- التربية الإسلامية
- /
- ٠9سبل الوصول وعلامات القبول
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الإحسان و مواطنه :
أيها الأخوة الكرام، مع الموضوع الأول من هذه السلسة من الدروس " سبل الوصول وعلامات القبول "، مع الموضوع الأول ترتيباً ورتبةً، إنه الإحسان.
فالإحسان في تعريف بعض العلماء: فعل ما هو حسن، والشيء الحسن مشتق من الحسن، والحسن هو الجمال، الجمال المادي والمعنوي.
فالحلم شيء حسن، والإنفاق شيء حسن، والوجه الجميل وجه حسن، والحُسن مرتبط بالكمال البشري، والحُسن مرتبط بالفطرة، والحُسن يستدعي المديح بشكل عفوي.
أما مواطن الحُسن، فالقصد النية، هناك إنسان في داخله حب للخير، في داخله تسامح، في داخله عفو، وهناك إنسان في داخله حقد، استعلاء، كبر، فالإحسان أن تنطوي على نفس طاهرة تحب الخير لكل الخلق.
موطن آخر: الحال، حال الإنسان في تفاؤل، هناك حال آخر في تشاؤم، حال الإنسان في حب، حال آخر في بغض.
الموطن الثالث: العمل.
مواطن الإحسان: النية، والحال، والعمل.
فلسفة الإحسان :
أما فلسفة الإحسان، الله سبحانه وتعالى سخر لك ما في السماوات وما في الأرض تسخير تعريف وتكريم، كرمك إذ منحك نعمة الإيجاد، وكرمك إذ منحك نعمة الإمداد، وكرمك إذ منحك نعمة الهدى والرشاد.
﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
فلسفة الإحسان أنه ينبغي أن تقابل إحسان الله لك بإيجادك، وإمدادك، وهدايتك بإحسانك إلى الخلق،
﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾
والفلسفة الثانية للإحسان أن الله سبحانه وتعالى خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض، ثمنها أن تأتي إلى الدنيا، وأن تكون فيها محسناً، والدليل قوله تعالى:
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
الحسنى هي الجنة، الذي صدق بالحسنى يدفع ثمنها في الدنيا، ثمنها في الدنيا شطران، انضباط وعطاء،
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾
تقى أن يعصي الله فأعطى، أعطى من ماله، من علمه، من خبرته، من وقته، من عضلاته،
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
الحسنى هي الجنة، ما دام كذب بالحسنى، وآمن بالدنيا، فاستغنى عن طاعة الله، وبنى حياته على الأخذ، فالإحسان عطاء، والأخذ نقيض الإحسان، إنسان يعطي، إنسان يأخذ.
الإحسان و العدل :
لذلك يمكن أن يكون البشر جميعاً في حقلين، الحقل الأول: أعطى ولم يأخذ، في هذا الحقل أيضاً ملك القلب، في هذا الحقل عاش للناس، هذا المحسن، المسيء أخذ ولم يعطِ، ملك الرقبة، قوي، شيء آخر، عاش الناس له، بين أن تعيش للناس وبين أن يعيش الناس لك، بين أن تعطي وبين أن تأخذ، بين أن تملك القلوب وبين أن تملك الرقاب.
فلسفة الإحسان مقابلة إحسان الله لك، بإيجادك، وإمدادك، وهدايتك، بإحسانك إلى الخلق، وفلسفة الإحسان أن تعمل عملاً تستحق به دخول الجنة، وهي الحسنى، وفضلاً عن ذلك فإن الله أمر عباده المؤمنين بالإحسان، قال:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾
العدل قسري، أما الإحسان فطوعي، وأنت مأمور بالإحسان كما أنك مأمور بالعدل، هناك مشكلات كثيرة لا تحل بالعدل، تحل بالإحسان، القانون معك، الشرع معك، لكنه أخوك، تفضل عليه، العدل أن تؤدي ما عليك من دين، أما الإحسان أن تنزل عن بعض الدين، العدل أن تأخذ، أما الإحسان أن تعطي، فإن الله سبحانه وتعالى:
﴿ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾
وقد قال بعض العلماء: الإحسان ما زاد على الواجب شرعاً، إنسان طلّق زوجته طلاقاً شرعياً، أعطاها حقها الكامل، أنا أعرف أشخاصاً، رتبوا لزوجاتهم المطلقات رواتب شهرية مدى الحياة، هذا إحسان.
لذلك ورد في بعض الأحاديث :
(( ...وأن أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي ـ إحسان ـ وأعطي مَنْ حَرَمَنِي ـ إحسان ـ وأعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي ))
وأصل هذا الحديث:
(( أَمَرَنِي رَبِّي بِتِسْع : خَشْيَةِ الله في السِّرِّ والعلانية، وكلمة العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وأن أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي، وأعطي مَنْ حَرَمَنِي، وأعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي، وأن يكون صَمْتي فِكْرا، ونُطْقِي ذِكْرا، ونظري عبرة ))
ويكفي المحسن شرفاً أن الله يحبه.
من كان محسناً أحبه الله ومن أحبه الله فلن يعذبه :
صدق أيها الأخ حينما تكون محسناً تسعد بإحسانك، الإحسان منعكس في الداخل سعادة، راحة نفسية، رضا.
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
وإذا أحبك الله من يستطيع أن يصل إليك؟ لأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحبابه، هذا استنباط رائع استنبطه الإمام الشافعي من قوله تعالى حينما ردّ على هؤلاء الذين قالوا:
﴿ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾
فردّ عليهم وقال:
﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ﴾
أي أنني لو كنت أحبكم لما عذبتكم، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحبابه أبداً، فإذا كنت محسناً أحبك الله، وإذا أحبك الله لا يعذبك.
عواقب الإحسان :
الآن عواقب الإحسان: النتائج في الدنيا قبل الآخرة.
﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾
إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ إذا كان معك نصرك، وحفظك، وأيدك، وأسعدك، ألقى في قلبك السكينة، وفقك، أعطاك الحكمة، أعطاك الحلم، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟.
الإحسان تصاعدي وحركي :
الآن الإحسان له صفة رائعة، الإحسان تصاعدي، فأي عمل حسن يأخذك إلى عمل أحسن منه، والدليل:
(( أن سيدنا أبا ذر الغفاري رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله من ينجي العبد من النار؟ قال: إيمان بالله، قال: يا رسول الله، مع الإيمان عمل؟ قال: أن يعطي مما رزقه الله، فقلت: يا رسول الله أرأيت إن كان فقيراً، لا يجد ما يعطي؟ قال: يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، قال: يا رسول الله أرأيت إن كان عيياً، لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ؟ قال صلى الله عليه وسلم: فليصنع لأخرق، قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن كان أخرقاً لا يحسن أن يصنع؟ قال صلى الله عليه وسلم: يعين مغلوباً، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مغلوباً؟ قال صلى الله عليه وسلم: أما تريد أن تدع لصاحبك من خير ؟ـ ليس له أي ميزة؟ ـ قال : فليمسك أذاه عن الناس ـ هنا الشاهد ـ قال: قلت: يا نبي الله أرأيت إن فعل هذا ليدخل الجنة ؟))
صار هناك إحراج كبير، إذا الإنسان لم يؤّذِ فقط يدخل الجنة! فقال عليه الصلاة والسلام :
((...ما من مؤمن يصنع خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى يدخل الجنة ))
ابدأ بإحسان بسيط، هذا الإحسان يأخذك إلى إحسان أكبر، وأكبر، وأكبر، فالإحسان تصاعدي، والإحسان حركي، الإحسان لا يبقى في مستوى واحد.
قال سيدنا عمر بن عبد العزيز: تاقت نفسي إلى الإمارة، فلما بلغتها تاقت نفسي إلى الخلافة، فلما بلغتها تاقت نفسي إلى الجنة.
الإحسان تصاعدي.
طريق الإحسان الإيمان بالله :
الآن طريق الإحسان، والإحسان مرتبة تأتي بعد الإيمان؛ الإسلام، فالإيمان، فالإحسان، قال عليه الصلاة والسلام:
(( الإحسان، قال: أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تَراه، فإنه يَراكَ ))
طريق الإحسان الإيمان بالله، هذا إنسان، أخوك في الإنسانية، والله يراقبك بالمرصاد، هل نصحته؟ هل عفوت عنه؟ هل أكرمته؟ هل حلمت عليه؟.
دوائر الإحسان :
الآن أيها الأخوة، ننتقل إلى دوائر الإحسان، الإحسان دوائر.
أولاً بشكل مختصر: الإحسان شمولي لقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( إِنَّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ ))
حتى لو قتلت عقرباً يجب أن تقتله بضربة واحدة، لا أن تعذبه:
(( إِنَّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فَإِذا قَتلتُم فأحسِنُوا القِتلة، وَإِذا ذَبحتُم فأحْسِنُوا الذَّبحَ، وليُحدَّ أحدُكم شَفرَته، ولْيُرِحْ ذبيحَته ))
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يذبح شاة أمام أختها، فغضب وقال: أتريد أن تميتها مرتين، هلا حجبتها عن أختها؟.
فالإحسان شمولي،
(( إِنَّ اللهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ ))
1 ـ الإحسان إلى النفس:
الآن أصغر دائرة في الإحسان أن تحسن إلى نفسك، أن تحملها على طاعة الله، أن تعرفها بالله، أن تقربها من الله، قال تعالى:
﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ﴾
2 ـ الإحسان إلى الوالدين :
الدائرة الأوسع الإحسان للوالدين:
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾
فرفع الله الإحسان للوالدين إلى مستوى عبادته، والعطف يقتضي المشاركة
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾
هذه الدائرة الثانية.
3 ـ الإحسان إلى الأقرباء و الجوار:
الدائرة الثالثة: قرابة النسب، وقرابة الجوار، هناك علاقتان؛ علاقة جغرافية جارك، وعلاقة نسبية أقرباؤك، الدائرة الثالثة: قرابة النسب، وقرابة الجوار.
﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً﴾
هذه الدائرة الثالثة.
4 ـ الإحسان إلى الجانب الضعيف في المجتمع :
أما الدائرة الرابعة: الجانب الضعيف في المجتمع، لا يوجد قرابة، ولا جوار، اليتامى من هؤلاء، المساكين، الصاحب بالجنب، ابن السبيل، ما ملكت أيمانكم، إنسان تحت يدك بالمفهوم الواسع الآن، خادمة في البيت،
﴿ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾
ارحمها، لا تكلفها ما لا تطيق، اسمح لها أن تنام نوماً مريحاً، أطعمها مما تأكل، اشترِ لها ثياباً جيدة. الدائرة الرابعة: الجانب الضعيف في المجتمع.
5 ـ الإحسان إلى المخالفين للإنسان في العقيدة:
الدائرة الخامسة، المخالفون لك في العقيدة، الدليل قال تعالى:
﴿ نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
حتى الذي يخالفك في العقيدة يجب أن تكون محسناً إليه، دليل آخر:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾
مع من تبغضه، مع من يتناقض معك في العقيدة:
﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾
إن عدلت معه قربته إلى الله، وقربته إلى دينك.
6 ـ الإحسان إلى الحيوان و النبات و الجماد :
الآن تركنا البشر مع الحيوانات قال عليه الصلاة والسلام:
(( بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ : لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماء، ثم أمْسَكه بِفيهِ، حتى رَقِيَ فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له، قالوا : يا رسول الله، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرا ؟ فقال : في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ ))
الإحسان ينتقل الآن إلى الحيوانات، النبات:
(( بينما رجلٌ يمشي بطريق وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ على الطريق، فأخَّرَهُ، فشَكَرَ الله له فَغَفَرَ له))
وهناك حديث آخر:
(( لقد رأيت رجلاً يَتَقَلَّبُ في الجنة، في شَجَرَة قَطَعَها مِنْ طريق المسلمين، كانت تُؤذي الناس))
هذا الشيء السلبي في النبات، الإيجابي:
(( إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ))
فالإحسان يطول النبات، الأرض، الصخر:
﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾
الآن ينسحب على هذا الموضوع تلويث البيئة، هناك ضجيج، هذا تلوث، هناك ثاني أكسيد الكربون، هذا تلوث، ما تعانيه الأرض من اضطراب في المناخ سببه تلوث، التلوث بثاني أكسيد الكربون، هذا اسمه الاحتباس الحراري، هذا أيضاً إساءة بالغة إلى الأرض.
ميادين الإحسان :
1 ـ العلاقات الاجتماعية:
الآن ميادين الإحسان، الأولى دوائر الإحسان، من هذه الميادين: العلاقات الاجتماعية:
﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ﴾
2 ـ العلاقات الاقتصادية المالية :
العلاقات الاقتصادية المالية:
﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
3 ـ الإحسان عند المصائب:
الآن عند المصائب، أنت مكلف عند المصيبة أن تكون محسناً.
﴿ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
وأنت في ضائقة أنفق، مع إنسان أساء إليك:
﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
الإحسان عند المصائب.
4 ـ الإحسان عند أداء الدية:
الإحسان مع أداء الدية.
﴿ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ﴾
قال له: أمامك المحاكم، لماذا؟! صار هناك قتل خطأ، أعطه الدية.
5 ـ الإحسان عند الطلاق :
الطلاق:
﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾
إذا صار طلاق كل طرف ينشر فضائح الطرف الثاني، لا يوجد طلاق مع الإحسان؟
﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾
6 ـ الإحسان أن تدافع عن بلدك و تحارب الطرف الآخر :
بالجهاد:
﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
أن تدافع عن بلدك، أن تحارب الطرف الآخر الذي يكيد لك، وأن تنتصر، سماه الله في القرآن إحساناً.
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾
إذا انتصرت على عدو حاقد شرس، وأرغمت أنفه، فأنت محسن، حتى إن بعض الصحابة قبل المعركة مشى مشية خيلاء، فقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يكره هذه المشية إلا في هذا الموطن، أن تكون أمام العدو قوياً".
7 ـ الإحسان عند الحوار مع الطرف الآخر:
الحوار الفكري، الآن كثير هو الحديث عن الحوار:
﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً ﴾
الحوار، والمجادلة، كن محسناً، لا تقل له أنت جاهل، قل له: أعتقد أن هذه الفكرة ليست صحيحة، هناك فرق، وأنت تحاور كن محسناً، الحوار مع الطرف الآخر.
﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
أمر.
8 ـ الإحسان في الخصومات:
بالخصومات:
﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
شيء مهم جداً،
﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾
9 ـ الإحسان إلى اليتامى و الضعفاء:
مع اليتامى والضعفاء:
﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
إن أردت أن تستثمر مال اليتيم أولاً ينبغي أن تتعفف عن أجرك إن كنت غنياً.
﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ ﴾
أما إذا كنت فقيراً واستثمرت مال يتيم فينبغي أن تأخذ أجر المثل أو حاجتك أيهما أقل، بحسب العقد نصيبك مليونا ليرة، يكفك في السنة مليون فرضاً، تأخذ حاجتك، بحسب العقد مليون، ربح المحل أقل من مليون، تأخذ أجر المثل أو حاجتك أيهما أقل.
10 ـ الإحسان في السياسة و الحرب :
الآن في السياسة والحرب.
﴿ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى ﴾
في السياسة والحرب، مع اليتامى والضعفاء، في الخصومات، في الحوار مع الطرف الآخر، في الحوار الفكري، في الجهاد، في الطلاق، مع أداء الدية، عند المصائب، في العلاقات الاقتصادية، في العلاقات الاجتماعية هذه ميادين الإحسان.
أما الدوائر: بدءاً من الجماد، الأرض، إلى النبات، إلى الحيوان، إلى المخالفين لك في العقيدة، إلى الجانب الضعيف في المجتمع، إلى قرابة النسب والجوار، إلى الوالدين، إلى النفس.
أما طريق الإحسان:
(( أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تَراه، فإنه يَراكَ ))
فالإحسان الموضوع الأول في هذه السلسلة من الدروس الأول رقماً، والأول رتبة.