وضع داكن
21-11-2024
Logo
حقائق الإيمان والإعجاز - الدرس : 05 - علامات الإيمان - النحل
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

عمل الإنسان ينطلق إما من إيمان أو من شهوة:

 أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الخامس من دروس حقائق الإيمان والإعجاز العلمي، والموضوع اليوم ينطلق من أن الإنسان حينما يتحرك، حينما يعمل، ينطلق من أحد شيئين ؛ إما من إيمان أو من هوىً ولا ثالث لهما، إما بدافع من شهوة أو هوىً، أو بدافع من إيمان، إما انطلاقاً من عقله أو من شهوته، وعمله يعكس حجم إيمانه أو حجم شهوته .
 أيها الأخوة، حينما يكون الإنسان ضعيف الإيمان فكل أفعاله الخاطئة أعراض لضعف إيمانه، فمعالجة هذه الحالات لا تكون بعلاج جزئي لكل مرض، بل تكون بعلاج أصل المرض، وهو ضعف الإيمان، لذلك الكلمة الدقيقة أن ما يعانيه المسلمون اليوم هي أعراض الإعراض عن الله، فمحاولة معالجة هذه المشكلات كل مشكلة على حدة بعيداً عن ضعف الإيمان معالجة غير ناجحة، لأن الأصل هو ضعف الإيمان، تماماً كما لو أن طفلاً ارتفعت حرارته فالطبيب المتفوق يعالج أصل المرض وهو الالتهاب، بينما الطبيب الناشئ يعطيه خافضاً للحرارة.

شهوات الإنسان حيادية إما سلماً يرقى بها أو دركات يهوي بها:

 الآن الشهوات التي أودعها الله في الإنسان في قوله تعالى:

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

( سورة آل عمران الآية: 14 )

 هذه الشهوات التي أودعها الله في الإنسان تجذب الإنسان إلى الأرض، تشده إلى الأرض، وإيمانه ومعرفته بسرّ وجوده وغاية وجوده معرفته بالله تشده إلى الله والدار الآخرة، فإما أن تتغلب شهوات الأرض فيشد الإنسان إلى الدنيا، وإما أن تتغلب حقائق الإيمان وعندئذ يشد الإنسان إلى الدار الآخرة.

 

من انصاع لأمر الله و استقام على أمره ربح الدنيا و الآخرة:

 والدين أيها الأخوة إن أردنا ضغطه كله ينضغط بكلمة الاستقامة قال تعالى:

﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ (22) ﴾

( سورة لقمان )

 أي انصاع لأمر الله، استقام على أمر الله، وفضلاً عن ذلك أعطى من ماله، من وقته، من جهده، من خبرته، من علمه:

 

﴿ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى (22) ﴾

 

( سورة لقمان )

أخطر حال يعاقب به الإنسان أن يغفل عن الله والغفلة من أخطر الأمراض:

 أيها الأخوة، الآن من أين نبدأ ؟ إنسان يتحرك بدافع شهوته، هؤلاء البشر جميعاً:

﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) ﴾

( سورة الليل )

 كل شخص يتحرك بدافع من شهوة أومن إيمان، وبهدف واضح أو غير واضح،

 

﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾

 من أين يبدأ الإنسان ؟ حينما يستيقظ قلبه، عندنا حال اسمه اليقظة وحال اسمه الغفلة، أخطر حال يعاقب به الإنسان أن يغفل عن الله، الغفلة من أخطر الأمراض، غافل عن مصيره، غافل عما بعد الموت، غافل عما في خريف الحياة من متاعب، غافل من أن الله سيحاسب وسيعاقب، غافل أن هناك جنة لا نهاية لها، وأن هناك نار لا نهاية لها، غافل عن حقائق خطيرة، حينما تكشف له عند الموت يصعق:

﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) ﴾

(سورة الزخرف)

أكبر مصيبة تصيب الإنسان حينما يكتشف أنه خسر الآخرة:

 الإنسان حينما تنكشف له الحقيقة المرة يقول:

﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾

( سورة الفجر )

 إن أكبر مصيبة حينما يكتشف الإنسان أنه خسر الآخرة:

 

﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾

 

( سورة الزمر )

 إذاً البدء من يقظة في حركة يومية، من يوم إلى يوم، من أسبوع إلى أسبوع، من شهر إلى شهر، من فصل إلى فصل، يكتشف الإنسان بعد حين أنه على مشارف الموت، الأيام تمضي سريعاً، فالحركة غير المدروسة، الحركة العشوائية، حركة الحياة، أكلنا، وشربنا، ونمنا، واستيقظنا، وذهبنا إلى أعمالنا، وعدنا إلى البيت، وأكلنا، ونمنا، وسهرنا، وتحدثنا، وسمعنا الأخبار، إلى ما شاء الله، لماذا أنت في الدنيا ؟ الإنسان متى يصحو من غفلته ؟ عند الموت:

 

﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ﴾

 

( سورة ق )

الذكي من تكيف مع أخطر حدث مستقبلي ألا و هو الموت:

 أيها الأخوة، أذكى إنسان هو المتكيف، من تعريف الذكاء الجامعة المانعة أن الذكاء هو التكييف، التكيف مع ماذا ؟ التكيف مع أخطر حدث مستقبلي، أخطر حدث مستقبلي هو الموت، والدليل:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

( سورة الملك الآية: 2 )

 بدأ بالموت لأنه أخطر، الحياة أمامك، عندك خيارات لا تعد ولا تحصى، الإنسان حينما يولد أمام خيارات لا تعد ولا تحصى، أما حينما توافيه المنية أمام أحد خيارين إما إلى جنة يدوم نعيمها أو إلى نار لا ينفذ عذابها، فلذلك:

 

﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ (46) ﴾

 

( سورة سبأ )

بطولة الإنسان أن يكتشف الحقيقة قبل فوات الأوان:

 هناك كلمة أرددها كثيراً ثم ماذا ؟ جمعت أموالاً طائلة، معك أموال منقولة وغير منقولة، ثم ماذا ؟ هناك موت، في الموت بحسب الظاهر تخسر كل شيء، ما جمعته في عمر مديد تخسره في ثانية واحدة، كل ثروتك، وكل منجزاتك، وكل أموالك، وكل مكانتك مبنية على نبض القلب، القلب يقف أحياناً ولأسباب لا تعد ولا تحصى، أحدها سكتة قلبية، كان إنساناً صار خبراً على الجدران، كان إنساناً مخيفاً صار إنساناً في نعش، كل قيمة الإنسان، وهيمنته، ومكانته، وسيطرته، وعظمته، مبنية على سيولة دمه، فإذا تجمد الدم في أي مكان في الإنسان أصيب بجلطة، وفي الأعم الأغلب قاتلة، كل عظمة الإنسان، وقوته، ومكانته، وهيمنته بنمو خلاياه، فإذا نمت نمواً عشوائياً يعني ورم خبيث انتهى، هذه الكلمة، ثم ماذا ؟ ماذا بعد الغنى ؟ الموت، ماذا بعد أن ترتقي إلى أعلى منصب ؟ الموت، ماذا بعد أن تغرق في ملذات الدنيا ؟ الموت، ثم ماذا ؟ فلذلك البطولة أن تكتشف الحقيقة في وقت مبكر.

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط:

 ثم كل إنسان حتى فرعون هناك نقطة دقيقة أنت مخير، وعندك خيار القبول أو الرفض مع مليون موضوع، قدمت لك وظيفة رفضتها الدخل قليل والدوام طويل، تعرفت على فتاة للزواج لم تعجبك رفضتها، دعيت إلى سفر الدخل أقل مما تطمح لغيته، مع مليون موضوع معك خيار قبول أو رفض، إلا مع موضوع الإيمان معك خيار وقت، المليون موضوع الأولى خيار قبول أو رفض، لكن مع موضوع الإيمان خيار وقت، إما أن تؤمن بالوقت المناسب، أو أن تؤمن بعد فوات الأوان، أكبر دليل على ذلك أن فرعون أكفر كفار الأرض الذي قال:

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

( سورة النازعات )

 والذي قال:

 

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

 

( سورة القصص الآية: 38 )

 فرعون عندما أدركه الغرق قال:

 

﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

 

( سورة يونس الآية: 90 )

بطولة الإنسان أن يضبط حياته وفق منهج الله عز وجل:

 لذلك اليقظة، مثل هذه الدروس تعطيك اليقظة، انظر الحركة اليومية استيقظنا، أكلنا، ذهبنا للعمل، رجعنا، أكلنا، نمنا، عندنا سهرة للساعة الثانية عشرة، نمنا، استيقظنا، من يوم ليوم، من أسبوع لأسبوع، من شهر لشهر، من فصل لفصل، من عام لعام، غمض فتح بالثامنة والستين، ماذا أعد لآخرته ؟ أما البطولة أن تكون يقظاً، إلى أين أنا ذاهب ؟ الذي استيقظ وضبط حياته وفق منهج الله لا يوجد مشكلة عنده ولو جاء الموت، الموت أدخله في حسابه هو مستعد له، والله أيها الأخوة من غرائب ما قرأت، قرأت تاريخ سبعين صحابياً، شيء عجيب بينهم قاسم مشترك واحد أنهم جميعاً كانوا في أسعد لحظات حياتهم عندما وافتهم المنية، في أسعد لحظات حياتهم.

الخشوع لله أثناء الصلاة و قراءة القرآن من علامات القلب الحي:

 لذلك أيها الأخوة، نحن مشكلتنا أننا نقرأ القرآن هل خطر في بالك أنك إذا قرأت آية أن تعرض نفسك عليها ؟ الله عز وجل يقول:

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2) ﴾

( سورة الأنفال)

 يا ترى أثناء القراءة (قراءة القرآن) تحس باضطراب ؟ بقشعريرة ؟ بخشوع ؟ ببكاء ؟ أثناء الصلاة، أثناء تلاوة القرآن الكريم هذه علامة من علامات حياة القلب، سيدي أنت إما أن تكون حيّ القلب أو ميت القلب.

 

الكفار أموات غير أحياء لانغماسهم في شهواتهم:

 الله عز وجل يصف الكفار بأنهم أموات غير أحياء:

﴿ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء ﴾

( سورة النحل الآية: 21 )

 بل وصفهم أنهم في القبور:

 

﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾

 

( سورة فاطر )

 هم في قبور شهواتهم، البداية اليقظة، استيقظت بحثت عن الحقيقة، حضرت درس علم، استمعت إلى شريط، قرأت كتاباً، تأملت في الكون، كشفت سرّ وجودك، وغاية وجودك، كان الإنسان غافلاً صار يقظاً، فاليقظة مقام، أحد كبار العلماء ابن القيم رحمه الله تعالى ألف كتاباً سماه مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين، الإنسان إذا سلك إلى الله، هذا السلوك له طرق وله منازل، من هذه المنازل اليقظة، من هذه المنازل الإخلاص، من هذه المنازل الاستقامة، من هذه المنازل العمل الصالح.

 

القلب السليم:

 الآن سأستعرض معكم بعض علامات القلب الحي، نحن عندنا قلب حي وقلب ميت، اليقظ قلبه حي، بالمناسبة:

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

( سورة الشعراء )

 ما القلب السليم ؟ القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، ولا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله، ولا يعبد إلا الله، ولا يحكم إلا شرع الله، إن احتكم فإلى شرع الله، وإن عبد يعبد الله، ولا يشتهي شهوة لا ترضي الله، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله:

 

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

 

( سورة الشعراء )

علامات القلب الحي:

1 ـ انشراح الصدر:

 الآن القلب الحي، القلب اليقظ، القلب الذي عرف الله ما خصائصه ؟ قال أول خصيصة:

 

﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (22) ﴾

 

(سورة الزمر)

 المؤمن سعيد، منشرح الصدر، لأنه عرف سرّ وجوده وغاية وجوده، الدنيا لا تعنيه كثيراً، يعنيه منها أن يكون له بيت يؤويه، وزوجة ترضيه، ورزق يكفيه، طموحات المؤمن في الدنيا متواضعة لكن طموحاته في الآخرة لا حدود لها، بينما أهل الدنيا طموحاتهم في الدنيا لا حدود لها أما في الآخرة ليست موجودة أصلاً:

 

﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (7) ﴾

 

( سورة الروم الآية: 7 )

 أيها الأخوة، قضية الانشراح ثابتة جداً، المؤمن سعيد على دخل محدود، وعلى بيت متواضع، وعلى زوجة متواضعة، يقول لك أنا الحمد لله، والله الذي لا إله إلا هو في بقلب المؤمن من السعادة ومن الطمأنينة ومن الرضا ما لو وزع على أهل بلد لكفاهم، فأول علامة منشرح الصدر لا تقول لي كآبة، ضيق، إحباط، شعور بالضياع، شعور بالذنب، هذه كلها مشاعر العصاة، أما المؤمن بأي مستوى يعيشه راض عن الله عز وجل، حتى في حال اسمه الرضا، حال مسعد أن ترضى عن الله عز وجل، أن ترضى عن وجودك، عن كيانك، عن إمكاناتك، عن قدراتك، عن أسرتك، الله عز وجل جعلك من أصحاب الدخل المحدود الحمد لله ما دام الطريق باتجاه الجنة ما في مانع، ما سمح لك أن تنجب الله اختار لي أن أكون عقيماً ما في مشكلة.

 

2 ـ الموالاة في الله والمعاداة في الله:

 أيها الأخوة العلامة الثانية أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله، محبته في الله عداوته لله، ولاؤه لله، عدم ولائه لله، المؤمن يوالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء، ويتبرأ من الأقوياء والأغنياء ولو كانوا أقوياء وأغنياء، أنت كمؤمن قد تجد في مؤسسة مستخدماً ومدير عام، مدير عام غير مستقيم، ولاؤك للمستخدم هذه علامة الإيمان، أما من كان ولاؤه للأقوياء والأغنياء من علامات ضعف الإيمان أول نقطة، انشراح الصدر، النقطة الثانية: ولاؤك للمؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء وتتبرأ من المنحرفين ولو كانوا أقوياء وأغنياء، والآية بالمناسبة:

 

 

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) ﴾

 

( سورة التوبة)

3 ـ كراهة الكفار كراهة حقيقية:

 سؤال صعب: هل تؤثر الله عز وجل وطاعته على أمك وأبيك وزوجتك وأخيك وتجارة ومسكن فخم وما إلى ذلك ؟ طبعاً من علامات القلب الحي أن تكره الكفار كراهة حقيقية، والله أيها الأخوة مع ما يجري في العالم من جرائم، ومن حروب، ومن حروب أهلية، وحروب تقليدية، واحتلال، واجتياح، ونهب ثروات، وقتل أبرياء، وغارات، وقصف، والله الإنسان الآن يشتهي أن يسكن في بيت من اللبن لكن فيه رحمة، أن يسكن في خيمة لكن فيها صدق، الحياة كلها كذب في كذب، كذب، وجرائم، وعدوان، وقتل، وسفك دماء، واعتقال، الآن الأخبار كلها هكذا، فلذلك من علامات القلب الحي كراهية الكفر بكل صوره لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

 

(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ))

 

[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]

 عند التعارض، إذا تعارضت مصلحتك مع النص الشرعي وآثرت النص الشرعي على مصلحتك، أذاقك الله حلاوة الإيمان:

 

(( أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ))

 

[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]

 هذا اسمه الولاء والبراء،

 

(( وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ))

 يعني أناس كثيرون يجعل ولادة زوجته في بلد بعيد حتى يستحق المولود الجنسية، والله أعرف إنساناً مقيم هناك فقبل الولادة جاء إلى بلده ليسقط هذه الميزة من كراهيته لهؤلاء المنحرفين، فالذي يعتز بهم، يواليهم، يتمنى أن يكون مثلهم، بعيد عن الدين بعداً كبيراً.

 

4 ـ عدم الخوف من المخلوقين:

 من علامات القلب الحي عدم الخوف من المخلوقين لقوله تعالى:

 

 

﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(175) ﴾

 

( سورة آل عمران )

 علامة الإيمان هناك من يخاف غير الله، يعني تهديد من قوي لا ينام الليل، أنت أمرك بيد الله عز وجل، لماذا أمرك أن تعبده ؟ لأنه طمأنك أن كل أمرك بيده:

 

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

 

( سورة هود الآية: 123 )

 لو أنه أسلمك إلى غيره كيف يأمرك أن تعبده ؟ قال تعالى:

 

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

 

( سورة هود الآية: 123 )

 فلذلك من علامات القلب الحي عدم الخوف إلا من الله:

 

﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(175) ﴾

 

( سورة آل عمران )

5 ـ عدم خشية إلا الله:

 ومن فرع هذا المعنى ومن علامة القلب الحي أن المؤمن لا يخشى إلا الله، فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين.

 

6 ـ التوكل على الله:

 من علامات القلب الحي أن المؤمن لا يتوكل إلا على الله:

 

 

﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(23) ﴾

 

( سورة المائدة )

 علامات دقيقة جداً، أولها الانشراح، انشراح الصدر، وثانيها الولاء والبراء، وثالثها إذا تعارضت مصالحك المادية مع الحكم الشرعي فأنت مع الحكم الشرعي وهذا من علامات القلب الحي، ورابعها أن تكره الكفر وما يتبع هذا الكفر، وخامسها ألا تخاف من المخلوقين، وأن تخاف من خالق الأرض والسماوات وألا تخشى إلا الله.

 

7 ـ الإذعان لحكم الشرع:

 الآن وأن تذعن لحكم الشرع:

 

 

﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (59) ﴾

 

(سورة النساء )

8 ـ عدم ارتكاب المعاصي عن قصد إطلاقاً:

 الآن من علامات القلب الحي أن المؤمن لا يرتكب المعاصي عن قصد إطلاقاً، قد يخطئ لكن عن غير قصد، أما يعرفها معصية ويرتكبها هذا مستحيل، فلذلك الله عز وجل قال:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) ﴾

 

(سورة البقرة)

 ذروا، حينما تعلم علم اليقين أن هذا حرام خلاص، ليس لك خيار:

 

﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾

 

( سورة الأحزاب: الآية 36)

 هذا مستحيل.

 

الموت نهاية كل حي فالعاقل من أعدّ لهذه الساعة عدتها:

 أيها الأخوة، المنطلق هذه الصحوة، المنطلق هذه اليقظة، المنطلق هذا السؤال الكبير لماذا أنا في الدنيا ؟ المنطلق ماذا بعد الموت ؟ المنطلق ثم ماذا ؟ تصور سباق، سباق الناس في الدنيا يشبه طريق عريض فيه ألف سيارة، فيه كبير وصغير، وقديم وحديث، وغالي ورخيص، ومحرك قوي جبار ومحرك ضعيف، وسيارة جميلة جداً وسارة قبيحة جداً، سباق أول سيارة وصلت إلى الهدف، الهدف انهيار خمسين متراً وقعت، والثانية وقعت، والثالثة وقعت، والألف سيارة كلهم وقعوا ما هذا السباق الأحمق ؟ سباق إلى ماذا ؟ أي الغني يموت انتهى الغنى، والفقير يموت، والقوي يموت، والأنبياء يموتون، والملوك يموتون، والضعفاء يموتون، والمقهورون يموتون، والوسيم يموت، والذميم يموت، والذكي يموت، والغني يموت، وإن ترك ثروات لا يعلمها إلا الله، سبحان من قهر عباده بالموت، إذاً الموت نهاية كل حي، هذا التعب بخلاف منهج الله حمق، إلى أين أنت سائر ؟ لذلك أيها الأخوة من ملخص هذا الدرس أن الإنسان يتحرك إما بدافع من هواه، من شهوته، أو بدافع من إيمانه، وعمله يعكس حجم شهواته أو حجم إيمانه، والعمل انعكاس لمستوى الإنسان، الآن من أين ننطلق ؟ من صحوة، من يقظة، مرة أذكر لي قريب متهاون بدراسته، كسول، أخرجه أبوه من المدرسة، واشتغل بمحل تجاري بسوق الحميدية، أحضر الطعام للبيت، له بنت عم فهو ترك من الصف السادس، هي بالسابع لما يزورهم أنا بالسابع صرت يشعر بضغط، أنا بالثامن، بالتاسع، وصل إلى درجة ما عاد يحتمل أن ابنة عمه أخذت كفاءة وهو صار معه اضطراب شديد، هذا الاضطراب دفعه للدراسة، وأخذ الكفاءة بسنة واحدة، صار عنده حالة قلق، إذا ما عندك حالة قلق شديدة، حالة خوف شديدة، حالة حيرة شديدة، لا تنطلق إلى الله عز وجل، هذه الحالة تأتي من التفكر بالموت، تأتي هذه الحالة من التفكر في خلق السماوات والأرض، فأنا أقول لابدّ من يقظة، البداية تبدأ باليقظة، تستقيم على أمر الله، تتصل بالله، الآن تأتيك العلامات أول علامة، الثانية، الثالثة، الرابعة، الخامسة، كلها علامات مسعدة، والله هذا الذي يصل إلى حقائق الإيمان ويؤمن، عنده مشاعر والله يفتقر إليها من يحتل أعلى منصب في العالم، يفتقر إليها من يملك أكبر ثروة في الأرض، إن الله يعطي الصحة، والذكاء، والمال، والجمال، للكثيرين من خلقه، ولكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين.

الموضوع العلمي:

إعجاز القرآن الكريم في وصف النحلة العاملة بأنها أنثى:

 أيها الأخوة، ننتقل للموضوع العلمي، هذا القرآن كلام الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي (68) ﴾

(سورة النحل)

 إعراب الياء ياء مؤنثة مخاطبة، معنى النحل مؤنث، العاملات من قسم الإناث، والذكور ليس لهم عمل إطلاقاً في جمع الرحيق وصنع العسل، الذكور مهمتهم تلقيح الملكة فقط، أما الصنف الذي يجمع الرحيق من الأزهار، ويصنع البيوت الشمعية، ويصنع العسل هم العاملات، دقق في علاقة القرآن بكلمة اتخذي، العرب قديماً وقت نزول القرآن الكريم هل يعلمون أن هناك النحلة مؤنثة وهناك نحلة مذكرة ؟ مستحيل:

 

﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا (69) ﴾

 

(سورة النحل)

النمل و النحل في القرآن الكريم:

إذاً:

﴿ اتَّخِذِي، كُلِي، فَاسْلُكِي ﴾

هذه إشارة قرآنية إلى أن النحلات اللواتي يجمعن الرحيق، ويصنعن العسل، من قسم الإناث لا من قسم الذكور، بينما هناك آية ثانية يقول الله عز وجل :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) ﴾

(سورة النمل)

 فالنمل جاء في القرآن الكريم مذكراً لأن المذكر يغلب المؤنث، فالنمل شيء والنحل شيء آخر، شيء آخر قال تعالى:

 

﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا (68) ﴾

 

(سورة النحل)

 النحلات أول عمل صنع المسكن، المسكن يصنع من قبل النحلات أولاً، ثم تصنع بيوت العسل بشكل سداسي، الآن يقدمون للخلية مساكن أو أطباق شمع جاهزة، أما هي بالأساس النحلة تصنع شمع بنفسها، وصناعة الشمع شيء مذهل، يعني تبدأ النحلات من هنا ونحلات من هنا وتلتقي النحلات في الوسط على بيت نظامي بالميكرون، هذا فوق طاقة البشر، لو أردنا أن نبلط ساحة كبيرة بدأ قسم من اليمين وقسم من اليسار وقسم من الشمال وقسم من الجنوب واتجهوا نحو الداخل هل يعقل أن يلتقوا على بلاطة نظامية ؟ مستحيل أما النحل يبدأ من كل الجهات وتلتقي النحلات العاملات في صنع هذه البيوت الشمعية على مسدس نظامي في الوسط:

 

﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا (68) ﴾

 

(سورة النحل)

 جميع الأزهار التي خلقها الله قابلة أن تؤكل حبوب الطلع فيها وأن تمتص رحيقها:

هناك نحل في المغارات:

﴿ وَمِنَ الشَّجَرِ (68) ﴾

(سورة النحل)

 وفي أصول الأشجار:

﴿ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ﴾

(سورة النحل)

 هناك من يصنع للنحلة الخلية هذه، قديماً كانت الخلية من طين:

 

﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (69) ﴾

 

(سورة النحل)

 جميع الأزهار التي خلقها الله عز وجل قابلة أن تؤكل حبوب الطلع فيها، وأن تمتص رحيقها، رحيقها يمتص وحبوب الطلع تؤكل، عندنا ثم، ثم تفيد الترتيب على التراخي، يعني إنشاء البيت يحتاج إلى وقت كبير، ثم إنشاء بيوت العسل الشمعية يحتاج إلى وقت أطول، بعد إنشاء البيت وإنشاء أماكن العسل قال تعالى ثم تفيد الترتيب على التراخي:

 

﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ (69) ﴾

 

(سورة النحل)

اهتداء النحلات إلى خليتهم بقدرة الله تعالى:

 الآن النحلة غادرت، غادرت الخلية لمسافة عشرة كيلو متر كيف ترجع ؟ قال ترجع تضع روائح على الأزهار التي امتصت رحيقها، هذه الروائح مثل طريق تهتدي به في العودة، وهناك شيء آخر تهتدي بالشمس، وكيف تعلم أخواتها النحلات الطريق ؟ عن طريق الرقص، في رقصة باتجاه، الرقص له ثلاث حالات اتجاه الرقص وكثافة الرقص تحدد المكان والمسافة والكثافة، عن طريق رقص النحل يحدد مكان الأزهار، والكثافة، والمسافة، والعودة:

﴿ فَاسْلُكِي (69) ﴾

(سورة النحل)

 بعد أن تجمع النحلات الرحيق وغبار الطلع، غبار الطلع الغذاء الملكي والرحيق هو العسل، الآن الرحيق يصبح عسلاً وغبار الطلع يصبح غذاءً ملكياً، قال تعالى:

 

﴿ فَاسْلُكِي (69) ﴾

 

(سورة النحل)

 جاءت فاء، الأولى ثم، ثم في بناء البيت وبناء أطباق الشمع تحتاج وقت طويل، لكن بعد جمع الرحيق:

 

﴿ فَاسْلُكِي (69) ﴾

 

(سورة النحل)

 عودي إلى الخلية.

 

التنظيم أساس حياة النحل:

 كل نحلة لا يمكن أن تدخل إلى خليتها إلا إذا نطقت بكلمة السر، فإن لم تعرفها قتلت، ومن حين لآخر تبدل كلمات السر، يكون في مليار نحلة بالنهار لا يمكن لأية نحلة إلا أن تبيت في خليتها:

﴿ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي (69) ﴾

(سورة النحل)

 هنا جاء فاء:

﴿ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا (69) ﴾

(سورة النحل)

 السبل هناك علامات ذات رائحة معينة تهتدي بها إلى خليتها.

 

العسل شفاء للناس بقدرة الله تعالى:

 الآن:

﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ (69) ﴾

(سورة النحل)

 كل عسل متعلق بالأزهار التي أخذت منها الرحيق:

 

﴿ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (69) ﴾

 

(سورة النحل)

 إله يقول فيه شفاء للناس:

 

﴿ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) ﴾

 

(سورة النحل)

التفكر طريق الإنسان إلى الله:

 لذلك التفكر طريق إلى الله، والله آية العسل وحدها من آيات الله الدالة على عظمته، دقق في كلمة:

﴿ اتَّخِذِي، كُلِي، فَاسْلُكِي ﴾

 معنى العاملات هن اللواتي يصنعن العسل، بعد هذا الفرق بين ثم وبين الفاء، هناك مرحلة طويلة تبدأ ببناء البيت، ثم بناء أطباق الشمع، بعد جمع الرحيق جاءت الفاء، فالنحلة سرعتها وهي فارغة ستين كيلو متراً في الساعة، وهي محملة ثلاثين كيلو متراً في الساعة:

﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا (69) ﴾

(سورة النحل)

 العسل والغذاء الملكي:

 

﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) ﴾

 

(سورة النحل)

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور