- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الشعر :
أيها الإخوة المؤمنون ؛ من المعلومات التي تعرفونها ، عن خلق الإنسان ، أن في رأس كلِّ إنسانٍ ، من مئة ألفٍ إلى مئتين وخمسين ألفاً ، من الأشعار ، وأن الشعرة الواحدة ، يزيد عمرها عن ثلاث سنوات ، وأن الإنسان ، يحتاج إلى أن يجدد شعره بأكمله إلى مئتي يوم ، وفي الإنسان ، مصانع للشعر، بعدد ما في جسمه من الشعر، كلُّ شعرةٍ لها مصنع ، تنتج هذه الشعرة ، وتنمو وتنمو إلى أن تبلغ أشدَّها ، ثم تهرم فتموت ، ينقص أو يزيد عمر الشعرة عن ثلاث سنوات .
ولكلِّ شعرةٍ من هذه الأشعار ، المئتين والخمسين ألفاً ، وريدٌ ، وشريانٌ ، للتغذية ، وعضلةٌ ، للتحريك ، تعمل هذه العضلة أثناء البرد ، ولكلِّ شعرةٍ من هذه الأشعار ، عصبٌ يحرِّك العضلة، كي تنتصب الشعرة، ولكلِّ شعرةٍ ، غدةٌ دهنيةٌ ، وغدةٌ صبغية.
شيب الشعر :
ولا يعلم الباحثون حتى هذه الأيام ، لماذا يبيضُّ الشعر ؟ لكن بعضهم يقول: إن ابيضاض الشعر ، منشؤه عصبي ، أحدث بحوث الشيب، أن ابيضاض الشعر منشؤه عصبي ، فالكريات البيض ، تتسلل إلى الشعرة ، فتأكل صبغها الأسود ، والشيء القاطع ، أن الشيب ، كما يقول العلماء: آفةٌ جلديةٌ ، ذات منشأٍ عصبي انفعالي ، وذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة قبل ألفٍ وخمسمئة عام ، قال تعالى:
﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً ﴾
يعني الشيب ، منشأه ، خوفٌ انفعالي ، وقال عليه الصلاة والسلام:
شيبتني هود وأخواتها.
((عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ شِبْتَ قَالَ شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ...))
هل تظنون أن الذي شيبه قبيلة هود ؟ لا.. شيبته سورة هود ، لآيةٍ واحدةٍ فيها ، وهي قوله تعالى:
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا﴾
شيبتني هود وأخواتها.
ويصاب كل إنسان مع تقدم العمر بالإرهاق العصبي ، وبدرجاتٍ متفاوتةٍ من الشيب:
﴿ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾
فالشيب ، يلازم التقدم في السن ، والإمام القرطبي يفسِّر النذير، بأنه الشيب ، يعني لفت نظرٍ لطيف من الله عزَّ وجل: أن يا عبدي اقترب اللقاء فماذا أعددت له ؟ اقترب اللقاء:
(( عبدي: ضعف بصرك ، وشاب شعرك ، وانحنى ظهرك ، فاستحي مني ، فأنا أستحي منك، يا عبدي ، لقد قرب اللقاء ، فماذا أعددت له ؟))
شعر الرأس وشعر الحواجب .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ سؤالٌ دقيق يؤكِّد حكمة الله سبحانه وتعالى: لماذا يطول شعر الرأس ، ولا يطول شعر الحاجبين والجفنين ؟ لماذا تنبت الأشعار داخل الأنف ولا تنبت داخل الفم ؟ لماذا تنبت الأشعار في ظاهر الكف ، ولا تنبت في باطنها ؟
كيف نعصي الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيءٍ له أيةٌ تدلُّ على أنه واحد.
* * *
شعرك آية ، فكِّر في هذه الآية ، توصل منها إلى الله سبحانه وتعالى ، ترى أن لهذا الإنسان ، خالقاً عظيماً ، وصانعاً حكيماً ، أتقن صنعه ، الذي أتقن كل شيء خلقه:
﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾