- محاضرات خارجية / ٠07رحلات - أمريكا
- /
- ٠1رحلة أمريكا -1
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الأكارم:
لازلت أؤكد لكم أنه أخطر شيء في الدين صحة العقيدة، فإن صحة العقيدة صح العمل، وإن صح العمل بلغ الإنسان الأمل، موضوع المحاضرة اليوم موضوع ما إذا كان الإنسان مخيراً أم مسيراً، أنا أرى أنه ما من عقيدة فاسدة تشل الإنسان شلاً كاملاً وتجعله قاعداً مستسلماً لمصيره المحتوم كعقيدة الجبر، كأن تعتقد أن الله أجبرك على كل أعمالك وسوف تحاسب عليها مع أنك مجبر عليها، كما قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
***
عقيدة الجبر تشل حركة الإنسان كما لو أن مدير مدرسة جمع الطلاب في أول يوم من افتتاح المدرسة وتلا عليهم أسماء الناجحين سلفاً وأسماء الراسبين وقال لهم: انطلقوا إلى الصفوف وادرسوا.
حينما تعتقد أن الله أجبرك على أعمالك تشل حركتك ويغلب عليك التشاؤم، وقد لا تدري أنت مع من لذلك نبدأ موضوع اليوم، موضوع ما إذا كان الإنسان مخيراً أم مسير بآية هي الأصل في هذا الموضوع طبعاً أقوى دليل على الإطلاق كلام الله عز وجل، الدليل النقلي من الوحيين الكتاب والسنة، ويوجد دليل عقلي، ودليل واقعي، ودليل فكري، نبدأ بالدليل النقلي، قال تعالى:
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾
قال علماء التفسير وعلماء العقيدة: هذه الآية أصل في أن الإنسان مخير فمن ادعى أنه مسير، مكره، مجبر فقد التقى مع طور المشركين.
الخرص أشد أنواع الكذب، وهذا الكذب على الله، ويقول الإمام الغزالي: العوام لأن يرتكبوا الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون.
بل إن الله جل جلاله رتب المعاصي ترتيباً تصاعدياً في آية في سورة الأنعام وجعل أشد معصية، قال تعالى:
﴿تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)﴾
ويوجد آية أخرى قال تعالى:
﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (6)﴾
﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)﴾
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللَّهِ ))
فأن تتوهم أن الله أجبرك على المعصية، وقدر عليك كل المعاصي قبل أن تخلق وسوف يحاسبك عليها ولا رأي لك بذلك، هذا كلام لا يقبله أحد، هنا مؤسسات وشركات، وأن مدير شركة أرسل أحد موظفيه بمهمة وفي اليوم التالي جاء دفتر الدوام غائب، فلما عاد من هذه المهمة التي أجبره عليها، قال له: لماذا أنت غائب البارحة حسم من راتبك عشرة بالمائة، يقول له: أنت الذي أمرتني أن أذهب، كيف أجمع بين أن أذهب وأن أبقى في الدوام ؟ هل يصلح هذا مدير لمؤسسة ؟
شيء آخر، بالإنسان أحياناً قد يشم من بعض الآيات رائحة الجبر، بماذا نجيبه ؟
هناك قاعدة أصولية، قاعدة قطعية: أن الآيات المتشابهات مهما كثرت تحمل على الآيات المحكمات، كيف ؟ أنا أقول لك القمح مادة خطيرة ما معنى خطيرة ؟ هل معنى هذا أنها تتفجر، أو أساسية في حياة الإنسان كلمة مبهمة، كلمة فيها شبهة، احتمالية، قلت بعد قليل القمح مادة أساسية في حياة الإنسان، إذاً كلمة خطيرة نحملها على أنها أساسية، فالآيات المتشابهات مهما كثرت تحمل على الآيات المحكمات مهما قلت لو يوجد ألف آية في القرآن يشم منها رائحة الجبر هذه كلها تحمل على آية:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)﴾
لأنه حينما تعتقد أنك مجبر تعفى من المسؤولية وتيأس.
أيها الأخوة الكرام:
النقطة الدقيقة، قد يسأل سائل ما معنى قوله تعالى:
﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)﴾
المعنى بسيط جداً، شاءت مشيئة الله أن تكونوا أصحاب مشيئة، لولا أن الله شاء لكم أن تكونوا أصحاب مشيئة، لولا أن الله شاء لكم أن تكونوا أصحاب مشيئة لما شئتم، فإذا سعدتم بمشيئتكم وكانت هذه المشيئة سبب رقيكم وسعادتكم وفوزكم فهذه المشيئة من مشيئة الله، وليس معنى وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ليس معناها الجبر ولكن معناها الفضل، وفرق كبير بينهما.
يوجد آية أيضاً قال تعالى:
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾
الحقيقة أن الله جعل هذا الإنسان المخلوق الأول، جعله مكرماً كرمه بالشهوة والشهوة قوة دافعة، وكرمه بالاختيار، وكرمه بالفردية، وكرمه بالعقل، وكرمه بالتشريع، هذه مقومات التكليف لذلك ربنا عز وجل يقول: لو شئنا أن نجبركم على شيء ما وأن نلغي اختياركم ونلغي تكريمكم وأن نلغي أنكم المخلوق الأول، لو شئنا أن نلغي هويتكم وتكريمكم واختياركم وأردنا أن نجبركم لما أجبرناكم إلا على الهدى.
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾
لكن هذا الهدى الناتج عن الإكراه لا يسعد إطلاقاً ولا ترقى به إلى الجنة إذاً الآيات المتشابهات التي يشم منها رائحة الجبر هذه تحمل على الآيات المحكمات، والأصل في هذا قوله تعالى:
﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)﴾
آية أخرى قال تعالى:
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾
﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)﴾
البث في الفضاء فأنت بجهاز الاستقبال إما أن تستقبل هذه المحطة أو لا تستقبلها، ولكن البث موجود قال تعالى:
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾
﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً(29)﴾
و المشيئة تعود على الإنسان.
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)﴾
بعضهم توهم أن هو تعود على الله، فإذا أعدنا هذا الضمير على الله المعنى يفسد كأن تقول و أنت تركب سيارة لمن يجلس في المقعد خلفي اذهب إلى اليمين رجاءً يقول لك: المقود بيدك لا معنى لتقول اذهب إلى اليمين، و لكل وجهة هو فإذا كان الله هو الذي يوليها لماذا يقول الله فاستبقوا الخيرات، بمعنى يفسد عندئذ، ولكل وجهة هو الإنسان يوليها فاستبقوا الخيرات، هناك شيء دقيق جداً في الاختيار و هو أنه لا يعقل و لا يليق و لا يصح بكمال الله عز وجل أن يقول كلاماً بلا معنى، قد يفعله الإنسان، الإنسان قد يقول كلاماً لا معنى له مضطراً مجاملة نفاقاً مداراة أما خالق الكون يقول كلاماً بلا معنى، لو أنك مسير أو في ممر ضيق عرضه كعرض كتفيك تماماً و قيل لك خذ اليمين هذا كلام لا معنى له، العلماء قالوا: لمجرد الأمر و النهي فأنت مخير، لو أنك مسير ما معنى أن يأمرك أن تكون صادقاً، ما معنى أن ينهاك عن الكذب، ما معنى أن يأمرك بالصلاة، أن ينهاك عن الخمر و الزنا، فلمجرد الأمر و النهي فأنت مخير قال تعالى:
﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً(29)﴾
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)﴾
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾
هذه النصوص، و لا يليق بكمال الله أن يجبرك على عمل ثم يحاسبك عليه لذلك حينما قدم لسيدنا عمر برجل شارب للخمر، فقال عمر: أقيموا عليه الحد، فقال: و الله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك فقال: أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر و مرة لأنه افترى على الله، قال: ويحك يا هذا إن قضاء الله لن يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار، لذلك قال سيدنا علي كرم الله وجهه: لو أن مسيرنا إلى الشام بقضاء و قدر لعلك ظننت قضاءً لازماً و قدراً حاتماً إذاً لبطل الوعد و الوعيد و لانتفى الثواب و العقاب إن الله أمر عباده تخييراً و نهاهم تحذيراً و كلف يسيراً و لم يكلف عسيراً و أعطى على القليل كثيراً و لن يعصى مغلوباً.
سيدنا الحسن يقول: لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، لو تركهم هملاً لكان عجزاً في الإرادة.
فالله سبحانه و تعالى أعطانا حرية الاختيار، لماذا ؟ ليثمن عملنا، من دون حرية اختيار العمل الصالح لا قيمة له و العمل السيء لا قيمة له و لا يحاسب عليه، لو أنك أجبرت طالباً أودعته في السجن في أيام الامتحان، منعته من أن يقدم امتحانه، طبعاً رسب، الآن توجه له توبيخاً و لوماً أنه رسب غير معقول، لو أنك أعطيت الأسئلة لطالب فنال الدرجة الأولى، أقمت له حفلاً ضخماً تكريماً لهذه الدرجة العالية كذلك هذا كلام فارغ، فدائماً و أبداً الدليل النقلي لا يتعارض مع الدليل العقلي لأن النقل كلامه و العقل مقياسه و الواقع خلقه و الفطرة جبلته و انتهى الأمر، الحق ما جاء به النقل الصحيح و توافق مع العقل السليم و مع الفطرة السليمة و مع الواقع الموضوعي.
أيها الأخوة الكرام:
هل نحن مخيرون في كل شيء ؟ الجواب لا، أنت ولدت من أب فلان الفلاني و من أم فلانة الفلانية هل لك خيار في أمك و أبيك ؟ أبداً، هل لك خيار في العصر الذي ولدت فيه ؟ هل لك خيار في الزمان الذي ولدت فيه ؟ فلان ابن الخمسينات و يوجد إنسان ابن الثلاثينات و هناك إنسان ابن القرن الثامن عشر و هناك إنسان جاء بالعصور الوسطى و هناك إنسان جاء بعصر التابعين و هناك إنسان سيأتي في عصر آخر فالعصر لا تملكه و المكان لا تملكه و أمك و أباك لا تملك فيهما اختيار، البيئة قد يأتي إنسان ابن ملك يرى الدنيا كلها على طبق من فضة مقدمة إليه، و قد يأتي ابن فقير لا يجد قوت يومه فلست مخيراً لا بولادتك و لا بزمانك و لا بمكانك و لا بوالديك و لا بالبيئة التي جئت فيها إلا أنه يجب أن نهمس بأذننا هذا الذي لا خيار لك فيه و أنت مسير فيه في صالحك لقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: ليس في الإمكان أبدع مما كان، متى تعرف هذا يوم القيامة حينما تكشف الحقائق ترى وتقول كلمة واحدة الحمد لله رب العالمين، تحمد الله على أنك ولدت من هذه الأم وهذا الأب وبهذا الزمان وبهذا المكان وبهذه الخصائص، أنت مسير في ولادتك و...وفي قدراتك العامة الشكل والمشاعر ثم كلفت بطاعة الله، أنت مخير فيما كلفت ومسير فيما لم تكلف به، الإنسان كلف اختار الخطأ واختار أن يغش الناس، واختار أن يكذب عليهم وأن يأخذ أموالهم ظلماً.
بعد أن يخير فيما كلف يسير لدفع ثمن ما كلف، الكلام دقيق مسير في الأساس ثم أنت مخير ثم مسير، كيف أنت مسير؟
لو فرضنا أن إنساناً اختار الشر، الكذب، ابتزاز أموال الناس وربنا عزوجل تركه حتى الموت دخل النار، لكن رب العالمين هو رب العالمين، عندما يختار الإنسان اختياراً سيئاً يقدر له عقاب في الدنيا على أنه، على أنه ذكي وعلى أنه عاقل لا ينفع مع الله الذكي، لا ينفع ذا الجد منك الجد.
إذا أراد ربك إنفاذ أمر أخذ من كل ذي لب لبه، ترى إنسان ذكي جداً يرتكب حماقة كبيرة جداً هذه الحماقة هو فيها مسير من أجل أن يؤدبه الله عز وجل، ومن أجل أن يدفع ثمن اختياره، أنت مسير في ما لا شأن لك به، ثم أنت مخير فيما كلفت به، ثم أنت مسير لمكافأتك على ما كلفت به أو لعقابك على تقصيرك فيما كلفت به.
لذلك التسير لا يتناقض مع التخير، التسير والتخير يتكاملان، لأن التخير عكسه الإكراه، قال تعالى:
﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)﴾
أنت لست مكرهاً ولكن تخيرك وتسيرك يتكاملان أنت مخير ومسير في وقت واحد، دائماً مخير فيما كلفت، لكن كيف نوفق بين أن الفعل فعل الله وبين أنك مخير، طبعاً نحتاج إلى مثل دقيق، لو أن مصباح في غرفة، ثريا ومفتاحها السري تحت وسادة ولها مفتاح خلبي لا علاقة له بها لو حفرنا الجدار ووضعنا مفتاح كهربائي لا يوجد أي اتصال مع الثريا وقلت لابنك إياك أن تطفئ هذا المصباح، أراد أن يتحداك وأن يعصي أمرك وذهب إلى هذا المصباح وضغط عليه أنت في الوقت نفسه ضغطت على المفتاح الحقيقي وأطفأت الثريا، أنت ماذا فعلت ؟ أظهرت رغبة ابنك في المعصية ولكن أنت الذي أطفأت، لو أمرته أن يعيدها متأدباً، ندم على معصيته أراد أن يطيعك فذهب إلى المصباح الخلبي وضغطه، وضغطته أنت فتألقت الثريا ماذا عبر في معصيته الأولية وبطاعته الثانية ؟ عبرعن حالته النفسية، لذلك قال تعالى:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) ﴾
الإنسان يكسب الفعل، يكسب الطاعة ويكتسب المعصية أما الفعل فعل الله عز وجل، فهذا لا يتناقض، أنت مسير، أردت الخير أعانك عليه أردت إنفاق المال أغناك، أردت أن تدعو إلى الله مكنك من الدعوة، أعطاك العلم أعطاك طلاقة اللسان، الفعل فعل الله والاختيار اختيار الإنسان.
مثلاً: طالب لم ينجح بالامتحان، صدر قرار ترسيبه، فإذا قلنا الطالب رسب الكلام صحيح، وإذا قلنا الإدارة رسبته الكلام صحيح، إذا قلنا رسب سبباً، المدير رسبه تنفيذاً، فلا يتناقض أن تكون أنت مخير والفعل فعل الله عز وجل لذلك إرادة الله عز وجل تعني أنه سمح لك أن تفعل هذا لأن أصل هويتك أنت اخترت وعلى الله أن يمدك بالقوة التي يحرر فيه اختيارك.
أيها الأخوة الكرام:
حينما تؤمن أنك مخير وأن بإمكانك أن تصحح الخطأ وأن تتوب إلى الله وأن تصطلح مع الله عندئذ تكون هذه العقيدة باعث لك على أن ترقى في معرفة الله وطاعته.
الآيات والأحاديث كثيرة جداً والتي توكد حرية الاختيار ولكن الآن إذا شعرنا أن في القرآن آية تشير إلى أن الله يضل من يشاء، نقول هذا الضلال الجزائي المبني على ضلال اختياري أو أن الله يضل عن شركائه، أو أن الضلال الذي يفهم من هذه الآيات كما أن إنسان سافر إلى بلد وفي طريقه إلى هذه البلد وجد طريقين وقع في حيرة في أيهما يسلك، فسأل أحدهم، فقال له: من هذا الاتجاه، فقال له: أنت كاذب هل بإمكان هذا الرجل أن يعطيه معلومات إضافية ؟ أنه يوجد حاجز أو يوجد تحويلة، أو يوجد جسر ضيق... عندما الإنسان يرفض الدين الله يضله، ما معنى أن يضله ؟ لا يستفيد من تفاصيل الدين، إنسان رفض الجامعة لا يستفيد من مكتبتها ولا من هويته كطالب ولا من حسم في الطيران، وكل الميزات انتهت، هذا نوع من أنواع الضلال.
حينما تختار أن ترفض الدين كلاً عندئذ لا يوجد تفاصيل تعينك على معرفة الله عز وجل، إما أن الله عز وجل لا يعطيك التفاصيل أو حينما تقول أن الله أضل فلان أي أضله عن شركائه، أيام الإنسان يعتمد على جهة أرضية فربنا يغار، فإذا اعتمد على غير الله ألهم هذا الإنسان أن يخيب ظنه، ماذا فعل الله ؟ أضله عن هذا الشريك لو أن هذا الشريك لباه لألهه وأنت لمجرد أن تعتمد على جهة غير الله عز وجل، الله عز وجل يخيب ظنك بهذا الإنسان فتتألم، الله أضلك عن الشريك الذي أنت جعلته شريكاً لله عز وجل.
الإضلال والهداية، وآيات التسيير والتخير تحتاج إلى عناية فائقة لأنها متعلقة بالعقيدة، وهو موضوع خطير جداً، أكثر الناس يعتقدون بالجبر والجبر يشل حركة الإنسان والآيات والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة جداً وكلها تتفق مع أن الإنسان مخير، والإنسان من دون تخيير عمله لا قيمة له، أنت إذا أجبرت إنسان على أن يعطيك هدية هل هذه تسمى هدية ؟ تسمى اغتصاب، قيمة الهدية أنها قدمت لك اختياراً، قدمت لك مبادرة من مقدمها هذا الذي أريد أن أبحثه مع بعض أسئلتكم إن شاء الله فمن له سؤال، طبعاً قد تنشأ موضوعات هامة أثناء السؤال والمشاركة.
س: الحديث الشريف:
((...اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ... " ؟))
ج: الكلام واضح كالشمس، أنت خلقت للسعادة والدليل قال تعالى:
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)﴾
هذا أوضح دليل، أنت مخلوق للسعادة، لا يوجد إنسان مخلوق للشقاء،
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)﴾
لو كان الإنسان مدعو إلى الهدى وإنسان قدر عليه الكفر لماذا يعذب الكافر لا يوجد سبب لأنه خلق ليكون كافراً، لذلك الناس كلهم مدعوون إلى الإيمان من هنا تأتي الشدائد على الكفار قال تعالى:
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
فأن تعتقد بأن هناك فئة مدعوة إلى الإيمان وفئة غير مدعوة هذا شيء مستحيل الكل مطلوب إلى رحمة الله، الكل خلق للسعادة قال تعالى:
﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)﴾
ورد في بعض الآثار:
((يا داوود لو يعلم المعرض حبي له وانتظاري إلى ترك معاصيه لتقطعت أوصاله من حبي ولمات شوقاً إلي.))
حتى المعرض مطلوب إلى رحمة الله، إذا قال العبد يارب وهو راكع قال الله لبيك يا عبدي، فإذا قال يارب وهو ساجد، قال الرب لبيك يا عبدي، فإذا قال يا رب وهو عاصي، قال الله عز وجل: لبيك ثم لبيك ثم لبيك.
إياك أن تعتقد أن هذا الكافر غير معني بالهدى، مطلوب للهدى وما أكثر الآيات التي يجريها الله عز وجل لهداية الكافرين، ومؤمنون كثيرون كانوا كفار من قبل، كلمة كافر، هذا عبد لله عز وجل خلقه ليرحمه، خلقه ليسعده، خلقه للجنة، شرد عن طريق الحق وهذا المعنى عميق، يدعوك إلى أن لا تيأس من إنسان، يدعوك إلى أن تنقل هذا الدين العظيم لكل إنسان، يدعوك أن لا تتحرج أن ترى كافراً يعصي الله وتقول هذا لجهنم، لا، احرص على هدايته فكم من إنسان اهتدى بكلمة صادقة، هذا الكلام تطبيقه العملي أنك تدعو إلى الله كل الناس.
((عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ قَالَ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ ثُمَّ قَرَأَ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾ الآيَةَ ))
خلق للجنة، خلق لطاعة الله، خلق للهدى، أما لماذا نحن بالخبث نضمر كلمة خلق للشقاء، لا من قال لك ذلك لماذا تفهم من كلمة خلق له لجهنم ميسر لما خلق له، مستحيل، خلق للسعادة و للجنة و لرحمة الله عز وجل، و لكن إنسان قد يأتي من خلال المال، إنسان قد يأتي من خلال السلطان، إنسان قد يأتي من خلال المرض، إنسان قد يأتي من خلال الإكرام، إنسان يأتي بالشدة، إنسان يأتي بالخوف، إنسان يأتي بالمرض، فكل إنسان يأتي من باب، فكل ميسر لما خلق له من السعادة، هكذا يليق بالله عز وجل، أي أنت كأب هل تقبل أن أحد أولادك أن يعمل بمحل صانعاً طوال حياته و الثاني أنت تعطيه بورد و تدرسه بأعلى بلد في العالم، هل تقبل أنت بهذا ؟ الاثنين أولادك، واحد أنت قررت أن يكون صانعاً، إنسان مستخدم بمحل تجاري طوال حياته و إنسان درسته و أرسلته إلى بلد و نال أعلى الشهادات و نال مكانة كبيرة و دخل كبير فهل أنت أب ؟ مستحيل، لذلك سيدنا عمر قال لسيدنا سعد قال له: يا سعد لا يغرنك أنه قد قيل خال رسول الله، فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينه و بينهم قرابة إلا طاعة ربهم و من ثم أخوانا الكرام و الله لو أنتم عاملتم هؤلاء الذين أنتم معهم الأميركيين بالصدق و الكمال و الاستقامة و دقة المواعيد و الوفاء بالعهد و الله لكنتم دعاة للإسلام، النبي عليه الصلاة و السلام يقول:
(( أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتين من قبلك ))
أنا بحسب ما أعتقد إذا أخطأت مع مسلم، المسلم يقول فلان أخطأ معي يذكر اسمك فقط، أما إذا أخطأت مع غير مسلم يقول الإسلام أخطأ معي، ينسى اسمك و يظهر دينك أنا أعتقد أن كل واحد منكم بهذا البلد سفير المسلمين، لو فرضنا أنك أخطأت معي أنا ليس مشكلة نحن نتسامح، أما إذا أخطأت مع رجل غير مسلم هو يعتز بدينه و بمنهجيته و رأى كذب و احتيال، أخوانا الكرام اسمعوا هذه الآية و الله لها معنى مذهل:
﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)﴾
أما أنت ممكن مع الكافر تكذب و يكشف كذبك، يكشف احتيال، يكشف التواء، يكشف تزوير، مع الكافر تعينه على أن يبقى كافراً و التشبث بكفره، يفتن بكفره و يعجب به و يعجب بباطله و يكره الحق الذي أنت عليه، لذلك المسلم قبل أن يخطئ مع غير المسلم يعد للمليون، إذا أخطأ مع مسلم علاقة بين شخصين، أما إذا أخطأ مع غير مسلم العلاقة بين دينين، بين حضارة و حضارة، الذي ألاحظه أن المسلم بسذاجة أحياناً يكذب و لا يتوانى على أن يحتال أمام كافر فالكافر يعتز بكفره، يرى أنه هو الصح و أنت الخطأ، فقبل أن نخطئ مع هؤلاء الذين نعيش معهم عد للمليون، أنا كنت بالحج رأينا رجلاً قالوا عنه ألماني غربي يطوف حول الكعبة سألت ما قصته قالوا: هذا سبب إسلامه طالب سوري سكن عنده و عنده فتاة جميلة اشتهى والد الفتاة أن يلمح هذا الشاب ينظر إلى ابنته، أبداً، غض بصر حازم و هذا شيء غير معقول، ما هذه العفة و الورع، فتناقشوا فأسلم على يده، استقيموا يستقم بكم، و الله لو أن الأخوة الكرام المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب طبقوا دينهم تماماً و الله لكان حال أهل الغرب غير هذا الحال اتجاه المسلمين، شيء غريب أنت معك حق و دين عظيم، معك دين الآن هو منقذ البشرية، لماذا الضغط على المسلمين ؟ لأن كل المبادئ التي سوى الإسلام أعلنت إفلاسها، كل المبادئ الوضعية لم تحقق للإنسان السعادة، هذه فرصة ذهبية، لم يبق في الميدان إلا الإسلام و هذا يعرفه أعداء المسلمين، ما علينا إلا أن نطبق هذا الدين و الدين قوته بكلمته لا يحتاج إلى شيء آخر، نحن ضد الإرهاب نحن مع الكلمة الصادقة أبداً، الكلمة الصادقة وحدها ترفع شأن الإسلام، إذاً حتى الكافر و الدليل قوله تعالى:
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
لم يقل: مالكم من إله غيري قال:
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
و هناك فكرة سخيفة جداً، مقيتة جداً، قذرة، نحن بلاد الحرب، لا مادام هناك سفارة و تمثيل هذه ليست بلاد حرب، يدعي بعض المسلمين بسذاجة مقيتة أن أموالهم مباحة لنا و نساءهم كذلك، هذا كلام مرفوض، وهذه الفكرة إذا تسربت إليهم كان لها مضاعفات خطيرة جداً
يجب أن تكون أميناً بأعلى درجات الأمانة، أنا مرة أخ في الشام معه بطاقة...فيزة كارت ويوجد عشر أضعاف رصيده بالبنك، فقال لي: هل يجوز أخذ أموال هؤلاء الأجانب، والله أجبرته أن يدفع المبلغ بكامله، وقلت له: أنت تمثل الإسلام في هذه العملية، وهم وثقوا منك وأعطوك هذا الكرت، يجب أن تسحب بقدر رصيدك وإلا تعد سارقاً، فقال لي: أليس هذه بلاد حرب، فقلت له: لا ليست بلاد حرب، يجوز نحن مع إسرائيل بلاد حرب ونحن مع الدول الأخرى بلاد سلم، بلاد اسمها أمان، عندنا بلاد حرب وبلاد أمان، أنا هذا رأيي وإياك أن تتوهم أن هذه بلاد حرب، بل هي بلاد عهد يجب أن تؤدي ما عليك حتى يحترمك هذا الإنسان، أنا ألاحظ حالات لطيفة مسلم ورع هذا يلفت النظر، وقد يدخل بعض الناس في هذا الدين العظيم من هذا السلوك القويم.
الحديث الثاني أنه شقي أم سعيد، نحن إذا أرسلنا إنساناً إلى بلد أجنبي وكلفنا إنساناً يراقبه وقلنا له اكتب لنا هل كان شقياً أم كان سعيداً، ولم نقل له اجعله شقياً أو سعيداً قلنا له اكتب، والدليل قال تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)﴾
ونكتب فعل مضارع، ما قدموا فعل ماض، الإنسان بعد ما فعل يكتب ما فعل، أما المعنى الذي نتوهمه أنه يكتب عليه الشقي قبل أن يولد هذا المعنى لا يتناسب مع القرآن الكريم ولا مع السنة، فنحن، اكتبه شقياً أم سعيداً رافقه أيها الملك واكتب ما إذا كان فعل أسباب الشقاء أو أسباب السعادة، وهذا الحديث المتعلق بالاختيار.
س: ما هو دور المرأة المسلمة في مجال الدعوة إلى الإسلام ؟
ج: يوجد أحاديث لو تعرفها المرأة حق المعرفة لكانت في حال غير هذا الحال، من هو أعلى شيء في الإسلام ؟ ما هو ذروة سنام الإسلام الجهاد، يقول عليه الصلاة والسلام:
((اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبع المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))
المرأة مكلفة ومكرمة ومشرفة ومسؤولة كالرجل تماماً، أية نظرة من الرجل تتوهم أنها دونه فهي نظرة جاهلية، ولو رجعت إلى السنة المطهرة لرأيت النبي عليه الصلاة والسلام عامل زوجاته أرقى معاملة، السيدة عائشة كانت أسيرة عند رسول الله لدرجة أنها تسأله من حين إلى آخر كيف حبك لي، يقول عليه الصلاة والسلام: كعقدة الحبل، أصبحت بينهما شيفرة، تقول له من حين إلى آخر كيف العقدة يقول على حالها.
أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم، وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً بالمقابل إنسان خطب فتاة، أراد أن ينصحها أو أن يمتحنها فقال لها: إن في خلقي سوءً، فقالت له: إن أسوأ خلق منك من حاجك إلى سوء الخلق.
تروي كتب الأدب والسيرة أن القاضي شريح لقيه زميله الفضيل فقال له كيف حالك يا شريح، قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكر صفائي، قال: وكيف تم ذلك، قال: خطبت فتاة من أسرة صالحة فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً، يعني صلاحاً في دينها وكمالاً في خلقها، فصليت ركعتين شكراً لله على الزوجة الصالحة، فلما انتهيت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي وتسلم بسلامي وتشكر شكري، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب، دنوت منها فقالت لي: على رسلك يا أبا أمية، ثم قامت فخطبت، فقالت: أما بعد فيا أبا أمية إنني امرأة غريبة لا أعرف ما تحب ولا ما تكره فقل لي ما تحب حتى أتيه، وما تكره حتى أجتنبه، ويا أبا أمية لقد كان لك من نساء قومك من هي كفء لك، وكان لي من رجال قومي من هو كفء لي ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ليقي الله أمراً كان مفعولاً، فاتق الله في وامتثل قوله تعالى:
﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(229)﴾
ثم قعدت، قال: فألجأتني إلى أن أخطب، وقفت وقلت: أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا، وما وجدت من حسنة فانشريها وما وجدتي من سيئة فاستريها.
المرأة المؤمنة ستيرة، ويوجد امرأة فضاحة، يعني إذا كان هناك خطأ في البيت، الزوج كان بحال نفسي صعب تفضحه، المرأة المؤمنة ستيرة، لا يعلم أقرب الناس إليها شأنها مع زوجها، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها ))
((عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ))
بيت وطعام ولباس وتقول له طلقني، ولا ينظر الله إلى زوجة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه.
قال لها: وما وجدت من حسنة فانشريها، وما وجدت من سيئة فاستريها، قالت: كيف نزور أهلي وأهلك ؟ قال نزورهم مع انقطاع بين الحين والحين حتى لا يملونا.
وفي الحديث الشريف:
((زر غباً تزدد حباً.))
قالت: فمن من الجيران تحب أن أسمح لهن بالدخول إلى بيتك ومن تكره، قال: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم غير ذلك، قال ومضى علي عام عدت فيه إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا، فلما رأيتها في البيت رحبت بها وكانت قد علمت من ابنتها أنها في أهنأ حال، قالت لي: كيف رأيت امرأتك يا أبا أمية، قلت: والله هي خير زوجة، قالت يا أبا أمية: ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدللة فوق الحدود فأدب ما شئت أن تؤدب وهذب ما شئت أن تهذب، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة، قال: ومضى علي عشرون عاماً لم أجد ما يعكر صفائي إلا ليلة واحدة كنت فيها أنا الظالم.
طبعاً الطيبون للطيبات، والإنسان قد ينجح في حياته العامة وقد لا ينجح في حياته الخاصة، ونجاحه في حياته الخاصة بطولة إذا انطلقت من مفهوم إنساني ومن آياته قال تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾
ما دور المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله ؟
أقول كلاماً دقيقاً وخطيراً وهذا كلام إسلامي وصحيح، المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية، مكلفة بالإيمان والإسلام والفرائض والطاعة كما مكلف الرجل، ومشرفة كما هو مشرف ومسؤولة كما هو مسؤول، ولكن الله عز وجل يقزل:
﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)﴾
فيها خصائص وللرجل خصائص، لا تعني أنه أفضل، أنت الآن بحاجة إلى سيارة تنقلك إلى مصيف، يوجد تراكس، والتراكس له وظيفة والسياحية لها وظيفة، فالمرأة لها خصائص، بنيتها الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية موافقة لمهمتها في الحياة، والرجل بنيته الجسمية والعقلية والنفسية موافقة لمهمته في الحياة، أيام المثل يوضح مثلاً: السيارة العامة مكان الركاب يأخذ أكبر مسافة، أما الشاحنة مكان الشحن أخذ أكبر حجم ومكان الركاب أصغر حجم، أما سيارة السباق مكان المحرك أكبر قسم ولا يوجد إلا مكان للسائق، ثلاث سيارات، أول سيارة أكبر مكان للمحرك السباقية و الثانية أكبر مكان للركاب لأنها سياحية و الثالثة أكبر مكان للبضاعة لأنها شحن، فإذا كان زاد عقل الرجل و قلت عاطفته هذا كمال فيه و إذا كانت عاطفة المرأة زادت طبعاً هذا كمال فيها، ما معنى السكن ؟ أي الرجل يكمل نقصه بزوجته نقصه العاطفي و الزوجة تكمل نقصها بزوجها، من أين جاء السكن ؟ قال تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)﴾
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)﴾
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾
أما المودة و الرحمة لها معنى دقيق، المودة سلوك أساسه الحب فتقديم هدية مودة، الابتسامة مودة، دخلت إلى البيت فسلمت مودة، أعنتها في حاجات البيت مودة، أما الرحمة هذه مؤسسة أنشئت لتستمر، لو أن الزوج افتقر فلم يعد يحقق مصلحة الزوجة الآن تحل الرحمة محل المودة، لو أن الزوجة معها مرض عضال فلم تعد تصلح زوجة و لم يعد فيها مصلحة و لكن هناك رحمة، فكلام ربنا دقيق جداً، فبين الزوجين إما الود و إما الرحمة أو يجتمعان معاً.
الحقيقة إن نظام الزواج في الإسلام نظام رائع جداً، المرأة أولاً إذا قامت بواجبها اتجاه زوجها و أولادها فهي كالمجاهد في سبيل الله و الجهاد ذروة سنام الإسلام، الآن شهادة المرأة: المرأة تعتز بشهادتها تحمل دكتوراه، تحمل ماجستير، تحمل لسانس، أما أنا أرى أن الأعلى شهادة للمرأة أولادها، و أنتم في هذه البلاد و الله الذي لا إله إلا هو لا يوجد شيء أخطر في حياتكم من أولادكم، أنا مطمئن لكم و لكن هناك قلق على أولادكم، و القلق يشتد على أولادكم، أولادكم نصف منكم و نصف من البيئة، أما قد يكون أولاد الأولاد على غير دينكم فأخطر شيء أولادكم، إذا بذلت أربع ساعات في اليوم مع أولادك لتربيهم، لتعلمهم، لـتأخذ بيدهم فهذا سبب سعادتك قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)﴾
أي الله عز وجل لسبب أو لآخر جعلك تعيش في هذه البلاد وأنت مضمون، واحد من أخوانا الكرام على إيمانه واستقامته، المشكلة الأولاد، يجب أن ينشؤوا النشأة الإسلامية، يجب أن يعلموا القرآن، يجب أن يعلموا اللغة العربية، يجب أن يعلموا على الاعتزاز بدينهم وأمتهم وماضيهم، وأن يكونوا مسلمين صالحين وإلا كانوا حرقة في قلب الأب إلى يوم يلقى الله عز وجل.
المرأة مسؤولة عن تربية أولادها، وشهاداتها أولادها فإذا ربتهم تربية صالحةً على الصدق والأمانة والإخلاص وعلى حب النبي وحب آل النبي وأصحاب النبي وتلاوة القرآن، وأحكام الإسلام فقد نجحت، لا يوجد شك من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو ))
يجب أن تعتقد أن أكبر عمل بعد مهنتك أولادك، وهذا يقتضي أن تتعاونوا وأن تنشؤوا مرافق للأولاد إسلامية ينبغي أن لا يختلط أولادكم بالأجانب، يجب أن يكون لهم أصدقاء من أولادكم أنتم، وأن تكون البيئة إسلامية.
يوجد أشياء مبشرة ويوجد أخطاء، فانتبهوا للأخطاء.
س: هل يرد دعاء القدر ؟
ج: نعم، طبيب كلية صورها وقال لابد من استئصالها، والموعد بعد ثلاثة أيام، جاء المريض صورناها عملت هل تستأصلها ؟
فإذا الإنسان دعا الله وتاب واستقام على أمره كان لهذا الإنسان علاج فلما شفي ألغي العلاج، فالدعاء يرد القضاء بنص حديث رسول الله وهذا شيء يدعو إلى السرور يقول عليه الصلاة والسلام:
((عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ وَلا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ ))
ينفع مما نزل ومما لا ينزل فادعو الله وإن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا بسط إليه يديه أن يردهما خائبتين.
س: الزواج النصيب، الرزق هل فيه تخيير أم تسيير كالحياة و الموت ؟
ج: قبل الزواج أنت مخير، بعد أن تزوجت أصبحت هذه نصيبك، وإياك أن تقول هذه نصيبي قبل الزواج لأن الله تعالى قال:
﴿وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)﴾
قد تتوهمن وهذه طرفة: صار عرس في الشام ودفع ثمنه ستين مليون جيء بالراقصات وزعت الخمور، المعاصي كلها في هذا العرس، وهم إسلام، و جيء بالمصورين وصورا النساء كاسيات عاريات وكتب على البطاقة الطيبون للطيبات.
النقطة الدقيقة هذه الآية ليست حكماً إنها أمر جاء على صيغة الحكم، يعني اجهدوا أن يكون الطيبون للطيبات، ينبغي أن يكون الطيبون للطيبات، ونحن عندنا أمر تكليفي وأمر تكويني، قد تتوهمون أن هذه الآية أمر تكويني لا أمر تكليفي، أنت يجب أن تبحث عن فتاة مؤمنة والأب ينبغي أن يزوج ابنته من شاب مؤمن الزواج رق فلينظر أحدكم أين يضع قرينته.