق لأن أكل من حقها الإثبات أهملتها أنت تفسر سهواً، أما استيقظ من حقها الإهمال إذا أنت أثبتها تفسر ضعفاً يوجد حسم علامات، أهم شيء التنقيح، دع عشر دقائق للتنقيح، قد تصحح عشرة أخطاء، تأخذ خمس علامات زيادة بالتنقيح.
إذاً نبدأ بالسؤال الذي نعرفه و إذا جاءتنا خواطر في السؤال الصعب نسجلها، ثم ننقح.

4ـ عدم تسليم الورقة إلا بعد أن تسحب منك قهراً:

النصيحة قبل الأخيرة لا تسلم الورقة إلا بعد أن تسحب منك قهراً، يذهب طالب بنصف الامتحان، هذه لم أكتبها، و هذه لم أكتبها، أين كنت ؟ لا تذهب، رغبة عند الطلاب عجيبة أن يخرج في نصف الوقت، عندك ساعتان اكتب لا تخرج من الامتحان إلا إذا سحبت منك الورقة.

5 ـ أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء:

أخواننا الكرام: آخر ملاحظة ؛ أنك إذا درست جيداً أي أخذت بالأسباب، و نسيت الله، و اعتمدت عليها، و اعتددت بهذه الدراسة المتقنة، و قلت: أنا لابد من أن أنجح و سآخذ علامة عالية، قد لا تنجح لأنك ارتكبت أكبر خطأ بالتوحيد أنك اعتددت بدراستك و نسيت الله عز وجل، و إذا لم تدرس أيضاً لا تنجح لأنك لم تأخذ بالأسباب، الموقف الكامل أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء.
قال له: يا رب عليّ الهندسة و عليك الجبر، هذه متأكد منها فلم ينجح لا بالهندسة و لا بالجبر، يجب أن تفتقر إلى الله، و الله عز وجل يمكن أن يمدك بمعلومات و أنت بالامتحان قد لا تذكرها أحياناً، معونة الله بالامتحان واضحة جداً تحتاج إلى دعاء، و إلى استقامة، و إلى توكل، و إلى أخذ بالأسباب.
فالمؤمن دائماً يأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم يتوكل على الله و كأنها ليست بشيء، يا رب عليك الجبر و الهندسة فقال له: ليس عليّ شيء.
الصحابة الكرام معهم سيد الخلق قالوا: لن نغلب من قلة، فلم ينتصروا:

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ﴾

( سورة التوبة: الآية 25)

و يوجد قصص بهذا القبيل شيء لا يصدق، تكتب موضوعاً آخر تأخذ صفراً، ينصرف ذهنك إلى موضوع ثان من السرعة، و عدم التوفيق، و عدم التريث.

الأخذ بالأسباب ثم التوكل على رب الأرباب قبل القيام بأي عمل:

 

أتمنى على الطالب أنه أول ما يأخذ السؤال يغلق القلم، و يحاول أن يتأمل الأسئلة خمس دقائق، حتى يستوعب ما هو المطلوب.
الأخذ بالأسباب ثم التوكل على رب الأرباب، أن تأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ثم تتوكل على الله و كأنها ليست بشيء، و هذا الشيء يفيدنا بالامتحان، و بالحياة العملية، و قبل أن تلقي درساً، و قبل إجراء عملية، و قبل القيام بأي عمل.
كنت بطرابلس من حوالي شهرين، أول طبيب بطرابلس له صديق عزيز زوجته في ولادة عسرة، أي يوجد مشكلة كبيرة بالولادة، فجاء الصديق إلى صديقه الطبيب و عرض عليه حالة زوجته، قال له: أرجوك لو أنك سألت طبيباً آخر، أي لو عملتم استشارة طبية، قال له: أنا أفهم واحد، سوف أقول لكم كلمة و العياذ بالله قال له: إذا الله يغلط أنا أغلط، هذا الطبيب الآن سحبت شهادته، أول مرة بتاريخ لبنان تسحب شهادة الطب، و يتغرم بمبلغ بالمليارات، ارتكب خطأ لا يرتكبه طالب طب، هذه حالة حادة جداً، بتاريخ لبنان لم تسحب من طبيب شهادته إلا هذا الطبيب، ارتكب خطأ لا يرتكبه طالب طب، وبعد التحقيق عملوا لجنة، و ماتت الزوجة.

أنا، نحن، لي، وعندي أربع كلمات مهلكات على الإنسان الابتعاد عنهن:

 

عندما تقول: أنا معنى هذا يوجد حمق، أربع كلمات مهلكات: أنا، و نحن، و لي، و عندي.

﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾

(سورة الأعراف: الآية 12)

فأهلكه الله.

﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾

( سورة النمل: الآية 33)

أهلكهم الله عز وجل.

﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ﴾

(سورة الزخرف: الآية 51)

أهلكه الله عز وجل.

﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾

( سورة القصص: الآية 78)

الآن يوجد أخ يقول لك: أنا جئت متأخراً، أعوذ بالله من كلمة أنا، تخرج روحك من هذه الكلمة يقولها لك مئة مرة، فقط مرة واحدة و انتهى، من كتب الوظيفة ؟ أنا أستاذ، أعوذ بالله من كلمة أنا، هذه غير صحيحة، تقول: أنا تعتد بها، إذا هناك اعتداد أنا، و نحن، و لي، و عندي، أما بدرج الكلام لا يوجد بها شيء، إذا ما قصدت الكبر، و الافتخار، و الزهو لا يوجد بها شيء.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور