بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: 

فأن يختار الله لنبيه الكريم قمم الرجال هذا من إكرام الله له، أعظم إكرام أن يكون الذين حولك على شاكلتك أو قريبون منك، وأنا أقيس على ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- إذا علم صدقاً من داعية يهيئ له إخوة حوله قريبين منه، هذه نعمة كبيرة جداً، الإنسان مع من يماثله يستأنس وينطلق، و هذه مساعدة معنوية تفوق المساعدة المادية بكثير (إنَّ اللهَ اختارني واختار لي أصحابي) ، لهذا الصحابي الجليل خدمة لجارة له، كان يحلب لها الشياه، فلما تسلم منصب الخلافة غلب على ظن هذه الجارة أن الخدمة انتهت، في صبيحة اليوم الأول من تولي هذا الصحابي الجليل منصب الخلافة طُرق باب الجارة، فقالت الأم لبنتها: افتحي يا بنيتي، فتحت قالت: من جاء، قالت: "جاء حالب الشاة يا أماه" ، ما شغله منصبه الرفيع أن يؤدي هذه الخدمة، أناس كثيرون إذا ارتقوا إلى منصب معقول يتخلون عن معظم الأعمال الصالحة، هي ما  عادت تليق بهم.

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.