برنامج سفراء الهدى - الحلقة : 14 - حسن الظن بالله
- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠97برنامج سفراء الهدى
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) ﴾
مقدم البرنامج:
والحديث لآية جليلة ﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ حسن الظن بالله؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
ثمنه الجنة، حسن الظن بالله ثمنه الجنة، ولكن لابد من طلب العلم، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.
لابد من طلب العلم:
كلمة بسيطة، هذا الجماد: وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، والنبات: يزيد عليه بالنمو، والحيوان يزيد عليهما بالحركة، والإنسان له من الجماد وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، من النبات النمو، والحركة من بقية المخلوقات، بماذا مُيِّز الإنسان؟ بقوة إدراكية، هذه القوة الإدراكية تعني طلب العلم، فالله عز وجل بتعبير معاصر سرّب لنا بعض أقوال الكفار يوم القيامة، قال:
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ(10) ﴾
إذاً أزمة علم فقط، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، العلم هو الذي يحصّنك، يسمح لك أن تتصل بأصل الجمال والكمال والنوال، فلابد من طلب العلم، طلب العلم يليق بالإنسان، أما الإنسان إذا لم يتعلم فهذه الطاولة أمامي وزن، حجم، طول، عرض، ارتفاع، والنبات ينمو، والحيوان يتحرك، أما الإنسان! أنت المخلوق الأول:
﴿
يوجد قراءتان ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ ؟ استفهام إنكاري، ويوجد قراءة ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ لأن الله عز وجل حينما عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال ﴿فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ﴾ فلما قبل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، والمُفضَّل، والمُكرَّم، والمُكلَّف.
رُكّب الملك من عقل بلا شهوة، ورُكّب الحيوان من شهوة بلا عقل، ورُكّب الإنسان من كليهما فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
وهناك موت، والموت تحفة المؤمن، عرس المؤمن، سأضرب مثلاً بسيطاً:
شخص فقير جداً، جداً، جداً، استطاع أن يقنع والدته ومن حولها ببيع الأساور وذهب إلى أمريكا، وهو ذكي جداً، ولكنه فقير جداً، هناك اضطر أن يعمل بعد الظهر بتنظيف الصحون في مطعم، قبل الظهر في الجامعة، وفي الليل دراسة، لسبع سنوات جهد غير معقول، بالليل دراسة، بعد الظهر عمل، قبل الظهر جامعة، نال الدكتوراه فعلمت دولته بهذه الشهادة، وهي بحاجة إليها جداً، فأغروه بمنصب معاون وزير الصحة مثلاً، وثلاث سيارات فرضاً، وبيت بالجبل، وبيت على البحر، وبيت بالعاصمة، مثلاً للتقريب، لما ركب الطائرة انتهى من عمل تنظيف الصحون لنصف نهار في المطاعم، ومن حضور الجامعة في النصف الثاني من النهار، ودراسة في الليل إلى مكانة اجتماعية، هذه الدنيا والآخرة.
مقدم البرنامج:
انتقل تماماً.
نحن خلقنا للجنة:
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك.
فالله خلقنا للجنة، للتقريب: هذه الشمس هنا، والأرض هنا، إن وضعنا رقم واحد وبعده أصفاراً للشمس، وبكل ميليمتر صفر، لا كل كم صفر، يعني 156 مليون كم، كل ملم صفر، ما هذا الرقم؟ هذا الرقم إذا نُسب إلى اللانهاية فهو صفر.
نحن خُلقنا للانهاية، إلى أبد الآبدين، معقول أن نضحي بالآخرة بدنيا ستين أو سبعين سنة، كلها متاعب،
مقدم البرنامج:
دار الخلود.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
كلها متاعب، الحقيقة هناك خطأ غير معقول إذا ترك الإنسان الدين، فهذا الدين وحي السماء، والنبي الإنسان الأول في العالم، والدين معقول ما منعك من الزواج كبعض الأديان الثانية، تتزوج وتنجب، عندك أولاد، لك مكانة، عندك وظيفة، لكنه كلفك بالاستقامة، دين بلا استقامة لا يُقبَل عند الله أبداً، فالاستقامة أهم شيء في الدين.
﴿ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) ﴾
الملف مدقق