الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مؤمن:
أيها الإخوة الأكارم؛ لا زلنا في اسم المنّان، والآية الدقيقة جداً التي تُبين منهج الدعوة إلى الله، وفيها اسم المنّان، أو فيها فعل يشير إلى ذات الله وإلى صفته المِنّة هي قوله تعالى:
﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)﴾
الحقيقة أيها الإخوة؛ هذه الآية منهج للدعاة إلى الله، لأن الله سبحانه وتعالى خاطب النبي فقال:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)﴾
وقد يغيب عن الإخوة الأكارم أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مؤمن، وقد يعجب أحدكم من هذه الحقيقة.
أحد أركان النجاة من عذاب الله التواصي بالحق:
فرض عين لأن الله سبحانه وتعالى حينما قال:
وقد أقسم بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول، الذي هو في حقيقته زمن، قال:
﴿ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)﴾
جواب القسم خاسر لا محالة، لأن مُضِي الزمن يستهلكه، لأن الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
رحمة الله في ﴿إِلَّا﴾ لا يخسر ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ التواصي بالحق هو الدعوة إلى الله، أحد أركان النجاة، لا تنجو إلا إذا بحثت عن الحقيقة، إلا إذا آمنت بالله، آمنت بالمنهج الذي جاء النبي به، ثم عملت وفقه، عملت وفق هذا المنهج، ثم دعوت إلى هذا المنهج، وصبرت على البحث عنه، والعمل به، والدعوة إليه، هذا كلام خالق الأكوان.
من لم يطلب العلم ويؤمن بالله خاسر لا محالة:
أيها الإنسان يقسم الله لك إنك خاسر إن لم تطلب العلم، وتؤمن بالله، وتبحث عن منهجه، ثم تتحرك وفق هذا المنهج، ثم تدعو إلى هذا المنهج، وتصبر على البحث والعمل والدعوة، هذا الدليل الأول على أن الدعوة إلى الله فرض عين.
إنسان قد لا يخطر في باله إطلاقاً أنني لابدّ من أن أدعو إلى الله، ولكن لئلا يَثقُل الأمر عليكم الدعوة إلى الله كفرض عين في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، لست مكلفاً أن تقوم بدعوة عامة، ولست مكلفاً أن تتبحر في العلم، ولا أن تتعمق به، ولا أن تتفرغ له، التعمق، والتبحر، والتفرغ فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الكل، هذا المعنى تغطيه الآية الكريمة:
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)﴾
﴿مِنْكُمْ﴾ من للتبعيض.
الله عز وجل ما كلف الإنسان فوق ما يطيق وإنما في حدود ما يعرف:
أما حينما يقول الله عز وجل:
﴿وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ فرقنا بين دعوة هي فرض عين، ودعوة هي فرض كفاية، التبحر، والتعمق، والتفرغ، والقدرة على الردّ على كل الشبهات، هذه دعوة هي فرض كفاية، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، أما أن تُبَلِّغ عن النبي ولو آية، أي استمعت إلى خطبة، تأثرت بها تأثراً كبيراً، انقل شيئاً منها إلى من حولك، إلى زملائك، إلى أصدقائك، إلى جيرانك، إلى أهلك، إلى أولادك، إلى أقربائك في سهرة، في ندوة، في نزهة، في لقاء، في اجتماع، لمَ أنت ساكت؟
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من قومٍ يقومونَ من مجلسٍ لا يذكرونَ اللهَ فيهِ إلا قامُوا عن مثلِ جيفةِ حمارٍ، وكان لهم حسرةٌ. ))
أما إذا جلس القوم، وتدارسوا القرآن:
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما اجتمَعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلونَ كتابَ اللَّهِ، ويتدارسونَهُ فيما بينَهم إلَّا نزلَت عليهِم السَّكينةُ، وغشِيَتهُمُ الرَّحمةُ، وحفَّتهُمُ الملائكَةُ، وذكرَهُمُ اللَّهُ فيمَن عندَهُ. ))
فلذلك الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم، ما كلفك الله فوق ما تطيق، في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، وهذا ننطلق به من قول الله عز وجل:
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)﴾
يخاطب الله سيد الأنبياء والمرسلين، ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ ما الحكمة؟ الحكمة أن القريب ليس بينك وبينه حواجز، أنت مثلاً لا تستطيع أن تقول لإنسان في الطريق: تعال احضر هذا الدرس، يخاف منك، لكنك تقول هذا لأخيك، أو لابنك، أو لأخ زوجتك، أو لابن عمك، واثق منك، وأنت واثق منه، الحاجز، الشك، ليس موجوداً بين الأقارب، لذلك ابدأ بالأقارب، إذاً ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ .
العطاء الكبير لا يكون حقيقة إلا لله عز وجل:
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ المنّ هو العطاء، كما قلنا: العطاء الثقيل في حجمه، لا أقول إذا أعطيتك مبلغاً بسيطاً، أو خدمة آنية، هذا لا يسمى منّاً، أما حينما يمنح للتقريب إنسان بيتاً، ومركبة، وأرضاً، ورأسَ مالٍ هذا منّ، حلّ له كل مشكلاته في الدنيا، المنّ العطاء الكبير ولا يكون حقيقة إلا لله عز وجل، لا يوجد عطاء يليق بكرم الله ينتهي عند الموت، هذا ليس عطاء.
يا بني ما خير بعده النار بخير، مهما بلغ الإنسان بحجمه المالي، مهما بلغ بمكانته، مهما بلغ بهيمنته، ما دام الموت يُنهي كل شيء هذا ليس عطاء، لا يسمى منّاً، لأن عطاء الله عز وجل يتناسب مع كرمه، عطاء الله أبدي، فالعطاء الذي ينتهي عند الموت، أي ميت نُشَيّعه في نعش، بيته الفخم تُرك، مركبته الفارهة تُرِكت، مكانته، مكتبه، له بيوت أخرى في أماكن جميلة، كل حجمه المالي تُرِك في الدنيا، ونزل في القبر وحده، العطاء أي عطاء؟ هو الذي يرافقك بعد الموت، من هنا قال الإمام علي رضي الله عنه: الغنى والفقر بعد العرض على الله، إياك أن تسمي زيداً غنياً قبل الموت، أو زيداً فقيراً قبل الموت، الغنى والفقر بعد العرض على الله.
عطاء الله الذي يليق بكرمه لا ينتهي عند الموت بل يبدأ بعد الموت:
سيدنا موسى في ملمح دقيق جداً:
﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)﴾
ماذا فعل؟ سقى الفتاتين، هذا هو الخير، لذلك ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يمشي مع أصحابه أمام قبر، فقال:
(( عن أبي هريرة: رَكْعتانِ خَفيفتانِ بِما تَحقِرُونَ وتَنفِلُونَ يَزيدُهما هذا في عملِهِ أحَبُّ إليه من بقيَّةِ دُنياكُمْ. ))
في الدنيا شركات عملاقة، ميزانياتها أكبر من ميزانيات دول، فأهم شيء أن عطاء الله الذي يليق بكرمه لا ينتهي عند الموت، بل يبدأ بعد الموت.
الفوز العظيم للإنسان يكون بطاعة الله عز وجل:
لذلك:
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾
إله يقول: ﴿فَوْزًا عَظِيمًا﴾ كنت أقول دائماً: طفل قال لك: أنا معي مبلغ عظيم، والده مدرس، جمّع مئتي ليرة بالعيد، رآه مبلغاً عظيماً، لو أن إنساناً آخر يعمل في البنتاغون قال: أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً، أنا أقدره بمئتي مليار دولار، كلمة عظيم نفسها قالها طفل فقدرناها بمئتي ليرة، وقالها مسؤول كبير في البنتاغون فقدرناها بمئتي مليار، فإذا قال ملك الملوك، ومالك الملوك:
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)﴾
إذاً كلمة عظيم تابعة للقائل، الطفل قدرنا هذه الكلمة بحجم، والموظف الكبير في دولة عملاقة قدرناها بحجم، فإذا قال ملك الملوك، ومالك الملوك:
﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ فالمنّ العطاء الكبير، العطاء الأبدي الذي لا ينتهي عند الموت، لذلك هذه الدنيا:
(( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ .))
النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده وأمته معصومة بمجموعها:
الآية الكريمة: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ من أنفسهم بشر يشتهي ما تشتهي، يتمنى ما تتمنى، يُحِبّ ما تحب، يكره ما تكره، يغضب مما تغضب منه، يرضى مما ترضى منه، هو بشر، ولولا أنه بشر لما كان قدوة لنا، لو كان النبي ملكاً، أخي أنت ملك، نحن بشر، لا، هو بشر، يشتهي المرأة، يشتهي المال، يشتهي الراحة، يشتهي السلامة، لولا أن النبي بشر، تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام معصوم بمفرده، وأمته معصومة بمجموعها.
الإسلام منهج تفصيلي كامل:
إذاً: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ ماذا فعل هذا الرسول؟ هنا: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ يا ترى أي آيات؟ الآية العلامة، الدليل، البرهان، ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ في الأعمّ الأغلب الكونية، لأنه ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾ الكتاب جاء بكلمة مستقلة، إذاً الله عز وجل له آيات كونية، وله آيات تكوينية، أي عبادة التفكر كأن الناس قد غفلوا عنها، إن الله عز وجل حينما يقول:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ والحقيقة الدقيقة أن الله سبحانه وتعالى حينما قال:
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101)﴾
هذا أمر، الطامة الكبرى أن المسلمين في آخر أيامهم توهموا أن الإسلام عبادات شعائرية ليس غير، يصلي ويصوم ويحج ويؤدي زكاة ماله، مع أن الإسلام منهج تفصيلي كامل.
التفكر في آيات الله عز وجل:
هذا المنهج من أين نأخذه؟ نقول: كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة تصرفه عن الوجوب، أي إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)﴾
هذه لام الأمر ﴿فَلْيَكْفُرْ﴾ هل يعقل أن الله يأمرنا أن نكفر؟ لا، هذا أمر تهديد، وهناك أمر إباحة.
﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187)﴾
وهناك أمر ندب:
﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)﴾
هذا أمر ندب، وهناك أمر إباحة، وأمر ندب، وأمر تهديد، لكن إذا قال الله عز وجل:
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)﴾
هذا أمر يقتضي الوجوب، وأي أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، الآن هذا الأمر: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أمر، هل نظرنا ما في السماوات والأرض؟ هذا معنى قول الله عز وجل: ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ فحينما غفلنا عن أن كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، وضغطنا الدين كله بأوامر شعائرية فقط فقد أضعنا جانباً كبيراً جداً من الدين، فألف وثلاثمئة آية في القرآن الكريم تتحدث عن الكون ما موقفنا منها؟ ينبغي أن يكون الموقف منها التفكر، ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ .
﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ كيف نغفل عن قوله تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)﴾
يزكيهم، يُطَهّر نفوسهم من الأدران، لا يوجد مؤمن كذاب، لا يوجد مؤمن محتال، لا يوجد مؤمن لا ينجز الوعد، لا يوجد مؤمن لا يُقيم العهد، لا يوجد مؤمن يكذب، لا يوجد مؤمن يقسو، الإيمان هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان
﴿يُزَكِّيهِمْ﴾ ما لم تتزكَّ،
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ أي أهّل نفسه للجنة، الصدق والأمانة، دائماً وأبداً أذكركم
(( بقول سيدنا جعفر لما قال للنجاشي: عن أم سلمة أم المؤمنين: أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف –هذه الجاهلية- فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقة، وأمانته، وعفافه. ))
[ إسناده صحيح أخرجه أحمد ]
إن حدثك فهو صادق، إن عاملك فهو أمين، إن استُثيرت شهوته فهو عفيف.
﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)﴾
هذا جوهر الدين، الإيمان هو الخلق، ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ تسمو نفوسهم، لا يوجد كذب، لا يوجد احتيال، لا يوجد حقد، لا يوجد كِبر، لا يوجد استعلاء، لا يوجد قهر، لا يوجد ظلم، يوجد إنصاف، يوجد رحمة، يوجد عفو، يوجد تواضع، يوجد إكرام، ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ التزكية ثمن الجنة.
الفالح من زكّى نفسه وطهرها من أدرانها:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ نحن بمقياس أهل الأرض قد أفلح من جمّع ثروة طائلة، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من وصل إلى منصب رفيع، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من تزوج فتاة رائعة الجمال، بمقياس أهل الأرض قد أفلح من كانت له ذرية ذات شأن كبير، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ الذي زكّى نفسه، وطهرها من أدرانها، وحلاها بالكمالات، وكل دروس أسماء الله الحسنى من أجل أن تتزكى بها، من أجل أن تشتق هذا الكمال من الله عز وجل، من أجل أن تكون مُعطياً، منّاناً، أن تعطي ما عندك، أن تبني حياتك على العطاء لا على الأخذ.
لذلك ما من اسم أيها الإخوة؛ إلا ولك منه نصيب، الله عز وجل منّان، هل أنت تعطي أم تأخذ؟ ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ؟ إن كان الذي يسعدك أن تعطي فأنت من أهل الآخرة، وإن كان يسعدك أن تأخذ فأنت من أهل الدنيا.
لذلك: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ .
(( عن عبد الله بن عمرو بن العاص: بلِّغُوا عني ولو آية. ))
والله أخ من إخواننا الكرام لا يُحسِن أن يتكلم بكلمة واحدة، اشترى مئة شريط، وزعها على أقربائه بالتسلسل، بالتناوب، وسجل، واسترجع الشريط، وأعاره لشخص آخر، بعد حين صار هناك عدد كبير من أقربائه في المسجد، هذا دعا إلى الله، ولا يُحسن أن يقول كلمة واحدة، ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ زكاهم أي طهرهم، ولن تتزكى النفس إلا باتصالها بالله، باتصالها بالله تزكو، ترحم، تتواضع، تنصف، تعدل، تسامح، تعفو، والذي يلفت النظر في الإنسان أخلاقه العالية، وحينما أراد الله أن يُثني على نبيه قال:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)﴾
والإيمان هو الخلق.
الجمع بين الكتاب والسُّنة:
الآن: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ هذا المنهج، نحن لو سألنا أنفسنا: ما فحوى دعوة الأنبياء؟ الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾
أي هذه الآية تؤكد فحوى دعوة الأنبياء جميعاً، يوجد عندنا عقيدة، وعندنا سلوك، عندنا منطلقات نظرية إن صحّ التعبير، وتطبيقات عملية، يوجد عندنا تصورات، وعندنا حركات،
﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ الآن:
﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ بالكتاب يوجد أحكام كلية، وبالسنة يوجد أحكام تفصيلية، الله عز وجل يقول:
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ حكم كلي، التفاصيل، نصاب النقدين، الذهب والفضة، نصاب النباتات، المزروعات، نصاب الركاز، نصاب الأنعام، النبي فصّل، فالآيات القرآنية فيها أحكام كلية، والسنة النبوية فيها أحكام تفصيلية، لذلك لا يمكن إلا أن تجمع بين الكتاب والسنة،
(( عن مالك بن أنس: تَركْتُ فيكُمْ أَمْرَيْنِ لنْ تَضِلُّوا ما تَمسَّكْتُمْ بهما: كتابَ الله، وسنّة رسولِهِ. ))
بالكتاب كليات، بالسنة تفصيلات، لذلك ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ الحكمة هنا السُّنة كما قال العلماء.
الدعوة إلى الله تحتاج إلى علم وبراعة بعرض الأفكار:
﴿وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ أي الإنسان حينما يسعى لهداية إنسان سعياً حثيثاً، سعياً علمياً، لذلك أنا أقول: من دعا إلى الله بمضمون سطحي، بمضمون هزيل، بمضمون متناقض، بمضمون هوائي، بالمنامات، بالكرامات فقط، بالشطحات، من دعا إلى الله بمضمون سطحي، مضمون هزيل، مضمون غير متماسك، بمضمون غيبي، بمضمون غير علمي، بأسلوب غير علمي، بأسلوب غير تربوي، قال: من دعا إلى الله بهذا المضمون وبهذا الأسلوب، يا الله! لا يُعدّ المدعو عند الله مُبلَّغاً بهذه الطريقة، ويقع إثم تفلته على من دعاه بهذه الطريقة، فلذلك الدعوة إلى الله تحتاج إلى علم، ما كل عالم بداعية، لكن كل داعية يجب أن يكون عالماً، الدعوة فيها براعة بعرض الأفكار، بعرض الحقائق.
أعظم عطاء على الإطلاق أن يمُنّ الله على الإنسان بالهدى:
أو ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ حينما خاطب النبي الأنصار قال:
(( عن أبي سعيد الخدري لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ، وَجَدَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ، حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَيَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِي أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ، وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَامًا فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الأَنْصَارِ شَيْءٌ، قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنَا إِلا امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي، وَمَا أَنَا؟ قَالَ : فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ النَّاسَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ، قَالَ: فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ َدَخَلُوا، وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، مَقَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ؟ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلالا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ، وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، قَالُوا : بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ، قَالَ: أَلا تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟ قَالُوا: وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ، قَال : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ، أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِي لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْمًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلامِكُمْ، أَفَلا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحَالِكُمْ؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، قَالَ : فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، وَقَالُوا : رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْمًا وَحَظًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقْنَا. ))
وأعظم عطاء على الإطلاق أن يمُنّ الله عليك بالهدى.
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)﴾
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
الملف مدقق