- محاضرات خارجية / ٠26ندوات مختلفة - تركيا
- /
- ٠3ندوات مختلفة - تركيا
بطولة الإنسان أن يؤمن في الوقت المناسب :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
الحقيقة الدقيقة أيها الأخوة المشاهدون والمستمعون هناك مفهوم معاصر دقيق جداً كثير التداول ، هذا المفهوم علة الوجود ، لماذا أنت في هذا المكان ؟ إنسان أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه من السوربون ، علة وجود هذا الشاب في هذه المدينة العملاقة الكبيرة أكبر مدينة في أوروبا ، فيها متاحف ، فيها دور لهو ، فيها سينما ، فيها متاجر ، فيها أسواق ، فيها كل شيء ، علة وجود هذا الطالب الوحيدة في هذه المدينة العملاقة الدراسة ، مادام جاء لينال الدكتوراه من السوربون ، العلة هي الدراسة ، لا مانع أن يأكل في مطعم ، أن يجلس في حديقة، أن يقتني كتاباً من مكتبة ، هذه الأشياء التفصيلية لا تتناقض مع علة وجوده ، أما علة وجوده فهي الدراسة ، البطولة بالإنسان والذكاء والنجاح والتفوق والتألق أن يكتشف في وقت مبكر جداً علة وجوده ، إذا كشف علة وجوده جاءت حركته اليومية في كسب ماله ، في إنفاق ماله ، في لقاءاته ، في سهراته ، في اختيار زوجته ، في تربية أولاده ، في مليون بند إذا عرف سرّ وجوده اتبع تعليمات الصانع فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وتفوق ، فالإنسان إذا أحبّ نفسه فقط ، إذا اكتفى بمحبة نفسه ، الإنسان حينما يكتشف الحقيقة بعد فوات الأوان ، فرعون أكفر كفار الأرض ماذا قال ؟
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
مع كل ذلك حينما أدركه الغرق قال :
﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾
إذاً يوجد استنباط دقيق جداً ؛ خيارك مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض بل خيار وقت ، فإن لم تؤمن بالوقت المناسب لا بد من أن تؤمن بعد فوات الأوان ، فرعون قالها ، فالبطولة أن تؤمن في الوقت المناسب ، والدليل :
﴿ يَومَ يَأتي بَعضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت في إيمانِها خَيرًا﴾
هذه البطولة ، والنجاح ، والفلاح .
الفرق بين الفلاح و النجاح :
لكن أحياناً إنسان يحصل سبعمئة مليار آبل ، الآخر بيل غيتس يملك ثلاثة وتسعين ملياراً ، على فراش الموت ماذا قال بيل غيتس ؟ قال : هذا الرقم لا يعني عندي شيئاً ، هذا اسمه نجاح ، ولم ترد في القرآن كلمة نجاح إطلاقاً ، الفلاح شيء آخر ، الفلاح شمولي ، معنى الفلاح أن تنجح مع الله معرفة ، وطاعة ، وعبادة ، وتقرباً ، وعملاً صالحاً ، ودعوة إلى الله ، هذا جانب، أن تنجح في بيتك ، في اختيار زوجتك أم أولادك امرأة مؤمنة طاهرة عفيفة ، هذه سوف تربي أولادك ، تلقنهم المبادئ والقيم ، تجعلهم علماء كباراً ، والشيء الثالث أن تنجح في اختيار عمل ، هناك عمل بملهى ، وعمل بيانصيب ، وعمل بخدمة الناس ، فالبطولة أن تحسن اختيار زوجتك وعملك ، الآن وأن تحسن التعامل مع صحتك ، قيمتك ونشاطك وتألقك بصحتك ، فلا بد من أن تعتني بصحتك ، فإذا اعتنيت بهذه الأربعة معاً بشخصك ، وبيتك ، وعملك ، وصحتك ، انتقلت من النجاح إلى الفلاح ، الفلاح نجاح شمولي ، نجاح متكامل ، نجاح يجعلك تتألق في سماء الدنيا وسماء الآخرة ، فالبطولة إذا أحببت نفسك تبحث عن تعليمات الصانع ، الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها ، لأنها الجهة الخبيرة ، الجهة الصانعة وحدها فقط ينبغي أن تتبع تعليماتها لأنها الجهة الخبيرة ، فأنت انطلاقاً من حرصك اللامتناهي على سلامتك ، وعلى سعادتك ، وعلى بقائك أي على أن تعيش عمراً مديداً ، بصحة طيبة ومكانة ، غادرت الدنيا لك أولاد تابعوا من بعدك المسيرة ، هذا الفلاح ، الفلاح نجاح شمولي ، فالبطولة أن تنجح نجاحاً شمولياً أي فلاحاً ، لا أن تكتفي بواحدة ، والواحدة لا معنى لها .
الفرق بين الكسب و الرزق :
لذلك قالوا : هناك فرق كبير بين الكسب وبين الرزق ، الرزق بالتعريف الدقيق ما أكلت فأفنيت ، ولبست فأبليت ، وتصدقت فأبقيت ، الرزق الذي تنتفع به مباشرة ، ثلاثة بنود ، بندان ليس لهما أثر مستقبلي ، أي إذا إنسان تناول طعاماً نفيساً جداً ، بعد أسبوع ألمّ به ألم في أسنانه ، لم ينم الليل ، لو تذكر الطعام الذي أكله هل يزول هذا الألم ؟ لا يزول إطلاقاً ، فلذلك الكسب العمل الذي يساوي حجمك المالي ، حجمك المالي ولم تنتفع به وستحاسب عليه ، هذا الكسب ، أما الرزق فهو ما انتفعت به ، ثلاثة بنود ؛ بندان من الرزق ليس لهما أثر مستقبلي ، بقي صنف واحد هو العمل الصالح ، الإنسان يقول قبل أن يغادر الدنيا :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾
لأن العمل الصالح علة وجوده ، لا يوجد إنسان اقترب من الموت قال : لعلي أبني الطابق الأخير الخامس ، لعلي أزور أمريكا ، أبداً :
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾
مرة ثانية لم سمي العمل صالحاً ؟ لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة . هذه النقطة الأولى.
بطولة الإنسان أن يعيش المستقبل :
لا بد من صحوة قبل فوات الأوان ، لا بد من بحث عن الحقيقة ، لا بد من مجلس علم ، من ندوة إيمانية ، من قراءة قرآن ، من حضور درس علم ، من سؤال عالم ، ابحث عن الحقيقة ، البحث عن الحقيقة نوع من العبادة ، إنسان الله عز وجل خلقه من أعضاء ، له جسم غذاؤه الطعام والشراب ، له نفس غذاؤها معرفة الحقيقة ، قال تعالى :
﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾
تبحث عن سر وجودها ، عن غاية وجودها ، ما حقيقة الموت ؟ ماذا بعد الموت ؟ ماذا بعد يوم الدين ؟ هل هناك برزخ ؟ هل هناك آخرة ؟ هل هناك جنة أو نار ؟ البطولة أن تعيش المستقبل ، مع كل أسف مؤلم أن أهل الأرض بعبارتين دقيقتين جامعتين مانعتين يعيشون الآن لحظتهم فقط ، بيت ، سيارة ، مسبح ، بيت في الريف ، بيت على البحر ، دخل فلكي ، نزهات ، لقاءات ، سهرات ، وساعة الموت ؟! عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
مرة زرت بيتاً - أنا مقيم في عمان- بحيّ راق جداً في عمان ، هو الحقيقة تعزية ، الحقيقة لفت نظري البيت شيء لا يصدق ، الثريات رشانج ، السجاد إيراني ، البلاط إيطالي ، هناك أناقة تفوق حدّ الخيال ، أنا جالس في التعزية أقول لنفسي : من الذي اشترى هذه الثريات ؟ جاء الجواب : المرحوم ، من الذي اختار هذا البلاط ؟ المرحوم ، من الذي اختار هذا السجاد ؟ المرحوم ، أين المرحوم ؟ تحت الأرض ، عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
مرة كنت في أمريكا سألتهم سؤالاً عجيباً جداً ، هل تموتون ؟ قالوا : طبعاً ، إذاً نحن وإياكم سواء ، يوجد مغادرة ، المال من أين اكتسبته ؟ أين أنفقته ؟ السهرات فيها اختلاط ؟ فيها نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ؟ فيها أن تملأ عينك من محاسن النساء ؟ فيها أن تداعب المرأة بكلام لطيف حتى تحملها على أن تضحك ؟ هكذا يعيش الناس ، يعيشون لحظتهم ، يا ترى هل هناك دخل غير مشروع ؟ هناك شركة كبيرة جداً أنت وكيلها ألزمتك أن تستورد مادة محرمة وإلا تسحب منك الوكالة ، الحقيقة الدقيقة الإسلام فيه عبادات شعائرية ؛ صلاة ، صوم ، حج، زكاة ، لكن والله فيه عشرة آلاف بند آخر العبادة التعاملية ؛ اختيار زوجتك ، خروج زوجتك في الطريق هل فيه تفلت ؟ هل تبرز كل مفاتنها وأنت تتفاخر بها أم تستر مفاتنها ؟ بناتك حجبتهم ؟ عرفتهم بالله عز وجل ؟ عرفتهم بكتاب الله ؟ عرفتهم بالمصير الخطير ؟ أولادك جعلتهم علماء دعاة أم معه بورد بدولة ؟ إذا معه بورد ، وبيته فخم ، وسيارته فخمة ، يعيش وقته ، ولا يعرف ربه إطلاقاً ، أنا لي كلمة دقيقة : قد تحمل أعلى شهادة في الفيزياء الكيميائية ، وأنت في الدين أمي لا تعرف شيئاً ، فالبطولة أن تعترف أنك باختصاصك لم تفهم كل شيء ، فهمت شيئاً واحداً بقي عليك كل شيء ، لا بد من أن تعرف الله :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
لا بد من أن أقول كلمة دقيقة : مرة كنت في أمريكا ، زرت معمل سيارات جنرال موتورز ، قال لي المرافق الدليل ومعه مترجم ، قال لي : هذه السيارة فيها ثلاثمئة ألف قطعة ، قلت له : أنا كراكب أشاهد فيها فقط سبع قطع ، فيها غليسوري أي غلاف معدني ، وفيها مقاعد، ومقود ، وعجلات ، ومحرك ، وبنزين ، أين ثلاثمئة ألف ؟ أنا أريد أن أفهم الدين بالفهم التالي ما كليات الدين ؟
كليات الدين :
أول كلية العقيدة ، الأيديولوجيا ، الفهم ، التصور ، الجانب العقدي ، هذا الجانب أخطر جانب ، إن صحت عقيدتك صح عملك ، إن لم تصح عقيدتك فسد عملك ، لا بد من طلب العلم ، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم ، لا بد من طلب العلم شئت أم أبيت ، طلب العلم ليس تحسينياً وجودياً ، إن لم تعرف الله ألغيت وجودك ، طبعاً فرعون كان قوياً وطاغية كبيراً لكن ما عرف الله ، حينما أدركه الغرق قال :
﴿ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾
فلا بد من أن تؤمن ، فإما أن تؤمن في الوقت المناسب وأنت صحيح شحيح قوي غني عالم ، أو أن تؤمن بعد فوات الأوان ، فالبطولة أن تفكر في المصير ، في القبر ، حينما يتفرق الناس من حولك ، عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبق لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت .
عندنا عقيدة جانب أيديولوجي ، فكري ، لا بد من أن تعرفه بطلب العلم ، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم ذكراً كان أم أنثى ، هذا الجانب الفكري.
هناك جانب حركي ، أنت كائن متحرك ، يحركك طلب الطعام والشراب حفاظاً على بقائك كفرد ، يحركك طلب الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، تحركك رغبتك بالتفوق حفاظاً على بقاء الذكر ، أن يشار إليك بالبنان ، الطبيب الأول ، المهندس الأول ، العالم الأول ، الثلاثة تتحقق في الدين مئة بالمئة ، فلا بد من عقيدة صحيحة ، ولا بد من حركة صحيحة ، استقامة ، ترك الحرام ، والعمل الصالح ، العمل الذي يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
بعد الإيمان والعمل الصالح عندنا حركة اسمها الإقبال على الله ، قال تعالى :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
فأنت إذا صليت أديت واجب العبودية ، لكنك إذا ذكرت الله ذكرك الله ، قال تعالى :
﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾
فإذا ذكرك الله منحك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، ومنحك الثقة ، السعادة ، الحكمة ، منحك أشياء لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى:
﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾
هذه كليات الدين ؛ عقيدة حركة ، استقامة ، وعمل صالح ، ثم اتصال بالله عز وجل، فإذا فعلت هذا حققت الهدف من وجودك .
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا ، وأن نكون ممن رضي الله عنهم ، ويحفظ الله بلاد المسلمين جميعاً ، والحمد لله رب العالمين .
المذيع :
جزاكم الله شيخنا الفاضل ، نحن سعداء لوجودك معنا ..
الدكتور راتب :
وأنا كذلك .
المذيع :
أخواننا الحضور بالرسائل الشكر موصول ، بعض الأسئلة ، أخ يسأل عن علو الهمة وخاصة ونحن داخلون على العشر الأواخر من رمضان .
رمضان شهر عبادة استثنائي و علو الهمة فيه من الإيمان :
الدكتور راتب :
الحقيقة أن رمضان شهر عبادة استثنائي ، والأثر النبوي علو الهمة من الإيمان ، هذا شهر استثنائي ، شهر خاص ، شهر ينبغي أن تنعقد لك مع الله صلة متينة جداً ، ولاسيما في الصلوات الخمس ، وفي التراويح ، شهر الصلة ، شهر الإنفاق ، شهر القرآن ، شهر صلة الرحم، شهر التواصل مع الأقرباء ، شهر العطاء ، شهر الزكاة ، شهر الإنفاق ، شهر جبر الخواطر ، شهر التواصل الأسري ، هذا شهر عبادة متميز ، الذي عليه دين حوالي ثلاثة وثلاثين مليون دولار قال له شخص : عندك ثلاثون يوماً افعل كذا وكذا تعفى من الدين ..
(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))
أنت أمام فرصة أن تخرج من رمضان دون ذنوب ، ليست القضية سهلة ، لكن البطولة الأكيدة أن تستمر بعد رمضان كما كنت في رمضان ، إن لم تكن كذلك ما انتفعت برمضان إطلاقاً ، يوجد شاعر يقول لكن هو يقول ولم يطبق ..
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي مُشتاقَة تَسعى إِلى مُشتاقِ
***
إذا بعد رمضان عدت كما كنت قبل رمضان صدق ولا أبالغ كأنك لم تصم رمضان ، رمضان نقلة نوعية تنهض بهمتك ، يرتفع مستوى استقامتك ، يزداد عملك الصالح ، تذوق طعم القرب من الله ، تذوق طعم الإنفاق ، تذوق طعم البقاء في البيت ، تجلس مع من حولك ، فأنا أرى أن رمضان نقلة نوعية مهمة جداً ، أما إذا فهم الناس رمضان كما هو واقع في معظم البلاد شهر ولائم ، وشهر مسلسلات ، انتهى رمضان ، ليس له قيمة إطلاقاً ، قال تعالى:
﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾
﴿ صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ ﴾
شهر عبادة ، ثاني أكبر عبادة في الإسلام ، عبادة من أجل أن تعرف الله ، أن تستقيم على أمره ، أن تذوق طعم القرب منه ، أن تعمل عملاً صالحاً ، أن تعتني بأهلك ، وأولادك ، هذا رمضان العظيم صار شهر ولائم ، ومسلسلات ، والمسلسلات تخرب القيم بالإنسان، المسلسل قادر أن يلغي كل قيمك ، كيف ؟ ترى في المسلسل بيتاً فخماً جداً ، قصراً رائعاً ، سيارتين ، ثلاث ، دخلاً كبيراً ، زوجة أنيقة جداً ، تستقبل أصدقاء زوجها بغيابه ، ويريك إنساناً له اتجاه ديني بغرفة صغيرة ، زوجته عند الجيران ، أولاده بالشارع ، ما تكلم بالدين إطلاقاً، أعطاك أبشع صورة عن الدين وأجمل صورة عن الكفر ، هذا المسلسل يخترق قيمك ، يستطيع أن يهدم أسوارك ، وبالمقابل يمكن لهذا الفن الراقي أن يبني قيماً ، هو حيادي ، إما أن يهدم القيم أو يبني القيم ، قلّما تجد فيلماً يبني القيم ، قلّما واحد بالألف .
المذيع :
جزاكم الله خيراً ذكرتم في محاضرات عديدة لكم أن أعظم العلوم معرفة الله فكيف نصل إلى هذا العلم ؟
معرفة الله من أعظم العلوم :
الدكتور راتب :
قال تعالى :
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
الآيات الكونية والتكوينية والقرآنية ، الكون كله آية ، وخلق الإنسان آية ، إنسان يمشي في الطريق ، استمع إلى صوت بوق مركبة يأتي من ورائه ، لماذا ينحرف إلى اليسار ؟ لأن صوت البوق وصل إلى هذه الأذن قبل هذه الأذن بفارق واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية ، هذه دقة السمع التي يملكها الإنسان ، أعطاك سمعاً وبصراً ، الدماغ يحوي مئة و أربعين مليار خلية سمراء استنادية إلى الآن لم تعرف وظيفتها بعد ، أعطاك دماغاً ، عينين ، أذنين ، أعطاك حواساً ، أعطاك نطقاً ، أعطاك زوجة ، أولاداً ، أعطاك بيتاً ، أعطاك خبرة ، أعطاك علماً ، فإذا ما عرفت الله ما عرفت شيئاً ، أهل الدنيا الآن يعيشون مع النعمة بينما المؤمن يعيش مع المنعم ، فرق كبير .
المذيع:
جزاكم الله خيراً الآن يوجد شبهات كثيرة حول العقيدة ، هناك أخ يسأل عن كيف نعلم أطفالنا العقيدة ؟ نبدأ مع الطفل .
كيفية تعليم الأطفال العقيدة :
الدكتور راتب :
الأطفال يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، مثلاً أم أخذت ابنتها لعند الجيران بغياب زوجها، جلسوا ساعتين تأخرت ، جاء الزوج غضبان قال لها : أين كنتم ؟ قالت : لم نخرج من البيت ، البنت الصغيرة شربت الكذب من أمها ، أكثر أخطاء أولادنا من الآباء والمعلمين دون أن يشعروا ، أنت ابنك إذا ما وجهته إطلاقاً شاهد والده ما كذب إطلاقاً ، والده ما خلع ثيابه أمامه ، ما فتح على الشاشة أشياء لا ترضي الله ، الشاشة مضبوطة ، وكلامه مضبوط ، لو ما تكلم ولا كلمة الابن ينشأ كما رباه والده .
المذيع :
سؤال ماذا تنصحنا في ظل كورونا ؟
فيروس كورونا رسالة من الله :
الدكتور راتب :
أحياناً تكون الدولة عظمى حولها دول تنافسها ، تعمل عرضاً عسكرياً ضخماً ، مدرعات ، مركبات ، ناقلات صواريخ ، طائرات صاعقة ، هذا العرض العسكري رسالة إلى دول الجوار ، والله أحب أن يعمل رسالة لكل أهل الأرض ، لكل أطياف أهل الأرض ، للقارات الخمس، رسالة من أضعف خلق الله لا يرى بالعين ، لا يوجد جامعات ، ولا علم ، ولا معامل ، ولا دوام ، ولا موظفون ، انظر إلى منظر نيويورك ، باريس ، لندن ، برلين ، روما ، ليس من المعقول شيء لا يرى بالعين يعطل الحياة كلياً ، هذا الفيروس أحد جنود الله ، قال تعالى :
﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾
هذا الجندي رسالة من الله ، إباحيات ، شاشات متفلتة ، ملاه ، خمور ، استهزاء بالدين ، تحقير كل مسلم ، اعتماد العلمانية ، والإلحاد ، والكفر ، الموبقات بهذا العصر تفوق حدّ الخيال ، تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، شعب يموت ، مليون إنسان ، بهاتف يقف القتل ، توقف يقف ، مليون مسلم يقتلون في بيوتهم والعالم كله يتفرج ، والعالم بإمكانه بهاتف ليس بسلاح ، تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً .
المذيع :
كيفية تحقيق درجة الإخلاص ؟
الإخلاص أساس الدين :
الدكتور راتب :
والله الإخلاص يحتاج إلى إخلاص حقيقي ، حينما يستوي عملك في بيتك وأمام الناس أنت مخلص ، حينما يستوي عملك في السراء والضراء فأنت مخلص ، في الصحة والمرض فأنت مخلص ، في القوة والضعف فأنت مخلص ، إذا العمل ما تغير لا وحدك ، ولا مع الناس ، ولا في بيتك ، ولا بعملك ، ولا بالقوة ، ولا بالضعف ، هذه علامة الإخلاص ، الإخلاص ينفع معه كل عمل ، ومن دون إخلاص لا ينفع معه لا عظيم العمل ولا قليله ، الإخلاص أساس الدين ، كيف ؟ متى إنسان يضع يده على المريض ويأخذ خمسمئة دولار ؟ يكون طبيباً ، يكون معه ابتدائي ومتوسط وإجازة بالطب ودبلومات وماجستير ودكتوراه ، ثلاث وعشرون سنة دراسة حتى يضع جانب اسمه حرف دال فقط ، تريد الجنة بلا ثمن ؟ بلا ضبط ؟ إنفاق ، ضبط دخل ، ضبط زوجتك ، بناتك ، الإسلام أكثر من مئة ألف بند ، الصلاة والصوم والحج والزكاة شعائرية ، أما الكسب فهو مالك وإنفاق مالك ، الإسلام يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، ما لم تخضع لمنهج الله في كل أحوالك لا تعد ممن يسعى للسلامة والسعادة .
المذيع :
سؤال الأم تنشغل بأطفالها طوال النهار ، فهل يعد هذا من الأعمال الصالحة ؟
أعظم الأعمال الصالحة أن تعبد المرأة ربها فيما أقامها :
الدكتور راتب :
أعظم الأعمال الصالحة أن تعبد ربها فيما أقامها ، مثال بسيط ؛ أضرب مثلاً امرأة أخت كريمة محجبة طاهرة ، زوجة رائعة ، تحب الله كثيراً ، قامت الساعة الثانية عشرة للصلاة ، تصلي وتبكي والدموع تسيل على البلاط ، في الساعة السادسة تعبت كثيراً فطلبت من أولادها أن يتدبروا شأنهم ، بعض أولادها وضع الشطيرة من دون كيس نايلون وصل الزيت إلى الكتب ، عوقب ، والثاني كان حذاؤه غير نظيف عوقب ، وواحد زره مقطوع عوقب، الأولاد الخمس عوقبوا، هذه المرأة لو استيقظت قبل طلوع الشمس بنصف ساعة ، ووضعت الطعام ، وهيأت الشطائر لأولادها ، وراقبت وظائفهم ، راقبت هندامهم ، راقبت ثيابهم ، هذه المرأة أقرب إلى الله مليون مرة لأنها عبدت ربها فيما أقامها ، أقامك أماً أول عبادة رعاية الزوج والأولاد ، أقامك قوياً أول عبادة إحقاق الحق ، أقامك غنياً أول عبادة إنفاق المال ، أقامك عالماً أول عبادة تعليم العلم، أن تعبد الله فيما أقامك ، هذه العبادة التعاملية أخطر من العبادة الشعائرية ، العبادة التعاملية أن تعبد الله فيما أقامك .
المذيع :
سؤال دور الفرد في ظل الوضع القائم ؟
دور الفرد في ظلّ الوضع القائم :
الدكتور راتب :
طيارة تقع ، فيها ركاب ، راكب ذاهب إلى بلد شرق آسيوي يلقي محاضرة دينية ، له مكانة كبيرة ، الثاني ذاهب يرتكب فاحشة ، وقعت الطائرة ، كل واحد يموت على نيته ، فكل إنسان يموت بهذه الأحداث إذا كان ينوي الخير يموت إلى الجنة ، ينوي الشر يموت إلى النار ، أنت ممتحن في السراء والضراء ، في الغنى والفقر ، في الصحة والمرض ، فالبطولة دقق لا أن تنجو من الابتلاء بل أن تنجح في الابتلاء .
المذيع :
معظم أخواننا الحضور دعاة كيف ندعو إلى الله بالطرق التي تحبب الناس بالدين ؟
كيفية الدعوة إلى الله بالطرق التي تحبب الناس بالدين :
الدكتور راتب :
ممكن تكون أكبر داعية وأنت صامت ، أنت أمين أمانتك دعوة ، متقن لعملك إتقانك دعوة ، استقامتك وإتقان عملك أكبر دعوة ، ربيت ابناً صالحاً ، أخلاقه عالية لا يكذب ، ربيت أبناء صالحين هذه أكبر دعوة لله ، أنا أسميها الدعوة الصامتة ، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، قالوا : القرآن كون ناطق ، والكون قرآن صامت ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي. وأنا أقول : ما لم ير الناس إسلاماً يمشي أمامهم ، إنسان إن حدثهم فهو صادق ، وإن عاملهم فهو أمين ، وأن استثيرت شهوتهُ فهو عفيف ، لا يقتنعون بالإسلام ، لا بد من إسلام يمشي أمامهم ، فالداعية عندما يقول كلاماً غير الكلام الذي يعمل به تسقط دعوته وانتهى .
المذيع :
هل تؤدي وسوسة الشيطان إلى الكفر ؟
الاستعاذة بالله سبيل الإنسان للتخلص من الشيطان :
الدكتور راتب :
﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾
معك سلاح فتاك لمجرد أن تستعيذ بالله انتهى الشيطان ، أما إذا كنت راغباً أن تنفذ تعليمات الشيطان فهذا موضوع ثان ، إذا جاء خاطر سيئ وانزعجت ليس منك ، استعذ بالله ، إذا أحببت الخاطر السيئ وتابعت التفكر فيه فهذا منك .
المذيع :
أسئلة كثيرة عن الغربة والشباب الذين هاجروا قصراً نصيحتك لهم ؟
الله مع الإنسان أينما كان فعليه الالتزام بالإخلاص :
الدكتور راتب :
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾
هذا الجواب معك في أمريكا ، معك في بلدك ، معك لوحدك في البيت ، عفواً أنت في البيت برمضان وحدك ، لا يوجد أحد معك ، الحرارة اثنتان وخمسون ، الساعة الثانية ، عطشك لا يوصف ، لا تستطيع أن تأخذ كأس ماس بارد ، ألا تستطيع ؟ لماذا لا تفعل ؟ هذا رمضان عبادة الإخلاص ، لا يوجد جهة تعرف إلا الله ، هذا الإخلاص ، ورمضان عبادة الصلة بالله ، يوجد تراويح ، عبادة القرآن ، عبادة الزكاة ، الإنفاق ، صلة الرحم ، عمل الله لك شهراً استثنائياً ، فيه خمسون فرصة تتألق عند الله عز وجل ، فاكسب هذا .
المذيع :
هل من الممكن التقصير في طلب العلم من أجل شهر رمضان للعبادة والذكر ؟
التقصير في طلب العلم من أجل شهر رمضان للعبادة والذكر لا شيء فيه :
الدكتور راتب :
لا يوجد مانع ، رمضان شهر الذكر والتراويح ، شهر صلة الرحم ، لكن عندنا حد أدنى ، أتنفس أم آكل ؟ تنفس وكُلْ ، يجتمعون معاً .
المذيع :
يسأل كيف الثبات من دون شيخ مربّ ؟
حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :
الدكتور راتب :
الثبات تحتاج إلى حاضنة إيمانية ، الدليل قال تعالى :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾
وقال تعال :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
يجب أن تسهر مع مؤمنين ، نزهة مع مؤمنين ، تشارك مؤمناً ، حاضنة إيمانية ، أما علاقات العمل فليس لها علاقة ، قد يكون المدير العام ملحداً لا يهمك ، أما العلاقات الحميمة ؛ سهرة طويلة ، زواج ، فالعلاقات الحميمة تحتاج إلى مؤمن :
(( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا ، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ))
هذه اسمها الحاضنة الإيمانية ، دليلها :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
أية قرآنية صارخة كالشمس ، آية ثانية :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾
المذيع :
كيف يتعامل الوالدان مع الابن العاق ؟
كيفية تعامل الوالدين مع الابن العاق :
الدكتور راتب :
أولاً : أنصح ألا يقاطعه ، إذا قاطعه أنهى قوته على توجيهه ، ولا تقاطعه كلياً ، من حين إلى آخر نبهه ، والتنبيه لا يكون بشكل مستمر لأنه يكفر بالتنبيه التي توجهه ، من حين لآخر ، وعلى انفراد ، وليس أمام أخوته ، وأعطه أدلة قوية ، وأنا لصالحك يا بني .
المذيع :
أي طريقة أفضل لفهم القرآن الكريم ؟
طلب العلم أفضل طريقة لفهم القرآن الكريم :
الدكتور راتب :
طلب العلم ، هناك طريقة أخرى أحدث طريقة أخذ ليسانس بالشريعة ، تدخل بجامعة.
المذيع :
الشياطين مصفدة في رمضان وهناك وساوس من الشيطان ؟
الاستقامة تصفد الشياطين :
الدكتور راتب :
أنت تصفدهم باستقامتك ، مصفدون من قبلك ، صلاة ، غض بصر ، ضبط شاشة، قاعد في بيتك لا يوجد عندك أية معصية ، ألغيت له عمله ، بائع خمر في حي ، متى يغلق ؟ إذا لم يشتر منه أحد .
المذيع :
كيف نحبب أبناءنا بالصلاة ؟
كيفية تحبيب الأبناء بالصلاة :
الدكتور راتب :
هذا الابن يحتاج إلى مودة ، إذا كان هناك ضرب وسباب ، لا يوجد صلاة ، يجب أن يحبك ، إذا أحبك يصلي تقليداً ، بطولتك لا يحترمك فقط بل يحبك ، كل أب محترم بالثقافة الإسلامية ، كل بطولتك أن يحبك ، إذا أحبك بغيابك يصلي ، وإذا ما أحبك يصلي فقط بوجودك، هناك بنت تلغي الحجاب بغياب والدها ، البطولة أن تقنعه لا أن تقمعه .
كنت في أمريكا منذ عشرين سنة تقريباً ، قلت لهم : لو بلغت منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كأينشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس .
المذيع :
أنا حفظت القرآن ونسيت معظمه هل إذا قرأته أعاقب ؟
العمل بالقرآن و قراءته :
الدكتور راتب :
العبرة أن تعمل به ، بالأصل إن حفظته ممتاز ، الأصل أن تتابعه ، الذي لا يقرأ ينسى ، تحتاج إلى متابعة .
خاتمة و توديع :
المذيع :
جزاكم الله خيراً كم كنا متشوقين لهذا اللقاء .
الدكتور راتب :
وأنا سعدت أيضاً معكم .
المذيع :
رجاء أخير أن تدعو لنا ..
الدعاء :
الدكتور راتب :
الله يحفظ إيمانكم جميعاً ، وأهلكم ، وأولادكم ، ومالكم ، ويحفظ استقرار البلاد التي أنتم بها ، هذه أكبر نعمة ، هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها ، نعمة الأمن والأمان .