- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (020) سورة طه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
اللهم.. لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم.. علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين...
أيها الأخوة الكرام:
لا زلنا في قصة سيدنا موسى مع فرعون التي وردت في سورة طه، ووصلنا في الدرس الماضي إلى أن فرعون سأل موسى عليه السلام.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
وذكرت لكم أن هذه الآية يكتب فيها المجلدات، لأن الكون كله كما قال الله عز وجل:
﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾
الكون كله في أعلى درجات الإتقان.
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
وأما معنى قوله تعالى:
﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾
أي ليس في صنعة الله مستويات، مستوى تجاري مثلاً ومستوى صناعي، ومستوى متقن جداً غالي، كل شيء خلقه في أعلى مستوى.
الإنسان أيها الأخوة:
إذا نام في الليل، له هيكل عظمي، وتحت الهيكل العظمي عضلات ونسج، وفوق الهيكل العظمي عضلات ونسج، وزن الهيكل العظمي مع الذي فوق الهيكل العظمي يضغط على ما تحت الهيكل العظمي، فإذا ضغط ضاقت الأوعية التي تروي العضلات، الله عز وجل أودع في الجسم مراكز الإحساس بالضغط، فإذا تنبهت هذه المراكز أعطت إشارة عصبية إلى الدماغ، تلاقي الإنسان يتقلب بالليل قلب على جانب، بعد ثلث ساعة انضغط الجانب الذي تحت الهيكل العظمي، يتنبهوا المراكز الأخرى مراكز الإحساس بالضغط، تنبه الدماغ، يتقلب قلبة ثانية، لكن من رحمة الله بنا أن التقليب ذات اليمين وذات الشمال، ولو بجهة واحدة كان لاقى حاله بالأرض.
قال تعالى:
﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾
لولا التقليب لتفتت اللحم، المرضة الذين يصابون بالثبات أول وصفة لهم من قبل الطبيب التقليب، لولا التقليل تضيق لمعة الأوعية تضعف التروية يتفسخ اللحم.
قال تعالى:
﴿وَنُقَلِّبُهُمْ﴾
فأهل الكهف لولا أن الله قلبهم بعد أقل من سنة يتفسخ لحمهم وهذا من إعجاز القرآن العلمي، تصوروا إنسان نائم ثماني ساعات تقلب ثمانية وثمانين مرة ذات اليمين وذات الشمال، حتى كلما انضغط قسم من الأنسجة بوزن الهيكل العظمي وما فوق الهيكل العظمي استراح قسم، وهكذا، والحكمة مرة نحو اليمين ومرة نحو الشمال.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
الإنسان يعجب ليس في الشعر أعصاب حس، وليس في الأظافر أعصاب حس، ولو كان في الشعر والأظافر أعصاب حس لاضطررنا إلى أن نجري عملية تخدير في المستشفى قبل أن نحلق وقبل أن نقلم أظافرنا، وبالمقابل في العظام في نقي العظام في الداخل في أعصاب حس، ما لها شغل، ما لها أي فائدة، لها فائدة كبيرة الإنسان إذا أصيبت رجله لا سمح الله بالكسر من شدة الألم يبقيها على حالها، وهذا الألم الشديد الذي دعاه إلى أن يبقيها على حالها أربعة أخماس العلاج، لو ما في أعصاب حس بنقي العظام، وأصبح في كسر، وما في ألم يمشي عليها تصبح شقفتين.
إذاً:
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
لسان المزمار ؛ أيام أنت عند طبيب الأسنان يضع لك شراقة حتى تسحب الريق، إذا العملية طويلة لابد من شراقة أو شفاطة تسحب العاب الزائد، طيب أنت نائم ثماني ساعات يتجمع اللعاب في الفم كيف ينصرف هذا اللعاب إلى المعدة ؟ قال حينما يتجمع اللعاب في الفم تذهب إشارة وأنت نائم إلى الدماغ، اللعاب زاد عن حده تأتي إشارة من الدماغ إلى لسان المزمار يفتح ويغلق على الرئتين إغلاق محكم لو نفذت نقطة لعاب بالرئة لا تنام الليل، يغلق طريق القصبة إغلاق محكم ويفتح طرق المري وأنت نائم، فهذا لسان المزمار كما سماه بعضهم شرطي مرور يعمل ثمانين عاماً ليلاً ونهاراً بلا كلل.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
الله عز وجل جعل العضلات نوعان...
عضلات إرادية، وعضلات لا إرادية.
لو كان العضلات كلها إرادية، القلب يحتاج إلى أن تقلصه أنت بإرادتك فلو كنت مشغولاً توقف القلب ومات الإنسان، عندئذٍ لا تستطيع أن تنام، إذا الإنسان نام يموت فوراً.
والرئتان كذلك لو أن الرئتين تتحركان بإرادتك لانعدم النوم وإذا انعدم النوم أرهق الإنسان، وأصبحت حياته جحيماً.
حدثني أخ كريم طبيب قال لي:
في مرض يصيب مركز التنبه الرئتين النوبي، هذا المركز يصاب بالعطب، الإنسان ما فيه ينام، الآن اخترعوا حب غالي جداً تأخذه كل ساعة، تنام التاسعة، وتصحو العاشرة، على أربع منبهات تأخذ حبة، تصحو الحادية عشر تأخذ حبة، الثانية عشر حبة الواحدة حبة الثانية حبة، لولا هذا الحب يموت الإنسان، هذا حتى يرتاح ساعة، مفعول الحبة ساعة فقط.
فأنت تنام مرتاح ثماني ساعات والرئتان تعملان بلا كلل و بلا ملل، من جعل العضلات بعضها إرادي وبعضها لا إرادي.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
طيب الكليتان تفرز كل عشرين ثانية نقطة، الكلية كل عشرين ثانية تطرح نقطة بول، والكلية الثانية نقطة أصبحوا نقطتين، لو ما في مثانة الخروج مباشر معناها الإنسان بدو كل عشرين ثانية يكون جانب المرحاض جاهز، أو يبلل حاله أو بدو فوط الرجل السعيد، أما ربنا جعل مثانة، مثانة تتحمل خمس ساعات، سبع ساعات، تعبي لتر ونصف، شيء متقن، عندك سهرة، راكب سيارة، تلقي كلمة في اجتماع بمحضر، عندك زيارة، عندك احتفال، الكليتان تعملان والتجميع بالمثانة، طيب هذه المثانة لو ما فيها عضلات البول لا ينزل إلا بالتنفيس طيب ما في تنفيس طيب واحد بربيش طالع لفوق حتى ينفس، الله جعل للمثانة عضلات، بأقل من ثلاثين أربعين ثانية تفرغ، هذا إتقان الصنعة، وتوفير كرامة الإنسان.
المرأة عندما يأتيها المخاض...
الرحم يتقلص تقلصاً متزامناً متقارباً لطيفاً لأنه في غلام.أما حينما تـلد يتقلص الرحم تقلصـاً شـديداً فجأة..
لماذا التقلص الشديد ؟!
حتى يغلق الأنابيب المفتوحة.
يتمزق من الأوعية الدموية عشرات آلاف الأوعية فتحت وتمزقت، صار في نزيف، فالرحم ينقبض انقباض شديد جداً، يصبح كالصخر، المولدة إذا وضعت يدها على رحم المرأة ورأته كالصخر تطمئن الولادة سليمة.
العلماء قالوا:
لو أن هذا التقلص عُكس، الشديد قبل الولادة، واللين بعد الولادة، لماتت الأم ووليدها، الشديد يقتل الغلام، واللطيف يسمح بالنزيف، بالشديد يموت المولود، وباللطيف تموت الأم.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
جهاز المناعة بالإنسان، حديث العالم كله عن نقص المناعة المكتسب بسبب الانحرافات الأخلاقية، هذا الجهاز مؤلف من خمس وعشرين مليون كريه بيضاء، في أثناء السلم، فلو دخل جرثوم في أثناء الاستنفار تصبح هذه العناصر خمسين مليون، في أثناء الحرب تصبح مائتين مليون.
كيف في عنا جيش نظامي وعنا احتياط، في عنا جيش نظامي ما في ولا مشكلة، مع القلاقل بصير في استنفار، أما أثناء الالتحام والحرب يستدع الاحتياط يتضاعف الجيش ثلاثة مرات.
هكذا بالضبط جهاز المناعة المكتسب، خمس وعشرين مليون في السلم، خمسين مليون بالاستنفار، مائتين مليون بالحرب، بدخل جرثوم، يتوجه بعد ثواني، عناصر مهمتها الاستطلاع، تقترب منه وتأخذ شفرته الكيماوية، تأخذها إلى مراكز اللنف في الجسم، هذه المركز فيها خلايا أسمها الخلايا المحصنة المصنعة، تأخذ رمز الجرثوم، وتفك الرمز وتصنع مصلاً مضاد لهذا الجرثوم بعد أن تنتهي مهمتها، تأتي خلايا مقاتلة تحمل هذا السلاح وتتجه به إلى الجرثوم وتقتله، بقيت جثة الجرثوم في الدم، تأتي خلايا لاقمة منظفه تنظف أرض المعركة من هذه الجثث، كريات مستطلعة، وكريات مصنعة، وكريات مقاتلة وكريات منظفة.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
هل تصدقون أن حليب الأم في أثناء الرضاعة يتبدل ؟ !
في أثناء الرضعة الواحدة، تتبدل بنية الحليب، يبدأ الحليب بماء كثير الدسم في الحليب، يتضاعف أربع أمثال في نهاية الرضعة والسكر مثل ونصف، وتركيب الحليب يتبدل مع الأيام والأسابيع لنمو الطفل، ولما يكون الطفل مولد حديثاً جهاز الهضمي حتى لا يلتصق داخله شحم أسود، هذا الشحم الأسود أول أربع وعشرين ساعة، الأم تفرز مادة مذيبة لهذا الشحم يسمونها صمغه، فأول أربع وعشرين ساعة مفيدة جداً في إذابة الشحم الذي في الجهاز الهضمي، فأول أربع وعشرين ساعة بتلاقي خروج الطفل أسود، هو شحم ذائب، بعدين يبدأ الغذاء.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
أنت بعمر تقدير سبعين سنة في بذاكرتك سبعين مليار صورة سبعين مليار صورة ومصنفه، بقلك أن هذا الكمبيوتر أربعمائة وخمسين حرف يقرأ في ثانية، ذاكرتك أبلغ من الكمبيوتر، في عندك ذاكرة شميه، وعندك ذاكرة بصرية، ذاكرة سمعية، عندك ذاكرة وجوه، ذاكرة ألوان، ذاكرة أشكال، ذاكرة أرقام، وكل ما تتلقى شيء، يتصنف بمكانه، والذاكرة عاقلة إما أن تصنف هذا الشيء بمكان بعيد تحتاجه قليلاً، أو بمكان متوسط، أو بمكان تحت يدك هي الذاكرة.
فتحوا دماغ إنسان، وضعوا تيار كهرباء خفيف جداً في مكان الذاكرة تذكر هذا الإنسان حادثة من ثلاثين عاماً، فلما رفعت شدة التيار رأى الشيء أمامه في أشياء بالذاكرة دقيقة جداً، ولا تزال هذه الموضوعات، يعني ليست واضحة لدى العلماء.
الشجرة إذا نسيها صاحبها دون أن يسقيها ماذا يحدث ؟
دققوا هذه الشجرة لأن الله هكذا خلقها، تستهلك بادئ ذي بدئ ماء الأوراق، وبعد ماء الأوراق، تستهلك ماء الأغصان، وبعد ماء الأغصان، تستهلك ماء الفروع، ثم ماء الجزع، وآخر ماء تستهلكه ماء الجزر، لو معكوسة الآية، إذا ينسى الفلاح الشجرة من دون سقي يوم واحد تموت، أم ينسها أيام، ثلاثة أسابيع أربع أسابيع، شهر تذبل الأوراق، أما لا يزال بالجزر في ماء، أستهلك الماء بهذا التسلسل، بدأ من ماء الأوراق، إلى ماء الأغصان، إلى ماء الفروع إلى ماء الجزع، إلى ماء الجزر، هذا الذي يحفظ الأشجار من التلف إذا عطشت أو جفت السماء.
هل تصدقون أن هذه الغابات الطبيعية، وتلك المراعي التي لم يزرعها إنسان، كيف تزرع ؟ قال هناك بزور لها أجنحة، تنتقل عبر القارات مع الرياح هذه البزور، موضوع بأنبوب حلزوني، فإذا سقطت في الأرض انغرز هذا الحلزون في الأرض، ثم فتحت الفتحة الأخيرة زرع البزر من دون أن تفعل يد بشر بزور لها أجنحة ومودعه في أنبوب حلزوني، فإذا وقعت على الأرض ينغرز هذا الحلزون في الأرض، وتفتح الفتحة الأخيرة، زرع طبيعي، لذلك المراعي والغابات الخضراء الطبيعية التي لم يزرعها إنسان، زرعت بهذه الطريقة، البزور بتنام ثلاثة أشهر، حينما نستخرج البزور من الثمرة تنام ستة أشهر، إذا أردنا أن نزرعها وهي نائمة لا بد من أن نوقظها، نضعها بجهاز يعطيها برد وحر متناوب تستيقظ، أما إذا زرعت البزرة قبل أن تستيقظ لا تنبت كائن حي، بعض أنواع الأزهار سبعين ألف بزرة بالغرام الواحد، وكل بزرة لها سويق، ولها جزير ولها رشيم، وفي حياة.
﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
الأشجار لها أنابيب يصعد فيها النسغ الصاعد، وأنابيب ينزل منها النسغ النازل، هذه الأنابيب مع النمو تضيق لمعتها، مقواة بحلزون ليفي في داخلها حتى إذا صار نمو للشجرة ما تضيق لمعتها.
أيام إذا عندك أنبوب بسيارة وماشي بطريق معكوف ينثني يغلق الماء في هذا الأنبوب، ماذا يفعلوا ؟ بقوه بحلزون داخلي بنابض داخلي.
فكل أنابيب الأشجار مقواة بنوابض من ألياف قاسية جداً بحيث لو نمت الشجرة لا تضيق لمعة هذا الأنبوب، وفي أنابيب أخرى كالأوردة في الإنسان تسمح للدم بالصعود لا بالهبوط، يلي معه دوالي هذه الدسامات تضعف، لأن الدم صاعد، واحد واقف والقلب ينبض فالدم يصعد من قدمه إلى قلبه، هذا الصعود بحكم الجاذبية ينبغي أن يعود إلى الأرض الدم، أما في دسامات إذا صعد الدم لا يرجع وأيضاً هذا في الأشجار، وهذا من إتقان صنعة الله عز وجل.
السمك يعرف أين هو من أعماق البحر، في أنبوب مفرغ من الهواء هذا الأنبوب في الثلث الأعلى من جسم السمك، إذا واحد مسك سمكة بلاقي فيها خط هذا أنبوب الضغط، تعرف السمكة بعدها عن السطح وعن العمق، دائماً، جهاز ضغط، كالغواصة تماماً، بل إن الغواصة كالسمكة، وفي عندها جهاز ثاني بتعرف الجهة، عبارة عن محفظة فيها بعض الرمال، وهذه المحفظة بأسفلها فيها أعصاب حساسة فإذا الرمال مع الأعصاب معناها هي باتجاه السطح، فإذا ابتعدت الرمال عن المنطقة الحساسة، معناها قالبة، بتعرف جهتها وبتعرف بعدها عن الأعماق، السمكة، هذا من إتقان الله عز وجل.
الحيتان مفيدة جداً للإنسان إلا أنها تتنفس الهواء، لولا أنها تتنفس الهواء لما أمكن صيدها، تخرج كي تتنفس فيصطادها الإنسان أما إذا كانت كبقية السمك تتوالد وتتوحش، ما أحد بصيدها، بالأعماق عائشة.
السمك إذا تقدم ما برجع إلى الوراء، بهذه الميزة يصطاده أما لو كان يرجع ما يصطاده، الشباك عبارة عن جدار فقط، إذا دخل بالشبكة ما في يرجع السمك، لولا الخاصة لا يمكن أن نصطاد شيء من السمك.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
القوارض لا تتقيأ لو أنها تقيأت لا تستطيع أن تدمرها ولا أن تبيدها، أيضاً هذا من خلق الله عز وجل.
على كل الحيوانات مذللة الله عز وجل قال:
﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾
في مرض يصب البقر وهو التوحش، إنسان أضطر يطلق الرصاص على بقرة قتلت رجلين، وخسر ثمنها، لأنها توحشت، لو أن الله سبحانه وتعالى أودع التوحش في هذه الأغنام وتلك الأبقار، لما أمكن أن نستفيد منها.
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)﴾
طبعاً هذه نماذج، أما على كل أخ كريم أن يفكر في هذا الكون الواسع وفي خلقه بالذات، لقوله تعالى:
﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.