وضع داكن
18-12-2024
Logo
الجن والسحر - الدرس : 4 - الشياطين و القرناء تلتقي و تتبادل الأخبار و هي مهزومة أمام تلاوة القرآن
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إن أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار :


أيها الأخوة الكرام، ما زلنا في موضع الجن والسحرة والمشعوذين مع الدرس الرابع من هذه الدروس التي تشتد الحاجة إليها، بسبب أن شريحة كبيرة من المسلمين يعتقدون بخرافات وترهات ما أنزل الله بها من سلطان.
واليوم ننتقل إلى قاعدة أخرى وهي أن الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار، أي الشيء الثابت في الكتاب والسنة أنه قد ينشأ تعامل وتلاق وتبادل أخبار بين الجن والأنس، الحقيقة الأولى أن الله عز وجل جعل لكل عبد من بني آدم قريناً من الملائكة، وقريناً من الجن، الله عز وجل فرز لك ملكاً وفرز لك جنياً، فالملك يلهمك الخير، ويحضك عليه، ويدعوك إلى الطاعة، ويزين لك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل، والجني يدعوك إلى المعصية، ويزين لك الشهوة، ويزهدك بوعد الله ووعيده، بنص القرآن والسنة الإنسان معه ملك ومعه جني، الإنسان حتى لا يبقى جامداً يتحرك إما أن يستجيب لوسوسة الشيطان، أو أن يستجيب لإلهام الملك، هذه حقيقة.

بطولة الإنسان أن يستجيب لإلهام الملك لا لوسوسة الشيطان :

الحقيقة وجود ملك يدعوك إلى الخير، وشيطان يدعوك إلى الشر، أداة تحريك لك، حدد موقفك، إما أن تستجيب لهذا أو لهذا، القرآن - سبحان الله - حمال أوجه، أي قوله تعالى:

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾

[ سورة الشمس:7-8]

من المعاني التي ذكرتها سابقاً وهي أن فطرة الإنسان مبرمجة وفق منهج الله، فأنت مبرمج ومولف ومجبول على الطاعة وكره المعصية، فأنت تلهم الخير ذاتياً، لكنك إذا عملت الخير أدركت ذاتياً أنك تتقي الله، وإذا عملت الشر أدركت ذاتياً أنك عملت شراً، الآن هناك معنى آخر ما دام هناك ملك يلهمك الخير، وشيطان يلهمك الشر، كأن النفس بقرين الملائكة وقرين الجن تلهم الخير والشر، أي أنت ما موقفك؟ يبدو أنه ممنوع أن تبقى ساكتاً، جئت إلى الدنيا من أجل أن تأخذ موقفاً، من أجل أن يكون لك استجابة، من أجل أن تعمل شيئاً، فهناك ملك يدعوك إلى الخير، وشيطان يدعوك إلى الشر، وأنت بين هذا وهذا.
لاحظ نفسك أحياناً يكون عمرك ثمانين سنة، تقول: يا ولد لا تذهب إلى هذا المكان، أي كأنك تحاور نفسك أحياناً، تقع في صراع، ما هو الصراع؟ تعاكس إلهام الملك مع وسوسة الشيطان، أحياناً تسأل نفسك: أصلي أم آكل؟ آكل ثم أنام قليلاً ثم أصلي، تنام استيقظت بعد العصر معنى هذا أنك استجبت لوسوسة الشيطان، أحياناً معك مبلغ تسأل نفسك: هل أدفعه صدقة؟ يقول لك الملك: الله عز وجل يضاعف الصدقة أضعافاً مضاعفة قال تعالى:

﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾

[ سورة سبأ: 39]

يقول لك الشيطان: احرص على قرشك، دائماً دون أن تشعر تأتيك خواطر إيمانية، وخواطر شيطانية، امرأة جميلة متبرجة متفلتة مرت أمامك، غض بصرك، تقول: الآن سآكلها إذا نظرت إليها؟ هذا كلام الشيطان، كلام الرحمن غض بصرك، من غض بصره عن محارم الله عز وجل أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه. يقول لك الشيطان: ما فعلت شيئاً إن الله جميل يحب الجمال، كلمة حق أريد بها باطل.
لاحظ نفسك كل يوم خاطر إيماني وخاطر شيطاني، خاطر يدعوك إلى الطاعة، والآخر يدعوك إلى المعصية، أنت بينهم، بطولتك أن تستجيب لإلهام الملك وسقوطك من عين الله أن تستجيب لوسوسة الشيطان.

 

الله تعالى فرز لكل إنسان ملكاً يدعوه إلى الخير وشيطاناً يدعوه إلى الشر :

إذاً أضيف معنى إلى الآية الكريمة فألهمها فجورها وتقواها، أن الله سبحانه وتعالى فرز لهذه النفس ملكاً يدعوها إلى الخير، وفرز شيطاناً يدعوها إلى الشر، لكن دقق قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ﴾

[ سورة إبراهيم: 22]

أي إنسان قال لك اكسر بلور سيارتك، تكسره؟ ثمنه سبعون ألفاً، قال لي، وإذا قال لك؟ لا يملك إلا أن يقول لك: اكسر، اضرب، اعمل معصية، نعم يقول لك، لكن أين أنت؟ أين إرادتك؟ أين عقلك؟ سبحان الله! نعيم بن مسعود أحد زعماء غطفان قبل أن يسلم جاء ليحارب النبي عليه الصلاة والسلام، جلس في خيمته، وقد أقلقه هذا المجيء، يخاطب نفسه: يا نعيم لماذا جئت إلى هنا؟ من أجل أن تقاتل هذا الرجل الطيب، ماذا فعل؟ سفك دماً؟ لا، انتهك عرضاً؟ اغتصب مالاً؟ لا، أين عقلك يا نعيم؟
أحياناً إنسان تأخذه الحمية يندفع لوسوسة الشيطان، قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾

[ سورة مريم: 83]

تراه يفعل شراً دون أن يكسب شيئاً أي لوجه الشيطان، والله أحياناً ترى شخصاً إن لم يؤذِ لا يرتاح، يؤذي ولا ينتفع، لكن عندما يؤذي يرتاح، أحياناً تشاهده بوظيفة، بدائرة، بمكان، إذا ما نكد الآخرين، وأربكهم، وخلق لهم مشاكل، لا يرتاح، تأكد أن هذا تنطبق عليه هذه الآية:

﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴾

[ سورة مريم: 83]

((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ))

[ مسلم وأحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ]

ملك يلهمك الخير ومعك شيطان يلهمك الشر، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم.
الجني الذي وكل برسول الله أسلم فلا يأمرني إلا بالخير.

 

لكل إنسان قرين من الملائكة و قرين من الجن :

وروي أيضاً في الصحيح:

((عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ))

[ مسلم و أحمد عن عَائِشَةَ ]

أي حينما علمت أن قرين رسول الله من الجن قد أسلم أغرتِ؟ قالت: ما لمثلي لا يغار على مثلك؟ بالبخاري ومسلم.
معنى هذا أن كل إنسان معه قرين من الملائكة، ومعه قرين من الجن، ولاحظ نفسك عندما تواجه معصية، هل تصغي إلى صوت الملك؟ طاعة الله خير، يا ربي لك الحمد، أعنِّ على طاعتك، الشيطان فرصة لا تعوض في كل الموضوعات؛ موضوع النساء، موضوع الأفلام، موضوع متابعة مسلسلات، موضوع متابعة القرآن الكريم، موضوع علاقات، إلى آخره.
هذا الإمام الذي يؤم الناس بلندن فلما نقل إلى جامع في ظاهر لندن، وركب مركبة، وأعطى السائق ورقة نقد كبيرة، وردّ له التتمة فلما عدّها وجدها تزيد عشرين سنتاً عما يستحق، جلس وعدهم فوجد أن هناك عشرين سنتاً زيادة، ماذا قال له الملك؟ أنت كمسلم وكإمام مسجد هذا المبلغ ليس لك، زائد عن استحقاقك، ينبغي أن ترده للسائق، الملك أدى دوره، قال له الشيطان: شركة عملاقة، ودخلها فلكي، والمبلغ يسير، وأنت أولى به، بل هو هدية من الله لك بالضبط، هذا إلهام الملك وإلهام الشيطان.

 

كلّ إنسان يتعرض كل يوم لخاطر رحماني ملائكي و خاطر شيطاني :

أنت كل يوم لا أبالغ مئات المرات يأتيك خاطر رحماني ملائكي، وخاطر شيطاني، ماذا تفعل؟ أقل شيء امرأة مرت تغض بصرك فوراً، جاءك وسوسة أن انظر إليها لكن الأولى لك و الثانية عليك، بالتعامل طرق بابك بساعة متأخرة من الليل إنسان يقول لك الملك: كن حليماً لعله محتاج، الشيطان يقول لك: هذا وقح لا يوجد عنده أدب، أقلق راحتك، فأنت بين أن تصغي إليه وتكرمه، وبين أن تبالغ في إهانته، قال تعالى في سورة ق:

﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ*لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ*وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ*أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ*مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ*الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ*قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ* قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ*مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾

[ سورة ق: 21-29]

كلّ نفس يوم القيامة يأتي معها سائق من الملائكة وشهيد يشهد على فعلها :

أيها الأخوة، حقيقة كالشمس الساطعة لا يستطيع أحد على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة أن يضل أحداً إلا أن الذي أراد أن يضل يصغي لمن أضله فقط، الذي أراد أن يعصي يصغي لمن دعاه إلى المعصية، قال: وجاءت كل نفس معها سائق من الملائكة وشهيد يشهد على فعله الذي فعله في الدنيا.
وقال مجاهد: سائق يسوقها إلى أمر الله عز وجل، وشاهد يشهد عليها بما عملت، وقال بعض العلماء: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم، الأيدي والأرجل والملائكة أيضاً شهداء عليهم، أما وقال قرينه هذا ما لدي عتيد، القرين هنا الذي يسوقه يوم القيامة هو الملك هذا ما لدي عتيد، ثم يتكلم شيطانه الذي كان له قرين في الدنيا:

﴿ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾

[ سورة ق: 27 ]

الآية واضحة جداً، الآية تؤكد أن الإنسان يوم القيامة قرينه من الملائكة يسوقه إلى أمر الله، وقرينه من الجن يقول: ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد، رب العزة يقول:

﴿ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ*مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾

[ سورة ق:28-29]

بالعقيدة أيها الأخوة، لا يمكن أن تقبل إلا من الكتاب والسنة قضايا الجن، بأنني غلب على ظني أن أخوتنا الكرام في أمس الحاجة لهذه الموضوعات لا من أجلهم ولكن من أجل من حولهم.

 

توكيل الشياطين وقرناء الجن بالإنس في الحياة الدنيا :

الآن أيها الأخوة، في الحياة الدنيا الشياطين وقرناء الجن وكلوا بالإنس، يمكن أن يلتقوا بهم، ويتبادلوا الأخبار، فإذا أراد الله بعبد مقصر، عاص، مجاهر، مستكبر، شراً سلط عليه ظلام الجن، هذا الذي يمسه الشيطان، وبالتعبير العامي داخل فيه الشيطان هذا إنسان بحسب الآية الكريمة:

﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا ﴾

[ سورة الأنعام: 129]

أنا أطمئن كل أخ مستقيم الأخ المستقيم العابد لله، الذاكر لله، الذي يخاف الله، هذا مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يستطيع الجن أن يصلوا إليه، قال تعالى:

﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾

[سورة الحجر: 42]

المؤمن الموحد، العابد، المستقيم، في حصن حصين، أما الذي يركن لهواه، ويعظم شهوته، وينغمس في الملذات الحرام، يسلط عليه مردة الجن، الذين يتعاملون مع السحرة، ينقلون لهم أخبارهم، وبعض الضلالات، كي يقتنعوا بهم، وكي يكون هذا الإنسي الذي تعامل مع الجني ضالاً مضلاًَ، هو يحقق مطامعه المالية والشهوانية ممن يأتيه، ويوهمهم أنه يعلم الغيب، ويغرقهم في أوهام لا تنتهي، من أجل أن يبتز من أموالهم، وأن يأكل من خيراتهم، وأن يضعهم في عماية عن الحقيقة.

((عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَرَّةً فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ))

[ مسلم و أحمد عَنْ جَابِرٍ ]

الإنسان بقدر معصيته وتهاونه بالطاعات يعاقبه الله بمسٍّ من الشيطان :

صدقوني أيها الأخوة، عندما يدخل الشيطان في بيت، ترى شحناء، وبغضاء، وتراشق تهم، وسباب أحياناً، وضرب أحياناً، يكون الشيطان قد فعل فعله في الزوجين، مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِه، حلف عليها بالطلاق، الساعة الثانية بالليل فتح الباب ودفعها إلى الطريق بقميص النوم، هذا الشيطان، وهي حقدت عليه، وهو حقد عليها، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ، يعطيهم درجات.
هناك حديث آخر شاهد عند ابن حبان من حديث أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح قال: "إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول: من أضلّ اليوم مسلماً ألبسته التاج، فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته ـ بقي بدون زوجة فهناك احتمال أن يزني ـ لكن يقول الشيطان: أوشك أن يتزوج ـ تزوج حصّن نفسه ـ ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت، ويجيء هذا ويقول: لم أزل به حتى قتل فيقول: أنت أنت، ويلبسه التاج".
الشيطان يوغر صدر الإنسان حتى يسفك دماً، المجرم مصنف مع الأغبياء، قتل وانتهت حياته، آخر جريمة ذبح شخص ثلاثة أشخاص، واشترى سيارة، وسافر إلى مدينة على الساحل، ودخل إلى شاليه، وأعطى هويته، وبعد ساعات كان مقبوضاً عليه وسيلقى عقوبة الإعدام، ماذا قال سيدنا موسى؟ قال تعالى:

﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ﴾

[ سورة القصص: 15]

هناك أناس قضية الشيطان لم يستوعبوها، دون أن تشعر غضبك الشديد، وضربك الشديد لمن حولك، والسباب، والشتائم، وحلف الطلاق بلا مبرر، الشيطان دخل بك، لا تقل أنا لست قانعاً بالشيطان، الشيطان لابسه و هو لا يدري، هذه القاعدة الثالثة، أي يوجد تعاون بين الجن و بين الإنس، الإنسان بقدر معصيته، بقدر تهاونه بالطاعات، بقدر انغماسه في الملذات، بقدر تطاوله على الذات الإلهية، الله عز وجل يعاقبه بمس من الشيطان، فإذا مسه الشيطان أصبح إنساناً آخر.

 

ذكر الله وتلاوة القرآن والاستعاذة بالله أسلحة فتاكة جعلها الله حصناً للمؤمنين :


أخواننا الكرام، القاعدة الرابعة أن الوحي قوة فتاكة لا تستطيعه البطلة، أي السحرة، و المشعوذون، و من مسهم الشيطان، لا يصمدون و لا ثانية أمام القرآن الكريم، الله عز وجل أعطاك سلاحاً فتاكاً، كل ما عند الشياطين من وساوس، و من مشكلات، تنتهي و تزول حينما تذكر الله عز وجل و لكن بقلب حاضر، أحياناً أسأل ماذا نفعل؟ أقول لهم: اقرؤوا القرآن، يقولون: قرأنا و لم نستفد، أقل لهم: اقرؤوا القرآن بقلب حاضر، الله سبحانه و تعالى قد تكلم بالقرآن و جعله شفاء للأبدان، و حرباً على أهل المكر و الطغيان، و حرزاً للمؤمنين من الشيطان، الله عز وجل جعل هذا القرآن حرزاً أي حصناً للمؤمنين من الشيطان، فلا تصمد السحرة أمام سماع هذا الوحي يتلى، بل تضيق به، و تكاد تتمزق.
سمعت قصة من رجل من أقربائي توفي - رحمه الله - جاء ساحر من بلاد بعيدة من الهند إلى الشام، و كل إنسان يضمر شيئاً، والساحر يكشف له هذا الشيء يدفع ليرة ذهبية، شخص يفكر بقضية يأتي الساحر يذهب إلى داخل غرفة و يرجع يقول له: أنت تفكر بكذا و كذا، الناس تزلزلوا و كأنه يعلم الغيب، قيل لرجل علم ماذا نفعل؟ قال: دعوني أذهب إليه، ذهب إليه ماذا أضمر؟ أضمر الله و رسوله و قرأ القرآن، دخل و خرج ليس معه شيء، دخل مرة ثانية قال له: أنت لم تضمر شيئاً، قال له: ضمرت، دخل مرة ثالثة و كان هذا آخر يوم له بالشام، هذا الذي جاءه من أهل العلم لا يملك إلا أنه قرأ القرآن، فالقرآن منع الشيطان أن يصل إليه، أي منع قرينه أن يعرف ماذا ضمر، فالوحي قوة فتاكة لا تستطيعه البطلة.
مما قاله سيدنا علي - كرم الله وجهه - عن القرآن: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، و خبر ما بعدكم، و حكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، و هو حبل الله المتين، و هو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخْلَق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:

﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا*يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ﴾

[ سورة الجن: 1-2]

من قال به صدق، و من عمل به أجر، و من حكم به عدل، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
إذاً يوجد معك سلاح فتاك لا يخيب، ذكر الله، تلاوة القرآن، الاستعاذة بالله، تلاوة المعوذتين، تلاوة آية الكرسي، و سيأتي معنا بعد قليل أن البقرة و آل عمران أقرب السور إلى إبطال عمل هؤلاء السحرة.

 

تصدع الصخر من خشية الله عز وجل :


الآية الكريمة أيها الأخوة الكرام:

﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

[ سورة الحشر: 21]

مرة ذكرت في خطبة أنني قرأت مقالة علمية عن جامعة في بلد عربي، هذه الجامعة سيعقد فيها بعد أربعة أشهر مؤتمر علمي، أستاذ علم النبات في هذه الجامعة صنع تجربة، جاء بأربع بيوت بلاستيكية نصبها في حديقة الجامعة - أي بيوت صغيرة - ما الذي فعله؟ في هذه البيوت جاء بكمية تراب واحدة وضعها في البيوت الأربعة، ثم جاء بعدد من حبات القمح موحد، من بذار موحد، و زرعها في هذه البيوت الأربعة، و وكل طالبات من طالباته أن تسقي كل واحدة هذا البيت كما تسقي أختها البيت الآخر تماماً، كميات الماء موحدة، كميات السماد موحدة، العناية موحدة، أي مارس سلوكاً موحداً، إن في التربة، أو في البذار، أو في السقيا، أو في التعشيب، أو في التسميد، بشكل يكاد لا يصدق، الآن كلف طالبة أن تقرأ القرآن على البيت الأول، كلفها بقراءة سورة يس و المعوذتين و آية الكرسي والفاتحة و الإخلاص كل أسبوع أربع مرات أو ثلاث، البيت الثاني كلف الطالبة أن تمزق نباتاً أمام النبات، في البيت الثالث كلف طالبة أن تمزق النبات نفسه، أي بيت سمع القرآن، و بيت شاهد التعذيب، و بيت مورس عليه التعذيب، و البيت الرابع يسمونه البيت الضابط لا يوجد قرآن، و لا يوجد تعذيب، هذا المقياس، و بعد أربعة أشهر النتائج لا تصدق، فالبيت الذي تلي فيه القرآن ارتفع نمو سنابل القمح 33% زيادة عن البيت الضابط، و الغلة زادت 44% عن البيت الضابط، البيت الثاني و الثالث هبط نمو النبات إلى 33% أقل، و الغلة أقل بكثير، قد نعجب، إذا كان الصخر:

﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

[ سورة الحشر: 21]

ما من شيء إلا يسبح بحمد الله عز وجل :

النبات أقرب للحياة من الصخر، قال بعض العلماء: يعذر الله الجبل الأصم و لم يعذر شقي بني آدم؟ هل رأيتم أحداً قد تصدعت جوانحه من خشية الله؟ قال:

﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ﴾

[ سورة العنكبوت: 43]

يقول ابن جرير الطبري - رحمه الله - في تفسيره: يقول جلّ ثناؤه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل - و هو حجر- لرأيته يا محمد خاشعاً، يقول متذللاً متصدعاً من خشية الله على قساوته حذراً من ألا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن، و قد أنزل على بني آدم و هو بحقه مستخف، و عنه عما فيه من العبر و الذكر معرض كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقر.
الإنسان حينما يقرأ قوله تعالى:

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾

[ سورة الإسراء: 44]

الإنسان ألا يخجل أن مخلوقاً، ذرة، صخر، و إن من شيء أي ما من شيء إلا يسبح بحمده، أي يتصدع الصخر من خشية الله، و الإنسان يميل إلى كلام الدجالين والمشعوذين، وكل شيء كتبته أيدي المبطلين و الجاهلين تطاولاً و افتراء على رب العالمين.
أحد الصحابة الكرام عبد الله بن مسعود روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:

((إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا فَيُصْعَقُونَ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالَ فَيَقُولُونَ يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ الْحَقَّ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ الْحَقَّ ))

[ أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ]

و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام:

(( إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، فإذا تكلم أخذت السماوات منه رعدة شديدة خوفاً من الله تعالى، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا و خروا لله سجداً فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء يسأله ملائكته ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول: جبريل قال الحق و هو العلي الكبير، فيقولون اللهم مثلما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل ))

[َ محمد بن نصر المروزي عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ]

الآية:

﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾

[ سورة سبأ: 23]

العلاج بالوحي لمن مسه الجن هو أجدى أنواع العلاج :

أيها الأخوة الكرام، العلاج بالوحي لمن مسه الجن هو أجدى أنواع العلاج، أي شخص سألك ماذا أفعل؟ علاج مس الجن بالوحي، بالقرآن الكريم، و قد وصف النبي عليه الصلاة والسلام سورة البقرة بأنها سورة لا تستطيع البطلة - أي السحرة - تحملها، و في أخذها شفاء و بركة.
و أخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة قال:

((عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ ))

[ مسلم و أحمد عن أبي أمامة]

أي ملخص الملخص الملخص أنه إذا شكا لك أحد أنه قد مسه الجن قل له: عليك بتلاوة القرآن بقلب حاضر خاشع، و لا سيما سورة البقرة، و آل عمران، هذا العلاج و لا علاج غيره إطلاقاً.
بعض العلماء يقول: اعترف رؤساء المنجمين من الأولين والآخرين أن أهل الإيمان، أهل العبادات و الدعوات، يرفع الله عنهم ببركة عبادتهم و توكلهم على الله ما يزعم المنجمون أن الأفلاك توجبه، و يعترفون أيضاً بأن أهل العبادات و الدعوات، ذوي التوكل على الله، يعفون من ثواب الدنيا و الآخرة ما ليس في قوى الأفلاك أن تجلبه، الحمد لله الذي جعل خير الدنيا و الآخرة في اتباع المرسلين، و جعل خير أمة هم الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر، و قال تعالى:

﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾

[ سورة المائدة: 54]

حاجة الناس الماسة إلى الموضوعات السابقة :

أيها الأخوة الكرام: هذه الموضوعات أنا أرى أننا جميعاً في أمس الحاجة إليها، لأنه و الله ما من أسبوع إلا و يأتيني إما على الهاتف، أو لقاء مباشر، عدد لا يقل عن ثلاثة أو أربعة في الأسبوع ممن يلوذون بإخوة المسجد، مشكلتهم مع الجن، و مع السحرة، و هذا مخاوي، و هذا داخل به شيطان، و يهذي بالليل، و هناك قصص ما أنزل الله بها من سلطان، و لا يوجد عندهم إلا اللجوء إلى المشعوذين و السحرة كي يفكوا هذا السحر، و كي ينزعوا هذا الجن الذي دخل إلى جسم إنسان، و أنا أرى لو هناك حل آخر غير هذا الحل لذكره النبي عليه الصلاة والسلام.
الدرس القادم إن شاء الله سأتحدث عن أسباب تسلط السحرة و الشياطين على ابن آدم، أي يوجد سبب نحن نميل أحياناً إلى أن نظن أن هذا إنسان بريء طاهر دخل به جني، لا، هذا كلام فيه افتراء على الله عز وجل، البريء الطاهر المستقيم في حصن حصين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور