بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

اللهم أخرجنا من ظُلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعِلم، ومِن وُحول الشهوات إلى جنات القُربات.

الحقيقة يوجد ومضات كثيرة، إحدى هذه الومضات النبيُّ عليه الصلاة والسلام حينما فتح مكة وهذا من أكبر انتصاراته، دعته كبار بيوتها إلى أن يبيت عندهم فماذا قال؟ قال: انصبوا لي خيمةً عند قبر خديجة، وركز لواء النصر أمام قبرها! ليُعلِم العالم كله أنَّ هذه المرأة التي في القبر شريكته في النصر، لا يوجد قضية تؤكد الإخلاص في العلاقة الزوجية كهذه العلاقة، فتح مكة مُنتصراً بعد عشرين عاماً من الحرب، هذا النصر الكبير ما قبل أن يكون له وحده، نصب لواء النصر أمام قبرها، ليُعلِم العالم كله أنَّ هذه المرأة شريكته في النصر، والحقيقة لحكمةٍ بالغةٍ بالغة، الإنسان بحاجة إلى سند، فالسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كانت سنده من الداخل، وكان عمه أبو طالب سنده من الخارج، يعني الله حكيم، الله عز وجل ودود، الله عز وجل عليم، فلذلك نحن حينما نجعل من هؤلاء الصحابة، ومن هؤلاء الصحابيّات، ومن أُمهات المؤمنين قدوةً لنا، قالوا: "القدوة قبل الدعوة"

 يعني النبي قال:" إنّ الله اختارني واختار لي أصحابي"، أكبر تكريم له أصحابه، وأكبر تكريم لأي واحد منّا أن يكون حوله من الإخوة من كانوا على شاكلته هذه اسمها حاضنة إيمانية. 

يوجد معنى ضمني كأنكم لا تستطيعون، (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) يعني أنت بحاجة إلى حاضنة إيمانية، بحاجة إلى إخوة مؤمنين، نُزهة مع مؤمنين، جلسة مع مؤمنين.

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا إتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.