وضع داكن
23-11-2024
Logo
برنامج دعاة - قناة اليرموك - الحلقة : 14 - الداعية القدوة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
     من المآثر الجميلة التي قالها بعض الدُّعاة:" إنَّ النَّهضة بالدِّين لا تكون إلا بإحياء حقائقه، وصناعة حمَلَته، وواقع يُنزَّل عليه الحمَلَة حقائق الدين".
       هذا المعنى العظيم من المعاني التي تصلح أن تكون مظلة حاكمة لكثير من الاحتياجات الإصلاحية في هذا الزَّمان. 
     في زمان يُلمَّع فيه التَّافهون، ويُصدَّرون فيه للأجيال على أنّهم نجوم، وقدوات، كان لابدَّ علينا أن نواجه هذه الموجة الخطيرة بإعداد القدوات الحقَّة التي تكون أملاً للأمة.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     القدوة قبل الدعوة.
المقدِّم:
     القدوة؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     قبل الدعوة. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     النَّاس يتعلّمون بعيونهم، لا بآذانهم. يعني ألقي على ابنك محاضرات طويلة في ضرر شيء معين، فإذا رآك تفعله سقطت كلّ كلماتك.
     القدوة قبل الدَّعوة ، النَّاس يتعلّمون بعيونهم لا بآذانهم، فيعني لو فرضنا أباً ما خلع ثيابه أمام أولاده، ولا تكلم كلمة بذيئة في ساعة غضب، ولا ضُبط يتابع برنامج في الشاشة لا يُرضي الله؛ استقامته دعوة، أخلاقه دعوة.
      فلذلك استقيموا يُستَقم بكم، القدوة قبل الدَّعوة ، القدوة إنسان منضبط، أب منضبط، لو لم يتكلم ولا كلمة توجيه لأولاده إطلاقاً، ينضبطون بانضباطه، لا يوجد كلمة بذيئة، لا يوجد شاشة مفتوحة، لا يوجد سهرة لا تُرضي الله، لا يوجد سلوك، لا يوجد كسب مال له أشكال.
الاستقامة تؤدي إلى الاستقامة. استقيموا يُستقم بكم، فالقدوة قبل الدعوة.
      الأب قدوة، والأم قدوة لابنتها، والمعلم قدوة لتلاميذه إذا دخل أمامهم، ألف موضوع عن التدخين معك لا قيمة له، المعلم قدوة، المرشد قدوة، الخطيب قدوة ، أي جهة قيادية قدوة ، القدوة قبل الدعوة، والناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، أما إذا رأوا بعين الرأس ما يخالف ماقيل في الأذن، لاقيمة لما قيل في الأذن.
المقدِّم:
      الله!!!
الدكتور محمد راتب النابلسي:
      سقطت الدعوة. 
المقدِّم:
     مخالفة الواقع مع ما يُقال.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     أهمُّ شيء المصداقية؛ من هم الأنبياء؟ أي عالم الآن يتكلم ساعات، وبأحاديث صحيحة، وبلغة فصيحة، وبأحكام تجويد إذا قرأ الآية؛ أمَّا يا تُرى في بيته هكذا؟ بكسب ماله هكذا؟ بإنفاقه هكذا؟ بلقاءاته هكذا؟ 
    القدوة قبل الدعوة، لا تطمع أن يستمع أحد إليك إن لم تكن قدوة له، سلوك. 
الخلاصة:
     قال تعالى:

﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِىٓ أَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوٓاْ أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن  تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلْأُمُورِ(186) ﴾

[ سورة آل عمران ]

     ليثبت على هذه الدَّعوة أصلب أصحابها عوداً، وأكملهم يقيناً، وأًصبرهم على العنَت والبلاء، فتعزّ هذه الدعوة عليهم، وتعلو بقدر ما يضحون في سبيلها، ولنتذكَّر قول الله: 

﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ(24) ﴾

[ سورة السجدة ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور