رعاية الأولاد واجب ديني لأن محبة الآباء والأمهات لأولادهم هي محبة الله وفي هذا الوقت لم يبقَ في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم فإن لم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس أعظم عمل تقوم به أن تربي ابنك تربية إيمانية أخلاقية لذلك تربية أولادنا فرض عين علينا من أهمل دين ابنه و عقيدته كأنه قتله .
من أحسن تربية ابنه كافأه الله في الدنيا قبل الآخرة بجعله قرة عين له ، و أشقى الناس من لم يكن ابنه كما يتمنى ، فالابن في ضوء الإيمان بالآخرة أكبر سبب لسعادة الأب لذلك لن ينجح أي إنسان بتربية ابنه إلا إذا كانت التربية شاملة ، و على كل إنسان أن يهتم بتغذية ابنه التغذية الإيمانية .
ابنك امتداد لك فهو أولى الناس في أن يعرف حقيقة هذا الدين ، فالأبوة مسؤولية كبيرة و بطولة الإنسان أن يهتم بابنه و يعلم كل شيء عنه ،وعلى الأب العاقل الذي فاته شيء في حياته أن يستدركه في أولاده لأن التربية الإيمانية أن تربط ابنك بأصول الدين و بمنهج رسول الله لذلك أخطر شيء تلقنه لابنك العقيدة السليمة .
الخُلق الحسن هو كل شيءٍ في الدين ، فالمعاملة الطيبة هي التي تشد الآخرين إلى الدين لا عباداتك و صيامك و صلاتك ، و الإنسان عبد الإحسان ، لذلك السلوك العنيف يبعد الناس عنك لا يقربهم منك ، يعني الخلق الحسن أثمن شيء في الوجود .
من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان ، الكذب مؤشر خطير عند ابنك عليك أن تنتبه له و أكبر عطاء من الأب لابنه أن يعلمه الصدق لأن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة فالمتابعة تحتاج إلى جهد لكن ثمارها يانعة جداً و الصدق أمانة والكذب خيانة وعلى كل إنسان أن يلتزم الصدق لأن الصادق إنسان عزيز النفس .
الأبوة المثالية طريق إلى سعادة الدنيا والآخرة، ابنك امتداد لك فعليك متابعته و توجيهه دائماً العاقل من يعرف من هو صديق ابنه ، و السعادة ليس لها علاقة بالمال إطلاقاً إنما علاقتها بالقيم الإنسانية و الحب ، و على الإنسان مراعاة مشاعر الغير .
ينبغي علينا دائماً أن نستخدم العبارات المهذبة جداً و على المؤمن ألا يستخدم كلمات تثير الشهوة فالعاقل من فكّر في كل كلمة قبل أن يتكلم بها لأن الأب الصالح والأم الصالحة حديثهما يدور دائماً حول الكمال والأخلاق والدين لذلك الكلمات التي ينطق بها الابن هي انعكاس لما يقوله الأب ، و أبرز نقاط التربية الاجتماعية للصغار أن تعلمهم الصدق و الأمانة .
على كل إنسان أن يعتني بجسمه لأنه قوام عمله ، فصحتك قوام حياتك و وعاء عملك ، من اعتنى بصحة أولاده قدم لهم أكبر خدمة في حياتهم مهمة الأب الكبرى أن يوجه أولاده توجيهاً دقيقاً إلى العناية بصحتهم ، فالوعي الصحي ضروري جداً في حياة كل إنسان و على كل إنسان أن يتزود بثقافة طبية تعينه على دوام صحته .
توجيهات الرسول الكريم المتعلقة بالصحة ما هي إلا وحي من الخالق سبحانه ،و على الإنسان ألا يحقد على أحد نقل المرض إليه فالأمراض من السهل على الإنسان أن يتلافاها و لكن بقليل من الوعي كما أن على الطبيب أن يحسن وصف الدواء للمريض ويبقى بعد ذلك توفيق الله عز وجل ، من متممات العبادة أن يتأدب الإنسان مع قوانين الجسم .
صحة الإنسان وعاء عمله و هناك أدلة فطرية على حرمة الدخان لما له من أضرار على الفرد و المجتمع ، و أفضل طريقة في تربية الأبناء أن تكون أنت قدوة لهم ، لذلك ضرورة دروس العلم للإنسان ليتحرك حركة صحيحة و يصحو من غفلته ، صدق الإرادة وقوتها في الإقلاع عن التدخين أمر مهم جداً .
الجانب العلمي أخطر جانب في حياة الإنسان فالعلم غذاء العقل و على كل إنسان أن يقرأ من أجل معرفة ربه و الإقبال عليه و أن يقرأ القراءة الهادفة من أجل أن يؤمن ، لذلك لا يكون انتصار المسلمين على أعدائهم إلا بالإيمان بالله و اليوم الآخر وإعداد القوة المتاحة ، فالعلم هو الطريق المثالي لتقدم الأمة و نهضتها .
دور المؤمن الوحيد أن يحاول فهم النصوص وفق علم الأصول و لابدّ للإنسان من أن يحفظ كلام الله كما نزل و كلام المعصوم كما ورد ، فديننا الإسلامي ليس دين كرامات وشطحات إنما دين نصوص وعلوم لذلك النص القرآني قطعي الثبوت والنص النبوي ظني الثبوت علينا التأكد من صحته ، الدليل أساس التوجيهات التي تعطيها لمن تحت يدك .