- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
منح الله الإنسان نعمة الإيجاد و الإمداد :
أيها الأخوة الكرام؛ تمنى عليّ أحد الأخوة الكرام أن أعالج موضوع بر الوالدين، والحقيقة الدقيقة الخطيرة أن الله جلّ جلاله رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته فقال تعالى:
﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾
من مسلمات علم اللغة أنه لابد من تقارب بين المتعاطفين، أي لا أحد يقول: اشتريت بيتاً ومعلقة، بيتاً ومزرعة، بيتاً وسيارة، لابد من التقارب بين المتعاطفين، فالله جل جلاله رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته فقال تعالى:
﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾
فلذلك الله عز وجل منحك نعمة الإيجاد، الدليل: كل واحد من الأخوة الكرام له تاريخ ميلاد، لو فتح كتاباً كان قد طبع قبل ولادته، هناك أسماء طبعت الكتاب، أسماء نظمت كلام الكتاب، أين أنت؟ أو من أنت؟ لا شيء، لذلك قال تعالى
﴿هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا﴾
ليس لك وجود، أنا من عادتي حينما أتصفح أي كتاب أنظر إلى تاريخ طبعه، فإذا كان تاريخ طبع هذا الكتاب قبل ولادتي أقول: أثناء طبع هذا الكتاب من أنا؟ لا شيء، هذا معنى قوله تعالى:
﴿هَل أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكورًا﴾
فأنت لا شيء، تفضل الله عليك بنعمة الإيجاد، فأنت الآن موجود، وتفضل الله عليك بنعمة الإمداد، أمدك بالوالدين، صدق ولا أبالغ حينما أرى عطف أم على ابنها، مرة زرت مشفى أطفال، ولفت نظري أن المرأة المحجبة تضم ابنها وتبكي، وأن المرأة السافرة تضم ابنها وتبكي، وأن المرأة المثقفة تضم ابنها وتبكي، سبحان الله! أي أم مؤمنة، غير مؤمنة، متفلتة، منضبطة، عاقلة، مثقفة، غير مثقفة، الله عز وجل أودع محبة هذا الطفل في قلب أبويه، وهذه محبة الله، قال تعالى:
﴿ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي ﴾
لذلك ورد في بعض السير: " أن نبياً كريماً مرّ بأم تخبز على التنور، فكلما وضعت الرغيف في التنور مسكت ابنها الصغير وضمته وشمته، هذا النبي الكريم قال: يا رب ما هذه الرحمة؟ ورد في الآثار القدسية: أن يا عبدي هذه رحمتي وضعتها في قلب أمه، وسأنزعها، فلما نزع الله الرحمة من نفس الأم وبكى ابنها ألقته في التنور وارتاحت منه".
يوجد عندنا بعض الأمثلة من حياة بعض الحيوانات؛ تعطف القطة على أبنائها عطفاً لا مثيل له، لكن في بعض الأحيان تأكل أولادها، فهذه الرحمة أودعها الله في قلب الأم والأب، هي رحمة الله أودعها في قلب أمه:
﴿ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي ﴾
لولا هذه المحبة التي أودعها الله في قلب الأم والأب، الأم والأب يشقيان في إسعاد ابنهما، يتعبان من أجل راحة ابنهما، يسهران من أجل نوم ابنهما، شيء عجيب، أقسم لك بالله ما من آية في حياتنا أعظم من قلب الأم، قلب الأم الذي يعد من آيات الله الدالة على عظمته، أي أم السافرة تقبل ابنها، والمتفلتة تبكي وتقبل ابنها، والمحجبة تبكي وتقبل ابنها، والمثقفة تبكي وتقبل ابنها، هذه رحمة الله أودعها في قلب الأم والأب.
الإحسان إلى الوالدين شيء و طاعتهما في معصية شيء آخر :
لذلك الآية الدقيقة:
﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا ﴾
الإحسان إلى الوالدين شيء، وأن تطيع أمك وأباك في معصية شيء آخر، سيدنا سعد بن أبي وقاص صحابي جليل، وكان خال رسول الله، فإذا دخل على مجلس النبي كان النبي عليه الصلاة والسلام يداعبه يقول: هذا خالي، وما فضل النبي صلى الله عليه وسلم أحداً إلا سعد بن أبي وقاص في المعركة قال:
(( ارم سعد فداك أبي وأمي ))
ومع ذلك هذا الصحابي الجليل طلبت منه أمه أن يكفر بمحمد، فقال: يا أمي لو أن لك مئة نفس فخرجت واحدة واحدة ما كفرت بمحمد، فكلي إن شئت أو لا تأكلي، القضية قضية مبدأ.
العصور التي مرت بها البشرية ثلاثة :
ذكرت لكم أن البشرية مرت بعصور ثلاثة، مرت بعصر المبادئ، وعصر الأشخاص، وعصر الأشياء، نحن الآن في عصر الأشياء، قيمتك تستمدها من موقع بيتك، قيمتك تستمدها من أثاث بيتك، من موقع البيت ثم من مساحة البيت ثم من أثاث البيت ثم من مركبتك، هناك مارسيدس مئة و ثمانون، ومارسيدس ستمئة، لا تستمدها من المادة فقط بل ومن الرقم جانب الماركة، هذا عنده مارسيدس ستمئة، يستمد المرء قيمته الآن من الأشياء لذلك ورد: " قيمة المرء متاعه".
أما في عصر المبادئ يأت ملك الغساسنة إلى مكة مسلماً يطوف حول البيت، بدوي من قبيلة فزارة خطأ داس طرف ردائه أئناء الطواف فانخلع رداء هذا الملك عن كتفه، فالتفت إلى هذا البدوي الأعرابي الذي هو في المصطلح الحالي من دهماء الناس، من سوقتهم، من سوادهم، ضربه ضربة هشمت أنفه، فالأعرابي ما كان منه إلا أن شكاه إلى عمر، سيدنا عمر استدعى هذا الأعرابي قال له: أرض الفتى لابد من إرضائه مازال ظفرك عالقاً بدمائه، أو يهشمن الآن أنفك، وتنال ما فعلته كفك، صعق، قال: كيف ذلك يا أمير أي هل هذا معقول؟ هو سوقة من عامة الناس، من دهماء الناس، من الطبقة الدنيا، وأنا عرش وتاج، كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً؟ فقال له سيدنا عمر: نزوات الجاهلية ورياح العنجهية قد دفناها، ووضعنا فوقها صرحاً جديداً ويتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً، فقال جبلة: كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعز، أنا مرتد إذا أكرهتني، فقال: عنق المرتد بالسيف تحز، عالم نبنيه كل صدع فيه يداوى وأعز العبد بالصعلوك تساوى.
هذا عصر مبادئ، هذا أعظم عصر أي قيمة المرء مبدؤه، قيمة المرء اعتقاده، هذا عصر المبادئ والقيم قد ولى.
جاء بعده عصر الأشخاص، سيدنا صلاح الدين، الأشخاص الكبار الذين قادوا الأمة، أي أن الإنسان يقف أمام سبع و عشرين دولة أوروبية في الحروب الصليبية، حروب الفرنجة، سيدنا صلاح الدين يقف أمام سبع و عشرين دولة أوروبية وينتصر عليها انتصاراً حاسماً، والله التاريخ يروي أشياء صدقوا ولا أبالغ إنها الخيال أما وعد الله فقائم بأي زمان، بأي مكان، قال تعالى:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا ﴾
هذا الوعد مرة ثانية زوال الكون أهون عند الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، والحقيقة المرة التي أراها أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
الحرب العالمية الثالثة المعلنة على الإسلام جهاراً نهاراً :
نحن كأمة إسلامية لا أعني دولة معينة أعني المسلمين في الأرض، نحن كدولة إسلامية لسنا مستخلفين في الأرض، بل نواجه حرباً عالمية ثالثة، كانت تحت الطاولة، والآن فوق الطاولة جهاراً نهاراً، انتخابات الجزائر أفرزت أناساً مسلمين، انتخابات حرة نزيهة ألغيت، في فلسطين انتخابات حرة نزيهة ألغيت، والشيء العجيب الذي لا يصدق أن إنساناً قتل أربعة آلاف شخص في ست ساعات يحاكم شخصاً قتل ثلاثة أشخاص، شيء عجيب، والله شيء غير مستوعب إطلاقاً، أربعة آلاف قتلوا في رابعة، و عشرون ألف جريح، هذا يحاكم شخصاً قتل في عهده ثلاثة أشخاص وليس له علاقة بهم، فلذلك إذا رأيت شحاً مطاعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، ودع عنك أمر العامة، شيء غير مستوعب إطلاقاً ما يجري في العالم اليوم حرب عالمية ثالثة، معلنة جهاراً نهاراً على الإسلام، كما تسمعون وترون لذلك وضعنا وضع نكون أو لا نكون، ليس بوضع نكون بمستوى ونبحث عن مستوى أعلى، نكون أو لا نكون، مرة زارنا رئيس أمريكي لفت نظري في برنامجه زيارة تل أبيب، رام الله، دمشق، وهناك بند رابع يلفت النظر زيارة أسرة الأسير إسرائيلي، ولنا عنده أحد عشر ألفاً و ثمانمئة أسير، لم يخطر في باله أن يختار أسرة واحدة عربية ليحفظ فقط ماء الوجه فقط، إننا لا نعنيهم إطلاقاً، فما لم نكفر بهم لن نؤمن بالله، قال تعالى:
﴿ فَمَن يَكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللَّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى ﴾
ما لم نكفر بهم لن نؤمن بالله.
مصاحبة الوالدين بالمعروف :
أيها الأخوة الكرام؛ جعل الله لنا طرائق، وقد قيل: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، ضمن بيتك يوجد ألف طريق إلى الله، بر الوالدين أحد هذه الطرق، خدمة الوالدين، إكرام الوالدين، العناية بالوالدين، طلب رضا الوالدين، هذه كلها طرق إلى الله إلا أنه:
﴿وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما ﴾
لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق:
﴿ وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا وَاتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ ﴾
فلا بد من المصاحبة بالمعروف، تبدأ من التلطف، العلماء قالوا: لو أنه يوجد كلمة أقل من أف لقالها الله، و لكن لا يوجد:
﴿ فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما ﴾
حتى في بعض الأحاديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ما بر والديه من شدّ النظر إليهما ))
لم يتكلم بحرف فقط نظر، شدّ نظره إلى والديه، أو خبط الباب، هذا عقوق، طلب منك حاجة، مثل دقيق لو أن إنساناً تأخر للساعة الواحدة ليلاً، وأمه تعاني من ألم في رأسها طلبت منه دواء لتسكين الألم، قال لها: الآن أغلقت الصيدليات، قالت له: شكراً، لكنه يعلم أن هناك صيدلية مناوبة بكل مدينة، لم يقل لها وهي لم تتكلم، أما لو أنه خرج من البيت وبحث بكل الصيدليات المناوبة ولم يجد هذا الدواء ورجع، في الحالتين الأم لم تأخذ الدواء، أديت الذي عليك، لذلك قالوا: أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك. فلذلك أيها الأخوة؛
(( ما بر والديه من شد النظره إليهما ))
برّ الوالدين سبيل دخول الجنة :
الحديث عن بر والوادين حديث طويل، إلا أن الشيء الذي أعرفه يقيناً من خلال علاقاتي الاجتماعية لا يوجد شاب بار لوالديه إلا كان موفقاً في عمله بشكل لا حدود له، أعرف والله أخوين من أم وأب، أخوان شقيقان، هناك أخ لأب وأخ لأم وهناك أخ شقيق، أعرف أخوين شقيقين الواحد يأتيه الرزق من دون حساب، والثاني لا يكاد يكفيه دخله، يضطر كل شهر أن يستدين، الأول كان باراً بوالديه والثاني كان عكس ذلك، فلذلك بر الوالدين سبيل إلى دخول الجنة، والله عز وجل كما يقال دائماً جعل الله الجنة تحت أقدام الأبوين.
برّ الوالدين أحد أكبر إيجابيات هذا الدين العظيم :
إلا أنه يوجد شيء دقيق؛ إنسان عنده بر الوالدين بلا حدود، لكن سوى ذلك هو متفلت، هذا بر الوالدين لا يلغي معاقبة الله له، هناك شخص هذا الموضوع مقتنع به تماماً، عنده بر الوالدين بلا حدود، لكن في الشأن الآخر هو إنسان متفلت، يبحث عن ملذاته وشهواته، منضبطة أو غير منضبطة موضوع آخر، فهذا الذي يكتفي ببر والديه ولا يستقيم على أمر الله قد لا يمنعه هذا البر من معاقبة الله له، لكن إرضاء الأب والأم هذه القضية ليست سهلة إذا الشخص كان غنياً، حتى من بعض ملاحظاتي لو أن الأب طلب حاجة من ابنه، يوجد شخص غني عنده موظفون كثر يقول: خذ هذه الفواكه لوالدي، ليس هذا هو البر، البر أن تذهب إليهما بنفسك، وأن تقدم هذا الطلب بنفسك لوالديك، أما إذا كان عندك سائق، او موظفون كثر، ممكن أن تكلف شخصاً خذ هذه الحاجة إلى أمي وبلغها سلامي، يجب أن تذهب إليها.
يمكن لن تصدقوا لي صديق ذهب إلى ألمانيا، إلى معرض صناعي، هو صناعي لا يوجد فندق واحد فيه غرفة فارغة، إلى أن وصل إلى بيت فيه غرفة، لكن يوجد في هذا البيت نباتات تفوق حدّ الخيال، هذه المرأة صاحبة البيت تعتني بالنباتات طوال العام رجاء أن يتفضل عليها ابنها وأن يزورها في العام مرة، في هذا العام لم يأت ابنها، فبكت بكاء مراً، أنا أتصور وضع الشرق في بلادنا أي إذا لم تزر أمك يومياً عندك مشكلة، بين أن تزورها يومياً وبين أن تبخل عليها بلقاء في العام كله، فلذلك بر الوالدين أحد أكبر إيجابيات هذا الدين العظيم.
فلذلك عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينا نحن جلوسٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجُل من بني سَلِمة، فقال: يا رسول الله:
(( هل بَقِيَ من برِّ أبَوَيَّ شَيءٌ أبَرَّهُما بعد موتهما؟ فقال : نعم، الصلاةُ عليهما، والاستغفار لهما، وإنْفَاذُ عهدهما من بعدهما ))
قال: يا بني عينك على أختك؛ عنده ثلاث أخوات؛ اثنتان متزوجات والثالثة لم تتزوج، قال له: عينك على أختك .
(( وصِلَة الرَّحِمِ التي لا تُوصَلُ إلا بهما، وإكرامُ صديقهما ))
فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما، أن تدعو لهما، أن تصلي عليهما، أن تصل الرحم التي لم يكن لها صلة إلا بهما، وأن تنفذ عهدهما، فهذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما.
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق :
أنا أقول: بر الوالدين أوسع باب ندخل به على الله، وأقرب طريق إلى الله، والذي عنده أب وأم ينتبه، وأنا ألاحظ الذي يبكي على أمه كثيراً كثيراً لعل هذا البكاء يعكس تقصيره في حياتها، لذلك ورد في بعض الآثار:" أن يا عبدي ماتت الذي كنا نكرمك لأجلها فاعمل صالحاً نكرمك لأجلك" فالأم لها دور كبير، أما إذا أمرتك بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، مرة قال لي أخ: أبي أمرني أن أطلق زوجتي، قلت له: كيف حال زوجتك؟ قال: والله ممتازة، و صاحبة دين، ومحجبة، وتخدمني ليلاً نهاراً إلا أن أبي لا يحبها، قلت له: لا تطلقها، قال: ألم يأمر عمر ابنه أن يطلق زوجته وطلقها؟ قلت له: أبوك عمر؟ قال: لا، قلت: إذاً انتهى الأمر، إذا كان أبوك عمر لا يوجد مانع لكن أباك ليس عمر، عمر عنده أهداف بعيدة:
(( ما بر والديه من شدّ النظر إليهما ))
الآن ضرب الباب من نفس النوع، لذلك العلماء قالوا: لو أن في اللغة كلها كلمة أقل من أف لذكرها الله:
﴿ فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ ﴾
ما معنى أف؟ زفير بصوت مرتفع فقط:
(( ما بر والديه من شدّ النظر إليهما ))
فمن كان له والدان على قيد الحياة فليغتنم هذه الفرصة، وليبالغ في إكرامهما إلا في معصية، حتى لو الأمر في معصية فلا تقل لهما أف:
﴿وَإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِكَ بي ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما ﴾
ولكن:
﴿ وَصاحِبهُما فِي الدُّنيا مَعروفًا ﴾
أتمنى أن أنفذ طلبك يا أمي، ولكن إن كان هذا خلاف الدين فلا، لذلك:
((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))
هذا هو الدين العظيم الذي أكرمنا الله تعالى به.