وضع داكن
23-11-2024
Logo
ندوات مختلفة - تركيا : 9 - مشاركة في صفحة مسجد أونلاين بعنوان - رمضان في زمن كورونا.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بطولة الإنسان أن يؤمن في الوقت المناسب :

الدكتور راتب :
  بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 الحقيقة الدقيقة أيها الأخوة المشاهدون والمستمعون هناك مفهوم معاصر دقيق جداً كثير التداول ، هذا المفهوم علة الوجود ، لماذا أنت في هذا المكان ؟ إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، علة وجود هذا الشاب في هذه المدينة العملاقة الكبيرة أكبر مدينة في أوروبا ، فيها متاحف ، فيها دور لهو ، فيها سينما ، فيها متاجر ، فيها أسواق ، فيها كل شيء ، علة وجود هذا الطالب الوحيدة في هذه المدينة العملاقة الدراسة ، مادام جاء لينال الدكتوراه من السوربون ، العلة هي الدراسة ، لا مانع أن يأكل في مطعم ، أن يجلس في حديقة، أن يقتني كتاباً من مكتبة ، هذه الأشياء التفصيلية لا تتناقض مع علة وجوده ، أما علة وجوده فهي الدراسة ، البطولة بالإنسان والذكاء والنجاح والتفوق والتألق أن يكتشف في وقت مبكر جداً علة وجوده ، إذا كشف علة وجوده جاءت حركته اليومية في كسب ماله ، في إنفاق ماله ، في لقاءاته ، في سهراته ، في اختيار زوجته ، في تربية أولاده ، في مليون بند إذا عرف سرّ وجوده اتبع تعليمات الصانع فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وتفوق ، فالإنسان إذا أحبّ نفسه فقط ، إذا اكتفى بمحبة نفسه ، الإنسان حينما يكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان ، فرعون أكفر كفار الأرض ماذا قال ؟

﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾

[ سورة النازعات : 24]

﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾

[ سورة القصص : 38 ]

 مع كل ذلك حينما أدركه الغرق قال :

﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

[ سورة يونس : 90 ]

 إذاً يوجد استنباط دقيق جداً ؛ خيارك مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض بل خيار وقت ، فإن لم تؤمن بالوقت المناسب لا بد من أن تؤمن بعد فوات الأوان ، فرعون قالها ، فالبطولة أن تؤمن في الوقت المناسب ، والدليل :

﴿ يَومَ يَأتي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا﴾

[سورة الأنعام: ١٥٨]

 هذه البطولة ، والنجاح ، والفلاح .

 

الفرق بين الفلاح و النجاح :

 لكن أحياناً إنسان يحصل سبعمئة مليار آبل ، الآخر بيل غيتس يملك ثلاثة وتسعين ملياراً ، على فراش الموت ماذا قال بيل غيتس ؟ قال : هذا الرقم لا يعني عندي شيئاً ، هذا اسمه نجاح ، ولم ترد في القرآن كلمة نجاح إطلاقاً ، الفلاح شيء آخر ، الفلاح شمولي ، معنى الفلاح أن تنجح مع الله معرفة ، وطاعة ، وعبادة ، وتقرباً ، وعملاً صالحاً ، ودعوة إلى الله ، هذا جانب، أن تنجح في بيتك ، في اختيار زوجتك أم أولادك امرأة مؤمنة طاهرة عفيفة ، هذه سوف تربي أولادك ، تلقنهم المبادئ والقيم ، تجعلهم علماء كباراً ، والشيء الثالث أن تنجح في اختيار عمل ، هناك عمل بملهى ، وعمل بيانصيب ، وعمل بخدمة الناس ، فالبطولة أن تحسن اختيار زوجتك وعملك ، الآن وأن تحسن التعامل مع صحتك ، قيمتك ونشاطك وتألقك بصحتك ، فلا بد من أن تعتني بصحتك ، فإذا اعتنيت بهذه الأربعة معاً بشخصك ، وبيتك ، وعملك ، وصحتك ، انتقلت من النجاح إلى الفلاح ، الفلاح نجاح شمولي ، نجاح متكامل ، نجاح يجعلك تتألق في سماء الدنيا وسماء الآخرة ، فالبطولة إذا أحببت نفسك تبحث عن تعليمات الصانع ، الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها ، لأنها الجهة الخبيرة ، الجهة الصانعة وحدها فقط ينبغي أن تتبع تعليماتها لأنها الجهة الخبيرة ، فأنت انطلاقاً من حرصك اللامتناهي على سلامتك ، وعلى سعادتك ، وعلى بقائك أي على أن تعيش عمراً مديداً ، بصحة طيبة ومكانة ، غادرت الدنيا لك أولاد تابعوا من بعدك المسيرة ، هذا الفلاح ، الفلاح نجاح شمولي ، فالبطولة أن تنجح نجاحاً شمولياً أي فلاحاً ، لا أن تكتفي بواحدة ، والواحدة لا معنى لها .

الفرق بين الكسب و الرزق :

 لذلك قالوا : هناك فرق كبير بين الكسب وبين الرزق ، الرزق بالتعريف الدقيق ما أكلت فأفنيت ، ولبست فأبليت ، وتصدقت فأبقيت ، الرزق الذي تنتفع به مباشرة ، ثلاثة بنود ، بندان ليس لهما أثر مستقبلي ، أي إذا إنسان تناول طعاماً نفيساً جداً ، بعد أسبوع ألمّ به ألم في أسنانه ، لم ينم الليل ، لو تذكر الطعام الذي أكله هل يزول هذا الألم ؟ لا يزول إطلاقاً ، فلذلك الكسب العمل الذي يساوي حجمك المالي ، حجمك المالي ولم تنتفع به وستحاسب عليه ، هذا الكسب ، أما الرزق فهو ما انتفعت به ، ثلاثة بنود ؛ بندان من الرزق ليس لهما أثر مستقبلي ، بقي صنف واحد هو العمل الصالح ، الإنسان يقول قبل أن يغادر الدنيا :

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 لأن العمل الصالح علة وجوده ، لا يوجد إنسان اقترب من الموت قال : لعلي أبني الطابق الأخير الخامس ، لعلي أزور أمريكا ، أبداً :

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

[ سورة المؤمنون : 99-100]

 مرة ثانية لم سمي العمل صالحاً ؟ لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة . هذه النقطة الأولى.

 

بطولة الإنسان أن يعيش المستقبل :

 لا بد من صحوة قبل فوات الأوان ، لا بد من بحث عن الحقيقة ، لا بد من مجلس علم ، من ندوة إيمانية ، من قراءة قرآن ، من حضور درس علم ، من سؤال عالم ، ابحث عن الحقيقة ، البحث عن الحقيقة نوع من العبادة ، إنسان الله عز وجل خلقه من أعضاء ، له جسم غذاؤه الطعام والشراب ، له نفس غذاؤها معرفة الحقيقة ، قال تعالى :

﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾

[سورة القيامة: 1-2]

 تبحث عن سر وجودها ، عن غاية وجودها ، ما حقيقة الموت ؟ ماذا بعد الموت ؟ ماذا بعد يوم الدين ؟ هل هناك برزخ ؟ هل هناك آخرة ؟ هل هناك جنة أو نار ؟ البطولة أن تعيش المستقبل ، مع كل أسف مؤلم أن أهل الأرض بعبارتين دقيقتين جامعتين مانعتين يعيشون الآن لحظتهم فقط ، بيت ، سيارة ، مسبح ، بيت في الريف ، بيت على البحر ، دخل فلكي ، نزهات ، لقاءات ، سهرات ، وساعة الموت ؟! عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
 مرة زرت بيتاً - أنا مقيم في عمان- بحيّ راق جداً في عمان ، هو الحقيقة تعزية ، الحقيقة لفت نظري البيت شيء لا يصدق ، الثريات رشانج ، السجاد إيراني ، البلاط إيطالي ، هناك أناقة تفوق حدّ الخيال ، أنا جالس في التعزية أقول لنفسي : من الذي اشترى هذه الثريات ؟ جاء الجواب : المرحوم ، من الذي اختار هذا البلاط ؟ المرحوم ، من الذي اختار هذا السجاد ؟ المرحوم ، أين المرحوم ؟ تحت الأرض ، عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
 مرة كنت في أمريكا سألتهم سؤالاً عجيباً جداً ، هل تموتون ؟ قالوا : طبعاً ، إذاً نحن وإياكم سواء ، يوجد مغادرة ، المال من أين اكتسبته ؟ أين أنفقته ؟ السهرات فيها اختلاط ؟ فيها نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ؟ فيها أن تملأ عينك من محاسن النساء ؟ فيها أن تداعب المرأة بكلام لطيف حتى تحملها على أن تضحك ؟ هكذا يعيش الناس ، يعيشون لحظتهم ، يا ترى هل هناك دخل غير مشروع ؟ هناك شركة كبيرة جداً أنت وكيلها ألزمتك أن تستورد مادة محرمة وإلا تسحب منك الوكالة ، الحقيقة الدقيقة الإسلام فيه عبادات شعائرية ؛ صلاة ، صوم ، حج، زكاة ، لكن والله فيه عشرة آلاف بند آخر العبادة التعاملية ؛ اختيار زوجتك ، خروج زوجتك في الطريق هل فيه تفلت ؟ هل تبرز كل مفاتنها وأنت تتفاخر بها أم تستر مفاتنها ؟ بناتك حجبتهم ؟ عرفتهم بالله عز وجل ؟ عرفتهم بكتاب الله ؟ عرفتهم بالمصير الخطير ؟ أولادك جعلتهم علماء دعاة أم معه بورد بدولة ؟ إذا معه بورد ، وبيته فخم ، وسيارته فخمة ، يعيش وقته ، ولا يعرف ربه إطلاقاً ، أنا لي كلمة دقيقة : قد تحمل أعلى شهادة في الفيزياء الكيميائية ، وأنت في الدين أمي لا تعرف شيئاً ، فالبطولة أن تعترف أنك باختصاصك لم تفهم كل شيء ، فهمت شيئاً واحداً بقي عليك كل شيء ، لا بد من أن تعرف الله :

(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

 لا بد من أن أقول كلمة دقيقة : مرة كنت في أمريكا ، زرت معمل سيارات جنرال موتورز ، قال لي المرافق الدليل ومعه مترجم ، قال لي : هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة ، قلت له : أنا كراكب أشاهد فيها فقط سبع قطع ، فيها غليسوري أي غلاف معدني ، وفيها مقاعد، ومقود ، وعجلات ، ومحرك ، وبنزين ، أين ثلاثمئة ألف ؟ أنا أريد أن أفهم الدين بالفهم التالي ما كليات الدين ؟

 

كليات الدين :

 أول كلية العقيدة ، الأيديولوجيا ، الفهم ، التصور ، الجانب العقدي ، هذا الجانب أخطر جانب ، إن صحت عقيدتك صح عملك ، إن لم تصح عقيدتك فسد عملك ، لا بد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لا بد من طلب العلم شئت أم أبيت ، طلب العلم ليس تحسينياً وجودياً ، إن لم تعرف الله ألغيت وجودك ، طبعاً فرعون كان قوياً وطاغية كبيراً لكن ما عرف الله ، حينما أدركه الغرق قال :

﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾

[ سورة يونس : 90 ]

 فلا بد من أن تؤمن ، فإما أن تؤمن في الوقت المناسب وأنت صحيح شحيح قوي غني عالم ، أو أن تؤمن بعد فوات الأوان ، فالبطولة أن تفكر في المصير ، في القبر ، حينما يتفرق الناس من حولك ، عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
 عندنا عقيدة جانب أيديولوجي ، فكري ، لا بد من أن تعرفه بطلب العلم ، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم ذكراً كان أم أنثى ، هذا الجانب الفكري.
 هناك جانب حركي ، أنت كائن متحرك ، يحركك طلب الطعام والشراب حفاظاً على بقائك كفرد ، يحركك طلب الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، تحركك رغبتك بالتفوق حفاظاً على بقاء الذكر ، أن يشار إليك بالبنان ، الطبيب الأول ، المهندس الأول ، العالم الأول ، الثلاثة تتحقق في الدين مئة بالمئة ، فلا بد من عقيدة صحيحة ، ولا بد من حركة صحيحة ، استقامة ، ترك الحرام ، والعمل الصالح ، العمل الذي يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
 بعد الإيمان والعمل الصالح عندنا حركة اسمها الإقبال على الله ، قال تعالى :

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

[سورة طه:14]

 فأنت إذا صليت أديت واجب العبودية ، لكنك إذا ذكرت الله ذكرك الله ، قال تعالى :

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾

[سورة البقرة:152]

 فإذا ذكرك الله منحك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، ومنحك الثقة ، السعادة ، الحكمة ، منحك أشياء لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى:

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة : 269 ]

 هذه كليات الدين ؛ عقيدة حركة ، استقامة ، وعمل صالح ، ثم اتصال بالله عز وجل، فإذا فعلت هذا حققت الهدف من وجودك .
 أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن نكون ممن رضي الله عنهم ، ويحفظ الله بلاد المسلمين جميعاً ، والحمد لله رب العالمين .
المذيع :
 جزاكم الله شيخنا الفاضل ، نحن سعداء لوجودك معنا ..
الدكتور راتب :
 وأنا كذلك .
المذيع :
 أخواننا الحضور بالرسائل الشكر موصول ، بعض الأسئلة ، أخ يسأل عن علو الهمة وخاصة ونحن داخلون على العشر الأواخر من رمضان .

 

رمضان شهر عبادة استثنائي و علو الهمة فيه من الإيمان :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أن رمضان شهر عبادة استثنائي ، والأثر النبوي علو الهمة من الإيمان ، هذا شهر استثنائي ، شهر خاص ، شهر ينبغي أن تنعقد لك مع الله صلة متينة جداً ، ولاسيما في الصلوات الخمس ، وفي التراويح ، شهر الصلة ، شهر الإنفاق ، شهر القرآن ، شهر صلة الرحم، شهر التواصل مع الأقرباء ، شهر العطاء ، شهر الزكاة ، شهر الإنفاق ، شهر جبر الخواطر ، شهر التواصل الأسري ، هذا شهر عبادة متميز ، الذي عليه دين حوالي ثلاثة وثلاثين مليون دولار قال له شخص : عندك ثلاثون يوماً افعل كذا وكذا تعفى من الدين ..

(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

 أنت أمام فرصة أن تخرج من رمضان دون ذنوب ، ليست القضية سهلة ، لكن البطولة الأكيدة أن تستمر بعد رمضان كما كنت في رمضان ، إن لم تكن كذلك ما انتفعت برمضان إطلاقاً ، يوجد شاعر يقول لكن هو يقول ولم يطبق ..

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي  مُشتاقَة تَسعى إِلى مُشتاقِ
***

 إذا بعد رمضان عدت كما كنت قبل رمضان صدق ولا أبالغ كأنك لم تصم رمضان ، رمضان نقلة نوعية تنهض بهمتك ، يرتفع مستوى استقامتك ، يزداد عملك الصالح ، تذوق طعم القرب من الله ، تذوق طعم الإنفاق ، تذوق طعم البقاء في البيت ، تجلس مع من حولك ، فأنا أرى أن رمضان نقلة نوعية مهمة جداً ، أما إذا فهم الناس رمضان كما هو واقع في معظم البلاد شهر ولائم ، وشهر مسلسلات ، انتهى رمضان ، ليس له قيمة إطلاقاً ، قال تعالى:

﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾

[ سورة الكهف : 105]

﴿ صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ ﴾

[سورة الأنعام : 124]

 شهر عبادة ، ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، عبادة من أجل أن تعرف الله ، أن تستقيم على أمره ، أن تذوق طعم القرب منه ، أن تعمل عملاً صالحاً ، أن تعتني بأهلك ، وأولادك ، هذا رمضان العظيم صار شهر ولائم ، ومسلسلات ، والمسلسلات تخرب القيم بالإنسان، المسلسل قادر أن يلغي كل قيمك ، كيف ؟ ترى في المسلسل بيتاً فخماً جداً ، قصراً رائعاً ، سيارتين ، ثلاث ، دخلاً كبيراً ، زوجة أنيقة جداً ، تستقبل أصدقاء زوجها بغيابه ، ويريك إنساناً له اتجاه ديني بغرفة صغيرة ، زوجته عند الجيران ، أولاده بالشارع ، ما تكلم بالدين إطلاقاً، أعطاك أبشع صورة عن الدين وأجمل صورة عن الكفر ، هذا المسلسل يخترق قيمك ، يستطيع أن يهدم أسوارك ، وبالمقابل يمكن لهذا الفن الراقي أن يبني قيماً ، هو حيادي ، إما أن يهدم القيم أو يبني القيم ، قلّما تجد فيلماً يبني القيم ، قلّما واحد بالألف .
المذيع :
 جزاكم الله خيراً ذكرتم في محاضرات عديدة لكم أن أعظم العلوم معرفة الله فكيف نصل إلى هذا العلم ؟

 

معرفة الله من أعظم العلوم :

الدكتور راتب :
 قال تعالى :

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية :6]

 الآيات الكونية والتكوينية والقرآنية ، الكون كله آية ، وخلق الإنسان آية ، إنسان يمشي في الطريق ، استمع إلى صوت بوق مركبة يأتي من ورائه ، لماذا ينحرف إلى اليسار ؟ لأن صوت البوق وصل إلى هذه الأذن قبل هذه الأذن بفارق واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية ، هذه دقة السمع التي يملكها الإنسان ، أعطاك سمعاً وبصراً ، الدماغ يحوي مئة و أربعين مليار خلية سمراء استنادية إلى الآن لم تعرف وظيفتها بعد ، أعطاك دماغاً ، عينين ، أذنين ، أعطاك حواساً ، أعطاك نطقاً ، أعطاك زوجة ، أولاداً ، أعطاك بيتاً ، أعطاك خبرة ، أعطاك علماً ، فإذا ما عرفت الله ما عرفت شيئاً ، أهل الدنيا الآن يعيشون مع النعمة بينما المؤمن يعيش مع المنعم ، فرق كبير .
المذيع:
 جزاكم الله خيراً الآن يوجد شبهات كثيرة حول العقيدة ، هناك أخ يسأل عن كيف نعلم أطفالنا العقيدة ؟ نبدأ مع الطفل .

 

كيفية تعليم الأطفال العقيدة :

الدكتور راتب :
 الأطفال يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، مثلاً أم أخذت ابنتها لعند الجيران بغياب زوجها، جلسوا ساعتين تأخرت ، جاء الزوج غضبان قال لها : أين كنتم ؟ قالت : لم نخرج من البيت ، البنت الصغيرة شربت الكذب من أمها ، أكثر أخطاء أولادنا من الآباء والمعلمين دون أن يشعروا ، أنت ابنك إذا ما وجهته إطلاقاً شاهد والده ما كذب إطلاقاً ، والده ما خلع ثيابه أمامه ، ما فتح على الشاشة أشياء لا ترضي الله ، الشاشة مضبوطة ، وكلامه مضبوط ، لو ما تكلم ولا كلمة الابن ينشأ كما رباه والده .
المذيع :
 سؤال ماذا تنصحنا في ظل كورونا ؟

فيروس كورونا رسالة من الله :

الدكتور راتب :
 أحياناً تكون الدولة عظمى حولها دول تنافسها ، تعمل عرضاً عسكرياً ضخماً ، مدرعات ، مركبات ، ناقلات صواريخ ، طائرات صاعقة ، هذا العرض العسكري رسالة إلى دول الجوار ، والله أحب أن يعمل رسالة لكل أهل الأرض ، لكل أطياف أهل الأرض ، للقارات الخمس، رسالة من أضعف خلق الله لا يرى بالعين ، لا يوجد جامعات ، ولا علم ، ولا معامل ، ولا دوام ، ولا موظفون ، انظر إلى منظر نيويورك ، باريس ، لندن ، برلين ، روما ، ليس من المعقول شيء لا يرى بالعين يعطل الحياة كلياً ، هذا الفيروس أحد جنود الله ، قال تعالى :

﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾

[ سورة المدثر :31]

 هذا الجندي رسالة من الله ، إباحيات ، شاشات متفلتة ، ملاه ، خمور ، استهزاء بالدين ، تحقير كل مسلم ، اعتماد العلمانية ، والإلحاد ، والكفر ، الموبقات بهذا العصر تفوق حدّ الخيال ، تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، شعب يموت ، مليون إنسان ، بهاتف يقف القتل ، توقف يقف ، مليون مسلم يقتلون في بيوتهم والعالم كله يتفرج ، والعالم بإمكانه بهاتف ليس بسلاح ، تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً .
المذيع :
 كيفية تحقيق درجة الإخلاص ؟

 

الإخلاص أساس الدين :

الدكتور راتب :
 والله الإخلاص يحتاج إلى إخلاص حقيقي ، حينما يستوي عملك في بيتك وأمام الناس أنت مخلص ، حينما يستوي عملك في السراء والضراء فأنت مخلص ، في الصحة والمرض فأنت مخلص ، في القوة والضعف فأنت مخلص ، إذا العمل ما تغير لا وحدك ، ولا مع الناس ، ولا في بيتك ، ولا بعملك ، ولا بالقوة ، ولا بالضعف ، هذه علامة الإخلاص ، الإخلاص ينفع معه كل عمل ، ومن دون إخلاص لا ينفع معه لا عظيم العمل ولا قليله ، الإخلاص أساس الدين ، كيف ؟ متى إنسان يضع يده على المريض ويأخذ خمسمئة دولار ؟ يكون طبيباً ، يكون معه ابتدائي ومتوسط وإجازة بالطب ودبلومات وماجستير ودكتوراه ، ثلاث وعشرون سنة دراسة حتى يضع جانب اسمه حرف دال فقط ، تريد الجنة بلا ثمن ؟ بلا ضبط ؟ إنفاق ، ضبط دخل ، ضبط زوجتك ، بناتك ، الإسلام أكثر من مئة ألف بند ، الصلاة والصوم والحج والزكاة شعائرية ، أما الكسب فهو مالك وإنفاق مالك ، الإسلام يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، ما لم تخضع لمنهج الله في كل أحوالك لا تعد ممن يسعى للسلامة والسعادة .
المذيع :
 سؤال الأم تنشغل بأطفالها طوال النهار ، فهل يعد هذا من الأعمال الصالحة ؟

أعظم الأعمال الصالحة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها :

الدكتور راتب :
 أعظم الأعمال الصالحة أن تعبد ربها فيما أقامها ، مثال بسيط ؛ أضرب مثلاً امرأة أخت كريمة محجبة طاهرة ، زوجة رائعة ، تحب الله كثيراً ، قامت الساعة الثانية عشرة للصلاة ، تصلي وتبكي والدموع تسيل على البلاط ، في الساعة السادسة تعبت كثيراً فطلبت من أولادها أن يتدبروا شأنهم ، بعض أولادها وضع الشطيرة من دون كيس نايلون وصل الزيت إلى الكتب ، عوقب ، والثاني كان حذاؤه غير نظيف عوقب ، وواحد زره مقطوع عوقب، الأولاد الخمس عوقبوا، هذه المرأة لو استيقظت قبل طلوع الشمس بنصف ساعة ، ووضعت الطعام ، وهيأت الشطائر لأولادها ، وراقبت وظائفهم ، راقبت هندامهم ، راقبت ثيابهم ، هذه المرأة أقرب إلى الله مليون مرة لأنها عبدت ربها فيما أقامها ، أقامك أماً أول عبادة رعاية الزوج والأولاد ، أقامك قوياً أول عبادة إحقاق الحق ، أقامك غنياً أول عبادة إنفاق المال ، أقامك عالماً أول عبادة تعليم العلم، أن تعبد الله فيما أقامك ، هذه العبادة التعاملية أخطر من العبادة الشعائرية ، العبادة التعاملية أن تعبد الله فيما أقامك .
المذيع :
 سؤال دور الفرد في ظل الوضع القائم ؟

دور الفرد في ظلّ الوضع القائم :

الدكتور راتب :
 طيارة تقع ، فيها ركاب ، راكب ذاهب إلى بلد شرق آسيوي يلقي محاضرة دينية ، له مكانة كبيرة ، الثاني ذاهب يرتكب فاحشة ، وقعت الطائرة ، كل واحد يموت على نيته ، فكل إنسان يموت بهذه الأحداث إذا كان ينوي الخير يموت إلى الجنة ، ينوي الشر يموت إلى النار ، أنت ممتحن في السراء والضراء ، في الغنى والفقر ، في الصحة والمرض ، فالبطولة دقق لا أن تنجو من الابتلاء بل أن تنجح في الابتلاء .
المذيع :
 معظم أخواننا الحضور دعاة كيف ندعو إلى الله بالطرق التي تحبب الناس بالدين ؟

كيفية الدعوة إلى الله بالطرق التي تحبب الناس بالدين :

الدكتور راتب :
 ممكن تكون أكبر داعية وأنت صامت ، أنت أمين أمانتك دعوة ، متقن لعملك إتقانك دعوة ، استقامتك وإتقان عملك أكبر دعوة ، ربيت ابناً صالحاً ، أخلاقه عالية لا يكذب ، ربيت أبناء صالحين هذه أكبر دعوة لله ، أنا أسميها الدعوة الصامتة ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، قالوا : القرآن كون ناطق ، والكون قرآن صامت ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي. وأنا أقول : ما لم ير الناس إسلاماً يمشي أمامهم ، إنسان إن حدثهم فهو صادق ، وإن عاملهم فهو أمين ، وأن استثيرت شهوتهُ فهو عفيف ، لا يقتنعون بالإسلام ، لا بد من إسلام يمشي أمامهم ، فالداعية عندما يقول كلاماً غير الكلام الذي يعمل به تسقط دعوته وانتهى .
المذيع :
 هل تؤدي وسوسة الشيطان إلى الكفر ؟

الاستعاذة بالله سبيل الإنسان للتخلص من الشيطان :

الدكتور راتب :

﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾

[ سورة الأعراف : 200 ]

 معك سلاح فتاك لمجرد أن تستعيذ بالله انتهى الشيطان ، أما إذا كنت راغباً أن تنفذ تعليمات الشيطان فهذا موضوع ثان ، إذا جاء خاطر سيئ وانزعجت ليس منك ، استعذ بالله ، إذا أحببت الخاطر السيئ وتابعت التفكر فيه فهذا منك .
المذيع :
 أسئلة كثيرة عن الغربة والشباب الذين هاجروا قصراً نصيحتك لهم ؟

الله مع الإنسان أينما كان فعليه الالتزام بالإخلاص :

الدكتور راتب :

﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾

[ سورة الحديد : 4 ]

 هذا الجواب معك في أمريكا ، معك في بلدك ، معك لوحدك في البيت ، عفواً أنت في البيت برمضان وحدك ، لا يوجد أحد معك ، الحرارة اثنتان وخمسون ، الساعة الثانية ، عطشك لا يوصف ، لا تستطيع أن تأخذ كأس ماس بارد ، ألا تستطيع ؟ لماذا لا تفعل ؟ هذا رمضان عبادة الإخلاص ، لا يوجد جهة تعرف إلا الله ، هذا الإخلاص ، ورمضان عبادة الصلة بالله ، يوجد تراويح ، عبادة القرآن ، عبادة الزكاة ، الإنفاق ، صلة الرحم ، عمل الله لك شهراً استثنائياً ، فيه خمسون فرصة تتألق عند الله عز وجل ، فاكسب هذا .
المذيع :
 هل من الممكن التقصير في طلب العلم من أجل شهر رمضان للعبادة والذكر ؟

 

التقصير في طلب العلم من أجل شهر رمضان للعبادة والذكر لا شيء فيه :

الدكتور راتب :
 لا يوجد مانع ، رمضان شهر الذكر والتراويح ، شهر صلة الرحم ، لكن عندنا حد أدنى ، أتنفس أم آكل ؟ تنفس وكُلْ ، يجتمعون معاً .
المذيع :
 يسأل كيف الثبات من دون شيخ مربّ ؟

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب :
 الثبات تحتاج إلى حاضنة إيمانية ، الدليل قال تعالى :

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾

[ سورة الكهف : 28 ]

 وقال تعال :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

 يجب أن تسهر مع مؤمنين ، نزهة مع مؤمنين ، تشارك مؤمناً ، حاضنة إيمانية ، أما علاقات العمل فليس لها علاقة ، قد يكون المدير العام ملحداً لا يهمك ، أما العلاقات الحميمة ؛ سهرة طويلة ، زواج ، فالعلاقات الحميمة تحتاج إلى مؤمن :

(( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا ، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))

[أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري]

 هذه اسمها الحاضنة الإيمانية ، دليلها :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

 أية قرآنية صارخة كالشمس ، آية ثانية :

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾

[ سورة الكهف : 28 ]

المذيع :
 كيف يتعامل الوالدان مع الابن العاق ؟

 

كيفية تعامل الوالدين مع الابن العاق :

الدكتور راتب :
 أولاً : أنصح ألا يقاطعه ، إذا قاطعه أنهى قوته على توجيهه ، ولا تقاطعه كلياً ، من حين إلى آخر نبهه ، والتنبيه لا يكون بشكل مستمر لأنه يكفر بالتنبيه التي توجهه ، من حين لآخر ، وعلى انفراد ، وليس أمام أخوته ، وأعطه أدلة قوية ، وأنا لصالحك يا بني .
المذيع :
 أي طريقة أفضل لفهم القرآن الكريم ؟

طلب العلم أفضل طريقة لفهم القرآن الكريم :

الدكتور راتب :
 طلب العلم ، هناك طريقة أخرى أحدث طريقة أخذ ليسانس بالشريعة ، تدخل بجامعة.
المذيع :
 الشياطين مصفدة في رمضان وهناك وساوس من الشيطان ؟

الاستقامة تصفد الشياطين :

الدكتور راتب :
 أنت تصفدهم باستقامتك ، مصفدون من قبلك ، صلاة ، غض بصر ، ضبط شاشة، قاعد في بيتك لا يوجد عندك أية معصية ، ألغيت له عمله ، بائع خمر في حي ، متى يغلق ؟ إذا لم يشتر منه أحد .
المذيع :
 كيف نحبب أبناءنا بالصلاة ؟

كيفية تحبيب الأبناء بالصلاة :

الدكتور راتب :
 هذا الابن يحتاج إلى مودة ، إذا كان هناك ضرب وسباب ، لا يوجد صلاة ، يجب أن يحبك ، إذا أحبك يصلي تقليداً ، بطولتك لا يحترمك فقط بل يحبك ، كل أب محترم بالثقافة الإسلامية ، كل بطولتك أن يحبك ، إذا أحبك بغيابك يصلي ، وإذا ما أحبك يصلي فقط بوجودك، هناك بنت تلغي الحجاب بغياب والدها ، البطولة أن تقنعه لا أن تقمعه .
 كنت في أمريكا منذ عشرين سنة تقريباً ، قلت لهم : لو بلغت منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كأينشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس .
المذيع :
 أنا حفظت القرآن ونسيت معظمه هل إذا قرأته أعاقب ؟

العمل بالقرآن و قراءته :

الدكتور راتب :
 العبرة أن تعمل به ، بالأصل إن حفظته ممتاز ، الأصل أن تتابعه ، الذي لا يقرأ ينسى ، تحتاج إلى متابعة .

خاتمة و توديع :

المذيع :
 جزاكم الله خيراً كم كنا متشوقين لهذا اللقاء .
الدكتور راتب :
 وأنا سعدت أيضاً معكم .
المذيع :
 رجاء أخير أن تدعو لنا ..

الدعاء :

الدكتور راتب :
 الله يحفظ إيمانكم جميعاً ، وأهلكم ، وأولادكم ، ومالكم ، ويحفظ استقرار البلاد التي أنتم بها ، هذه أكبر نعمة ، هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها ، نعمة الأمن والأمان .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور