- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (039) سورة الزمر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآية السابعةُ عشرة و الثامنة عشرة و التاسعة عشرة من سورة الزمر وهي قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17)﴾
أوَّلاً ؛ ماذا تعني كلمةً " اجتنبوا " تيارٌ كهربائيٌّ بثمانية آلاف فولتْ، أيُّ إنسانٍ اقترب منه من مسافة ثمانية أمتار يسحبُه، و يحرقه، و إذا أردنا أن نضع إعلاناً تحذيرًا من هذا التيَّار، نكتب " ممنوع لمسِ التيَّار" أو " ممنوع الاقتراب من التيَّار" الاقتراب، فالسلامة تقتضي أن نضع بينها و بيننا مسافةَ أمانٍ، هذا معنى" اجتنبوا " يجب أن تُبقِيَ بينك و بين المعاصي هامِشَ أمانٍ، و من هنا يقول الله عز وجل:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32)﴾
و ما قال: و لا تزنوا، و من هنا قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152)﴾
مالك مع مالِه فالحكَمُ هو الحسابُ، و إذا أخطأتَ في الحساب أكلتَ مالَه أما إذا عزلتَ مالَه عن مالك و لو أخطاتَ في الحساب فمالُه معزولٌ فأيَّةُ آيةٍ تبيِّن " لا تقربوا " و " اجتنبوا " قال تعالى:
﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(1)﴾
هناك نهرٌ له شاطئٌ مائلٌ عليه نباتاتٌ زلِقةٌ و بعده شاطئٌ مستوٍ جاف و المشيُ على الشاطئ المستوىِ الجاف فيه أمانٌ، أما الشاطئُ المائل لزلق خطِرٌ، فالمؤمن يبتعد عن المحرَّماتِ يدع لها هامشَ أمانٍ، لذلك لا يقع أبدا، و لذلك قال عليه الصلاة و السلام:
((الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ ))
الزنا معروف، و هامش الأمان الخلوةُ، و هامش الأمان النظرة، و هامش الأمان الاختلاط و أن تمشي في طريق مليء بالكاسيات العاريات قبل أسبوعين فتاةٌ ذهبتْ إلى بائع لتشتري حاجةً فطلبت من أجير هذا لبائع أن يفعل معها شيئًا رأتْه البارحةَ في المسلسل و فعل بها و زنى بها و عادت إلى أهلها، و أثناء المحاكمة قالت: رأيت هذا في المسلسل فأردتُ أن أجرِّبه، فلذلك: قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32)﴾
أيُّ محرَّمٍ حرَّم اللهُ علينا الاقترابَ منه، أن ندعَه و ندَعَ ما حوله من الهوامشِ، هذا معنى قوله تعالى:
﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾
اجعلْ بينك و بين المعصية هامش أمان، لا تقع أبدا، لأنك في بحر الأمان، ذلك وردَ عن المسيح عليه السلام كلمةً: الشريفُ الذي يهرب من المعصية و لكنَّ الشريفَ الذي يهرب من أسباب المعصية "
صخرةٌ مستقِرَّة في قمَّة الجبل أردتَ أن تزحزحها و أن تدعها تنحدرُ في الوادي، أنت حينما تزحزحها لك خياران ؛ إما أن تبقيَها في مكانها و إما أن تزحزحها، فإذا زحزحتها لن تستقرَّ إلا في قعر الوادي، ليس عندك خيارٌ، بالونٌ إما أن تبقيه بهذا الحجم و أما إذا ثقبتَه لن يبقى فيه هواءٌ إطلاقا، فلذلك قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا﴾
بعضُهم يدَّعِي أن الخمرَ ليست محرمةً لأن الله تعالى قال:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(77)﴾
اللهُ لم يقل إنه محرم، بل قال اجتنبوه، ما هو أكبرُ شيءٍ لا يُغفَر ؟ أن تعبد غيرَ الله، قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا﴾
و قال تعالى:
﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ(30)﴾
أكبرُ معصيةٍ لا تُغفَر جاء تحريمُها بالاجتناب، و الاجتناب أبلغُ من التحريم، و لو أَّن الله حرَّم الخمر فقط، فلك أن تبيعها و لك أن تشتريها و لك أن تتاجر بها و لك أن تعصرها و أن تنقلها و تعلن عنها، أنت ما شربتها، قال تعالى:
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)﴾
و قال عليه الصلاة و السلام،
(( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ ))
هذا هو الاجتناب أن تدع هامش أمان بينك و بين المعصية
أيَّةُ آيةٍ في كتاب الله فيها اجتنابٌ، فإنها معصية لها قوة جذبٍ، و يجب أن تدع بينك و بينها هامش أمانٍ، أما هناك آياتٌ، قال تعالى:
﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ(229)﴾
أمور النساء لا تقربوها و أمور المال لا تقربوها، اجتنبوا الرجس من الأوثان.
قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾
كلمةُ " أحسن " تقابلها " أخشن " و هل معقول أن تكون في القرآن آيةٌ أحسن من آيةٍ ؟ كلُّه كلام الله عز وجل، فكيف نفسِّر هذه الآيةَ ؟ قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾
هل هناك أسوأه ؟ العلماءُ قالوا: حينما يصف لك أهلَ الجنة و أهل النار تتَّبع من؟ تتَّبع طريقَ أهل الجنة، و حينما يصف لك المؤمنين و غير المؤمنين تتَّبع من ؟ طريقَ المؤمنين، هذا معنى قوله تعالى:
﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾
قال تعالى:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)﴾
أولوا الألباب هم الذين هداهم اللهُ أولوا الألباب في الدرس الماضي الذي هو:
﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)﴾
الآنَ هذا الوهمُ الذي يعيشه المسلمون انه يوم القيامة يتعلقون بشفاعة النبيِّ عليه الصلاة و السلام، هذا وهمٌ كبيرٌ جدًّا، شفاعة النبي حقٌّ أما المفهوم الذي يفهمه الناسُ من الشفاعة فباطلٌ، أن الإنسانَ يرتكب الكبائرَ و يتحرك في الحياة كما يشاء و يعتمد على شفاعة النبيِّ، هذه الآيةُ أصلٌ في نفيِ هذا المعنى، قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)﴾
أفأنت يا محمد تنقذ من في النار، و يعضُد هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه و سلم:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا بَنِي عَبْدِمَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِالْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ))
لا ينال شفاعةَ النبيِّ إلا من مات غيرَ مشركٍ مخلِصا، و إذا أردنا أن نوفِّق بين هذه الآيات و تلك الأحاديث و بين بعض الأحاديث نمثِّل بطالبٍ قدَّم عشرَ موادٍ نجح في تسعةٍ و المادة العاشرة له فيها ثمانية و أربعون، ناقص علامتين، يشفع له النبيُّ، أما كلُّهم أصفارٌ تستحيل الشفاعةُ، هذا المعنى المقبولُ، وحينما سمح الله للنبيّ أن يشفع له من أجل تمكين علاقة المؤمن بالنبيِّ و لكرامته على الله، أحيانا الأب يريد أن يُمتِّن علاقةَ ابنه مع أمِّه، يعطي الأمَّ ألفَ ليرةٍ و يقول لها: أعطيه إياها، فالأب هو الذي سمح و أذِن و أمر، في الظاهر الأم أعطت الابنَ آلأفَ ليرة، متَّنا العلاقة و بيَّنا كرامةَ الأم، فهذا هو المعنى المقبول لشفاعة رسول اللهِ، لذلك ورد في الحديث يقول النبيُّ يوم القيامة:
((اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ ))
أيها الإخوة الكرام ؛ ما قولكم في طالبٍ عنده امتحان مصيري و لو نجح في هذا الامتحان له مستقبلٌ مزهِرٌ، فقال له واحدٌ: هذا الأستاذُ شغلُه سهلٌ، بألف ليرة يعطيك الأسئلةَ فلا تتعب نفسك، فارتاح و لم يدرس، قبل الفحص بيومين طرق بابَ الأستاذ وقام بالذي وصاه به صديقُه ولم ينجح، فدخل الامتحانَ و رسبَ، فالذي قال له: يعطيك الأستاذُ الأسئلةَ بألف ليرة ما خرَّب بيتَه ؟ الأستاذُ فوق ذلك، فكلُّ إنسان يتوهَّم الشفاعةَ قد أخطأ، و قد قال النبيُّ عليه الصلاة و السلام:
((شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ))
هذا يوم القيامة يتفاجأ مفاجأةً مذهلةً، يخسر نفسَه و آخرَته كلَّها، أين قوله تعالى:
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه(8)﴾
لو صدَّقنا أن الشفاعة للعصاةِ لتعطَّلت هذه الآيةُ، و أين قوله تعالى:
﴿وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا(77)﴾
و قوله تعالى:
﴿يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُنْ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16﴾
أين كلُّ هذه الآيات؟
أيها الإخوة الكرام ليس هناك خطأٌ في العقيدة إلا و يقابله خطأٌ في السلوك، فلو أن الإنسانَ عنده قضيَّةٌ عند قاضٍ، و قال لك إنسان إن هذا القاضي بهدية تربح القضيةَ فلا داعي للمحامي، ثم ظهر القاضي أشرفَ من ذلك، أما أنت فمُغرَّرٌ بك، فلما أردت أن تتحرك وفقَ ما وجَّهوك وجدتَ الطريقَ مسدودا و قعتَ في إحباطٍ فخسرت الدنيا و الآخرةَ
فلذلك إخواننا الكرام قال تعالى:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92)﴾
عدلٌ مطلقٌ و حسابٌ و عذابٌ و جنةٌ و نارٌ و مسؤوليةٌ، أما أن تتعلَق بالأماني و أن تتعلَّق بشفاعةٍ و بمفهوم ما أراده النبيُّ إطلاقا وقد قال تعالى:
﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)﴾
و قال تعالى:
﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88)﴾
هذه هي المعاني الصحيحة قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)﴾
أفأنت يا محمد تنقذ من في النار ؟
هذه الآيةُ أصلٌ لنفي المفهوم الساذِجِ للشفاعةِ، أمَا لها مفهومٌ آخرُ نرجو اللهَ أن تنالنا شفاعةُ النبيِّ