الروائع العلمية : الرائعة 050 - الرحمة والحنان عند الطيور
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الرحمة والحنان عند الطيور :
الفلم أيضاً الرحمة والحنان عند الطيور ، يعد الوالدان في الطيور الأكثر تضحية في عالم الأحياء ، الطائران الأب والأم يعملان دون توقف لأجل الصغير الخارج من البيضة ، بعض أنواع الطيور تحضر الطعام لصغارها باستمرار طوال 24 ساعة ، عمل الصغار الوحيد هو فتح أفواهها انتظاراً للطعام الذي سيحضره الأب والأم ، فالصغار بحاجة إلى رحمة الوالدين ، وإيثارها ليبقوا على قيد الحياة ، وإن ترك الفراخ تعيش وحدها يعد موتًا محققًا لها ، هذه الطيور الغواصة تضحي بنفسها لأجل صغارها ، فالعش الذي بنته خلف الشلال الصغير كما يرى على الشاشة أمين وبعيد عن الأعين ، يجمع الوالدان الطعام لصغارها من دون كلل ، وفي كل عشر دقائق يأتي الطعام إلى العش ، هذه الكائنات ليست بشراً ، بل هي طيور ، والمنتظر من كل حيوان الاهتمام بنفسه ، وإشباع بطنه وحسب ، ولكن الأمر هنا بالعكس تماماً ، فالأمهات تهتم بصغارها قبل نفيها ، بل تضحي بنفسها من أجلهم .
تقوم كائنات كثيرة بتضحيات أكبر وأجلّ لصغارها ، فأتان الوحشي تخاطر بحياتها لحماية صغارها ، هذه الأتان الوحشي تضع نفسها كالجدار الواقي بين المفترس وصغارها عند أي هجوم ، تتظاهر أنها بطيئة ، من أجل صغارها على الرغم أنها أسرع من هذه الصغار ، وهذا عند وصول الحيوانات المفترسة ستنجو الصغار ، وقد تموت الأم ، هذه مغامرة خطيرة ، وأحياناً تخسر الكائنات حياتها من أجل أولادها .
هنا في سواحل أوربا الشمالية أيضاً طبعاً الأتان الوحشي تخاطر بحياتها من أجل صغارها ، وأمهات كثيرات يحتجن إلى مثل هذا الدرس ، هنا سواحل أوربا الشمالية ، طيور البحر المسماة الكلموس تبني أعشاشها في الصخور العالية على طول هذه السواحل ، عند مجيء شهر آب تقوم صغار الطيور بأول تجربة طيران لها ، وتحاول الطيران باتجاه البحر وهذه تجربة شاقة بالنسبة لها ، فالبحر بعيد عن الصخور ما يقارب كم واحد ، والعش عالٍ جداً .
وأخيراً يُلقي أول الصغار من العش إلى الجو باتجاه الأسفل ، يحلق نحو البحر بإشراف الطيور الكبيرة ، وبهذا تتم أول تجربة للطيران بنجاح ، ثم تليه بقية الصغار ، ومع إن هذا الطيران خطير جداً في البحر ، ولكن لا بد لها من التدرب على طيران فيه لتأمين حياة الصغار ، فالثعالب المتربصة بها موجودة في الساحل .
في إحدى تجارب التدريب على الطيران لم يصل هذا الصغير إلى البحر ، واضطر إلى النزول الإجباري بالساحل ، لكن أمه لم تتركه وحده كما ترون ، فهي تحاول الأم بكل قوتها توجه الصغير بسرعة نحو البحر ، لأن الثعالب قد رأتها ، تدفع الأم الصغير إلى البحر باستمرار ، ومن جهة أخرى ترفرف بجناحيها لتشد انتباه الثعالب إليها ، من أجل أن تصرفهم عن صغيرها ، توشك الثعالب أن تصل إلى الصغير ، تقوم الأم بتضحية مثالية نادرة لا شبيه لها لتكسب الصغير المزيد من الوقت وتنقذه ، فتلقي بنفسها أمام الثعالب ، لتفتدي صغيرها بحياتها ، علّها تستطيع إنقاذه ، الصغير الذي لا علم له بما جرى من الحوادث خلفه ينجح بالوصول إلى البحر ، الطائر الصغير ينادي أمه ، فبقاءه في الحياة وحده مستحيل ، وتجيب لندائه الطيور الأخرى ، وتقبله بين صغارها ، هناك تفسير واحد فقط لقيام هذا الحيوان بتصرف عاطفي ، وإثاره بهذا الشكل ، بل وتضحية بحياته لأجل صغاره ، الله تعالى خلق هذا الكائن ، وألهمه التضحية ، التي قام بها لحماية صغاره دروس نتعلمها من هذه الكائنات .
المصدر: الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 47 - الاختيار - الاختيار ذاتي وليس قسراً ـ الرحمة والحنان عند الطيور