- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠4رياض الصالحين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
تمهيد :
أيها الإخوة الكرام؛ يقول الله عز وجل:
﴿
ما هو القول الثابت؟!.
القول الذي لا يُعدَّل، ولا يُغيَّر، ولا يُلغَى، ولا يُضاف عليه، هو القرآن الكريم، مصدر ثبات المؤمن على الحق, يقوَّي الثابتَ، الذي هو القرآن الكريم، قال تعالى:
أيها الإخوة؛ هناك نقطة دقيقة:
الإنسان وهو لا يدري, يتعامل مع نصٍّ بشري تعاملاً واضحاً، فإذا كان تصريحاً من وزير اقتصاد, بإمكانية السماح باستيراد شيءٍ معيَّن, تهبط أسعارُه إلى الحضيض، وقد ينزل سعرُ السيارة أربعمئة ألف بأربع كلمات, يقرأها المواطنُ في الجريدة.
معنى ذلك أن هذا الإنسان تعامل مع هذا النص تعاملاً صحيحاً.
بالمقابل: لو كان هناك إنسان قويٌّ، ومنع شيئًا، وهو يفعل ما يقول، ولا يرحم، تجد الإنسان يطبِّق تعليماته تطبيقاً بحذافيرها، فالإنسان يتعامل مع نصٍّ أرضي، ومع نصٍّ بشري تعاملاً واضحاً، يفهم النصَّ، ويقف عند حدوده, لا يتجاوز هذا النص، فكيف لو كان هذا النصُّ من خالق السموات والأرض؟.
مثلاً: مجتمع فيه مشكلات، وفيه فقر، وفيه قوى شرِّيرة مثلاً، وفيه أخطار شديدة، اللهُ عز وجل يقول:
﴿
المؤمن الصادق، المؤمن الذي كمُل إيمانُه, يقرأ هذه الآيةَ, فيمتلئ قلبُه طمأنينةً، خالق الكون يعِده بحياة طيِّبة، هذه الحياة الطيِّبة لا علاقة لها لا بمكان, ولا بزمان، ولا بظروف معيَّنة، ولا بذكاء، ولا بفساد، ولا بقهر، خالق الكون وعد هذا الإنسان بحياة طيِّبة.
أدلة كثيرة تبين أن القرآن كلام الله.
أيها الإخوة؛ ما هو الدليل على أن القرآنَ كلامُ الله؟.
نحن ورثنا في العالم الإسلامي أن القرآن كلام الله، نمسك القرآن ونقبِّله.
تحدَّانا رجل وقال: إن هذا كلامُ محمَّد، ومحمَّد أخذه عن بحيرة، وهذا القرآن ليس من كلام الله، إنه كلام البشر، ماذا عندك؟.
هنا المشكلة، المشكلة أن تؤمن كلُّ خليَّة في جسمك، وكلُّ قطرةٍ في دمك, أن هذا القرآن كلام الله، ما الدليل؟.
1- المعجزات.
أقدِّم لكم هذا التوضيح.
لماذا يرسل اللهُ الأنبياءَ، ويؤيِّدهم بالمعجزات؟.
هذا الإنسان بوزن يشابه وزنَ الآخرين، وبلونٍ مشابه للون الآخرين، من جلدتهم ومن قبيلتهم، منهم.
يقول أنا رسول الله!..
والشيء البديهي أن يقال له: كذَّاب، لستَ رسول الله.
بماذا يقنع الناسَ أنه رسول الله؟.
بالمعجزة, يضرب البحرَ، فإذا هو طريق في البحر يبسًا، ويلقي عصاه, فإذا هي ثعبان مبين، ينزع يدَه, فإذا هي بيضاء للناظرين، يُلقى في النار فيُقال: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم، يحيي الموتى.
وما معنى المعجزة؟ شهِد اللهُ للناس, أن هذا الإنسان رسولُه، لأنه جاء بشيء لا يستطيعه البشرُ مجتمعين، هذه شهادة الله للناس أنه رسوله.
2- شهادة الله لنا - وقوع الوعد والوعيد.
أيها الإخوة؛ هنا سؤال: ممكنٌ أن الله عز وجل, يشهد لنا أن هذا القرآن كلامُه؟ ممكن، واللهُ في عليائه أن يشهد لك, أن هذا القرآنَ كلامُه، يشهد لك أيها المؤمن.
أضرب الأمثلةَ: طلاَّب صفٍّ, دخلوا إلى قاعة الدرس، رأوا على السُّبُّورة جملة: يوم الأحد الساعة الأولى مذاكرة في الرياضيات، الطلاب احتاروا؛ يا تُرى هذا كلام المدرِّس؟ خطُّه؟ أم أنه طالب, أراد أن يمزح معنا؟ هم في شكٍّ، هذا الكلام قرئ يوم الخميس، الخميس والجمعة والسبت في شك، صباح الأحد الساعة الأولى, دخل أستاذ الرياضيات، وقال: افتحوا الورقَ للمذاكرة، معنى ذلك: أن هذا الذي كُتِب قبل يومين, هو خطُّ يد المدرِّس، أنت لماذا أيقنتَ الآن من أنه كلام المدرِّس؟ لأنه جاء الواقعُ أيَّده، أليس كذلك؟.
لو قال لك واحدٌ: أنا مدير الميناء، وزنه أربعين كيلو تقريبا، قال لك: أنا مدير الميناء، مدير الميناء عنده محفظة عند شخص، فدخل إلى غرفته، واتَّصل بسفير على سفينة, تحمل مليون طن.
الآن: هناك سفُن حمولتها مليون طن، اتَّصل بالسفير، ورجع إلى الميناء، إنسان وزنه أربعون كيلو, يجري اتِّصالاً هاتفيًا, يرجع كتلةً إلى الميناء، موضوع السفينة دليل أنه فعلاً مدير الميناء.
إذًا: ما هو أكبر دليل على أن هذا القرآن كلام الله؟ شهادة الله لنا، وما هي شهادة الله لنا؟ وقوع الوعد والوعيد.
إنسان استقام على أمر الله، واصطلح مع الله، يجد كلَّ ما حوله يدعمه، أعداؤه يهابونه، وأقرباؤه يحبُّونه، وأموره ميسَّرة، العلاقات الداخلية متينة جدًّا، كلامه سليم، الأشياء الكبيرة تجري لصالحه، فكأن هذه الحياة الطيِّبة التي وعده اللهُ بها والتي أذاقه إيَّاها, شهادة الله له أن هذا القرآن كلامُه.
فيا أيها الإخوة؛ هذا أكبر دليل، وأقوى دليل، وأقهر دليل على أن القرآن كلام الله.
إنسان يتصدَّق، تجد اللهَ عز وجل, عوَّض عليه أضعافا مضافة.
إنسان يبخل, فيتلف اللهُ مالَه، وإتلاف ماله: دليلٌ أن الله يشهد له, أن البخيل يُتلَف مالُه، والمرابي يُتلف ماله، والمتصدِّق يزيد مالُه.
فمنطق الأحداث الذي يؤكِّد مضمون القرآن، هذه الأحداث التي هي من فعل الله وحدَه, شهادة الله لهذا المؤمن, أن هذا القرآن كلامُه، ولماذا أمرَنا اللهُ عز وجل بصلاة الاستسقاء؟.
يعني: موضوع سحُب ومنخفضات, قضيَّة متعلِّقة بتيارات الهواء، ومتعلّقة بالرطوبة، ومتعلِّقة بالغيوم، ومتعلقة بمناخ الأرض، يأتي إنسان مع كلِّ الخلق, يدعو اللهَ عز وجل، فترى الأمطار قد نزلت.
أنا واللهِ أيها الإخوة؛ ولا أحنث بقسمي: أهلُ هذه البلدة, لو خرجوا إلى ظاهر المدينة, كما أمرهم النبيُّ عليه الصلاة والسلام، وتضرَّعوا له، وتواضعوا له، وأعلنوا عبوديتَهم له، واللهِ الذي لا إله إلا هو, ثقتي أن الله سيمطرهم في الليلة الواحدة, ما يساوي نصفَ المعدَّل السنوي كلَّه، ولكن ما فعلوا ذلك، استكبروا وما فعلوا ذلك، صلاة الاستسقاء تقوِّي عقيدتنا بالله عز وجل، يا عبادي سمعتُ دعاءكم وسأستجيب لكم، وهذه الأمطار تنهمر عليكم مدراراً.
إخواننا الكرام؛ أقول هذه الكلمة الدقيقة جدًّا: الدعاء يقوِّي العقيدة فيما بينك وبين الله، ادعُ اللهَ فيما بينك وبينه، ادعُه بقلبك، لا تحرّك شفتيك، تجد الأمورَ اختلفت، الشيء لم يكن كذلك فصار، والطريق كان مغلقًا ففُتِح، سبيلٌ فيه عقبة فأُزيلتْ، إنسان متجاهل أطلق وجهه، إنسان يقف عثرةً أمام الموافقة فوافق لك، لماذا؟ أنت حينما دعوت اللهَ, كلُّ ما حولك بيد الله عز وجل، فليَّن قلوبَهم.
قال تعالى: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت...
أريد من هذا الدرس, ما معنى قوله تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)﴾
أحياناً: الله عز وجل يخلق من الضيق فرجًا، ومن الفقر غنى، ومن الضعف قوةً، بل إن الله عز وجل حينما يقول:
﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
لم يكن ثمة مخرج, صدق القائل: نزلت فلما استحكمت حلقاتُها، هذا الباب مغلق, الباب مغلق، قابل فلاناً فرفض، وقابل فلاناً فاعتذر، وترجَّى فلاناً فأنكر، وصديقه كان وعده فسحب وعدَه, قال: نزلت فلما استحكمت حلقاتها، أي: وجدت أن الأبواب كلَّها مغلقة، فرفعت وجهك إلى الله, وقلتَ: يا رب, ليس لي إلا أنت، فإذا الأبواب تُفتح، يجعل له مخرجاً، وعندما يرتفع ينفض من ريشه، قال تعالى:
﴿
هذا هو الإيمان، لكن هاته، هات: فعل أمر -هذا على خلاف القاعدة- مبني على الكسر، وتعال: فعل أمر -على خلاف القاعدة- مبني على الفتح، فعل الأمر مبني على السكون، تعالَ: فعل أمر مبني على الفتح، حالة شاذة، وهاتِ: فعل أمر مبني على الكسر، هاتِ إنساناً مؤمناً واثقا بالله عز وجل، واللهُ عز وجل ينصره.
أنا أريد إذا قرأت القرآن، وقرأتَ وعداً لله, يجب أن يملأ هذا الوعدُ قلبَك طمأنينة.
أنا أجد شاباً مستقيماً، لا يملك شيئاً، ليس عنده شيء يعينه على أن يتأمَّل أن يسكن في غرفة أبداً، وربُّنا عز وجل يخلق له من الضعف قوَّةً، ومن الضيق فرجاً، و من الفقر غنى، قال تعالى:
أيها الإخوة؛ فأنا اعتماداً على ثقتي بالله عز وجل، وعلى قوله تعالى:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)﴾
أيها الإخوة؛ لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفتْ، معقول أن الله عز وجل, يجدك شاباً, تائباً, مستقيماً, منيباً, ومحبًّا, أديباً, طائعاً، وأن تُعامل كما يعامل المسيء، قال تعالى:
قصة: من ترك شيئا لله عوضه الله.
مرة سألني أخٌ سؤالاً، ولكن أحرجني فيه.
السؤال عن مهنة لا ترضي اللهَ عز وجل، وهو يعيش على هذه الحرفة، والحرفة تدِرُّ عليه في الشهر أكثر من خمسين ألفًا.
فإن قلتُ له: حرام أن تفعل هذا، نزل دخلُه إلى ألفي ليرة تقريباً، من خمسين ألفًا إلى الألفين.
سألني والجواب يحرِج: الحرفة فيها حرمة؟. هو صادق.
قال: ليس لها حلُّ.
قلت: ليس لها حلٌّ، لماذا سألتني، وأنا لم أتعرَّض لك؟ ليس لها حلٌّ.
جهاز فيه فساد تستورده وتنقله؟ مشكلة.
ترك هذه الحرفة، ومضت جمعةٌ على ألفين، من خمسين ألفًا إلى الألفين، لا تكفي للخبز، ومضت الجمعة الثانية والثالثة، بعث لي خبرا مع أخٍ، قال: اسأل لي الشيخ, هل امتحاني لا زال طويلاً؟.
واللهِ بقي صابراً، وبعد ذلك هذه الحرفة مُنِعتْ قصراً، فجاءني شاكراً، وقال: أنا كنتُ ما تركتها.
والآن: سأُمنَع منها قصرا، وليس لي أجرٌ.
الآن: ممنوع منها بلا أجر، لكن أنا تركتها وقت عزَّة، والله شيء جميل.
واللهِ بعد حين أيها الإخوة, جاء صاحب معمل, أعطاه شيكاً مفتوحاً, قال له: أيَّ رقم خذْه، أربعين، خمسين, في الشهر جاهز، في الحلال، امتحنه اللهُ، فأنت إذا تركتَ شيئاً حراماً, ليس رأسًا في ثاني يوم, ستجد الجواب، لست مخيَّراً، أنت صرتَ مضطراً, حتى جاء بعد حين، متى؟ لا نعرف.
قال تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.
أيها الإخوة؛ عشرات الإخوة الطرق كلُّها أمامهم مسدودة، واللهِ ليس هناك أمل أن يسكن في غرفة، ولا أمل أن يتزوَّج، ولا أمل أن يعمل، واللهِ في فترة وجيزة, أصبح عنده بيت وسيارة, وشبه معمل صغير في طرف المدينة، ويعيش في بحبوحة، لأن ثقته بالله عز وجل، أنا لا أريد أن تكون مسلماً يائساً، مسلماً مقهوراً، مسلماً سوداوي المزاج، قال تعالى:
قل لي: هناك كساد، الكساد موجود، ولكن المؤمن له معاملة خاصة, تقول: الظروف صعبة، فعلاً صعبة، ولكن المؤمن له معاملة خاصة، أي إذا ما كان لك معاملة خاصة, لماذا الإيمان؟ وإذا ما استثناك اللهُ عز وجل من الظروف الصعبة، وإذا ما استثناك مما يؤدِّب به خلقَه عامة، وإذا ما استثناك من شيء يعاني منه الناسُ جميعاً, لأنهم عصاةٌ لله عز وجل، هذا الدين ليس فيه حقٌّ، استبشِر وتفاءل، قال تعالى:
الفكرة سأعيدها، ولكن بشكل دقيق، لأنها أخطر فكرة في الدرس:
أحاديث مختلفة في فضل قراءة القرآن.
الحديث الأول :
(( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ, فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ, اقْرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَآلِ عِمْرَانَ, فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ غَيَايَتَانِ, أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ, تُحَاجَّانِ عَنْ صاحبهما, اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ, فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ, وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ, وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ
قَالَ مُعَاوِيَةُ:
بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ ))
أي أنت لما قرأته, قال لك:
الحديث الثاني :
(( عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْكِلَابِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ, تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ, وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ, قَالَ: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ, أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ, تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ))
وفي بعض الأحاديث:
الحديث الثالث:
(( عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ))
أي أفضل واحد فيكم عند الله؟ خيركم مطلقاً، أي أحسن إنسان فيكم على الإطلاق؟ من تعلم القرآن وعلَّمه، بل إن تعليم القرآن وقراءته، هو عند الله جهاد كبير، قال تعالى:
﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52)﴾
أحد إخواننا كان له منصب رتبة عسكرية عالية جدًّا: تقاعد، إنسان قضى حياته بالجيش وتقاعد، أخذ حلقة أو دورة, لتحفيظ القرآن في معهدنا، قال لي كلاما لا يُصدَّق، قال لي: أنا منذ وُلدتُ حتى الآن, ما ذقتُ سعادة مثل هذه السعادة.
إنسان له رتبة عالية, قاعد مع أطفال صغار, يعلمهم أحكام التجويد، ويستمع لهم القرآن، واللهُ عز وجل يتجلَّى على قلب كلِّ من يعمل بهذا الكتاب العظيم، هذا القرآن كلام الله عز وجل، فإنسان يعلِّم هذا القرآن تطوُّعاً لله، وتقرُّبا إلى الله، وإذا الإنسان ليس له علاقة بالقرآن, واللهِ مصيبة كبيرة؛ يجب أن تقرأه، ويجب أن تعلِّمه، ويجب أن تفهمه، ويجب أن تطبِّقه.
الحديث الرابع:
(( عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ, وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ, وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ, وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ))
هو:
كانت إحدى النساء في الحجِّ، طلبت من بائع الأقمشة أن يبيعها قطعة، فقالت له: راعنا، فراعاها، قالت له: من أجل رسول الله راعنا, فقال: والله لا آخذ حقَّها، يبدو أنه إنسان ورِعٌ، ولما سمع كلمة: من أجل رسول الله, قدَّمها لها هديَّةً، أنت إذا كنت تدرِّس كلام الله عز وجل، وتعلِّم أولادك القرآن الكريم.
ونحن يا إخواننا الكرام؛ عندنا عدد من الإخوة الكرام, يدرِّسون في معهد تحفيظ القرآن لوجه الله، يأتي من أطراف المدينة، ويتجشمون المشاقَّ، ويعلِّمون الصغار كلام الله عز وجل, فهذا من أعظم الأعمال،
الحديث الخامس:
(( عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ, طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ, وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ, طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا, وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ, كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ, رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ, كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ, طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا ))
أيها الإخوة؛ أنت تعرف أنه عندنا في الطبِّ حقيقة: العضو الذي لا يعمل يضمر، إذا جلس الإنسان على السرير، ولم يحرك عضلاته يضمر، لو وضع الجبس على يده، ثم نزعه, تذهب نصفُ العضلات، وكلُّ شيء لا يعمل يضمر، الذي لا يقرأ القرآن بعد ما تقاعد, يخرف قبل وقته، أما الذي يقرأ القرآن ويصلِّي, فهناك نشاط في ذهنه دائماً، وفي الأعمِّ الأغلب: من الصعب أن تجد حافظا لكتاب الله، أو من يهتم بالقرآن يصيبه الخرف.
كان هناك صديق للوالد, أزوره كلَّ عيد، اشتهيت أن يقصّ عليّ قصَّته مرَّتين، يتذكَّر ما يقصُّ عليَّ، من العيد إلى العيد، القصة قلتها المرة الماضية، عمرُه ستة وتسعون عامًا، وهو في أعلى درجات نشاطه، والذي علَّم هؤلاء الطلاَّب العلم الشرعي, من سنة ألف وتسعمائة وثماني عشرة، إلى سنة الستة والتسعين، قريباً من ثمانين سنة، وكان يقول للطالب: أنت تلميذي، وكان أبوك تلميذي، وجدُّك تلميذي، ويقال له: يا سيِّدي ما هذه الصحة؟ قال: يا بنيَّ حفظناها في الصغر، فحفظها اللهُ علينا في الكِبر، ومن عاش تقيًّا عاش قويًّا.
واللهِ سألتُ مرة طبيب أسنان: هل مرَّ معك إنسان ليس عنده ولا سنٌّ محشية؟ قال لي: والدي، عمره خمس وثمانون سنة، ولا سن محشية له, قصص في الورع شديدة جدًّا.
الفرق بين تمتيع الكافر وتمتيع المؤمن.
أيها الإخوة؛ الله عز وجل أحياناً يحفظك، وتعيش حياة فيها طمأنينة، وعندك آيتان:
الآية الأولى:
قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)﴾
هذا تمتَّع بالحياة، وتمتَّع بكلِّ شيء، أبواب كل شيء، وليس باباً واحداً، وأبواب جمع، ومن كل شي, قال تعالى:
الآية الثانية:
قال تعالى:
﴿ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)﴾
الفرق بن تمتيع الكافر وتمتيع المؤمن, أنّ الكافر يُمتَّع، لكن تنتظره النارُ بعد هذه المتعة، أما المؤمن فيُمتَّع في الدنيا، لكن ينتقل من نعمة إلى نعمة، من نعمة التمتُّع في الدنيا إلى جنة عرضها السموات والأرض، هذا الفرق:
الكافر:
قال تعالى:
﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13)﴾
والمؤمن:
قال تعالى:
﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9)﴾
المؤمن يضحك أخيراً، والكافر يضحك أوَّلاً، ومن ضحك أولاً بكى كثيراً، ومن ضحك أخيراً ضحك كثيراً.
الحديث السادس:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا, نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ, يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ, وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا, سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ, وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ, يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ تعالى وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ, إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ, وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ, وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ, وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ, وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ, لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ ))
فالمؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، هذا يطبِّق القرآن في حياته، أخ قراءته له قليلة، هذه تمرة، طعمها حلوٌ، ولكن لا ريح لها، أما الذي يقرأ القرآن، ويعمل به كالأترجة، ريحها طيِّب، وطعمها طيِّب، والمنافق يرتزق بالقرآن؟.
ومرَّة سمعتُ عن إنسان قُتل، لأنه قال: ربي اللهُ، فجاؤوا برجل دين يلقِّنه الشهادة، الرجل قُتل، لأنه قال: ربي اللهُ، قصة قديمة، جاؤوا برجل دين ليلقِّنه الشهادة، فماذا أجابه؟ قال: أنا أموت الآن لأجل هذه الشهادة، وأنت تعيش تقتات بها، أنا سأموت من أجلها، ومن أجل حقيقتها، وأنت ترتزق بها، وشتَّان بين من يرتزق بالقرآن, وبين من يموت من أجله، فهذا المنافق الذي يقرأ القرآن, كمثل الريحانة, ريحها طيِّب, وطعمها مرٌّ،
الحديث السابع:
(( عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ, أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ, لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ, وَكَانَ عُمَرُ استعمله عَلَى أهل مَكَّةَ, فَقَالَ: مَنْ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: ابْنَ أَبْزَى, قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا, قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى, قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ, قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا, وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ ))
أنا أريد أن أطمئِن إخواننا: أنت عندك حاجات أساسية، أولُ حاجة الطعام والشراب، هذه الحاجة من أجل أن يبقى الفردُ حيًّا، ومن أجل بقاء الفرد، والحاجة الجنسية من أجل بقاء النوع، لأن الإنسان يرغب في الزواج، وهو لا يدري أنه يحقِّق استمرار البشرية، ولو أن الناسَ لا يتزوَّجون, تنقرِض البشريةُ.
لفَت نظري في مدينة سان فرانسيسكو في أمريكا، وهي من أجمل مدن في أمريكا، واللهِ ما لمحتُ إلا طفلًا واحداً في هذه المدينة، قعدنا فيها يوماً تقريباً، طفلاً واحداً، لأن خمسة وسبعين بالمئة من سكان هذه المدينة شاذون جنسياً، نساء مع نساء، ورجال مع رجال، فالشذوذ ينتهي إلى الإنقاص طبعاً، أما الإنسان لما يتزوج, وهو لا يشعر يساهم في استمرار البشرية، يتزوج، ويأتي بالأولاد.
أول حاجة هي الطعام والشراب، والحاجة الثانية إلى بقاء النوع، والثالثة بقاء الذِّكر، وكلُّ إنسان يريد أن يكون له شأنٌ، وأن يكون محترماً، وله ميِّزة، ومتفوِّق، وناجح، كل إنسان إذا كان, أصغيتَ له, أوَّل من عملها أنا، هذه الحاجة أساسية اسمها: تأكيدُ الذات، والشعور بالأهمية، وطلب الذكر، والمؤمن هذه الحاجة محقَّقة، واللهُ عز وجل خاطب النبيَّ صلى الله عليه وسلم, فقال تعالى:
مرةً دخلتُ إلى قصَّاب، قال لي: أنا الشيخ الفلاني, أحدُ كبار القرِّاء، أنا وهو كنا سواء، لكن من الذي أتى هذا بهذا؟ وهو لما قرأ القرآن, صار له العالِم الكبير، وصار الحافظ الشهير، وصار له شأنٌ كبير جدًّا، لم يذكر أحد, أنه كان لحَّامًا سابقاً، والإنسان الثاني لم يقرأ القرآن، بل بقي على حرفته الأساسية، فكل إنسان يقرأ القرآن, يرفع اللهُ له ذكرَه، واللهُ عز وجل إذا أعزَّ إنسانًا, شيءٌ لا يُصدَّق.
وأنا أؤكِّد لكم: أن كل واحد منكم يستقيم, يرفع اللهُ شأنه، وله مكانته, وله هيبتُه، ولا أحد يتجاوز حدودَه معه، هذا من حفظ الله له, ومن هاب اللهَ, هابه كلُّ شيء.
أيها الإخوة؛ اللهُ عز وجل يسخِّر عدوَّك ليخدمك، لك هيبة كبيرة كثيراً، تعجب منها، أنت مفتقر لله عز وجل، ومتواضع له أعلى أنواع التواضع، ومع ذلك اللهُ عز وجل يرفع شأنك، والناس يحترمونك، وهذا من فضل الله عليك، لأنه ألقى في قلوبهم محبَّتك.
وصدِّقوني أيها الإخوة، إذا احترمك الإنسان لأجل, ليس لميَّزة فيك, انظُر إليها على أنها فضل الله عليك، ألقى حبَّك في قلوب الخلق، وهذا معنى قوله تعالى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) هناك إنسان محبوب، وهناك إنسان غير محبوب، فأنت لما ترغب أن تحقِّق تأكيد الذات، الدافع الثالث هذا اترُكه لله عز وجل، أنت اعمل عملاً طيِّباً، واستقم، وأخلِص، والله عز وجل يتولَّى رفع ذكرك عند الناس، قال تعالى:
الحديث الثامن:
أحاديث مهمة جدَّا:
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القرآن, فقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآناء النهار, وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا, فَهُوَ ينفقه آنَاءَ اللَّيْلِ وَآناء النَّهَارِ ))
آتاه القرآن حفظاً، وآتاه القرآن تجويداً، وآتاه القرآن تدبُّراً، وآتاه القرآن تفسيراً، وآتاه القرآن تعلُّماً، وآتاه القرآن تعليماً، قراءة، وتجويدًا، وحفظًا، وتدبُّرًا، وفهمًا، وتعلُّمًا، وتعليمًا،
الحديث التاسع:
(( وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ, وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا, لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ, وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ, وَلَامٌ حَرْفٌ, وَمِيمٌ حَرْفٌ ))
الحديث العاشر:
(( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنْ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ ))
الآن: معظم الناس, ماذا يوجد في جوفهم؟ أخبار الفنانين والفنَّانات، أخبار لاعبي الكرة، أخبار الأسعار, والأسواق, والشركات، هذا جوفه، اجلِس مع مؤمن في جوفه القرآن؛ يحدَّثك عن آياته، ومواعظه، وعن أوامره ونواهيه، عن مشاهد القيامة فيه، وعن آياته الكونية.
قل لي: ما الذي تتكلَّم به؟ أقُلْ لك: من أنت؟ اترُك حالك في شكل عفوي، تتحدَّث عن ماذا؟ شخص كلُّ حديث عن الدنيا،
الحديث الحادي عشر:
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ, وَارْتَقِ, وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا, فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤها ))
والحمد لله رب العالمين