- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠2دروس جامع الاحمدي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ما هي الفكرة التي ينص عليها الحديث؟ :
أيها الأخوة الكرام, لا زلنا مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
روى الإمام أحمد في مسنده, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه, فأبت أن تجيء, فبات غضبان, لعنتها الملائكة حتى تصبح))
أيها الأخوة الكرام, هذا الحديث يعطينا فكرة: عن أن كل إنسان أقامه الله في وظيفة, فأكبر جزء من عبادته لله عز وجل: أداؤه لهذه الوظيفة.
إليكم التفصيل في شرح هذه الفكرة :
أيها الأخوة, إذا أقام الله العبد بوظيفة, أكبر جزء من عبادته: أداؤه لهذه الوظيفة.
إنسان أكرمه الله بالمال, بإمكانه أن يصلي الليل, وأن يقرأ القرآن, وأن يكثر من ذكر الله؛ ولكن هذا الإنسان -الذي أكرمه الله بالمال- عبادته الأولى: إنفاق هذا المال على المحتاج والمساكين, أقامه غنياً: يجعل من ماله سلماً إلى رضوان الله عز وجل, إنسان آخر: جعله قوياً, أكبر جزء من عبادته: أن يستخدم قوته في إنصاف المظلوم, إنسان جعله الله حاكماً, أكبر جزء من عبادته: أن يجلس لحل مشكلات الناس, وإنصاف المظلوم, والأخذ على يد الظالم, هذه عبادته.
حسناً: عالم لو أنه ذكر الله طوال الليل, وسكت عن الحق, أكبر جزء من عبادته: أن يبين للناس, لا أن يكتم علمه؛ فالذي أقامه بالعلم, أعظم عبادة له إنفاق العلم, والذي أقامه بالمال, أعظم عبادة له إنفاق المال, والذي أقامه بالقوة, أعظم عبادة له نصر الضعيف بهذه القوة, والمرأة التي أقامها الله سكنًا لزوجها, أعظم عبادة أن تلبي حاجة زوجها.
يعني: امرأة تصلي, وتكثر من الصلاة, وتصوم, وتكثر من الصيام, وزوجها بات وهو عليها غضبان, لعنتها الملائكة حتى تصبح.
هناك نسوة كثيرات, لسن فقيهات .......
كانت الصحابية الجليلة, إن أرادت أن تصلي الليل, تسأل زوجها: ألك بي حاجة؟ فإن قال: لا, ذهبت إلى مصلاها, وإن قال: نعم, عبادتها إحصان زوجها.
الظاهرة المؤلمة جداً في حياة المسلمين: أن المرأة تعتني بمظهرها, وزينتها, وأناقتها إلى أبعد الحدود, لكل الناس إلا زوجها, زوجها لا يرى أمامه المرأة التي تحصنه, يتفلت, يخطف بصره يمنة ويسرة, هي التي سوف تحاسب أيضاً, لأنها كانت سبب تفلته, لم تحصنه؛ لذلك -أيها الأخوة الكرام-: يجب أن تعلموا زوجاتكم, وأن تعلموا فتياتكم, حتى يكن زوجات صالحات.
((فالدنيا كلها متاع, وخير متاعها المرأة الصالحة؛ التي إذا نظرت إليها سرتك, وإذا أمرتها أطاعتك, وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها))
وربع دين المرأة طاعة زوجها.
((إذا صلت المرأة خمسها, وصامت شهرها, وحفظت نفسها, وأطاعت زوجها, دخلت جنة ربها))
نقطة دقيقة :
في نقطة دقيقة جداً: أن الرجل يصمت, وينتظر من زوجته أن تكون فقيهاً, لا, علمها؛ بين لها كلام النبي, بين لها واجباتها, بين لها ما عليها, ثم آخذها, أما أزواج كثيرون, ينتظرون من زوجاتهم: أن يعلمن كل شيء, وهن لا يعلمن شيئاً؛ علم وحاسب, بين وآخذ.
إذاً: فيما روى الإمام أحمد في مسنده, عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه, فأبت أن تجيء, فبات غضبان, لعنتها الملائكة حتى تصبح))
لكن الأزواج –أحياناً- يُعجبون بهذه الأحاديث, رائعة جداً, هي لأنها لمصلحتهم, أتمنى على الأزواج: أن يؤدوا الذي عليهم, ثم يطالبوا بالذي لهم.
ماذا قال الله عز وجل؟ قال:
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾
﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ﴾
أد الذي عليك ثم طالبها, أد لها حقها ثم آخذها, أد لها نصيبها ثم أعرض عنها, أد لها ما ينبغي أن تؤديه لها ثم حاسبها.
والحقيقة: أن الإنسان –أحياناً- يلقى في حياته العملية مصاعب شتى, والحياة –الآن- صعبة جداً, والتعامل التجاري, والصناعي, والزراعي, ومعاملة الناس متعبة جداً, يعني أقل شيء ينسيه هذا التعب: إذا دخل إلى بيته, يجد امرأة يسكن إليها, علِّمها.
اعلم هذه الحقيقة :
اسمعوا مني هذه الحقيقة:
أيها الأخوة, لن يسعد المؤمن بزوجته, إلا في حالة واحدة: أن يعرف الله هو, وأن يطيعه, فيسعد بقربه, هذه واحدة, ثم يعرفها ربها, ويحملها على طاعته, وتسعد بقربه, عندئذ يسعد بها, لا يسعد بها إلا إذا سعد هو بربه, وسعدت هي بربها عن طريقه, الآن تعرف حقه, وقبل ذلك: والله لا تعرف حقه, وهي عبء عليه.
ورجل عنده امرأة سيئة جداً, فقيل له: طلقها واسترح منها, قال: والله لا أطلقها, فأغش بها المسلمين.
انظري أيـــن أنت منه فإنما هـو جنــــتك ونارك
والعكس صحيح.
أمر نبوي :
حديث آخر: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها))
يعني: جزء من طاعتك لله: أن تلبي الدعوة.
((من دعي فلم يلب, فقد عصى أبا القاسم))
((لو دعيت إلى كراع مؤدم من غنيمة –يعني: نحن في الشام, صحنايا - لأجبت))
أحياناً: دعوة في مكان بعيد, يقول لك أهل الدنيا: الخطوات أكثر من اللقمات, يوزنها, بعيد, لن أذهب.
يقول عليه الصلاة والسلام:
((لو دعيت إلى كراع مؤدم -فقط في الغنيمة, خارج المدينة- لأجبت))
((من دعي فلم يلب, فقد عصى أبا القاسم))
لم حذر النبي من الدخول على الأغنياء, وما هي القاعدة التي نستنبطها في هذا المقام؟:
أيها الأخوة, تلبية دعوة الأغنياء, والأقوياء, والكبراء من الدنيا, -معه بطاقة دعوة على الشيراتون, طبعاً يذهب-, وتلبية دعوة الفقراء المؤمنين من الآخرة.
أحياناً: تأتيك دعوة إلى مكان بعيد, عقد قران, أحياناً في الطريق, في الغوطة: في الطرق عقد القران, كراسي في الطريق, وكأس شاي, لا يوجد غيرها, تلبية دعوة أهل الدنيا.
تلبية دعوة الكبراء, والأقوياء, والأغنياء, هذه من الدنيا لا من الآخرة, أما تلبية دعوة المؤمنين الضعفاء, هذه من الآخرة.
أنت حينما يدعوك إنسان فقير, وهو يراك شيئاً كبيراً, وتلبي دعوته بتواضع, تملأ قلبه سعادة.
وما عُبد الله في الأرض, بأفضل من جبر الخواطر.
فالحقيقة: تلبية دعوة الفقراء المؤمنين من عمل الآخرة, وتلبية دعوة الأغنياء من عمل الدنيا.
لذلك قال النبي -عليه الصلاة والسلام-:
((يا عائشة, إذا أردت اللحوق بي, فليكفك من الدنيا كزاد الراكب, ولا تستخلقي ثوباً حتى ترقعيه, وإياك والدخول على الأغنياء))
ولسيدنا عمر -رضي الله عنه- قال: من دخل على الأغنياء, خرج من عندهم وهو على الله ساخط.
لا يوجد عنده شيء في البيت؛ إذا فريزته ثمنها مئتا ألف.
قال: يوجد حنفية ثمنها مئتان وخمسون ألفاً, بسعر ثمن بيت.
فالإنسان إذا دخل على غني مترف, لا يعرف الله, خرج من عنده إنساناً ضعيف الإيمان, وهو ساخط على الله.
لذلك: لا تصاحب من لا يرى لك في الفضل, مثل ما ترى له, قاعدة.
صاحب أهل الإيمان؛ تحبهم ويحبونك, تقدرهم ويقدرونك, تحتفي بهم ويحتفون بك, تسعد بهم ويسعد بك.
صاحب أهل الإيمان.
((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))
ما الموقف الذي حصل في هذه الدعوة, وماذا نستفيد منه؟ :
مرة كنا في دعوة, دعوة مدرسين, فرجل كريم, أقام وليمة لسبعين مدرساً في ثانوية, وكان الطعام لذيذاً, واعتنى عناية بالغة, رجل كريم, هو خطيب مسجد, من بين الحضور: أناس علمانيون -هذه ألطف عبارة للملحد علماني- فقال له أحدهم: والله أنت تحتاج إلى تأميم على هذا الطعام, فقلت له –أنا- مباشرة: يا أستاذ فلان, ألم ينهك عن دعوة مثل هؤلاء؟.
((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))
لا تصاحب إلا مؤمناً: إن دخل لبيتك, ورآه بيتاً جيداً, يفرح لك, أبداً.
علامة المؤمن: يفرح لكل خير أصاب أخاه, علامة المنافق:
﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾
يشمت بك دائماً.
((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))
لك أن تعامل الناس جميعاً, العلاقة علاقة العمل, أما العلاقة الحميمة؛ زيارات, سهرات, ولائم, نزهات, شراكات, هذا لأهل الإيمان فقط, وإلا تندم أشد الندم.
((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِناً، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))
تفسير رؤيا المنامات من حيث الناحية الشرعية :
وفيما رواه الإمام مسلم, عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جابر, عن رسول الله, أنه -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إذا رأى أحدُكم الرؤيا يكرهُها؛ فَلْيبصُقْ عن يسَارِهِ ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، ولْيتحوَّلْ عن جَنْبِهِ الذي كان عليه))
أعطيكم -أيها الأخوة- أربع حالات:
إنسان رأى مناماً مزعجاً, إذا كان مستقيماً: هذا تخويف من الشيطان, لا يبالي به:
﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ﴾
وإن كان مستقيماً, ورأى مناماً طيباً, فهذه بشارة من الله, العكس:
إن كان منحرفاً, ورأى مناماً مطمئناً, هذا من الشيطان, تغرير.
وإن كان منحرفاً, ورأى مناماً طيباً, أو رأى مناماً مزعجاً, هذا من الرحمن تنبيه.
العوام يقولون كلمات مضحكة: لا يصلي إطلاقاً, ولا حج, ولا أدى زكاة ماله, وكان غارقاً بالملاهي, أهله يقولون: كبة نور, أي نور هذا! كلام فارغ, المقياس هو العمل, قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾
﴿نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾
وفي حديث آخر, رواه الإمام البخاري, عن أبي سعيد الخدري, عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
((إذا رأي أحدُكم الرؤيا يُحِبُّها، فإنها من الله، فلْيحْمَد الله عليها، وليُحدِّثْ بها، وإذا رأَى غير ذلك مما يكره، فإنمّا هي من الشيطان، فليستعذ بالله من شرِّها، ولا يذكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لنْ تَضُرَّهُ))
رؤيا فسرت :
الإمام مالك -كما تعلمون- إمام دار الهجرة, رأى في المنام ملك الموت –عمل عظيم- قال: يا ملك الموت, كم بقي لي في حياتي؟ فأشار له هكذا ..... فلما استيقظ قلق أشد القلق, يا ترى؛ خمس سنوات, أم خمسة أشهر, أم خمسة أسابيع, أم خمسة أيام, أم خمس ساعات؟ فسأل الإمام ابن سيرين عن تأويل هذه الرؤيا.
قال ابن سيرين: يا إمام, إن ملك الموت يقول لك: إن هذا السؤال من خمسة أشياء, لا يعلمها إلا الله. هذا هو التأويل.
فالإنسان إذا رأى رؤيا واضحة جداً, له ثقة بإنسان صالح, ليقصها عليه.
ما يتعلق بالجنازة :
((إذا رأى أحدُكم جنازة، فإن لم يكن ماشياً معها فليقم، حتى يخلِّفَها أو تُخلِّفه، أو توضَعُ من قَبْل أن تُخَلِّفَهُ))
الموت يجب أن تحترمه, لأن الله قهر عباده بالموت, والموت مصير كل حي:
﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾
وكل مخلوق يموت, ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت.
والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر
وكل ابن أنثــــى وإن طالت سلامته يوماً على آلــــــة حدباء محمول
فإذا حمــــــلت إلى القبور جنازة فاعلم بأنــــــــك بعدها محمول
ومن عـــــــــدَّ غداً من أجله فقد أســــاء صـــــحبة الموت
قصة :
لأخي صديق حميم, يعمل في وزارة التربية, وله منصب رفيع, له مع أصدقائه جلسة أسبوعية يوم السبت, في إحدى هذه الجلسات, قال هذا الصديق لمن حوله من أصدقائه: أنا مطول لكي أموت -باللغة العامية-, سألوه لماذا؟ قال: لأنني نحيف, ولا أدخن, وآكل قليلاً, وأمشي كثيراً, ولا أحمل هموم الحياة, وكلامه –والله- صحيح, هذه كلها عوامل الموت؛ لا يدخن, رشيق, رياضي, طعامه قليل, لا يعبأ بهموم الحياة, تكلم هذا يوم السبت, وفي السبت الثاني: كان تحت الأرض, والله الذي لا إله إلا هو, وعمره قصير, يعني ليس عمراً مديداً, دون الستين, خمس وخمسون تقريباً.
من عـــــــــدَّ غداً من أجله فقد أســــاء صـــــحبة الموت
((إذا رأى أحدُكم جنازة، فإن لم يكن ماشياً معها فليقم، حتى يخلِّفَها أو تُخلِّفه، أو توضَعُ من قَبْل أن تُخَلِّفَهُ))
منعطف هام :
يقول سيدنا سعد بن أبي وقاص: ثلاثة أنا فيهن رجل, وفيما سوى ذلك, فأنا واحد من الناس؛ ما صليت صلاة فشُغلت بغيرها حتى أقضيها, ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول.
من منكم سمع الجنازة تقول؟.
قال:
((إن روح الميت ترفرف فوق النعش, تقول: يا أهلي يا ولدي, لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي؛ جمعت المال مما حل وحرم, فأنفقته في حله وفي غير حله, فالهناء لكم, والتبعة علي))
لذلك:
((أندم الناس: رجل دخل ورثته بماله الجنة, ودخل هو بماله النار -جمعه من حرام, وورثه لأهله حلالاً, فأنفقوه في طاعة الله, فدخلوا به الجنة, ودخل هو به النار- وأندم الناس: عالم دخل الناس بعلمه الجنة, ودخل هو بعلمه النار))
اقرأ معنا :
قرأت مرة أربعة أدعية, يقشعر منها الجلد:
اللهم إني أعوذ بك, أن يكون أحد أسعد لما علمتني منه.
اللهم إني أعوذ بك, أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك.
اللهم إني أعوذ بك, أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك.
اللهم إني أعوذ بك, أن أكون عبرة لأحد من خلقك.
هذه الحياة :
صدقوني -أيها الأخوة-, الحياة مثل مسرح, في مقاعد للمشاهدين, وفي خشبة مسرح, إذا كنت مستقيماً, لك مقعد مع مقاعد المشاهدين, الإنسان يرى أشكالاً وألواناً, إذا لست مستقيماً, تجر على خشبة المسرح, تضرب, وتصبح قصة, بالضبط كلامي:
إن كنت مستقيماً, لك محل مع المشاهدين, تسمع كل يوم أخباراً, أشكالاً وألواناً, لكن أنت محفوظ, إذا الإنسان ما استقام, يصبح قصة.
عندنا آية قرآنية تؤكد هذا المعنى:
﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾
صار قصة.
لذلك الدعاء: اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك.
يا رب لا أكون أنا قصة.
الله يسترنا, ولا يفضحنا, ويعافينا, ويعفو عنا.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.