وضع داكن
23-11-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 02 - علو الإيمان في الهمة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
موضوع صلا ح الأمة في علو الهمة في القراّن الكريم:
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد في موضوع جديد محوره صلاح الأمة في علو الهمة
يا ترى هل في القرآن الكريم آيات كثيرة أو قليلة تشير إلى هذا المعنى ؟

الآية الأولى:

 في الآية الأولى قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

[ سورة آل عمران: 102]

معنى: حَقَّ تُقَاتِه:
 حق تقاته أي أن تطيعه فلا تعصيه، وأن تذكره فلا تنساه، وأن تشكره فلا تكفره.

 

الآية الثانية:

 قال تعالى:

 

 

﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾

 

[ سورة الحج : 78]

معنى: حَقَّ جِهَادِهِ:
 أن تجاهد في الله حق الجهاد، ألاّ تدخر وسعاً إلا وتبذله في سبيل الله.

 

الآية الثالثة:

 من الآيات التي تشير إلى أن علو الهمة من الإيمان قول الله عز وجل:

 

 

﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً* نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾

 

[ سورة المزمل]

مِن معاني: قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً:

 أن تقف ساعة وزيادة تستمع إلى جزء من كلام الله مجود، وأنت خاشع لله فهذا من قيام الليل، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

 

(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ))

 

[ البخاري ومسلم عن أبي هريرة ]

(( ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ))

[ البخاري ومسلم عن أبي هريرة ]

الإنسان بين أن يعيش لنفسه وأن يعيش للناس:

 شيء آخر، المؤمن لا يعيش لنفسه، قد تعيش لنفسك، لمصالحك، لدخلك، لبيتك، لتزيين بيتك، لاقتناء مركبة فارهة، للنزهات، للرحلات، للسياحة، للاستمتاع بالحياة، لكنك تعيش صغيراً، وتموت صغيراً، أما إذا عشت للناس، إذا حملت هم المسلمين، إذا اهتممت بما يؤلمهم، إذا خففت عنهم، إذا نشرت الحق، إذا تمسكت بالكتاب، إذا حملت الناس على طاعة الله، ولو كنت فقيراً تعيش كبيراً، وتموت كبيراً.

 

قسم الناس زمرتان: الأنبياء و الأقوياء:

 أيها الإخوة الكرام، ملخص الملخص، البشر كما تعلمون ملايين مملينة، ستة آلاف مليون، قممهم زمرتان: أنبياء وأقوياء، الأنبياء عاشوا للناس، والأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء ملكوا القلوب، والأقوياء ملكوا الرقاب، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء يمدحون في غيبتهم، والأقوياء في حضرتهم.
الآن البشر جميعاً من دون استثناء أتباع لقوي أو نبي، إن كنت من أتباع النبي فرأسمالك كمالك، وإن كنت من أتباع القوي فرأسمالك قوتك، فهنيئاً لمن كان من أتباع الأنبياء.

 

 

الآية الرابعة:

 أيها الإخوة الكرام، من الإشارات إلى أن علو الهمة من الإيمان، قال تعالى:

 

 

﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾

 

[ سورة السجدة: 16]

مِن معاني: تَتَجَافَى جُنُوبُهم:

 وأن تستيقظ على صلاة الفجر، وأن تَدَع الفراش الدافئ في الشتاء، وأن تنزع عنك اللحاف، وتقوم على طاعة الله، فأنت ممن تعنيهم الآية:

 

﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ ﴾

 السيدة خديجة رضي الله عنها دعت النبي عليه الصلاة والسلام، وقد جاءه الوحي إلى أخذ قسط من الراحة فقال كلمة لا تنسى، قال: يا خديجة انقضى عهد النوم.

 

 

الآية الخامسة:

 أيها الإخوة الكرام، قال تعالى:

 

 

﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾

 

[ سورة ص ]

مِن معاني ذِكرى الدّار:

 من أجل أن تكون متفوقاً، من أجل أن تكون عالي الهمة، من أجل أن تكون مع السابقين السّابقين، من أجل أن تكون مع المقربين إلى الله عز وجل، يجب أن تتذكر الآخرة باستمرار.
سألوا طالباً نال الدرجة الأولى في الامتحان: بمَ نلت هذه الدرجة ؟ فقال: لأن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي ولا ثانية طوال العام الدراسي.
إنّ المؤمن الصادق في كل موقف، قبل أن يعطي، قبل أن يأخذ، قبل أن يتكلم، قبل أن يغضب، قبل أن يرضى، قبل أن يصل، قبل أن يقطع، ما موقفي من الله يوم القيامة ؟ يتصور دائماً أن الله يسأله: لِمَ فعلت هذا، لمَ ابتززت مال فلان ؟ لمَ كذبت على فلان ؟ لمَ غششت فلاناً ؟ لمَ طلقت زوجتك ؟ لمَ أهملت أولادك ؟ المؤمن لا يكون عالي الهمة إلا إذا تصور في كل ثانية أن الله سيسأله وسيحاسبه، لذلك من خاف الله في الدنيا أمِّنه الله يوم القيامة، ومن أمِن الله في الدنيا أخافه يوم القيامة.

 

الآية السادسة:

 أيها الإخوة الكرام، يبدو أن هناك دورات مكثفة، أنت لك وضع اعتيادي وضع، طبيعي، لكن تحتاج من حين إلى آخر إلى دورة مكثفة، قال تعالى:

 

 

﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾

 

[ سورة الأعراف: 142]

مِن معاني: وَوَاعَدٍنا مُوسى:

 لذلك وأنتم في هذا الشهر الكريم في دورة مكثفة من أجل أن تحققوا قفزة نوعية، لعلها تنسحب على بقية شهور العام، لذلك الله عز وجل ما اصطفى هذا الشهر الكريم إلا لينسحب الصفاء فيه على كل أشهر العام، وما اصطفى بيت الله الحرام إلا ليكون القرب من الله في كل مكان، وما اصطفى سيد الأنام إلا ليكون الناس جميعاً سائرين على نهجه القويم وصراطه المستقيم.

 

الآية السابعة:

 لا زلنا في النصوص التي تؤكد علو الهمة الله عز وجل يقول:

 

 

﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾

 

[ سورة مريم: 12]

من معاني خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ :

 هناك من يأخذ الكتاب بضعف يتساهل، يقصر، يؤخر، يلغي بعض الأعمال الصالحة لسهرة ممتعة يَدَع درس علم لمتعة طارئة، يَدَع عملاً صالحاً، هذا لم يأخذ الكتاب بقوة.

 

﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾

 

 

[ سورة مريم: 12]

 خذه بعزيمة، والله عز وجل وصف بعض الأنبياء أنهم من أولي العزم.

 

الآية الثامنة:

 شيء آخر، يقول الله عز وجل:

 

 

﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾

 

[ سورة البقرة: 148]

 المسابقة والمنافسة محمودة في الآخرة، ومذمومة في الدنيا، قال تعالى:

 

﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

 

[ سورة المطففين]

الآية التاسعة:

﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾

[ سورة الصافات]

التنافس من أجل الآخرة لا من أجل الدنيا:

 لذلك الاختلاف مذموم أحياناً، وحيادي أحياناً، ومطلوب أحياناً أخرى، مذموم إذا كان على الدنيا بسبب الحسد والهوى والمصلحة، قال تعالى:

 

﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾

 

[ سورة آل عمران: 19]

 أما الاختلاف الحيادي فنقص المعلومات يسبب اختلافاً، أما الاختلاف المحمود فهو التنافس، قال تعالى:

 

﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾

 

[ سورة المطففين]

إن في القلب شعثا لا يلهمه إلا الإقبال على الله:

 أيها الإخوة الكرام، لازلنا في النصوص التي تتعلق بعلو الهمة، يقول بعض العلماء وهو ابن القيم رحمه الله تعالى: " إن في القلب شعثاً لا يلمه إلا الإقبال على الله ".
قد تملك المال الوفير، قد تملك المنصب الرفيع، قد تملك الصحة الطيبة، قد تملك أسرة رائعةً، قد تأتيك الدنيا من كل أطرافها، لكن هناك نقص لا يملأه إلا الإيمان.
" إن في القلب شعثاً لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ".
في خلواتك مع الله، وفي القلب حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله، وفي القلب قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفي القلب نيران حسرة لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، ودوام ذكره، والإخلاص له.

 

لا سعادة للمعرض عن الله:

 أيها الإخوة الكرام، إذا كان هناك إنسان واحد في الأرض من آدم إلى يوم القيامة مُعرضاً عن الله، وسعد فهذه الآية ليست من كلام الله، قال تعالى:

 

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾

 

[ سورة طه]

 بعض العلماء تساءل: هذا حال الفقراء فما حال الأغنياء والأقوياء ؟ الدنيا بين أيديهم، فكان الجواب: ضيق القلب، فالمُعرِض عن الله في قلبه ضيق لو وزع على أهل بلد لكفاهم، لذلك من صحّ فراره إلى الله صحّ قراره مع الله، ففروا إلى الله.
هناك قيود: الرزق، والزوجة، والأولاد، والمصلحة، والقلق، والمنافسة، هذه كلها أقنعة مزيفة، وكلها كلاليب تمنعك من الانطلاق إلى الله، فجاءت الآية:

﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللهِ ﴾

 دعك من هذه العلائق مع الخلائق، وفر إلى الله، فمن صحّ فراره إلى الله صحّ قراره مع الله.
وقال العلماء وهو المحاسبي: " من صحح باطنه بالمراقبة زين الله ظاهره بالمجاهدة ".
باطنك إذا كان طاهراً يسبغ الله عز وجل عليك ثوب الطهارة، من أصلح باطنه أصلح الله ظاهره، أما من أفسد باطنه فلا بد من أن يفضحه الله بعقر داره.

 

الآية العاشرة:

الآية الآن:

 

 

﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾

 

[ سورة الكهف: 16]

من معاني الكهف:

 أين الكهف في هذه الأيام ؟ بيتك، جنة المؤمن بيته، وجامعك، هذا كفان، لأنك في البيت تطيع الله، أمر البيت إليك، أما أمر المقهى فليس إليك، أمر المقصف ليس إليك، وكذا الأغاني، والنساء الكاسيات العاريات، أما بيتك فتقيم أمر الله فيه، إذاً: الكهف في هذه الآية بيتك:

 

﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾

 

[ سورة الكهف: 16]

و مسجدك.
 أيها الإخوة الكرام، بيت من الشعر قاله شاعر في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأدخله السجن عقاباً له، هذا البيت هو شعار كل إنسان الآن وهدف:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها و  اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***

 لمجرد أن تتوجه إلى أن الأمر أن تكون مرتاحاً، طاعماً ناعماً، لذلك قال عليه الصلاة و السلام:

 

(( ألا يا رُب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة ))
 بالمقابل:

 

(( ألا يا رُب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رب مكرم لنفسه وهو لها مين، ألا يا رب مهين لنفسه و هو لها مكرم ))

[البيهقي في شعب الإيمان عن أبي البجير

كن ذنبا مع أهل الحق، ولا تكن رأسا مع أهل الباطل:

 لذلك قالوا: كن ذَنَباً مع أهل الحق، ولا تكن رأساً مع أهل الباطل.
 المؤمن الصادق يركل بقدمه مكانة رفيعة لا ترضي الله، ويقبل أن يكون فقيراً أو ضعيفاً إذا كان طريق القوة وطريق الغنى على حساب دينه، الأصل أن القوي والغني فرص العمل الصالح أمامه كثيرة جداً، إلا أن طريق القوة أو طريق الغنى إذا كان على حساب دينك، وعلى حساب مبادئك، وقيمك فالفقر والضعف وسام شرف للإنسان.

 

الصحابة كانوا يتنافسون والنبي يطلب النخبة:

 أيها الإخوة الكرام، كان أصحاب النبي يتنافسون، وكان عليه الصلاة والسلام يطلب النخبة، كيف ؟
الجميع لهم مكانة عند رسول الله لكن النبي يريد أن يكون من حوله من النخبة فقال:

 

 

(( اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب، قال: وكان أحبهما إليه عمر ))

 

[ الترمذي عن ابن عمر]

 لمّا أسلم سيدنا حمزة توقفت قريش عن إيذاء النبي وأصحابه، ولما أسلم سيدنا عمر صلوا في بيت الله الحرام، لذلك كل الدعاة إلى الله عندهم إخوان كثر، لكن بعض هؤلاء الإخوة الكرام يحملون معهم، وبعض الإخوة الكرام يحتاجون إلى من يحملهم، فالأولى أن تكون ممن يحمِل لا ممن يُحمَل، تفوق، وعلم، وقدرة، ومهارة، وقدم، هذه القدرة، وتلك المهارة بين يدي عملك الصالح يوم القيامة.

 

الآية الحادية عشرة:

 قال تعالى:

 

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[ سورة الكهف: 28]

 آية واضحة جداً، قال تعالى:

 

﴿ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾

 

 

[ سورة الكهف: 28]
من لم تكن له بداية محر قة لم تكن له نهاية مشرفة:

 لذلك قالوا: " مَن لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة ".
على مستوى الدنيا، إذا طلب الإنسان العلم، ودرس، وتعمق، وسهر الليالي نال ثمرة يانعة في حياته الدنيا، في أي فرع، أما إذا أمضى حياته في اللهو واللعب كان في مؤخرة الناس في الدنيا قبل الآخرة.
هناك حسابات دقيقة، لذلك قالوا: البطولة أن تأتي المقدمات متناسبة مع النتائج.
ليس المفروض أن ينجح كل الطلاب في الجامعة، قد يرسب بعضهم، أو معظمهم، المطلوب في الجامعة أن تأتي النتائج متوافقة مع المقدمات، لذلك قال تعالى:

 

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا﴾

 

[ سورة فصلت: 46]

 لو أن إنساناً ـ للتقريب ـ تألق نجمه كثيراً، وكان دخله كبيراً، وذو مكانة عالية، ووضعه الاجتماعي بأعلى مستوى، بسبب أنه نال شهادة عالية جداً من جامعة عريقة، إذا مرّ بهذه الجامعة يقول: لولا هذه الجامعة، لولا الدراسة المضنية، لولا السهر، لولا التعب، لولا الهم، لولا القلق ما نلت هذه المرتبة، فالبطولة في النهاية لا في البداية، البطولة أن يكون الإنسان قد حقق الهدف من وجوده، الله عز وجل خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض، ولمجرد أن تنصرف عن الله فإنك تحتقر نفسك، قد ترفض آلاف الأشياء، ترفضها احتقاراً لها، أما إذا رفضت الدين فإنك تحتقر نفسك، ينبغي أن تقبل هذا المنهج العظيم.

ينبغي أن يكون محسوبا على الله:

 وينبغي أيضاً ألا تكون محسوباً على جهة أرضية، أنت لله، ولا يليق بك أن تكون لغير الله.
سألوا عالماً جليلاً ـ توفاه الله ـ وقد جاءته زياراتٌ عَقِب مرض أصابه بمئات الألوف، فسأله إنسان حاوره في الإذاعة: ما هذه المكانة التي حباك الله بها ؟ فأجاب إجابة رائعة قال: لأنني محسوب على الله.
أنت كمؤمن ينبغي أن تكون محسوباً على الله، لا على جهة أرضية، لا يليق بك أن تحسب على جهة أرضية، إن حُسبت على جهة أرضية فقد قزمت نفسك، وحجّمتها.
أيها الإخوة الكرام، قضية علو الهمة هي طريق إلى صلاح الأمة، وإن شاء الله نتابع هذا الموضوع في دروس قادمة، ونسأل الله أن تترجم إلى عمل أن تترجم إلى أحوال، وأن تترجم إلى همة عالية

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور