وضع داكن
26-02-2025
Logo
ندوات مختلفة - لبنان - المحاضرة : 64 - جمعية الاتحاد الإسلامي - كيف يرفع الصائم منسوب التقوى؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
بادئ ذي بدء، المحبة، والشوق، والتودُّد لا يمكن أن تكون من طرف واحد، لقوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾

[ سورة المائدة ]


الإنسان المخلوق المُفضَّل والمُكرَّم:


لكن من مُسلَّمات هذا اللقاء الطيب أن الإنسان هو المخلوق الأول، والمُفضَّل، والمُكرَّم والمُكلَّف، والمُحاسَب والمُعاقَب.
فقد رُكّب الملك من عقل بلا شهوة، ورُكّب الحيوان من شهوة بلا عقل، ورُكّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
فلذلك كما أقول مرة ثانية: رُكّب الملك من عقل بلا شهوة، ورُكّب الحيوان من شهوة بلا عقل، ورُكّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.

عالم الأزل وعالم الصور:


لكن نحن في الآن في عالم الصور، وعالم الأزل قبل عالم الصور: 

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)﴾

[ سورة الأحزاب ]

لما قبل الإنسان حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، والمُكلَّف، والمُفضَّل، يعني ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ تُقرَأ هذه الآية قراءة استفهام استنكاري، وتُقرَأ مرة ثانية استفهام تقريري، ما دام هو المخلوق الأول، والمُكلَّف، والمُفضَّل، والمُكلَّف بالعبادة، فإذا أخلّ بهذه المهمة ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ تُقرَأ قراءة استفهام إنكاري، أو تقرير كاملا، فلذلك الإنسان هو المخلوق الأول، والمُكلَّف، والذي منحه الله -عز وجل- حرية الاختيار.

الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك:


 الله -عز وجل- جعلنا مختارين، الإنسان يتميز بخصائص لا يكون معه فيها أحد، لذلك الإنسان عقلٌ يدرك، وقلبٌ يحب، وجسمٌ يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب.
الإنسان ما دام مخلوقاً أولاً، والمُكلَّف، والمُفضَّل، لابد من أن ننتبه لهذه القضية، لذلك دائماً وأبداً له عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، فإذا غذّى عقله بالعلم، وغذّى قلبه بالحب الذي يسمو به، وغذّى جسمه بالطعام والشراب من مالٍ حلال تفوّق، فإذا اكتفى بواحدة تطرّف، والتطرّف نوعان: 
1. تطرف تشددي. 
2. وتطرف تفلّتي، إباحي، التشددي؛ التكفير ثم التفجير، والتفلتي؛ الإباحية.
فلذلك إذا زوّد عقله بالعلم، وقلبه بالحب، وجسمه بالطعام والشراب تفوق، فإذا اكتفى بواحدة تطرّف تطرفاً تشددياً (تكفير وتفجير) تطرفاً سلبياً (إباحية).

كليات الدين:


لذلك هناك عقيدة، وهناك حركة، وهناك ثمرة.

الكلية الأولى: العقيدة:

العقيدة: أن تعرف الله، ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتّك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
الإنسان المخلوق الأول، والمُكلَّف، والمُكرَّم، والمُفضَّل، والذي سيُحاسَب إن أخلّ بهذه الأمانة، فهناك عقيدة؛ فهم، تصوّر، منطلق نظري، كلها أسماء لمسمى واحد، الجانب العَقَدي في الإنسان.

الكلية الثانية: الحركة:

وهناك حركة، حاجته إلى الطعام والشراب، الأنبياء كانوا: 

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20) ﴾

[ سورة الفرقان ]

فهم مفتقرون في وجودهم إلى تناول الطعام، ومفتقرون إلى ثمن الطعام، من هنا كان العمل، فالعقيدة الفهم، التصور، الإدراك، المنطلق النظري، كلها أسماء لمسمىً واحد، هذا يحتاج إلى طلب علم، وإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

الجنة الاولى جنة القرب:

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا بغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

ولو لاح من أنوارنا لك لائح        تركت جميع الكائنات وجئتنا

فما حبنا سهل وكل من ادعى         سهولته قلنا له قد جهلتنا

[ علي بن محمد بن وفا ]

فلذلك الإنسان عنده عقيدة، الفهم، المنطلق النظري، الإيديولوجيا، كلها أسماء لمسمى واحد.
عنده حركة:

﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) ﴾

[ سورة النساء ]

ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره، ولو خُلٍق قوياً لاستغنى بقوته، فشقيَ باستغنائه، لكن بالمناسبة:

(( الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. ))

[ صحيح مسلم ]


لماذا سمي العمل صالحاً:


هذا النبي جبار خواطر، أما بما أن إنسان علة وجوده العمل الصالح، والدليل:

﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

وسمي العمل صالحاً؛ لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً؛ خالصاً: ما ابتُغي به وجه الله، وصواباً: ما وافق السنة.
إذا عنا عقيدة، فهم، تصور، إدراك، إيديولوجيا، منطلق نظري، كلها أسماء لمسمىً واحد، هذه تحتاج إلى طلب علم.
يعني للتقريب: حتى يضع الإنسان أمام اسمه "د." 23 سنة دراسة، وحتى يستحق جنة الله إلى أبد الآبدين:

(( فِيهَا ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ ))

[ صحيح مسلم ]

ألا يحتاج إلى طلب علم؟ من أراد الدنيا فليطلب العلم، ومن أراد الآخرة فليطلب العلم، ومن أرادهما معاً فليطلب العلم.

أنواع الحركة:


إذاً: هناك عقيدة، فهم، هذه الكليات. ويوجد حركة: 
1. السلبية الاستقامة: تقول أنا ما أكلت مالاً حراماً، أنا ما كذبت، أنا ما غششت. 
2. الإيجابية: عملت عملاً صالحاً، ما الذي يقوله الإنسان قبل موته؟ ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا﴾ فعلة وجودنا في الدنيا بعد الإيمان بالله، واليوم الآخر العمل الصالح، سمي صالحاً؛ لأنه يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً: ما ابتغي به وجه الله، وصواباً: ما وافق السنة.
إذاً: صار هناك عقيدة فهم، ويوجد حركة؛ السلبية استقامة، والإيجابية العمل الصالح، إن ذكرنا الواحدة تعني الشيئين، إن ذكرنا الشيئين يعني الاستقامة السلبية، والعمل الصالح إيجابي، هذه الحركة. العقيدة، الفهم، الحركة.

الثمرة:


﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾

[ سورة طه ]

فالصلاة ذكر لله -عز وجل-، فعندنا عبادات: 

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾

[ سورة الذاريات ]

والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
هذه أولاً، الآن الحركة، الاستقامة، النتيجة ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ إن صليت ذكرت الله، لكن الآية الثانية الدقيقة جداً:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ﴾

[ سورة البقرة ]

فأنت إن صليت ذكرت الله، أما إذا ذكرته يذكرك، إذا ذكرك منحك السكينة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء.

رمضان عبادة استثنائية:


لذلك نحن الآن في عبادة موسمية، نحن في رمضان، أو نحن على مشارف رمضان، هذه العبادة، هناك عبادة تمتد إلى أيام العام كله، هي الصلاة، والصلاة عماد الدين، وعصام اليقين، وسيدة القربات، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات.
عنا عبادة موسمية هي الصيام، الآن:

(( مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ))

[ صحيح النسائي ]

(( من قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. ))

[ صحيح مسلم ]

إذاً: الأصل في هذا الشهر عبادة استثنائية، العبادة العامة معروفة، يعني الصلاة والصوم، والحج، والزكاة، أما برمضان الأشياء المباحة مُنعت منها، فمنعت أن تأكل وتشرب، يعني الصيام عبادة الإخلاص، أنت في البيت، ما معك أحد، والجو حار جداً، والعطش لا يحتمل، لو دخلت إلى مكان في البيت وشربت الماء، وفي البيت لا يوجد أحد أبداً، لا تستطيع أن تضع قطرة ماء في فمك، لذلك قالوا: هذه عبادة الإخلاص، فالثمرة لهذه العبادة ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ والثمرة الثانية: الصيام آكدُ ما فيه هو الإقبال على الله، لكن:

(( مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ ))

[ صحيح البخاري ]

هذه العبادة التعاملية 365 يوماً، أما برمضان ترك الطعام والشراب هذه عبادة، فهذه العبادة:

(( وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلا بِهَا لَمْ يَعْبَأِ اللَّهُ بِسَائِرِ عَمَلِهِ شَيْئًا. ))

[ الألباني وهوضعيف ]


ثمار الصيام:


أولاً_ السكينة:

من ثمار هذا الصيام مع الصلاة شيء اسمه سكينة، السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، ذاقها النبي في الغار، وذاقها إبراهيم في النار، وذاقها يونس في بطن الحوت.
من ثمار الإقبال على الله والاتصال به السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، هذه السكينة تحتاج إلى استقامة، والاستقامة عبادة سلبية يعني أنا ما أكلت مالاً حراماً، ما غششت، ما كذبت، ويوجد بالعمل الصالح شيء إيجابي؛ أنفقت من مالي، من علمي، من جاهي، فالإنسان جيء به إلى الدنيا ليعرف الله، ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتّك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، لكن هناك حقيقة مُرّة أنا مضطر أن أقولها: من عاد بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان كأنه ما صام رمضان.

رمضان شهر صلح مع الله:


يعني الإنسان هذا الشهر تعرُّف إلى الله، إقبال على الله، يعني قيام ليل، التراويح، ترك الطعام والشراب، هذه كلها قربات إلى الله -عز وجل-، فلا بد للإنسان من أن يجعل هذا الشهر شهر صلح مع الله، شهر إقبال على الله، شهر إنفاق المال، شهر ترك الأشياء الطفيفة، أنت في علاقة مع الله 

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا بغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

إذاً هذا الذي صام صياماً كما أراد الله يدخل في السكينة يسعد بها ولو فقد كل شيء، ويشقى بفقدها ولو ملك كل شيء.

ثانياً_ الحفظ:

شيء آخر: الحفظ، 

﴿ قَالَ هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبْلُ ۖ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَٰفِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ (64) ﴾

[ سورة يوسف ]

ثالثاً_ التوفيق:

شيء ثالث: التوفيق:

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88) ﴾

[ سورة هود ]

أقول هذه الكلمة هل يمكن بآية واحدة، بسطر واحد في القرآن أن يُلخَّص بها فحوى دعوة الأنبياء جميعاً، الآية تقول:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(25) ﴾

[ سورة الأنبياء ]


فحوى دعوة الأنبياء جميعاً التوحيد:


يعني فحوى دعوة الأنبياء جميعاً ﴿أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا﴾ التوحيد نهاية العلم، والعبادة نهاية العمل، والعبادة كما قلنا طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
يعني رمضان دورة استثنائية، يعني مزيد من الإقبال على الله، مزيد من صلاة الليل، مزيد، مزيد...فالإنسان بعد رمضان إنسان آخر، لكن لا سمح الله ولاقدر إذا عاد بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان، والله لا أبالغ كأنه ما صام رمضان.
أرجو الله أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، واستقرار البلاد التي أنتم فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور