- موضوعات متنوعة / ٠6موضوعات مختصرة
- /
- محاضرات في جامع الطاووسية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه، وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
وقفة متعلقة بشهر رمضان :
أيها الأخوة الكرام، أيها الأخوة انْتَهَتْ سورة القصص، أو انْتَهَتْ الآيات المُخْتارَة من سورة القصص، والتي تمَّ شَرْحُها في الوقْت الماضي، وقبل أن ننتَقِل إلى سورة العنكبوت لا بدّ مِنْ وقْفةٍ مُتَعَلِّقة بِشَهْر الصِّيام.
النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كان من شمائِله وأفعالهِ - وكما تعلمون أقْوالهُ وأفعالهُ وإقْرارُهُ تَشْريع- أنه يُفْطِرُ على تَمَرات، فإن لم يَجِد حسَا حسواتٍ من الماء وهذا الحديث رواه التِّرْمذي وابن ماجَة في الصِّحاح.
وكان عليه الصلاة والسلام يُوَجِّهُ أصْحابَهُ أن يفْعَلوا ذَلك، ولكنَّ عَصْر النبي عليه الصلاة والسلام والعُصور التالِيَة ليْسَ فيها مِن مُعْطَيات العِلْم ما تسْمَح بِتَفْسير هذا التَّوْجيه، ولقد ثَبَتَ الآن أنَّ التَّمْر الذي نأكُلُهُ عند الإفْطار خمْسة وسبْعون بالمئة مِن وَزْنِهِ المأكول فيه مواد سُكَّرِيَّة أُحادِيَّة سريعَة الهَضْم وسريعَة التَّمثُّل، فالإنسان الصائِم إذا كان جَوْفُهُ فارِغًا، تناوَلَ مع التَّمْر كأس ماء أو أكْثر، يُمْكن أن ينتقل سُكَّر التَّمر مِن الفَمِ إلى الدم في أقلّ من عَشْر دقائق، وإذا انتقل بهذه السرعة معنى هذا أنَّ في الجملة العصبِيَّة مرْكَزًا اسمُهُ مرْكز الإحساس بالشِّبَع، فالإنسان إذا تناول التَّمْر مع الماء وصلَّى المغرب كما فعَلَ النبي عليه الصلاة والسلام يَصِلُ سُكَّر التَّمر إلى مرْكز تنبُّه الشِّبَع في الجملة العصَبِيَّة، وكأنَّه انتهى من طعامه، وهو بعد هذا يُقْبل على الطَّعام بِاعتِدال ويأكل وكأنَّه في الإفطار.
سُنَّة النبي في تناوُل التَّمر عند الإفْطار :
هذا التَّمر الذي كان يأكله النبي عليه الصلاة والسلام عند الإفطار وحين الصلاة، ويأكل طعامه الاعْتِيادي بعد الصلاة ؛ هذا التَّمر يَحوي مواد بروتينيَّة، وهذه المواد مُرَمِّمَة للنَّسيج العضَلي، وفيه بعض المواد الدّهنيَّة، أما الشيء الذي يلْفتُ النَّظَر في التَّمر أنَّهُ يَحْوي سِتَّة فيتامينات أساسيَّة في حياة الإنسان، وثمانية معادن، وهذه المعادن الإنسان إذا تناوَل مئة غرام من التَّمر أيْ عشْر تَمْرات، فيها نِصْف حاجتِهِ من المعادِنِ يَوْمِيًّا، وهناك بالتَّمر اثنا عشر حمضًا أمينِيًّا، ومواد قابِضَة تُضَيِّق الشرايين عند النَّزيف، ومواد مُلَيِّنة، وكما هو مَعلوم أنّ الإمْساك هو مرض لِخَمْسين مرضٍ، والتَّمر يقي الإنسان، ويُساعد على الْتِئام العِظام، وخَفض الضَّغط، والتَّمر لا يتَجَرْثَم، فقد وضَعوا على التَّمر جراثيم كوُليرا، وبعد حين لم يجدوا أيّ أثر لأعراضها على التمر، فالتَّمر أوَّلاً فيه مواد سُكَّرِيَّة أحادِيَّة وسريعة الهَضْم، وفيه بروتينات، وأهمّ ما فيه مواد سيللوزِيَّة التي تمْتصّ الكولسْترول، وتُعين على حركة الأمعاء، وتُقَلِّل بقاء الطَّعام في الأمعاء، فَتَوْجيه النبي عليه الصلاة والسلام لأكْل تمرات قبل الإفطار في الصِّيام يُمْكنُنا أن نقْطف ثِمارها، لذلك مَن لم يُطَبِّق سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلَّم في إفْطارِهِ فاتَهُ خير كثير؛ خير صِحِّي، وخير نَفْسي، وخَير ديني ؛ هذه واحدة، ولذلك سمَّى النبي صلى الله عليه وسلَّم التَّمر واللَّبَن الأطْيبان، وقال: بيْتٌ لا تَمْر فيه جِياعٌ أهْلُهُ، وأنا أنْصَحُكم لِوَجْه الله بِقَدْر ما تستطيعون ابْتَعِدوا عن الصِّناعات الِغذائِيَّة المُسْتَوْرَدَة، لأنَّها كُلُّها كيماوِيَّات، أما هذه التَّمْرة فتحوي على ست وأربعين مادَّة غذائِيَّة؛ مواد بروتينيَّة، ومواد دَهْنيَّة، وفيتامينات، وحموض أمينيَّة، ومواد مُليِّنة، ومواد مُرَمِّمة، ومواد تُعين على الْتِئام العِظام، ومواد تَخفض الضَّغط، ولا تتجَرْثَم ؛ هذا هو التَّمر، وهذه هي سُنَّة النبي عليه الصلاة والسلام في تناوُل التَّمر عند الإفْطار.
كيفية ذبح الحيوان المعد للأكل :
مِن دلائل نُبُوَّتِهِ أيْضًا، وهي نقطة مُهِمَّة جدًا، النبي عليه الصلاة والسلام أمرنَا أن نَذْبحَ الحيوان المُعَدّ للأكل بأن نقْطَعَ أوْداجَهُ فقط دون أن نقْطَعَ رأسه.
مرَّةً ثانِيَة: الجزيرة العربيَّة مركز الحضارات شَرْقًا وغربًا في عَهد النبي وبعد عهْدِهِ، وإلى عُصور مُتَقَدِّمة جدًا ليس فيها مِن مُعْطَيات العِلْم ما يسْمَح بِتَفْسير هذا التَّوجيه النبوي ! لماذا نقطع أوداج الخروف دون رأسِهِ؟! ماذا لو قطَعْنا رأسهُ؟ دقِّقوا فيما سأقول: القلب ينبِض ثمانين نبْضةً في الدقيقة، لأنَّ القلب خطيرٌ جدًا ولا يتلقَّى هذا الأمر مِن مصْدر خارجي، وإنَّما يتلقى هذا الأمر من مركز كهربائي ذاتي في القلب نفْسِه، كما هي الحال في المستشفى التي فيها عَمَلِيَّات، والتَّيار قد ينْقَطِع فلابدّ لهذه المُستشفى من مُوَلِّدة ذاتِيَة، فالقلب يتلقَّى الأمر بالنَّبْض من مرْكز كهربائي ذاتي فيه، والشيء الذي لا يُصَدَّق أنَّ هناك مركزين كهربائيَّين احْتِياطِيَّين في القلب، فإذا تعطَّل الأوَّل عمل الثاني، وإذا تعطَّل الثاني عمل الثالث، فأوَّل مركز والثاني والثالث، ألم تسْمعوا أنَّ إنسانًا ركَّبوا له بطَّارِيَّة! فالقلب فيه مركز كهربائي، فإذا تَعِبَ أو تعطَّل يضَعون له بطَّارِيَّة، فالقلب لا علاقة له بالجِسْم، وإنَّما ينْبض بِأمْر داخلي، والأمر ثمانون ضربة بالدَّقيقة، والإنسان عندمَّا يُواجِهِ خطراً ويُحبّ أن يرْكض ليَصْعَدَ درَجًا أو يُحاربَ، لا تكْفيه ثمانين ضَرْبة بالدَّقيقة، وإنَّما يحْتاج مئة وثمانين ضربة بالدَّقيقة حتَّى يمْشي بِسُرْعة الدَّم، فهذا الأمر الاسْتِثنائي الذي يجْعل الضَّربات ترتفع من الثمانين إلى المئة والثمانين يَحتاج إلى أمْر خارِج القلب، هذا الأمْر يأتي من الجُمْلة العصَبِيَّة، ويأتي من الكظر عن طريق الدِّماغ، فلو قَطَعنا رأس الخروف لم يَعُد هناك أمْر اسْتِثنائي ويُصبح القلب ينبض ثمانين نبْضة أثناء الذَّبح، وهذه لا تكفي لإخْراج الدَّم من الخروف، فيَبْقى الدَّم في الخروف، والدَّم في الحقيقة طاهِر ولكن هو طاهر عندمَّا تكون هناك حياة ؛ لأنَّ الدمّ يُصَفَّى باسْتِمرار من الرِّئَتين، بالكُلْيَتَين، ويُصَفَّى كذلك بالتَّعرُّق، فأنت لك ثلاث مصاف؛ مِصْفاة تُنَقِّيهِ من غاز الفَحْم، ومِصفاة تُنَقِّيه من البَول، ومِصفاة أخرى تُنَقِّيه من البولة والتي هي التَّعرُّق، فإذا ذَبَحْنا الخروف تتعطَّل هذه المصافي، والدمّ أكْبر بُؤْرة لِنُمُوّ الجراثيم، لذلك الله عز وجل قال:
﴿ أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا﴾
فلو كان الدَّم بالشَّرايين يدور فَهُوَ طاهِر، فما دام الحيوان ذُبِح فإنَّ أجهزة التَّصفِيَة تتعطَّل، ويصبح الدم بؤرَة إنْتانِيَّة قابِلَةٌ لِنُمُوِّ الجراثيم، فأنت إذا قَطَعْتَ رأسَ الخروف فإنَّ نبضاتِهِ العادِيَّة لا تَكفي لإخراجِ دَمِهِ من شرايينِهِ، ويبْقى الدَّم نَجِسًا، وبالمناسبة مُحَرَّمُ شَرْعًا أن تأكل لحْمًا لم يُذْبَح على الطريقة الإسلامِيَّة، لأنَّه إن لم يُذْهب بِهذه الطريقة فإنَّ الدم يبْقى فيه، والدم مكان الجراثيم والأمراض، قال لي صديق ذَهَب لِشِراء اللَّحم وقد كان بالصِّين مُوَظَّفًا فالدَّابة التي الدم فيها لَونُ دَمِها أزْرَق، بينما الدابة التي ذُبِحَت على الطريقة الإسلامِيَّة لَوْنُها زَهْري، فكيف عرفَ النبي أنَّه لا بدّ من قَطْع الأوْداج فقط؟ القلب مُهِمَّتُهُ بعد الذَّبْح أن يُخْرِجَ كُلّ الدم، كالمِضَخَّة، وهذه المِضَخَّة لا تتنبَّه إلا بِأَمْر من الدِّماغ، فإذا قطَعْتَ الرأس لم يبْقَ هناك أمْر منه، ولذا أمَرَنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نقْطَعَ أوْداج الخروف فقط دون أن نَقْطَعَ رأسَهُ، وهناك مسالِخ الآن بِأوربا وأمريكا واليابان يعلَّق الخروف من رِجْليْه ويُقْطع كلّ رأسِهِ!! لا يَعْرِفون، الحقيقة يخْرج عشرون بالمئة منه، ألَيْسَتْ هذه الحقيقة من دلائل نُبُوَّة النبي عليه الصلاة والسلام؟ عَصْرُ النبي عليه الصلاة والسلام كُلَّه والعصور التي بعده لم يكن هناك مَن يعْرف أنَّ القلب له أمْر داخلي وآخر خارجي، وأنَّ الأْمر الداخلي لا يكْفي لإخْراج الدَّم من الدابَّة أما الأمر الاسْتِثنائي فيَكفي، فلذلك هذه من دلائل نُبُوَّة النبي عليه الصلاة والسلام.
الحديث التالي من الدلائل العُظْمى على نُبُوَّة النبي :
دليل ثالث، قال عليه الصلاة والسلام: عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))
هذا الحديث من الدلائل العُظْمى على نُبُوَّة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثَبَتَ الآن أنَّ كلّ مريضٍ إذا وثق أنّ لِكُلّ داء دواء ارْتاحَتْ نفْسُهُ، وترْتَفِعُ معْنَوِيَّاتِه، ويثق بالشِّفاء، فارْتِفاعُ المَعْنَوِيَّات والراحة النَّفْسِيَّة أكْبَر مُعين على شِفاء العُضْوِيَّة، فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))
رفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهم، وبِهذا شَجَّع العلماء والأطِبَّاء على البَحْث، فإذا أنتم توهَّمْتُم أنَّ هذا المرَض لا دواء له فأنتم تتوهَّمون ذاك، لأن الله خلق لكل داء دواء، فأنت إذا كانت لدَيْك دِقَّة في تَشْخيص المرض، وإصابة في اخْتِيار الدَّواء؛ اخْتِيار نَوْعِهِ وكمِّيَّتِهِ ووقْتِهِ ومُضاعفاتِهِ، فإذا وُفِّق الطبيب إلى تَشْخيص المرَض، ثمّ وُفِّقَ إلى اخْتِيار الدَّواء، هل يكون الشِّفاء؟! لا، ما هكذا ورد كلام النبي صلى الله عليه وسلَّم، إذا وُفِّق إلى تَشْخيص الداء، ثمَّ وُفِّقَ في وَصْف الدَّواء المناسب كَمًّا ونَوْعًا ووقْتًا ومُضاعفات فلا يكون الدواء، لماذا؟ قال: برئ بإذْن الله، إذًا ولو توافَرَ التَّشخيص الصحيح، والدَّواء المناسب هذه شروط ضَرورِيَّة غير كافِيَةٍ للشِّفاء، فلابدّ مِن أن يسْمَحَ الله للدَّواء في أن يفْعَلَ فِعْلَهُ في العوامِل المُمْرِضَة، لذلك قال تعالى:
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾
فلا بدّ من الدُّعاء.
أهمية الصدقة :
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عَنْ مِيتَةِ السُّوءِ ))
وقال صلى الله عليه وسلَّم:
(( باكِروا بالصَّدقَة فإنَّ البلاء لا يتخطَّاها ))
فهذا الحديث الأخير من دلائل نُبُوَّة النبي عليه الصلاة والسلام فالمرضى ارْتَفَعَتْ مَعْنَوِيَّتُهم والعلماء انْدَفَعوا إلى البحث عن الدَّواء، لِهذا وإن وُفِّقْتَ في اخْتِيار الدَّاء والدَّواء فلا بُدَّ من تَوْفيق الله عز وجل.
أقوال النبي وحي من عند الله :
أيُّها الأخوة، نعلمُ عِلْمَ يقين أنَّ كُلَّ ما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام وَحْيٌ من عند الله غير مَكْذوب، فالحقيقة كُلُّها بِأقْوال النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقد سَمِعْتُ البارِحَة خبَرًا أرَدْتُ أن أنْقلَهُ إليكم؛ رئيس أمريكا صرَّح أنَّ ثلاثة تَحَدِّياتٍ تُواجِهُ المجتَمَع الأمريكي؛ قال: تَفَكُّكُ الأُسْرة، وانْحِلال الأخلاق، وانتشار الجريمة، نِهايَة عصْر الفضاء والتِّكْنولوجيا والتَّقَدُّم والعلم، ولكنَّهم أخلاقِيًا مُنْحلُّون، والجرائِم مُنْتَشِرَة، وفي كلّ ثلاثين ثانِيَة تُرْتَكَب جريمة قَتْل، وهذا الإحصاء كان عام خمسة وسِّتين، أما الآن فَكَم؟! فهذه الحضارة الغَرْبِيَّة المُزَيَّفة مُحَصِّلَتُها أنَّ العالَمَ يشْكو من تفَكُّك الأُسْرة وانْحِلال الأخلاق و انتشار الجريمة، لذلك قال تعالى:
﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
وقال تعالى:
﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾