وضع داكن
21-11-2024
Logo
ستر العورة - الدرس : 1 - مقدمة عن ستر العورة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

العورة والترغيب في سترها والترهيب من كشفها :

أيها الأخوة الأكارم... من فقه الرجل أن يعلَّم المنطقة الخطرة التي يمكن أن يؤخذ منها، والشيء الثابت أن من أخطر المناطق في حياة الإنسان التي يمكن أن يؤخذَّ منها المال والنساء، وما استطاع أحدٌ أن ينال من أحدٍ إلا عن طريق هاتين النقطتين؛ المال والنساء، لذلك لأنَّ الله جلَّ جلاله هو الخالق، هو الصانع، هو المصمم، هو الذي جبل الإنسان على كذا وكذا، هو الذي أودع في الإنسان هذه الشهوات، هو الخبير، قال تعالى:

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾

[ سورة فاطر: 19 ]

لذلك ترى - الآيات طبعاً مفعول به منصوب بالكسرة نيابةً عن الفتحة، لأنه جمع مؤنثٍ سالم- في الآيات القرآنية الصفة تتبع المحلّ وليس اللفظ، الآيات تحذر الإنسان من موضوع كسب المال الحرام، أو اقتراف الإثم الحرام، من هذا المنطلق نرى في كتب الفقه أبواباً كثيرةً تتعلّق بموضوع العورة، وسوف نرى بعد قليل كيف أن من شأن المؤمن أن يستر عورته، وكيف أنَّ من شأن الكافر المتفلت أن يكشف عورته.
شخص قال لي: ابني في البيت، يقوم بالثياب الداخلية أمام إخوته البنات، وأمام أمه، وأمام أبيه، وأمام أولاده، فهذا شيءٌ مخالفٌ مخالفةً صريحةً لتوجيهات النّبي عليه الصلاة والسلام.
فكما عوَّدتكم، وأرجو الله عزَّ وجل أن يوفقني دائماً، إلى أن أضع يدي على الجرح، على الموضوعات الحساسة التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، هذا اليوم يوم الأحد مخصصٌ لرسول الله صلَّى الله عليه وسلم، إما أحاديثه، وإما الأحكام الفقهية المستنبطة من أحاديث و توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.
فموضوع العورة، والترغيب في سترها، والترهيب من كشفها، وفضائل غضّ البصر، ومغبة إطلاق البصر، وعورة الرجل بالنسبة إلى الرجل، وعورة الرجل بالنسبة إلى المرأة، وعورة المرأة بالنسبة إلى المرأة، وعورة المرأة بالنسبة إلى الرجل، أربع موضوعات، لا أعتقد أن واحداً منا وأنا معكم لا نحتاج إليها، كلُّنا محتاجون لهذا الموضوع الدقيق الحساس، يبدو أن الإنسان حينما يتساهل في هذا الموضوع يحجب عن الله عزَّ وجل، وكشف العورة أو النظر إلى عورة الإنسان الآخر مذلة قدمٍ خطيرة قد تنتهي إلى الزنا.

في شخصية المؤمن نقطتا ضعفٍ الكسب الحرام والنظر الحرام :

قلت لكم سابقاً: هناك معاص، فيها قوة جذب، بمعنى أن الإنسان حينما يخطو الخطوة الأولى، في الأعم الأغلب الخطوة الأولى تقوده إلى الخطوة الأخيرة؛ نظرةٌ، فسلامٌ، فابتسامٌ، فموعدٌ، فلقاء ، يمكن أن أشبه هذا بصخرةٍ على رأس جبل، تبقى على رأس الجبل إلى أبد الآبدين، فإذا أزحتها عن مكانها، إلى أول المنحدر، خرج الأمر من يدك، هي في قمة الجبل بيدك، أما إذا أزحتها عن قمة الجبل إلى أول المنحدر، لا بدَّ من أن تصل إلى أعمق ما في الوادي، لهذا في موضوع النساء، في موضوع كسب المال، لا يوجد حل وسط.
كيف الإنسان أحياناً ينفخ بالون؟ لو قال: والله حجمه كبير عن اللزوم سأحضر دبوساً وأثقبه، إذا ثقبه الهواء كلّه يخرج منه.
فأنا أقول لكم: عندما نفهم الدين فهماً علمياً، فهماً دقيقاً، لا يوجد حل وسط، الإنسان حينما يختار الحل الوسط يجد نفسه، ينتقل من الوسط إلى الطرف السالب، من الوسط إلى نهاية الوادي، إلى أعمق أعماق الوادي، فأتمنى على الأخوة الكرام أن يعلموا علم اليقين أن في شخصية المؤمن نقطتي ضعفٍ خطيرتين، موضوع الكسب الحرام وموضوع النظر الحرام، ما من شابٍ يسلك طريق الإيمان ثم ينتكس إما لعلّة النساء، أو لعلّة الكسب الحرام، إما لأن في دخله شبهةً حجبته عن الله، فانقطعت عنه الموارد وانقطعت عنه التجليات، فرأى الدين عبئاً عليه، وسئم الصلاة والصيام، وسئم مجالس العلم، لأنه محجوب، أي إذا أردت كلَّ شيء من الدين فاستقم على أمر الله تقطف كلَّ الثمار، وتجني كلَّ الثمرات، وتسعدُ كلَّ السعادة، وإذا زلَّت القدم في موضوع النساء أو موضوع كسب المال الحرام، كان الحجاب، والحجاب من لوازم البعد، أن تؤدَّى العبادات بشكلٍ أجوف، بشكلٍ لا معنى له، الإنسان يسأم أداء العبادات، ثم يملّ، ثم ينقطع، ثم ينجرف، ثم بين عشيةٍ أو ضحاها يأتيه ملك الموت، ليجد أنه خسر خسارةً كبرى.

العورة لغة و شرعاً :

العورة في اللّغة الخلل، والعورة في اللّغة هي السَّوْأَةُ، والعورة في اللّغة هي كلُّ ما يستحيا منه، الخلل، والسوأة، وكلَّ ما يستحيا منه.
وشرعاً العورة هي كلَّ ما حرم الله تعالى كشفه أمام من لا يحلُّ له النظر إليه.
يوجد عندنا تعريف لغوي، تعريف شرعي، شخص طرق الباب، قال لك: الوالد موجود؟ أنت دارس لغة، قلت له: والله يا عم الآن راح، قال لك: سلِّم عليه، أنت صادق، والدك داخل البيت، الآن أتى، قلت: والله يا عم الآن راح، إذا قلت له: الآن راح باللّغة معناها الآن جاء، لأن غدا بمعنى ذهب إلى عملِّه قبل الشمس، وراح عاد إلى بيته، الغدو والرواح، أنت صادقٌ لغةً، ولكن الذي يقول هذا الكلام، ووالده داخل البيت، كاذبٌ شرعاً، اللغة شيء والشرع شيء.
لو قال إنسان: والله لا آكل اللحم لشهرٍ، فإذا أكلَ السمك لا يحنث، لأن اللحم بالعرف هو لحم الضأن، الإنسان يقول: والله اليوم أكلنا سمك، لا تقل: أكلنا لحماً، أكلنا سمكاً، لكن باللّغة السمك لحم، فأحياناً تفترق اللغة عن الشرع، فنحن دائماً بحاجة إلى التعريف اللغوي، والتعريف الشرع.
كنا من مدة بمولد، قال أحدهم: أنا شعرت بوحشة، لا يوجد معي أحد، فقال له الآخر: الله معك، ما معنى الله معك؟ أي انصرف، هذا معناها الاصطلاحي، لكن معناها اللغوي الله معك ناصر ومؤيد، أحياناً الحقي بأهلك، لغةً اذهبي لعند أهلك، تفضلي زوريهم، هم مشتاقون لكِ، أمك طلبت مني أن تزوريها، اذهبي إليها، هذا معنى اللغة، لكن إذا نوى الطلاق، الحقي بأهلك، أي طلقتك، فرقٌ كبير، فأحياناً تفترق اللّغة عن الشرع، لذلك تجد في أكثر الكتب، كتب الفقه، المعنى اللغوي، والمعنى الشرعي، فالمعنى اللغوي للعورة الخلل، والسوأة، وكلَّ ما يستحيا منه، والمعنى الشرعي هو كلُّ ما حرَّم الله تعالى كشفه أمام من لا يحلُّ النظر إليه، أما الزوجة فلك أن تنظر إليها، بل إن النّبي عليه الصلاة والسلام حينما وصف المرأة المؤمنة قال : الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا :

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَلا فِي مَالِهِ ))

[ أحمد عن أبي هريرة]

وفي رواية للحديث رائعة جداً الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ :

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ ))

[النسائي عن أبي هريرة]

لا يوجد إليها.. أي إن نظرت إلى غرف البيت ورأيتها مرتبة، تشعر بالراحة إن نظرت إلى أولادك، ورأيتهم بهندامٍ حسن، ونظافةٍ باهرة، فإما أن تسرَّ بالنظر إليها بالذات، تعتني بشكلِّها، وهندامها، وأناقتها أمام زوجها، بل إن السلَّف الصالح، بل إن النساء الصالحات، كنَّ لا يرتدين الثوب أولَّ مرة إلا لأزواجهنّ، أما الآن فالزوج آخر من يرى الثوب، آخر من يراه.
فالعورة في اللغة: الخلل، والسوأة، وكلُّ ما يستحيا منه، وشرعاً: هي كلُّ ما حرم الله تعالى كشفه أمام من لا يحل له النظر إليه.

إظهار العورة أمام الغير إخلال بالصفة الإنسانيّة :

الآن نقول: هنا في الحدود عورة، أي مكان فيه خلل، مكان ضعيف، الله جلَّ جلاله سمى ما حرم علينا إبداؤه عورة، لأنَّ إظهاره أمام الغير إخلالٌ بالصفة الإنسانية، ألم نقل قبل قليل: العورة هي الخلل، فإذا أظهرت ما ينبغي أن يُستر فقد أختلت عندك الصفة الإنسانية، أي هناك فطرة، الله عزَّ وجل جبلنا جبلة، فطرنا فطرة، فإذا أبديت ما حقَّه الإخفاء، فقد اختلت فطرتك، أصبح هناك خلل، وعدم توازن .
أحياناً الإنسان إذا رأى النساء متبرجات، متبذلات، يكشفنَّ ما ينبغي أن يستر، ورأيت امرأةً بينهن، ترتدي ثياباً ساترةً لخطوط جسمها، ساترةً لمفاتن جسمها، تشعرُّ بتقديسٍ لهذه المرأة، هذه الفطرة، قال لي أحدهم مرةً ولا أظنه ديناً: والله يا أستاذ حينما أرى امرأةً محجبةً لا يبدو منها شيء أشعر بقشعريرة في جسمي احتراماً لها.
وأنا أقول لكم: لا يمكن لامرأة سترت ما أمرها الله به أن يستر، أن يتحرَّش بها أحد، أو يطمع بها طامع، أو يضايقها مضايق، أو ينال منها رجل، أبداً، أقول لكم مرةً ثانية: المرأة حينما تكشف عما ينبغي أن يستر، لسان حالها يقول: تعالوا تحرشوا بي، إنني أرتدي هذه الثياب كي تتحرشوا بي، هذا لسان الحال، يوجد عندنا لسان المقال، ولسان الحال، لسان حال المرأة التي تتبذل في ثيابها كأنها تدعو الشباب إلى التحرُّش بها، فلذلك حينما أمر الله المؤمنات بالحجاب، قال:

﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ﴾

[ سورة الأحزاب: 59 ]

أنهن مؤمنات، حينما تحتجب المرأة، هذا إعلانٌ، وتصريحٌ، وإشارةٌ بليغةٌ لكل من حولها أنها مؤمنة ومسلمة:

﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ﴾

[ سورة الأحزاب: 59 ]

لا يوجد بهذه الآية بأنهن مسلماتٌ طاهرات، بأنهن محصنات، بأنهن عفيفات.
إذاً سُميت العورة عورةً لأنك إذا كشفتها اختلت إنسانيتك، اختلت فطرتك. أنا أذكر قصة، مرة قرأت بمجلّة كلمة، سألوا امرأة تمتهن التمثيل، ولها سمعة كبيرة، ما شعورك وأنت على خشبة المسرح؟ هي ليست مسلمة، وليست من أهل الكتاب، لا دينية إطلاقاً، لكن لها فطرة، قالت: شعور الخزي والعار، وهذا شعور كل أنثى، تعرض مفاتنها على الناس، إن الحب يجب أن يبقى بين الزوجين، وفي غرفٍ مغلقة، هذه إجابة الفطرة، ليست مسلمةً، وليست من أهل الكتاب، لكنّها تحدثت عن فطرتها، والفطرة صادقة.

تسمية العورة بالعورة لأن كشفها يصيب الأخلاق الاجتماعية بالخلل :

هناك شيء آخر.. سُميت العورة عورة لأن كشفها يصيب الأخلاق الاجتماعية بالخلل، صار هناك اضطراب، طبعاً من فضل الله علينا أحدنا إذا الله أكرمه بالحج، في مكة والمدينة ليس هناك امرأةٌ سافرةٌ أبداً، نحن في الشام نغضُّ البصر، والفضل لله عزَّ وجل، ولكن لو جلسنا في مجتمعٍ، الحجاب من نظامه الاجتماعي، والنساء يحتجبن إما طواعيةً، أو قسراً، أي إذا عشت في مدينةٍ ليس فيها امرأةٌ سافرة، حتى ولا وجهها تشعر براحةٍ لا حدود لها، تشعر بالصفاء، قلّما يأتي خاطر نسائي، لذلك المجتمعات التي فيها فجور، فيها فتن، مجتمعات طبعاً فيها أجر كبير، أحبابي يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أي المجتمع كلُّه مصاب بالخلل إذا كشفت العورات، هذه فطرة الإنسان، هذه الفطرة، والعقل يقول بذلك، والنقل يقول بذلك، والواقع يقول بذلك.
في أمريكا، إحصاء قرأته مرة في صحيفة، اعتقد عام خمسة وستين، كلُّ ثلاثين ثانيةً ترتكب جريمة قتلٍ، أو سرقةٍ، أو اغتصاب، مرة حدثت أخواننا بهذا الرقم قال: هذا رقم قديم جداً أستاذ، الآن كل ثلاث ثوان، كل ثلاث ثوان، ترتكب جريمة قتلٍ، أو سرقةٍ، أو اغتصاب، هذا من كشف العورات، ولو كنت ضابطاً في الأمن الجنائي واطلعت على الجرائم التي تجري في كل بلد لوجدت العجب العجاب، لوجدت أن وراء كلَّ جريمةٍ كشفٌ للعوارت، دائماً كشف العورة دعوة إلى الزنا. فمن صفات المؤمن ستر العورات، ذكوراً وإناثاً، فالعورة: هي الخلل و السوأة.
وسميت العورة سوأة لأن إبداءها أمرٌ سيِّئ يسوء الناس، يسوء المجتمع، يسوء الفرد، يسوء كلَّ ذي فطرةٍ سليمة، الله عزَّ وجل قال:

﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾

[ سورة المائدة : 31]

اتفقنا الآن على أن العورة تطلق على كلِّ شيءٍ يحرَّم اظهاره، يلحق كاشفها والناظر إليها العار، والمذمة، والخلل.
الأصفهاني يقول: العورة سوأة الإنسان، وهي كناية، وأصلّها من العار، سميت عورة، لأنه من العار أن تظهر .
أنا حدثني صديق درس في بلد من البلدان الشرقية، التي كانت ترفع شعار: لا إله، قال لي: دخلنا إلى جامعة ضخمة من أضخم الجامعات، دورات المياه، صالات كبيرة جداً، لا يوجد فيها جدران، أي كل صالة تتسع لخمسين أو مئة طالب، بهو كبير كلّه مراحيض، فكلُّ هؤلاء الطلاب يقضون حاجاتهم أمام زملائهم، الإنسان حينما تنعدم منه القيم الخلقية يصبح كالبهيمة، وهكذا العلماء قالوا: الإنسان من دون علم، من دون إيمان كالبهيمة ، الآن المعنى الأول:

﴿ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ﴾

[ سورة الأحزاب: 13 ]

أي فيها خلل، أي نقطة ضعف يمكن أن يصل العدو منها:

﴿ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً ﴾

[ سورة الأحزاب: 13 ]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ﴾

[ سورة النور: 58 ]

أي شيء قبيح أن يطلع الابن على ما يكون بين أمه وأبيه، شيء قبيح جداً، فلذلك هذه آداب الإسلام، يجب أن يربَّى الطفل تربيةً متكررةً حازمةً، مؤدِّبةً أحياناً، في هذه الأوقات الثلاث، لا ينبغي أن يدخل إلا بعد أن يستأذن.
إنسان قال: يا نبي الله، إنها أمي، هذه أمي، فقال عليه الصلاة والسلام: أتحب أن تراها عريانة؟ انتهى الأمر، أتحب أن تراها عريانة؟ لذلك البيت المسلم، خلع الثياب له نظام، ثياب الأخت أمام أخيها محتشمة، كلمة أخي ماذا تعني؟ تعني يجب أن تظهر الأخت أمام أخيها بثياب محتشمة.

 

ستر العورة لأن إظهارها فتنة :

نحن عندنا بهذا الموضوع ثلاثة مستويات، ليس بين الزوجة وزوجها مانع، الزوجة لوحدها بند، أما المحارم فمحارم جمع امرأة محرم أي الأم، والأخت، والابنة، وبنت الابن، وبنت البنت، والعمة، والخالة، المحارم يجب أن يظهرن أمام أقاربهن، من حقهم أن ينظروا إليهن بثياب الخدمة، ثياب الخدمة أي الصدر مستور، والعضد مستور، تحت الركبة، هذه هي ثياب الخدمة، أما ثياب شفافة أخت أمام أخيها فهذا شيء مخالف للسنة.
أنا حينما اخترت هذا الموضوع اليوم لعلمي بأن بيوتاً إسلاميةً كثيرة هذه الحقائق لا يعرفونها، هناك تبذُّل، إذاً:

﴿ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾

[ سورة النور : 58]

﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾

[ سورة الأعراف : 26]

إذاً اللباس، النبات القطن، القطن مصمم خصيصاً ليكون ثياباً لك، الصوف مصمم خصيصاً ليكون ثياباً لك، الكتان، الذي خلق الإنسان خلق الكتان، الذي خلق الإنسان خلق الصوف، الذي خلق الإنسان خلق القطن.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾

[ سورة الأعراف : 26]

﴿ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ﴾

[ سورة طه: 121]

العورة بهذه الآية ما يجب ستره، لأن في إبدائه فتنةً.

زينة الإنسان ستر عورته :

هناك استنباط لطيف جداً، زينة الإنسان ستر عورته، هل في القرآن الكريم آية تؤكد ذلك؟

زينة الإنسان ستر عورته؟ بارك الله بك، الإنسان مكلف في المسجد، التعطُّر واجب، أن يتزين بلباس فخم؟ لا.. إذا ارتدى ثياباً نظيفةً ساترةً لعورته فهذه هي الزينة، حينما قال الله عزَّ وجل:

﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا﴾

[ سورة الأعراف : 31]

فالزينة هي ستر العورة.

﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ﴾

[ سورة الأعراف : 27]

انظر إلى الشيطان، ينزع عنهما لباسهما، أبداً البيت الغير المسلم دائماً هناك تكشُّف، تكْشيف للعوارت:

﴿ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الأعراف : 27]

الزينة ستر العورة، والفحشاء كشفُها.

عدم اتباع خطوات الشيطان :

الأمر الثابت للشيطان:

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾

[ سورة البقرة: 268 ]

قال بعض المفسرون: يأمركم بكشف ما ينبغي أن يستر .
طبعاً له حجج، ساعة مثل أخيك، ساعة لا يوجد أحد غريب، ساعة ربينا معاً، ساعة هكذا نشأنا، ساعة هل ستأكله؟ هذه الكلمات مفادها كشف للعورات، والذي أمر بالتستر، وأمر بغض البصر، هو الخبير.
إذا كان عندك كمبيوتر، وصار فيه خلل، تكلف جارك الذي يشتغل بالخضرة أم تكلف مهندس الكمبيوتر بهذا؟ تحتاج للخبير، هذا على عيننا ورأسنا، ولكن ليس خبيراً في الكمبيوتر، فأنت أعقد آلة في الكون، يجب أن تسأل الخبير الصانع.
مرة أحد أدباء مصر، عاصر حركة قادها مفكِّر في مصر، يدعو إلى السفور، فعمل مقالة أدبية، طلبه للدار الآخرة، وقال له: تعال انظر ماذا حدث، أنت أمرت بكشف الوجه فقط، تعال انظر ماذا حدث، فلما أطلعه على ما يجري في المجتمعات الماجنة، على شواطئ البحار، في دور اللّهو، في الطرقات، قال له: والله أنا ما أردت ذلك، أبلغهم أنني بريء من هذه الدعوة، هو حوار فني أدبي، أي هو طلب كشف الوجه فقط، كشف الوجه انتقل لكشف الشعر، وكشف الشعر انتقل لكشف النحر، وكشف النحر انتقل لكشف الساق.
فالشيطان دائماً، خطوة، خطوة، خطوة، خطوة، الشيطان ذكي، بالمناسبة لم يأمر امرأةً أن تخلع ثيابها، يقول لها: أنت كبيرة، لا ينظر إليك أحد، تكون هي ليست كبيرة، لكن الآن لكي تكشف عن وجهها تصدق الشيطان بأنها كبيرة، دائماً الشيطان يأمر الإنسان خطوةً خطوة، يقول السيد المسيح اطلّعت على كلمة، هناك كتاب: أن ليس الشريف الذي يهرب من الخطيئة، لكن الشريف هو الذي يهرب من أسبابها ، نحن عندنا قاعدة، أن هذه الشهوة الجنسية مثل تيار، ثمانية آلاف فولت، من اليمين ستة أمتار، هذه منطقة خطرة، تجذب، وستة أمتار من اليسار، فوزير الكهرباء العالم، الرحيم، إذا مرّ تيار ثمانية آلاف فولت، يضع لوحات، ممنوع الاقتراب وليس ممنوع اللمس، إذا كتب ممنوع اللّمس، و اقترب أحدهم يسحبه التيار فيموت، فهذه الشهوات معها قوة جذب، فلذلك لا بدَّ من هامش أمانٍ بينك وبينها، لذلك قال الله عزَّ وجل:

﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾

[ سورة البقرة: 187 ]

اسمع الآيات:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾

[ سورة النور: 21 ]

خطوة.. خطوة، أول خطوة خلوة، والله يوجد أخوان حدثوني، وأنا أثنيت عليهم والله، يعد المصعد خلوة، لا يصعد مع امرأة بمصعد، يصعد ستة طوابق، أو ينزل على الدرج، إذا دخل إلى غرفة حتى إذا أغلق الباب صار خلوة، النبي الكريم قال:

(( لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ))

[الترمذي عن ابن عمر]

لم يقل: كافر، لم يقل: فاسق، رجل، أي رجل بامرأةٍ إلا كان الشيطان ثالثهما:

(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّهم عَنْهم خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ))

[أحمد عن ابن عمر]

أنت في البيت بمفردك طرق الباب، صديقة زوجتك، أخت زوجتك، ماذا تفضلي؟ ما هذه المجاملات الشيطانية ؟ والله ليست هنا، دينك أغلى، ليس هذا مجاملة إطلاقاً ، فقال:

﴿ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾

[ سورة النور : 21]

إذاً هنا الأمر لا تتبعوا خطوات الشيطان.

ستر العورة واجب على كل إنسان :

الأمر الثاني:

﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾

[ سورة الأنعام:151 ]

إذاً العورة يجب سترها، فدروسنا القادمة مهمة جداً، ما هي العورة؟ حدودها بالنسبة للرجل إلى الرجل، للرجل إلى المرأة، من المرأة إلى المرأة، من المرأة إلى الرجل.

(( حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ قَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ قُلْتُ وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا قَالَ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ ))

[الترمذي عن بهز بن حكيم ]

عوراتنا للنساء، رجل مع رجل، لا يوجد أحد، الله أحق أن يستحيا منه.

عدم قبول عمل الإنسان إلا إذا كان خالصاً و صواباً :

هناك حديثٍ آخر، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إنا نهينا أن ترى عوراتنا ))

[العلل لابن أبي حاتم عن عَنْ جبار بن صخر ]

في الحديث نقطة دقيقة، بالصياغة، إنا نهينا أن ترى عوراتنا، فعل ترى ما إعرابه؟ فعل مضارع مستمر، وهناك شيء ثان بالمضارع، يأتي مبني للمجهول، أي أنت غير قاصد، لو إنسان كشف عورته طبعاً آثم، لكن وأنت آثمٌ أيضاً، إذا بدت وأنت لا تدري، إذاً يجب من الاحتياط.

(( إنا نهينا أن ترى عوراتنا ))

[العلل لابن أبي حاتم عن عَنْ جبار بن صخر ]

هذا يذكرني بحديث:

((مَن كذب عليَّ مُتعمِّدا فليتبوأ مقعدَهُ من النار ))

[أبو داود والترمذي عن علي بن أبي طالب ]

(( تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار))

[البخاري عن أبي هريرة ]

يقول لك: والله أنا لست قاصداً، هذا الحديث قرأته وأتكلم به، نقول له: هناك حديث آخر:

(( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ))

[الترمذي عن المغيرة بن شعبة ]

لو لم تكن قاصداً، لذلك أهم شيء أن عملك لا يقبل عند الله إلا إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة.

(( لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ))

[مسلم عن أبي سعيد الخدري]

وقوله: لا يفضي، أي لا يلصق جسده بجسده، أي أن تلامس البشرة البشرةَ بين رجلين، أو امرأتين، هذا منهي عنه في قول النبي عليه الصلاة والسلام.

ستر العورة من ثمرات الإيمان الصحيح بالله واليوم الآخر :

كان صلى الله عليه وسلم يرى أن ستر العورة من ثمرات الإيمان الصحيح بالله واليوم الآخر، ولذلك شَرَط ستر العورة لمن أراد الإيمان، قال عليه الصلاة والسلام، انظر أحياناً هذا الربط خطير جداً:

(( عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلا بِمِئْزَرٍ ))

[النسائي عن جابر]

ستر العورة، من صفات المؤمن، هذا يفهم منه، المعنى المخالف من تبذَّل في كشف عورته فكأنما نُزِعَ منه الإيمان.
أخرج عبد الرزاق بن جريج، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فإذا بأجيرٍ له يغتسل عارياً- إذا الإنسان اغتسل بالأكمل، يغتسل بالثياب الداخلية، بعد ذلك يعصرها وينشرها، بعد ذلك يغسلها – فقال له: لا أراك تستحي من ربك، خذ إجارتك، لا حاجة لنا بك ، فهمكم كفاية.

((عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ))

[أحمد عن عبادة بن الصامت]

إطلاق البصر في الحرام إفساد لكل شيء :

بالمناسبة الحديث المشهور:

(( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ ))

[مسلم عن أبي هريرة]

ولكن له تتمة، وتتمته:

((.... فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ))

[مسلم عن أبي هريرة]

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

وفي روايةً لمسلم وأبي داود:

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِكُلِّ ابْنِ آدَمَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَا بِهَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ: وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ وَالْفَمُ يَزْنِي فَزِنَاهُ الْقُبَلُ ))

[أبو داود عن عن أبي هريرة]

و:

(( عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَالرِّجْلانِ تَزْنِيَانِ وَالْفَرْجُ يَزْنِي ))

[أحمد عن ابن مسعود]

والإثم حوَّاز القلوب، وما من نظرةٍ إلا وللشيطان فيها مطمع، أي إن إبليس طلاعٌ رصَّاد، وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء، فاتقوا الله واتقوا النساء.
هناك حديث معروف عندكم جميعاً فذكر إن الذكر ينفع المؤمنين :

(( النظرة سهمٌ مسموم.... ))

[الحاكم وصحح إسناده من حديث حذيفة ]

لماذا قال النبي: سهمٌ مسموم؟ لأن السهم إذا أصاب الجسم أصاب موضعاً معيناً، لكن السهم المسموم يجري السم في كل أنحاء الجسم، وهذا كلام والله دقيق جداً، الإنسان إذا أطلق بصره في الحرام يفسد بيته، يفسد عمله، تفسد دراسته، تفسد تجارته، يسري السم في كلِّ نواحي حياته، لهذا:

(( النظرة سهمٌ مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه ))

[الحاكم وصحح إسناده من حديث حذيفة ]

غض البصر عبادة الإخلاص :

سؤال: الله عزَّ وجل أمرنا بخمس صلوات لماذا؟ كي نبقى مع الله دائماً، وكأن الصلوات الخمس - كما وصف النبي ذلك:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

شيء جميل، هل يوجد عندنا صلوات بين الصلوات، هنا السؤال؟
أردت إن أنت صليت الصبح، والظهر، وانطلقت لعملك، كل امرأة تراها وتغض بصرك عنها، سببٌ لإقبالك على الله، فكأنما المرأة التي في الطريق ثمرة غض بصرك عنها أنك تتصل بالله، فصارت الصلوات الخمس مناسبة للاتصال بالله، وكل غض بصرٍ عن امرأة أجنبيةٍ لا تحل لك مناسبةٌ أو حافزٌ أو مدعاةٌ لإقبالك على الله عزَّ وجل.
بالمناسبة ليس هناك قانون يأمر بغض البصر في الأرض كلها، لا في شرقها، ولا في غربها، والآن هناك دول الشمال ودول الجنوب، دول الشمال غنية جداً، دول الجنوب فقيرة جداً، فإذا قلنا: هذه من دول الشمال أي دولة غنية، لا في شرق الأرض، ولا في غربها، ولا في شمالها، ولا في جنوبها، دولة في قوانينها أمرٌ بغض البصر، وهذه حكمةٌ أرادها الله عزَّ وجل، إنك إن غضضت بصرك عن محارم الله لا ترجو ثواباً ولا عقاباً، لكن ترجو أن يرضى الله عنك، فكأن غض البصر عبادة الإخلاص، أي الإنسان يستطيع أن ينظر ولا أحد يحس به، يوجد مناسبات، جالس ببيتك والنافذة مفتوحة، البيت الذي أمامك انفتحت النافذة وطلت امرأة، لا يوجد إنسان بالأرض يكشفك إلا الله، لذلك يعلم خائنة الأعين، هو وحده يعلم خائنة الأعين، فإذا غضضت البصر هذا يعبر على أن الله يراك، إيمانك أن الله يراك، وطموحك أن يرضى الله عنك.
لكن بالمناسبة لا تظنوا الدين غض بصر فقط، هذا فهم، الدين مئة ألف بند، أحد هذه البنود غض البصر، لكن إذا الإنسان ظن الدين فقط غض البصر فهذا فهم خاطئ، غض بصره وأكل مالاً حراماً، غض بصره واغتاب الناس، غض بصره وكان ذو وجهين ولسانين، الدين مئة ألف بند، من باب التقريب أحد هذه البنود غضُّ البصر.
الآن النبي عليه الصلاة والسلام في حديثٍ من أحاديث الزواجر، يقول:

(( لعن الله الناظر والمنظور إليه ))

[البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن]

الناظر ملعون، والمنظور إليه ملعون، لولا أنها كشفت عورتها لما نظر الرجال إليها.

التساهل و التسيب يغري الآخرين بالحرام :

الآن أنا أقول لكم نقطة دقيقة تكلمت عنها الدرس الماضي، أن إنساناً سرق، كم إثمه عند الله؟ كبير جداً، والله الذي لا إله إلا هو الذي يهمل ماله ويغري الناس بأكله، الذي لا يضبط أموره، الذي لا يسجِّل، الذي لا يكتب العقد، الذي لا يفعل أشياء موثَّقة، بتساهله وتسييب أموره أغرى الناس بماله فأكلوه، والله الذي لا إله إلا هو ليس الذي أكل المال غصباً بأكثر إثماً من الذي أغراه به، العوام: يقولون المال الداشر يعلم الحرامي السرقة ، فكل إنسان يسيِّب أموره، ومن صفات الفاسق أن أمره سائباً، وكان أمره فرطاً، أموره سائبة، قال لي مرة رجل عنده معمل مفروشات: ما كنت أربح أبيع كثيراً ولكن لا يوجد ربح، بعد ذلك اكتشف الأمر، يطلب مثلاً خمسة آلاف متر وجه كنبات، يحضرونهم بشاحنة، يقول لهم: ضعوهم بالمستودع، انتبه السائق أنه لم يعد هناك تسجيل، أول مرة وضعهم، ثاني مرة، أخذ توبين، المرة الثالثة أخذ خمسة أتواب، مرة سلب نصف الكمية، فإذا الإنسان لم يستلم البضاعة، وسجلها، قد يكون الموظف أميناً لكن عندما رآك لم تستلم منه بضاعة، و لم تعدها و لم تسأل عن الفاتورة، وأين المتراج، والله ممكن أن يأخذ توباً أو توبين، فهذا الذي قال له: ضعهم في المستودع ولم يستلمهم منه، هو الذي أغرى هذا الشاب المستقيم بالانحراف، إذاً في صحيفة كل إنسان يسيب ماله.
الآن قيسوا عليها المرأة المتبذلة، النساء الكاشفات المتبذلات، الكافرات، يتفلسفن بأنهن شريفات، لا يقدر إنسان أن يتكلم معهم كلمة، حينما خرجت هذه الفتاة بشكلٍ متبذِّل ليست شريفة، لأن لسان حالها يدعو الناس إلى النظر إليها.

(( لعن الله الناظر والمنظور إليه ))

[البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن]

سمعت قصة من يومين تركت في نفسي أثراً، امرأة على جانب من الجمال، زوجها ليس منضبطاً، وليس ملتزماً، أطلق لها العِنان، العَنان أم العِنان ؟ العِنان، والعَنان هو السحاب، إذاً العِنان بالكسر، العِنان الزمام، بلغت الأصوات عَنان السماء، أطلق زوجها لها العِنان، فانطلقت متبذلة، في ثيابها الفاضحة، وعاشت كما يقول الجهلة والفسَّاق، عاشت وقتها، عاشت شبابها، عاشت تألُّقها، الحبل مرخى، نحن عندنا اصطلاح بيننا الحبل مرخى، يشد الحبل، أصيبت بمرضٍ خطيرٍ في العضو التي كانت تُكثر من كشفه للأجانب، لن نسميه باسمه ترفعاً، هذا العضو صار يحتاج إلى عملية جراحية في دولة أجنبية، العملية كلفت مليوني ليرة وعادت من هذا البلد الأجنبي بوضع غير مريح، هي في البيت تمشي فجأةً وقعت، لم تستخدم العكازة فوقعت، فهذا العظم الذي صنِّع من الستانلس والمرمر أدخل في عظم الحرقف تماماً، في بلد أجنبي أجرت عملية كلفت العملية مليوني ليرة، خرج من مكانه، وبرز من الَلّحم، فبقيت أربع ساعات تصيح صياحاً، لم يبق في البناء كله إنسان إلا ونزل ليرى ماذا حدث، اتصلوا بالطبيب الأجنبي عن طريق التلكس، قال الطبيب: أنا لست مكلفاً بإجراء عملية ثانية، القصة طويلة جداً، ليس هذا هو المغزى، المغزى أنها بعد هذه العملية الجراحية، وهذه الآلام المبرِّحة، تابت إلى الله، وتحجبت، وتسترت، وبدأت تحفظ كتاب الله.
قالت هذه المرأة لصديقتها: والله الذي فعله الله بي قليل، العضو التي كانت تكثر من كشفه أمام الأجانب هو الذي تلف، وهو الذي أذاقها الله به آلاماً مبرِّحة، لذلك أنا أتمنى على كل إخوتنا أن هذا الحبل، انظر للحبل، لا تنظر إليه مرخياً، الحبل يشد بلحظة واحدة، فإذا أنت في قبضة الله عزَّ وجل.
أنا بصراحة أقول لكم، لا أقبل من أخ مؤمن يقول: والله يا أخي هكذا تريد زوجتي، ماذا أفعل لها؟ هذه والله صعبة أن أقبلها منه، أين جهدك؟ جعلك الله قيِّماً على أهل بيتك أين إقناعك؟ أين إحسانك؟ أين حزمك؟ فأنا أتساهل بكل شيء إلا بهذا الموضوع، الرجل المومن أمور الدنيا يتساهل فيها، ليس شديداً، إلا في حدود الله إذا انتهكت فهو شديد جداً، في أمور أخرى ليس شديداً، أما إذا انتهكت حدود الله عزَّ وجل، فتقول: والله ماذا نفعل؟ والله لا يعجبونني. خير إن شاء الله، فقط لم يعجبوك، وأنت مؤمن!! يقول عليه الصلاة والسلام:

((كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة ))

كل عينٍ :

(( كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله، وعيناً سهرت في سبيل الله، وعيناً خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله ))

[حديث أبي بكر الأنباري عن أبي هريرة]

اسأل نفسك هذا السؤال ولو كان محرجاً: مرة بكيت خشوعاً لله عزَّ وجل؟ هل هناك مرة واحدة انهمرت الدموع إما شوقاً أو خوفاً أو رجاءً أو ندماً أو حباً؟ قال:

((كل عينٍ باكيةٌ يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله وعيناً سهرت في سبيل الله، وعيناً خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله ))

[حديث أبي بكر الأنباري عن أبي هريرة]

الإصرار على الصغائر يقلبها إلى كبائر :

هناك حديث آخر:

(( ثلاثة لا ترى أعينهم النار، عينٌ حرست في سبيل الله، وعينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ كفَّت عن محارم الله))

[الطبراني في معجمه الكبير, عن معاوية بن حيدة ]

الآن الناس، ماذا يظنون ؟ أن أخي الخمر- أعوذ بالله- أنا لا أشرب والله، أنا لا آكل مالاً حراماً، يحسب أنه عظيم من ترك الكبائر، من قال لك: إن الصغائر لا تنقلب إلى كبائر إذا أصررت عليها؟ من قال لك ذلك ؟ الصغائر إذا أصررت عليها تنقلب إلى كبائر، أبداً، اسمعوا الحديث روى الإمام أحمد:

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا))

[ أحمد عن عبد الله بن مسعود ]

مرة ضربت مثلاً تعرفونه أنتم: طريق أوتستراد مستقيم، عريض، ستون متراً يقول لك: شارع الستين بمكة، ما معنى شارع الستين؟ عرضه ستون متراً، طريق مستقيم طويل عرضه ستون متراً، على يمينه واد سحيق، أنت راكب سيارة، هذا المقود انحرف تسعين درجة فجأةً، هذه كبيرة، رأسا صرنا في الوادي ، أما إن انحرفت سنتمتراً على اليمين ولم تتراجع وثبتت السنتمتر، بعد مئتي متر بالوادي، أين النتيجة؟ بالوادي، إن كان الانحراف تسعين درجة، أو سنتمتراً واحداً أو درجة واحدة، لكن الدرجة لو استمرت بالوادي، لهذا قال عليه الصلاة والسلام:

(( لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع استغفار ))

[ أخرجه الحارث عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس ]

و

((.. إيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ...))

[ أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه]

مصافحة، وإطلاق بصر، وسماع غناء، واختلاط، صفرة واحدة، فقط هذه المشكلة، ويظن نفسه لم يفعل شيئاً.
إن شاء الله الدرس القادم نتحدَّث في صلب الموضوع، عن عورة الرجل بالنسبة إلى الرجل، وبعدها عورة الرجل بالنسبة للمرأة، وبعدها عورة المرأة بالنسبة إلى المرأة، وأخيراً عورة المرأة بالنسبة إلى الرجل. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور