- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠2دروس جامع الاحمدي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ماذا تعني هذه العبارة من أحاديث رسول الله: ويل من كذا, من كذا؟ :
أيها الأخوة الكرام, في كتاب الجامع الصغير, من أحاديث البشير النذير عليه الصلاة والسلام, طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, تبدأ بكلمة: ويل, والويل هنا: بمعنى الهلاك, ويل للأعقاب من النار, ويل للعالم من الجاهل, سوف نأتي عليها إن شاء الله بعد قليل, ولكن قبل أن نشرع في شرح بعضها, أريد أن أضع بين أيديكم: ماذا تعني هذه العبارة: ويل لكذا من كذا؟ .
لو قلنا مثلاً: ويل للمدخن من التدخين, الله سبحانه وتعالى جهز جسم الإنسان بأجهزة بالغة الدقة والفاعلية .
فمثلاً: الإنسان حينما يرى أفعى, أو عقرباً, أو حينما يتهدده خطر, ما الذي يحصل في جسمه؟ .
العلماء قالوا:
((إن شكل الأفعى, أو العقرب, أو المسدس, ينطبع على الشبكية في العين))
وشبكية العين فيها مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط, في عشر طبقات في قعر العين, هذه الشبكية تتلقى الصور .
الإنسان إذا رأى أفعى, أو رأى عقرب, أو رأى خطراً يتهدده, صورة هذه الأفعى تنطبع على الشبكية إحساساً, وتنتقل إلى الدماغ إدراكاً, في الدماغ مفهومات؛ في سني الطفولة, في التعليم الابتدائي, والإعدادي, والثانوي.
في بعض القصص تتراكم مفهومات عن الأفعى, معناها شيء مخيف, قاتل, لدغتها قاتلة, فالعين تتلقى الصورة, وتنقلها إلى الدماغ, الدماغ يحلل هذه الصورة, ويعرف خطرها الدماغ, ملك الجهاز العصبي, الجهاز العصبي ملكه الدماغ, يُعطي أمراً إلى ملكة الجهاز الهرموني, هي الغدة النخامية, الغدة النخامية في الدماغ, لكنها ترسل أوامرها على أساس هرمونات, لا على أساس أوامر كهربائية, هذه الغدة الهرمونية النخامية, وزنها نصف غرام, تتلقى أمر, أن هناك خطر يتهدد الإنسان, تصرفي أيتها الملكة, هذه الملكة تُرسل أمراً إلى الكظر, الكظر غدة فوق الكلية, الكظر يعطي خمسة أوامر:
الأمر الأول: يتوجه إلى القلب, فتزيد نبضاته, فالخائف يضطرب قلبه مئة وثلاثون, مئة وأربعون, مئة وستون, هذا الأمر أرسله الكظر بناء على أمر النخامية, بناء على أمر الدماغ إلى القلب.
الأمر الثاني: يتجه إلى الرئتين ليزداد وجيبهما, كي تتوفقان مع القلب.
الأمر الثالث: يتجه إلى الأوعية الدموية في الجسم, ولا سيما المحيطة في الجلد, تضيق لمعتها من أجل أن يتوفر الدم إلى العضلات.
الخائف الذي يتهدد خطر, لا يعنينا مظهره, ولا لون جلده, ولا تألقه, يعنينا نجاته, لذلك الأمر الثالث: يتجه إلى الأوعية, تضيق لمعتها, فالخائف يصفر لونه .
والأمر الرابع: يتجه إلى الكبد, وفي الكبد يفرز هرمون اسمه: هرمون التجلط, فدم الخائف لزج, لأن هذا الخائف قد يفقد بعض دمه, لزوجة الدم تمنع من نزيفه.
ويتجه أمر خامس إلى الكبد, ليطرح كمية سكر إضافية في الدم, هذا الخائف مضطرب قلبه, ويزداد وجيب رئتيه, ويصفر لونه, وتزداد نسبة السكر في دمه, وتزداد نسبة التجلط في دمه, هذا رد العضوية على الخطر الدائم.
طبعاً: القلب تزيد سرعته من أجل أن ينتقل الدم إلى العضلات سريعاً, والرئتان يزداد وجيبهما كي تتوفقان مع الدم, والأوعية تضيق لمعتها من أجل أن يوفر الدم للعضلات, والكبد يفرز هرمون التجلط, لو ضُرب بسكين لا ينزف دمه, والأوعية تضيق من أجل توفر الدم في العضلات.
النيكوتين الذي في الدخان, يفعل الفعل نفسه, المدخن يزداد ضربات قلبه, ووجيب رئتيه, ويصفر لونه, وترتفع نسبة السكر في دمه, ويرتفع نسبة هرمون التجلط فيه.
فإذا قلنا مثلاً: نفس الأثر, الأثر الذي يُحدثه الخوف في جسم الإنسان, هو نفسه الذي تحدثه مادة النيكوتين التي في الدخان .
لذلك: أحياناً: المدخن تبتر بعض أعضائه, لماذا؟ .
لأن الدم صار لزجاً, مع لزوجته لا يسري في أدق الأوعية, ففي أطراف الجسم في نهايات الأطراف, تضيق الأوعية كثيراً, فالدم اللزج لا يصل, فإذا لم يصل, صار في نقص تروية, صار في نواة, صار في غرغرين, بترت .......
طبعاً: غير السرطان, وغير الأمراض الكثيرة التي نتحدث عنها بعد قليل. يعني: أكبر سبب للجلطة: هو الدخان.
طبيب من أطباء هذا القطر, من جراحي القلب المشهورين, قال لي بالحرف الواحد: من ثماني سنوات, وأنا أجري عمليات قلب مفتوح, ومن أغرب الصدف: أنه ما أجرى عملية إلا لقلب مدخن.
يعني: نسبة إصابة المدخن بأمراض القلب, ترتفع ثمانية أمثال –نعم-, فإذا قلنا: ويل للمدخن من الدخان, ماذا نعني؟ يعني: الهلاك ينتظر المدخن بسبب الدخان.
هذه العبارة مهدت لهذه الأحاديث بهذه العبارة, كي نعرف أن الويل هو الهلاك, وكلمة من: تعني السبب, ويل للمدخن من الدخان.
معنى هذا الحديث :
يقول عليه الصلاة والسلام:
((ويل للمالك من المملوك))
المملوك قد يُظلم, قد لا يأخذ حقه, قد يُبخس حقه, قد يُقهر, قد يُحرم, فالمالك محاسب.
يعني: الله عز وجل يقول:
﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسؤولُونَ﴾
فالإنسان إذا ملك, سوف يحاسب على ما ملك, هل أدى حق الله عز وجل؟ هل قال من حوله: يا رب, لقد أغنيته بين أظهرنا, فقصر في حقنا؟ هل نسي فرض صلاة؟ هل تجاوز حده؟ هل استعلى على خلق الله؟ .
((ويل للمالك من المملوك))
لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
((قليل تؤدى شكره, خير من كثير لا تؤدى شكره))
الشيء القليل مع الشكر, أفضل ألف مرة من شيء كثير بلا شكر, أو بإيدان, أو بتعلق حقوق.
((ويل للمالك من المملوك -الآن-: وويل للمملوك من المالك))
إن لم يؤد الأمانة, إن لم ينصح, أنت عينت موظف, ما أدى الأمانة, ما نصحك في عمله, ما أعطى الوظيفة حقها, ما فعل ما ينبغي أن يفعله, فالذي يملك ويل له إذا أساء إلى مملوكه, والمملوك ويل له إذا خان مالكه, فالإنسان إذا ملك له حساب خاص, نعم.
((من ولي أمر عشرة فلم ينصحهم, أو ولَّى عليهم من ليس أهلاً لهذه الولاية, لقي الله خائناً, من تزوج امرأة وفي نيته أن لا يؤدي لها صداقها, لقي الله زانياً, من أخذ أموال الناس يريد إتلافها, أتلفه الله))
فالمالك مسؤول, والمملوك مسؤول, المالك مسؤول: هل أعطيته حقه؟ المملوك مسؤول: هل أديت ما عليك بالتمام والكمال؟ .
فلذلك: الإنسان أشد الناس عذاباً: هم الذين ملكوا وقصروا .
هكذا يعد عمر نفسه :
سيدنا عمر, كان يتجول في المدينة ليلاً, فرأى قافلة أناخت الركب في أطراف المدينة, فتوجه إليها ليحرسها مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف, سمع طفلاً يبكي, توجه إلى أمه, وقال:
((أرضعيه -سيدنا عمر الخليفة نفسه: أرضعيه- أرضعته, ثم بكى ثانية, قال: أرضعيه, أرضعته, ثم بكى ثالثاً, قال لها: يا أمة السوء أرضعيه, عندئذ ضجرت وقالت له: وما شأنك بنا؟ -لم تتدخل؟-, قالت له: إني أفطمه, قال: ولم؟ قال: لأن عمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام.
يروي كاتب القصة: أن عمر بن الخطاب ضرب جبينه, وقال: ويحك يا بن الخطاب, كم قتلت من أطفال المسلمين!؟.
-عد نفسه قاتلاً لأطفال المسلمين, لأنه أعطى التعويض العائلي للأم بعد الفطام, فأصبحت الأمهات يفطمن أولادهن قصراً- .
وأرسل كتاباً إلى الأنصار: أن العطاء يستحق عند الولادة, وصلى صلاة الفجر, وما سمع أحد صوته في الصلاة من شدة بكائه.
وكان يقول: ربي هل قبلت توبتي فأهنىء نفسي, أم رددتها فأعزيها؟))
عمر يسأل أحد ولاته هذا السؤال:
سأل أحد الولاة, قال له:
((ماذا تفعل إذا جارك الناس بسارق أو ناهب؟ قال: أقطع يده, قال: إذاً: فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل, فسأقطع يدك.
قال: يا هذا, إن الله استخلفنا عن خلقه؛ لنسد جوعتهم, ونستر عورتهم, ونوفر لهم حرفتهم, فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها, إن هذه الأيدي خلقت لتعمل, فإذا لم تجد في الطاعة عملاً, التمست في المعصية أعمالاً, فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية))
فإذا مَلكت فأنت محاسب, وإن مُلكت فأنت محاسب, إن مَلكت تحاسب على أداء الاستحقاق, وإن مُلكت تحاسب على الوفاء بالوعد.
أيها الأخوة الكرام, كلما ازداد علم الإنسان, يزداد خوفه من الله عز وجل.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:
((رأس الحكمة مخافة الله))
والإنسان إذا أدى الحقوق, نجا من عذاب الله عز وجل.
ف
((ويل للمالك من المملوك))
عمر يحكم بالقضاء :
مرة أحد الولاة سأل سيدنا عمر, قال:
((يا أمير المؤمنين, إن أناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم, لست أقدر على استخراجه منهم, إلا أن أمسَّهم بالعذاب, فإن أذنت لي فعلت -يعني: نعذبهم حتى يعترفوا-, فأجابه عمر, قال له: ويحك, أتستأذنني في تعذيب بشر؟ وهل لك أنا حصن من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة, فإن قامت فخذهم بالبينة, فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار, فإن أقروا فخذهم بإقرارهم, فإن لم يقروا فادعهم لحلف اليمين, فإن حلفوا فأطلق سراحهم, وايم الله! لأن يلقوا الله بخيانتهم, أهون من ألقى الله بدمائهم))
((ويل للمالك من المملوك, وويل للمملوك من المالك))
عمر بن عبد العزيز يستشير الحسن البصري :
سيدنا عمر بن عبد العزيز, سيدنا الحسن البصري, وهو من كبار التابعين, كان مرة عند والي البصرة, وقد جاء البريد, وفيه توجيه لوالي البصرة, لإجراء شيء لا يرضي الله عز وجل, وقع في صراع شديد: أينفذ أمر الخليفة ويغضب الله عز وجل, أم لا ينفذ أمر الخليفة ويغضب الخليفة؟.
كان إلى جانبه الحسن البصري, قال:
((ماذا أفعل يا إمام؟ -دلني, عرض عليه المشكلة-, فأجاب الإمام إجابة جامعة مانعة موجزة كافية, قال -ودققوا في قوله-: إن الله يمنعك من يزيد, ولكن يزيد لا يمنعك من الله))
((إن الله يمنعك من يزيد -لو أراد بك سوءاً-, لكن يزيد -إذا أراد بك سوءاً- لا يمنعك من الله))
فكن مع القوي, وكن مع الرحيم.
هذه مسؤولية العالم ومسؤولية الجاهل :
ويقول عليه الصلاة والسلام:
((ويل للعالم من الجاهل, وويل للجاهل من العالم))
كيف؟
سيدنا علي رضي الله عنه, له قول رائع, يقول:
((قوام الدين والدنيا أربعة رجال؛ عالم مستعمل علمه, وجاهل لا يستنكف أن يتعلم, وغني لا يبخل بماله, وفقير لا يبيع آخرته بدنياه))
قال:
((إذا ضيع العالم علمه, استنكف الجاهل أن يتعلم))
يعني: العالم إذا لم يكن ورعاً, الجاهل يرفض التعلم, وهذه الفكرة خطيرة جداً: العالم إن لم يكن ورعاً, إن لم يجسد بسلوكه ما قاله بلسانه, تفقد الكلمة قيمتها, يقول لك: كلام, صف كلام, كلام فارغ.
ف
((ويل للعالم من الجاهل))
الجاهل عندئذ لا يتعلم, ولا يقتدي, ويرفض العلم, ويبقى جاهلاً, لأن الذي يعلمه, ما رأى فيه المصداقية, وما رأى فيه التطبيق.
فالإنسان قبل أن يتكلم, يجب أن يعلم أنه محاسب على كل كلماته.
قال:
((وويل للجاهل من العالم))
إنسان أتيح له أن يتعلم, ويبقى جاهلاً؟ .
فالجهل جريمة بحق الإنسان, فإن تعلمت, فأنت مسؤول, هل طبقت ما تعلمته؟ وإن لم تتعلم, فأنت مسؤول, لم لم تتعلم؟ ليس العار أن تكون جاهلاً, ولكن العار أن تبقى جاهلاً.
لا تظن الأمر هكذا :
أخواننا الكرام, الإنسان يظن أن حضور مجلس علم, يعني: عملية أنا اليوم ليس عندي عمل نحضر, الدنيا شتاء, الليل طويل, في درس لطيف في الجامع الفلاني, هذه قضية متعة, قضية عمل ثانوي, أما هو الأمر أخطر من ذلك.
يعني: أنت حينما لا تعلم أمر دينك تهلك, لا بد من أن تقع في انحراف, ولكن انحراف عقاب من الله عز وجل.
ممكن إنسان لأول مرة يركبه طائرة, يقول له: حلق, احتمال سقوطه بالمئة مئة, يعني: قيادة طائرة, تحتاج إلى تدريب مسبق, وﺇلى علم, وﺇلى معرفة, وﺇلى صفات معينة, فلو ركبنا إنسان طائرة, وقلنا له: قدها, سقوطه محتم, والحياة فيها مطبات, وفيها ألغام, وفيها انحرافات, كما لو أنك تركب طائرة, فإن لم تتفقه, أكلت الربا شئت أم أبيت, لا بد من التفقه, لذلك الإنسان: حينما يعمل عملاً معيناً, معرفة أحكام الفقه لهذا العمل, فرض عين عليك, فإن لم يعرفها وقع في الحرام.
قف هنا :
حديث آخر:
((ويل للأغنياء من الفقراء))
قبل أن أمضي:
((إذا ضيع العالم علمه, استنكف الجاهل أن يتعلم, وإذا بخل الغني بماله, باع الفقير آخرته بدنيا غيره))
يعني: إنسان اعتنق عقيدة الإلحاد, أصابه مرض عضال, يعني لجأ إلى بعض المساجد, جمع له الأخوة ما يكفي لمعالجة هذا المرض, بعد أن شفي من مرضه, صار من كبار الملتزمين بالمسجد, كان ملحداً .
((كاد الفقر أن يكون كفراً))
أنت حينما ترعى الناس, وتعاونهم على أمر دنياهم, تقربهم إلى الله عز وجل.
ف
((ويل للمالك من المملوك, وويل للمملوك من المالك, ويل للعالم من الجاهل, وويل للجاهل من العالم))
العالم محاسب على تطبيقه ما تعلم, والمتعلم مكلف أن يطلب العلم.
هذه مسؤولية الأغنياء :
الغني:
((الأغنياء أوصيائي, والفقراء عيالي, فمن منع مالي عيالي, أذقته عذابي ولا أبالي))
يعني: قبل أيام, أو قبل أسبوعين, نشرت إحدى الصحف الدمشقية اليومية, قصة مؤثرة جداً حول مرض الإيدز, فتفقدوا بعض الفنادق في دمشق الهابطة, فحصوا دم امرأة تقيم في الفندق, وهي عاهرة, فإذا هي مصابة بهذا المرض, وقد نقلته لعشرين رجلاً, أخذوا أسماء النزلاء الذين التقوا معها, وتتبعوا أحوالهم, وفحصوا دمهم, فإذا هم مصابون, عشرون رجل نقل إليهم هذا المرض, من خلال هذه المرأة حسناً, ما قصة هذه المرأة؟ .
حققوا معها, امرأة فقيرة جداً, لها زوج, دخله محدود, وخمسة أولاد, حينما ضاقت بهم الدنيا, وهم جاهلون طبعاً, لجأت لهذا الفندق, تمضي كل شهرين أسبوعين, فتأخذ بالأسبوعين مبلغاً يرمم مصروفها.
فالأغنياء حينما قصروا في معاونة هذه الأسرة, فاضطرت أن تذل قدم المرأة بعلم زوجها, وأن تنقل المرض إلى زوجها, وﺇلى أولادها, وﺇلى عشرين رجل في .......
الأغنياء إذا نسوا, نسوا ما عليهم من واجبات, ألا يحاسبون؟ .
اقرؤوا معاشر الأغنياء :
حدثني صديق تحت بيته فيه ملابسات أخلاقية لا ترضي, يعني: بيت دعارة, استنجد بالشرطة, وأغلقوا البيت, وأغلقوه, فصار في لقاء مع صاحب هذا البيت, قال له بالحرف الواحد: والله تأتيني نساء كثيرات, يطلبن هذا العمل ليأكلن.
قال له: بعد ما أنا اغتنيت بالعمل, صرت ردهن, وأعطيهم مبلغاً من المال حتى ما تذل قدمهم.
فبلدة, إنسانة تبيع عرضها من أجل أن تأكل, وهناك أغنياء مترفون, يقيمون الحفلات, والمأدبات, والأعراس بالملايين.
((الأغنياء أوصيائي, والفقراء عيالي, فمن منع مالي عيالي, أذقته عذابي ولا أبالي))
فالإنسان عليه أن يؤدي زكاة ماله, وعليه أن يتقصى, أن يدفعها عند المستحق, لأن الغنى مسؤولية.
اعلم أيها التاجر :
أخواننا الكرام, مرة ثانية أقول لكم: أنا لا أصدق, لولا أن النبي قال, لا أصدق أن تاجراً يبيع ويشتري, وهو مع النبيين يوم القيامة, لأنه أدى ما عليه, لأنه علم الناس الاستقامة, لأنه نصح الناس في البضاعة, لأنه صدقهم, لأنه كان أميناً.
((التاجر الصدوق الأمين, مع النبيين والصديقين يوم القيامة))
أنت لا تعلم ما تفعل الزكاة فعلها, هذه الزكاة تصون بها أسرة, تحفظ بها ماء وجه, تُدخل الفرحة على الفقراء, فلذلك:
((ويل للأغنياء من الفقراء, إن لم يؤدوا الحقوق))
الويل لمن شملهم هذا الحديث :
((ويل للعالم من الجاهل, ويل للمالك من المملوك, ويل للمتألِّين على الله, الذين يقولون: فلان في الجنة, فلان في النار, -فلان فاسق, فلان كافر, تقييم العباد من شأن رب العباد, تقييم العباد من شأن رب العباد .
قال-: ويل للمتألين من أمتي, الذين يقولون: فلان في الجنة, وفلان في النار, ويل للمكثرين إلا من قال: لفلان كذا, ولفلان كذا:
﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾
ويل لهم, ثم ويل, قال: ويل لمن لا يعلم سيهلك نفسه, وويل لمن علم ثم لا يعمل, ويل لمن لا يعلم: لم لم يتعلم؟ وويل لمن تعلم: لم لم يعمل؟))
يعني: الهلاك, الهلاك للجاهل, والهلاك للعالم المقصر, نعم.
اثنان لا يجتمعان في المؤمن هما :
يقول عليه الصلاة والسلام:
((ويل للذي يحدث فيكذب))
يقول عليه الصلاة والسلام:
((كفى بها خيانة, كفى بها خيانة: أن تحدث أخاك بحديث, هو لك به مصدق, وأنت له به كاذب))
((ويُطبع المؤمن على الخلال كلها, إلا الخيانة والكذب))
((كفى بها خيانة, أن تحدث أخاك حديثاً, هو لك به مصدق, وأنت له به كاذب))
فويل للذي يحدث فيكذب, ويل له, ثم ويل له.
طوبى لمن؟ وويل لمن؟ :
((طوبى, طوبى للعلماء, وطوبى للعباد, وويل لأهل الأسواق))
طبعاً: الذين لم يتفقهوا في دينهم, لأنهم سيحلفون يميناً, هذه منفقة للسلعة, ممحقة للربا, أو سيكذبون, أو سيغشون, لذلك:
((إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم, وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم, وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم))
........... هذه بالوضوء.
إذا الإنسان توضأ, ولم يسبغ الوضوء, ولم يبلل الماء كل رجله, هذا وضوء سريع, لا يوجد إتقان, وكما تعلمون: الوضوء مفتاح الصلاة, والوضوء فرض, لأن الفرض لا يتم إلا به.
((ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض, ما لا تتم السنة إلا به فهو سنة, ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب))
فإن لم يصح الوضوء, لم تصح الصلاة, والحمد لله رب العالمين.
دعاء الختام :
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم الفاتحة.