- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
آيتان متشابهتان في البناء التكويني لكل من الطفل والطفلة, ما هما, وكيف يتم تنشيط الخلايا الموجودة حول حلمة ثدي البنت حتى تقوم بوظيفتها ؟
أيها الأخوة المؤمنون, الآيات الدالة على عظمة الله تحت سمعنا وبصرنا، فالطفل والطفلة، لهما صدران متشابهان تماماً، ثم ينادي المندي في سنٍ معيَّنةٍ عن طريق الهرمونات ، أن تستعدَّ الخلايا التي حول حُلمة الثدي لأحداثٍ كبيرةٍ قادمة في الوقت المناسب، ينطلق هرمون من المبيض اسمه (اﻹستروجين) إلى المناطق النسيجية الضامرة حول حُلمة الثدي في البنت، فتدبُّ فيها الحركة والنشاط، وتبعثها من رقادها، ويبدأ الانقسام والتكاثر، ثمَّ تتفتَّح قنواتٌ جديدة، لتحمل إمدادات الدهون والبروتين .
بأمر من تحرَّكت هذه الخلايا؟ بتوجيه من؟ بتخطيط من؟ ببرمجة من؟ في الوقت المناسب، في سن البلوغ، تبدأ الخلايا التي حول حُلمة الثدي بالانقسام والتكاثر، وتنشأ شرايين ، وأوردة، وشعيرات، من أجل أن تنقل الغذاء إلى هذه الخلايا .
كيف يتم صناعة الحليب في ثدي المرأة, وكيف يتلقى المولود هذا الثدي ؟
ينساب هرمونٌ آخر، مهمته منفصلة، يشرف على تكوين البراعم اللبنية، لا بدَّ من البراعم اللبنية التي تأخذ من الدم حاجتها، وتعطي الحليب بنسبٍ دقيقةٍ مذهلةٍ، يكاد العقل لا يصدِّقها، بل إن هذه النسب تتدرَّج مع الوليد يوماً بيوم، في هذا الحليب مناعة الأم
في هذا الحليب، موادُّ تمنع التصاق الجراثيم بمخاطية الأمعاء، في هذا الحليب موادُّ قاتلة للجراثيم، في هذا الحليب، بكترياتٌ تساعد على هضمه، في هذا الحليب عالمٌ قائمٌ بذاته, نحن لا ندري، لا ندري إلا أن هذا الطفل يرضع من ثدي أمه, قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾
أيها الأخوة المؤمنون, تكوين اللبن لا يتمُّ إلا بأمر من الغدة النخامية، وهذا الأمر لا يصدر إلا إذا كان في الرحم جنين، تنسيقٌ دقيق، وعندئذٍ يصدر أمرٌ بالكفِّ عن خروج البويضات، بويضات المرأة، لئلا تحمل في أثناء الإرضاع .
برمجةٌ أخرى، الهرمون الذي يصنع الحليب، يأمر المبيض بالكفّ عن إطلاق البويضات، ويضاعف الثدي نشاطه استعدادا للضيف القادم، وقبل الولادة بزمنٍ قصير، تأتي إشارةٌ من الغدة النخامية، بتجهيز الرضعة الأولى، والهرمون المكلَّف بالحثِّ على إدرار اللبن ، يظلُّ مشلولاً مادام في الرحم جنين، فإذا خرج الجنين من الرحم، يصبح هذا الهرمون فعّالاً.
شيءٌ أعجب من ذلك! أن فم الطفل الصغير، فم المولود حديثاً، حينما يضعه على حُلمة الثدي، هناك أعصابٌ تتنبَّه، تنقل هذا التنبه إلى الدماغ، الدماغ يأمر بفتح الأوعية اللبنية ، ليتلقَّفها الطفل، فيتغذّى بها, أين نحن من هذا كلِّه؟ قال تعالى:
﴿أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ﴾
﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾
ما دام هرمون إدرار اللبن، يتجوَّل في الدم، فهو يمنع المبيض من إطلاق البويضات.
رسالة إليك أيها الإنسان :
أيها الأخوة المؤمنون, قال تعالى:
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
إلى متى أنت بالمعاصي . . .
. . . تسير مرخى لك العنان
عندي لك الصلح وهو برّي. .
. . . وعندك السيف والسنان
ترضى بأن تنقضي الليالي. .
. . وما انقضت حربك العوان
إلى متى أنت باللذات مشغول
وأنت عن كل ما قدمت مسؤول
قال تعالى:
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾