بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

الحُبُّ في الله عين التوحيد وقد يتشعّب عنه مئات الموضوعات، أن تُحبَّ الزوجة الحلال، لا امرأةً غيرها، أن تُحبَّ العمل الصالح لا الكسب غير المشروع، الحُبُّ في الله عين التوحيد، والحُبُّ مع الله عين الشرك، أن تُحبَّ جهةً تمنعك أن تُصلّي لكن منها مكسب كبير، أن تُحبَّ جهةً تمنعك أن تؤدي واجباتك الدينية، فلذلك أقول كلمة دقيقة إذا مكانٍ ما أو وضعٍ ما حالَ بينك وبين عِلّة وجودك في الدنيا ينبغي أن تغادره، يعني أنت أرسلت ابنك إلى باريس ليحصل على الدكتوراه من السوربون، لم يُقبل بها، لم يعد معنى لبقائه في باريس، فلذلك هجرةٌ إلى الله و هجرةٌ إلى الدنيا، حينما ينتقل إنسان من بلد فيه بقية دين، بقية حياء، بقية خشيّة.

 مرة كنت في استراليا قال لي رئيس الجالية: بلِّغ إخواننا في البلاد الإسلامية أنَّ مزابل هذه البلاد خيرٌ من جنات استراليا، والله كلامٌ غريب! سألته لماذا؟ قال لي: لأن ابنك خمسون بالمائة مُلحد، والخمسون بالمائة الثانية يا ليت مُنحرف بل شاذ! أنا منذ ذلك الوقت أصبحت أنتبه لإيجابيات حياتنا، دعكَ من جَلد الذات، يكفينا جلد ذات، والله عندنا حضارة وأخلاق وقيَّم ومبادئ تفوق حدّ الخيال، الحقيقة هذا الشيء دقيق جداً، فأرجو الله عز وجل أن نعرف قيمة بلادنا، وقيمة مجتمعاتنا، وابحث عن الإيجابيات قبل أن تبحث عن السلبيّات، هذا موقف إيجابي.   

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا إتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.