- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠2دروس جامع الاحمدي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
ما معنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه؟ :
أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الخامس من دروس السيرة النبي عليه الصلاة والسلام, رسول من عند الله عز وجل يوحى إليه:
﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾
معنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه, أي: أن كل شيء جاء به هو حق مطلق.
إليكم بعض المشاهد من الكتاب والسنة على أن ما جاء به النبي إن في الكتاب أو السنة وحي من عنا الله:
1-مشهد من الكتاب :
أيها الأخوة الكرام, أضع أيديكم على بعض الشواهد:
الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قال:
﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴾
العالم حينما كفر برسالة السماء, وحينما أدار ظهره لشريعة الخالق, وتحرك وفق ما يمليه عليه عقله, والعقل أعظم شيء خلق الله عز وجل, لكن هذا العقل محدود المهمة, كيف أن العين مهما ارتقت, ومهما دقت, ومهما كان نظرها حاداً, تحتاج إلى نور, كي يكون النور وسيطاً بين العين وبين الأشياء, لو أطفأنا الأنوار كلها, ما قيمة العين؟ هذا المثل ذاته ينطبق على العقل.
العقل أعظم جهاز أوضعه الله في الإنسان من دون استثناء, ولكن العقل وحده من دون هدى من الله ضل, والدليل:
العالم الغربي بأكمله اعتمد على العقل وحده, وكفر بالأديان كلها, ما الذي حصل؟ حصل: أن البشرية ضلت سواء السبيل, قدمت هذه المقدمة, لأن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
((ثلاثة أنا فيهن رجل, وفيما سوى ذلك فأنأ واحد من الناس, -ثلاثة قال-؛ ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أنصرف فيها, ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى انصرف عنها, وما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى))
فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء بالقرآن الكريم, وجاء بسنته المطهرة, ويجب أن نعلم علم اليقين: أن القرآن الكريم وحي الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المطهرة.
علماء الأصول قالوا:
((القرآن الكريم وحي متلو, والسنة المطهرة وحي غير متلو, وكل شيء قاله النبي من عند الله))
﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾
الله عز وجل حرم الميتة, والدم, ولحم الخنزير, ما الذي حصل الآن؟.
هذا البقر أطعموه الميتة, والدم, ولحم الخنزير, أطعموه الجيف, أطعموه مشيمات النساء من المستشفيات, أطعموه لحم الكلاب الميتة, أطعموه الدم, ما الذي حصل؟
أصيب البقر بمرض اسمه: الاعتلال الدماغي الإسفنجي, اصطلح على تسميته اختصاراً بجنون البقر, هذا المرض ينتقل إلى البشر, ليته بقي في البشر, هذا المرض ينتقل إلى البشر, لذلك الآن: دول أوروبا كلها منعت استيراد لحوم البقر, ودهون البقر, وشحوم البقر, وأحشاء البقر, ومخلفات البقر, وروث البقر, وجلود البقر, وألبان البقر, ومشتقات ألبان البقر, وكل ما يتصل بالبقر بصلة, لأن الإنسان إذا تناول هذا اللحم المصاب, أصيب بمرض آخر اسمه: الاعتلال الدماغي الإسفنجي, هذا الإنسان؛ يفقد ذاكرته, يفقد نطقه, يفقد توازنه الحركي, يفقد توازنه الحركي كذلك, يفقد التوافق العضلي, ومن أول ظهور أعراض هذا المرض, إلى نهاية الإنسان, المدة أقل من سنة, يموت الإنسان, حسناً: ما الذي حصل؟.
الذي حصل: أنهم غيروا خلق الله, يغيرون خلق الله, والعالم كله -كما تسمعون, وكما ترون-, يضج بهذا المرض, الذي اضطر البريطانيون إلى أن يعدموا أحد عشر مليون, قيمتها ثلاثة ومليون مليار جنيه إسترليني.
إذاً: الذي جاء به النبي؛ إن في القرآن الكريم, وإن في السنة المطهرة, ليس من عنده:
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
2-مشهد من السنة :
لا زلنا في موضوع الطعام, النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((كلوا الزيت وادهنوا به))
ودرسنا اليوم السيرة, لكن هذه السيرة محورها: دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام إلى سنتين ليس غير.
كان الشائع في الأوساط الطبية: أن الزيت يؤذي الإنسان, ثم اكتشف: أن قيمة الزيت العلاجية, تفوق قيمته الغذائية, أي: أن أمراض الكوليسترول, وأمراض الضغط, وأخطر الأمراض: تصلب الشرايين, وأمراض المفاصل؛ المفاصل, تصلب الشرايين, أمراض الكوليسترول, ارتفاع الضغط, كل هذه الأمراض, زيت الزيتون يقي منها.
فالآن: هناك اتجاه إلى الإكثار من استعمال زيت الزيتون, لا على أنه غذاء, بل على أنه دواء.
النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((كلوا الزيت وادهنوا به))
وقد تاه الأطباء عشرين أو ثلاثين عاماً, وهم يحذرون من تناول زيت الزيتون, مع أن زيت الزيتون هو الدواء.
قال عليه الصلاة والسلام:
((كلوا الزيت وادهنوا به))
يجب أن نعلم: أن الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام وحي يوحى.
من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم :
النبي عليه الصلاة والسلام: أمرنا أن نذبح الذبيحة من أوداجها, دون أن نقطع رأسها, العصر الذي عاش فيه النبي صلى الله عليه وسلم, وكل مراكز الحضارات التي عاصرت النبي؛ حضارة الروم, حضارة الفرس, حضارة الهند, كل الحضارات التي عاصرت النبي صلى الله عليه وسلم, وعصر النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه, وإلى ألف عام, وإلى ألف وأربعمئة عام بعده, كل المعطيات العلمية, لا تسمح بتفسير هذا التوجيه, لماذا نقطع أوداج الخروف, ونبقي رأسه؟ لم لا نقطع رأسه كلياً؟ كما تفعل الآن معظم المسالخ في العالم: تعلق البقرة أو الخروف, وتقطع الرؤوس كلها, فرق كبير جداً بين الحالتين.
القلب, الآن اكتشف بعد ألف وخمسمئة عام: أن القلب البشري ينبض ثمانين نبضة, هذا النبض النظامي, يتلقى الأمر من القلب نفسه, يوجد في القلب ثلاثة مراكز كهربائية؛ مركز أول, وثان, وثالث, إذا تعطل الأول عمل الثاني, تعطل الثاني عمل الثالث, إلا أن هذه المراكز الكهربائية في القلب, تمد القلب بالنبض النظامي.
الإنسان حينما يواجه خطراً, حينما يواجه عدواً, حينما يضطر أن يركض, حينما يضطر أن يبذل جهداً, لا بد من ضربات أخرى استثنائية, تكافىء الجهد الإضافي, لذلك: القلب يتلقى أمراً عن طريق الدماغ بالضربات الاستثنائية, فالقلب ينتقل نبضه من ثمانين نبضة في الدقيقة إلى مئة وثمانين نبضة في الدقيقة, مهمة القلب بعد الذبح: إخراج الدم كله من الذبيحة, لأن الدم نجس.
لو أنك قطعت رأس الخروف, أو البقرة, أو الجمل, قطعاً كلياً, تعطل الأمر الاستثنائي, بقي القلب ينبض على الأمر الطبيعي النظامي ثمانين ضربة, وهذه الضربات الثمانين, لا تكفي لإخراج الدم من الذبيحة, إذا بقي رأسه معلقاً, جاء الأمر الاستثنائي عن طريق الدماغ, لرفع ضربات القلب إلى مئة وثمانين ضربة, عندئذ: هذا النبض السريع, يخرج الدم كله من الذبيحة, الذي قاله النبي في عصره.
أعود وأقول لكم: كل مركز الحضارات في عصر النبي صلى الله عليه وسلم, وإلى ألف عام أو أكثر, ليس فيها من التقدم العلمي ما يكفي لتفسير هذا التوجيه الكريم, هذا من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.
من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في الصحة :
شيء آخر: هو أن النبي عليه الصلاة والسلام له توجيهات كثيرة جداً من قبيل الصحة. فمثلاً:
قال: الإنسان إذا تناول الطعام:
((بحسب ابن آدم لقيمات, فإن كان -لا بد فاعلاً-؛ فثلث لطعامه, وثلث لشرابه, وثلث لنفسه))
هذا حديث صحيح, الإنسان له أن يشرب مع الطعام, وكان كل الأطباء لثلاثين عام سابقة, يحضرون على الإنسان: أن يكثر من شرب الماء مع الطعام, لماذا؟.
قال: لأن العصارة الهاضمة تتمدد, ثم اكتشف قبل عام أو أكثر: أن شرب الماء مع الطعام بلا حدود, مما يزيد عملية الهضم, لأن الماء يحرض العصارات الهاضمة على الإفراز, والماء يخلل هذه العصارات إلى سنيات الطعام, والماء يقلب قوام الطعام من قوام جامد إلى قوام لزج, وهذا يعين على هضمه.
ينبغي أن تعلم هذه الحقيقة :
فالذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام هو الصواب, طبعاً: ليس هناك مجال للحديث عن كل شيء قاله النبي, لكن يجب أن نعلم: أن النبي عليه الصلاة والسلام ليس كما يتوهمه بعض الناس عبقري, هو رسول الله, لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, وفرق كبير بين أن تعتقد أنه عبقري, ومصلح اجتماعي, يعني: حكم عقله, وجاء من اجتهاداته, وبين أن تعتقد أن النبي عليه الصلاة والسلام يوحى إليه, ومعنى أنه يوحى إليه: أن يتلقى الحقيقة الصرفة المطلقة, فلذلك: لن تجد إنساناً أو أمة, خالفت منهج رسول الله, إلا ودفعت الثمن باهظاً, لن تجد.
يعني: حينما أطعمنا الأبقار مسحوق لحوم الجيف, وحينما أطعمنا الأبقار الدماء المجمدة المجففة, وحينما أطعمنا الأبقار مخلفات المشيمات التي تضعها النساء, هذا البقر مصمم ليأكل النبات, فلما أطعمناه هذا الطعام المحرم, أصيب بهذا المرض, وهذا المرض ينتقل لبني البشر.
هذا ما كشفه العلم :
أيها الأخوة الكرام, كلما تقدم العلم, كشف أن الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام حق مطلق:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
شيء يلفت النظر: هو أن النبي عليه الصلاة والسلام, قال في حديث صحيح:
((ما عام بأمطر من عام))
هذا الكلام كيف نتحقق منه؟.
الآن: بعد أن أمكن قياس كميات الأمطار الهاطلة في العالم, كل بلد عندها مراكز رصد لكميات الأمطار, بشتى بقاع الأرض, الآن في حقيقة يعلمها علماء الجغرافية, هذه الحقيقة: أن كمية الأمطار الهاطلة في العالم, لا تزيد ولا تنقص في كل الأعوام, إلا أن كميات تنتقل من مكان إلى مكان, فإذا كان هناك فيضانات في الهند, جفاف في الشرق الأوسط, ثلوج كثرة في أوربا, جفاف في أفريقيا, أما كميات الأمطار لا تزيد ولا تنقص على مر العصور والأيام على مستوى الأرض.
حسناً: كيف يقول عليه الصلاة والسلام:
((ما عام بأمطر من عام))
لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى, يجب أن نعتقد اعتقاداً جازماً: أن كل شيء قاله النبي عليه الصلاة والسلام وحي يوحى.
شيء آخر: النبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث صحيح, قال عليه الصلاة والسلام في حديث صحيح:
((ستعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً))
متى ستعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً؟ أي أنها كانت.
والآن: الربع الخالي في الجزيرة العربية, كشف عن ما تحت الرمال, فإذا حضارة عريقة, إذا قصور, وبساتين, وقنوات, ومجاري, ومسارح, معنى ذلك: أن الربع الخالي كان مروجاً وأنهاراً, ثم جاء الجفاف, وجاءت الرمال, فغطت هذه المعالم.
قال عليه الصلاة والسلام:
((ستعود بلاد العرب مروجاً وأنهاراً))
وهذه كلها أحاديث صحيحة, وردت بالبخاري ومسلم.
إذاً: النبي عليه الصلاة والسلام من خلال أحاديث, يعطينا دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم, فدنو البشر الذي خرج عن منهج الله, والذي غير خلق الله, أدى إلى جنون البقر.
هذا ما يستند عليه النبي صلى الله عليه وسلم في نهيه عن شيء :
أيها الأخوة, الإنسان صفاته الجسمية, العقلية, والاجتماعية, والنفسية, كمال في الرجل, وصفات المرأة الجسمية, والعقلية, والنفسية, والاجتماعية, كمال فيها, والرجل والمرأة متكاملان, هذه فطرة الله عز وجل, فلما اتجه الذكر إلى الذكر, نشأ مرض الايدز, وهذا المرض يئن منه البشرية.
أيها الأخوة, تصوروا دولاً عظمى, تملك مئات ألوف ملايين, تملك أعلى مخابر في العالم, تملك أعلى طاقة فكرية في العالم, كل هذه الدول تقف مكتوفة الأيدي, أمام أضعف فيروس على الإطلاق, كل عشر ثوان يموت إنسان في أمريكا بمرض الايدز.
في بعض الدول بأفريقيا, نسبة المصابين سبعين بالمئة من الشعب, في التقدير الأولي: أن هناك سبعة عشر مليون مصاب بالإيدز في العالم.
حسناً: النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((إذا كنتم في بلد فيها طاعون, إذا كنتم في هذا البلد, لا تخرجوا منها))
أما توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الدخول واضح, لئلا نصاب بالعدوى, أما عدم الخروج, لم يكن له تفسير سابق, الآن اكتشف: في إنسان له صحيح, وله مريض, هذا الإنسان حامل مرض, هو صحيح, لكنه يحمل الجرثوم, فلما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن خروج إنسان مقيم في بلد, مصابة بمرض عضال, هذا النهي مستند إلى أساس علمي, ولن تزيد الأيام السنة إلا تألقاً.
هذه من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم يا مسلم :
قال عليه الصلاة والسلام:
((مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً, فإن الكباد من العب))
وقال عليه الصلاة والسلام:
((من أكل التراب, فقد أعان على قتل نفسه))
من أكل: يعني من أكل فاكهة دون أن يغسلها, كأنه أكل التراب, معنى ذلك: هناك جراثيم ربما تفتك بالإنسان, هذه التوجيهات الصحيح.
قال:
((كان عليه الصلاة والسلام يشرب قاعداً, ولا يشرب واقفاً))
ولما قال:
((مصوا الماء مصاً))
يعني: الإنسان, الماء قد يكون بارد, اثنان أو ثلاثة, فإذا شربه غباً, انتقل الماء إلى جوفه مباشرة, والجوف سبع وثلاثون حرارته, هذا الفرق الحراري يحدث صدمة, ما هي الصدمة؟ قال: هناك عصب اسمه العصب الحائر المبهم, هذا العصب بين القلب والرئتين.
ويوجد اثنتا عشرة حالة في العالم موت مفاجىء, من شرب الماء البارد دفعة واحدة, العصب متصل بين المعدة والقلب, اسمه العصب المبهم, أو العصب الحائر, اسألوا عنه الأطباء يعرفونه, هذا العصب إلى الآن لم تعرف وظيفته بعد, إلا أنه متصل بين المعدة والقلب, فأي إحداث تأثير جاد, وفي المعدة, ربما انتقل هذا التأثير إلى القلب, ونهاه عن الحركة.
فالنبي قال:
((مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً, فإن الكباد من العب))
بل إن النبي عليه الصلاة والسلام وصل في سنته التي أوحاها الله إليه, إلى أدق التفاصيل في العلاقات الحميمة بين الزوجين, فقد نهى النبي الأزواج أن ينصرفوا عن أزواجهم, قبل أن يقضي الزوجة حاجاتها, وفي هذا ظلم لها, وتعقيد لها, من وصف هذه الأشياء الدقيقة.
لو تتبعت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا ما قرأت :
قرأت مرة: أن طبيباً لامعاً, بحسب علمه, يقترح أن يأكل الإنسان صباحاً خمسين بالمئة من حاجته الغذائية, الإنسان له حاجة يومية, يجب أن يأكل صباحاً خمسين بالمئة, السبب: لأن هذه الوجبة يليها ثماني ساعات عمل, أما وجبة الظهيرة, ينبغي ألا تزيد عن خمسة وثلاثين بالمئة, أما وجبة العشاء ينبغي ألا تزيد عن خمسة عشر بالمئة؛ خمسون, خمسة وثلاثون, خمسة عشر, الناس بالعكس, يعمل عشاء دسم, يذهب ينام, استيقظ صباحاً, كله للتخزين يذهب, أثناء يجب أن تحرق, ليس آكلاً صباحاً, أثناء يجب أن يحرق, ليس آكلاً, يدوخ.
هذا ما قاله الطبيب :
مرة سألنا طبيب, قلنا له: لو أن إنساناً نجا من أمراض القلب, والرئتين, والكبد, أمراض المفاصل, أمراض الأمعاء, أمراض الكولون, ما الذي يميته؟.
سألنا طبيباً فقال: لو أن الإنسان نجا من كل الأمراض, يموت بمرض اسمه تصلب الشرايين, فالإنسان عمره من عمر شرايينه, لو نجا من كل الآفات, ما الذي ينهي حياته؟ تصلب الشرايين, لأن القلب -أيها الأخوة- مضخة, والشريان أنبوب مطاطي, فإذا ضغط القلب الدم إلى الشريان, الشريان مرن, يتوسع بحسب الضغط, يتوسع, كأن تنفخ بالون يتوسع, لأن الشريان مرن إذا توسع, ما معنى مرن؟ ينبغي أن يعود إلى ما كان عليه, فإذا عاد إلى ما كان عليه, صار قلب الشريان, الشريان نقل الدم الحركة, هذه حركة قلب, فكل الشرايين في الجسم قلوب القلب, يضخ الدم الشريان, يتجاوب معه, يتوسع, يرتاح القلب, يتوسع, ثم يضغط, ينقل الدم لمحل ثان, وهكذا الشريان, إذا فقد مرونته, وتصلب جهد القلب, أكثر أمراض القلب, سببها: تصلب الشرايين.
أن الإنسان لما يكون مستلق, هذا الدم يمشي ببطء شديد, هذا القلب في الليل يضرب حوالي خمس وخمسين ضربة, فالدم يمشي ببطء, ماذا يوجد من مواد دهنية, تترسب بالجدران, تعمل كوليسترول, تعمل تصلب شرايين, فلذلك: هذا من توجيه النبي عليه الصلاة والسلام.
والله -أيها الأخوة- لو أمضينا وقتاً لا حدود له في دراسة توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.
هذا ما دهش به هذا الشخص من أمريكا :
أنا جاءني شخص من أمريكا, مدهوش بندوة تلفزيونية, رآها حول: أن ركوب الخيل يقي أمراض القلب, والكبد, والكليتين, بينما ركوب السيارة المريحة الفخمة, تجلب أمراض القلب, والكليتين, والكبد, تجلب, معنى: كل شيء الله صممه, هذا التصميم رائع جداً, فما علينا إلا أن نعكف على سنة النبي عليه الصلاة والسلام, ندرسها حديثاً حديثاً, ونعتقد اعتقاداً جازماً: أن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى.
أعود فأقول: عود على بدء: أن سيدنا سعد بن أبي وقاص, قال:
((ثلاثة أنا فيهن رجل, وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس؛ ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها, ولا سرت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما أقول حتى أنصرف فيها, ولا سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم, إلا علمت أنه حق من الله تعالى))
فكل إنسان يطبق السنة, يسعد في حياته.
متى يعذبنا الله سبحانه وتعالى, ومتى لا يعذبنا؟ :
آخر شيء أقوله لكم: قال تعالى:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
يعني: إذا كان سنة النبي صلى الله عليه وسلم مطبقة فينا؛ في بيوتنا, في أعمالنا, في محلاتنا التجارية, في بيعنا, في شرائنا, ما كان الله ليعذبنا, وإذا ما طبقنا: هناك عذاب لا يحتمل:
﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾
تشاهدون: كيف أن الناس يحملون ما طاقة لهم به؟:
﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾
صواعق أو صواريخ:
﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾
زلزال أو ألغام:
﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾
انظر الآيتين:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾
فإن لم تكن سنة النبي فينا, يعذبنا ربنا عز وجل:
﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾
﴿لَا تُنْصَرُونَ﴾
إذا ركنا إلى الذين ظلموا؛ إلى مبادئهم, إلى عقائدهم, إلى أنماط حياتهم, إلى سلوكهم, إلى قيمهم, إلى وسائلهم في احتفالاتهم, إلى صحونهم, إذا ركنا إليهم, مسنا العذاب, والله سبحانه وتعالى لا ينصرنا.
خاتمة القول :
أيها الأخوة, فهذا الدرس فيه دلائل نبوة النبي, وفيه أن الإنسان إذا خالف منهج رسول الله, سوف يدفع الثمن باهظاً, والعالم كله الآن يدفع أفدح الثمن, لأنه خالف سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام, والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم, الفاتحة.