- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم الحديث عن شبكية العين:
أيها الأخوة المؤمنون, يقول الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم مخاطباً هذا الإنسان الغافل:
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ﴾
يعني في بعض البحوث المتعلِّقة بالعين، شيءٌ لا يصدق، فالعين كما تعلمون، لها قرنيةٌ، ولها قزحيةٌ، ولها أخلاطٌ شفافةٌ، من خلطٍ زجاجيٍ، إلى خلطٍ مائيٍ، إلى جسمٍ بلوري، إلى أجفان، إلى عضلات
نريد في هذه الخطبة الحديث عن نقطةٍ صفراء في قعر العين، تسمى: الشبكية، عليها تنطبع الأخيلة والصور، هذه الشبكية حجمها صغيرٌ صغير، ومع أن حجمها صغير، فهي مؤلفةٌ من عشر طبقات تحوي مئة وثلاثين مليون عصيبة.هذه العصيَّات لاستقبال اللون الأبيض والأسود مع درجات الاختلاف بينهما، وكثرة هذه العصيَّات من أجل دقة الصورة، فالعين المجردة لها دقةٌ تفوق حد الخيال، ومع هذه العصيَّات المئة والثلاثين مليون، هناك سبعة ملايين مخروط لاستقبال الألوان، فأنت ترى الأبيض والأسود، وترى الألوان, وتستطيع العين المجردة أن تميَّز بين لونين، من تدريجٍ يزيد عن ثمانمئة ألف درجة بلونٍ واحد.
الأغرب من ذلك، أن آلية انتقال الصورة هي آليةٍ كهربائية، فهناك تيارٌ كهربائيٌ لا تزيد شدته عن مئة إلى مئتين ميكرو فولط، الميكرو فولط واحد من مليون من الفولط، شدة هذا التيار من مئة إلى مئتين ميكرو فولط، كيف يكون هذا التيار؟ قال: إن الضوء الداخل إلى قُزحية العين ينصبُّ على الشبكية، أو على هذه العصيات والمخاريط
إذا انصبَّ عليها الضوء شحبت، فحين تشحب تتفكك ذراتها الكيميائية إلى مركباتٍ كيميائيةٍ متعددة، ويتولَّد من هذا التفاعل الكيماوي، تيارٌ كهربائيٌّ متفاوت الشدة، ينتقل هذا التيار عبر الألياف العصبية إلى الجزء الخلفي من الدماغ، فتكون الصورة, قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾
الخاتمة:
أيها الأخوة المؤمنون, إذا أمضيتم جزءً من وقتكم في التفكُّر في خلق السموات والأرض، أو في التفكر في أنفسكم، فأنتم والله تحثون السيَّر إلى الله عز وجل كأن الكون بما فيه من آياتٍ دالةٍ على عظمة الله، وكأن الإنسان بما انطوى عليه من آياتٍ دالةٍ على عظمته، نافذةٌ عريضةٌ، نرى من خلالها عظمة الله عز وجل، من هنا قال الله عزَّ وجل:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾