وضع داكن
21-11-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 205 - الطحال.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

إليكم الحديث عن الطحال :

أيها الأخوة الأكارم, هناك عضو صغير تحت المعدة، لا يزيد وزنه عن مئةٍ وسبعين غراماً، ولا تزيد أطول أبعاده عن خمسة عشر سنتيمترا، هذا العضو الصغير اسمه: الطحال, وقد ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ملايين الملايين، بل في كل ثانيةٍ مليونان ونصف من الكريات الحمر الميتة تفد إليه, الكريات الحمراء: هي خلية دموية, يزيد عمرها عن مئةٍ وعشرة أيام، حينما تموت تذهب إلى الطحال, لأنه مقبرتها, هذه الكريات الحمراء، الاثنين ونصف مليون كرية بالثانية الميتة تذهب إليه، لتُحَلَّلَ إلى عواملها الأساسية، تحلل إلى الهيموغلوبين الذي يذهب إلى الكبد، فيكوَّن الصفراء، والصفراء مادةٌ فعالةٌ في هضم المواد الدهنية، ومن استأصل صفراءه, لا ينبغي أن يأكل الدهون أبداً .

تذهب كميَّات الحديد المحللة من كريات الدم الحمراء الميتة إلى نقي العظام, ليعاد تصنيعها من جديد، كريات حمراء جديدة, الاقتصاد إذن فضيلة من الفضائل، وفوق هذا وذاك يعدُّ الطحال مستودعاً احتياطياً للدم، فخمسة بالمئة من مجموع الدم مخزنٌ في الطحال, متى يصرف هذا المخزون؟ يصرف عند انخفاض الضغط الشديد، أو في النزيف، أو عند ارتفاع درجة الحرارة، في هذه الحالات الثلاث ينفق هذا المخزون, ليلبِّي الحاجة السريعة .
وفوق هذا وذاك، الطحال معملٌ لتصنيع كريات الدم الحمراء, كان هذا المعمل يعمل قبل خروج الجنين من بطن أمه، معمل مرحلي، وبعد خروج الجنين من بطن أمه، وقيام نقي العظام بالعمل على تصنيع كريات الدم الحمراء، يصبح معملاً احتياطياً, فلو أصاب المعامل الأساسية خللٌ أو خطرٌ، يعمل من جديد, فهو معمل دمٍ احتياطي، ومستودعٌ للدم, ومقبرةٌ له, وربما كانت سلامتنا متوقفةً إلى حدٍ ما على سلامة الطحال، فلو عمل بأنشط مما ينبغي أن يعمل، لأصيب الإنسان بفقرٍ شديد في الدم أودى بحياته .
هذا الطحال الذي نأكله أحياناً في الشطائر, هو معمل دمٍ احتياطي, ومقبرةٌ للدم، ومستودعٌ يخزِّن خمسةً في المئة من مجموع دم الإنسان، تبارك الله أحسن الخالقين, قال تعالى:

﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

[سورة الذاريات الآية: 21]

نص الزوار

إخفاء الصور