الفتوى : 07 - هل نترك للشباب حرية اختيار مستقبلهم؟ .
- الفتاوى / ٠07الأخلاق والتزكية
- /
- ٠2تربية الأولاد
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل نستطيع أن نترك للشباب أن يختاروا مستقبلهم بحدّ ذاتهم أم نضغط عليهم كما يقول هذا الشاب؟ وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.الأخ الكريم / الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
أنا من أنصار أن يترك الأب لابنه الحرية، الإنسان لا ينبغ إلا باختصاص يحبه، فإذا أجبره أبوه على اختصاص لا يحبه لا ينبغ، وهذه ثابتة الآن في التعليم، ويوجد عندنا ذكاء نظري وذكاء عملي، وفي أكثر الدول الطلاب ثلاثة أنواع، ضعف ذكاء، وذكاء عملي، وذكاء نظري، الذي يملك ذكاء عملياً يذهب إلى المعاهد العملية، والذي يملك ذكاء نظرياً إلى الجامعات والكليات النظرية، أما نحن فنجبر طالباً بالشيء النظري وهو ميوله علمية فنكون قد أخطأنا بحقه، وهذا الكلام موجه إلى الآباء، عميد الأدب العربي أراده أبوه قاضياً لم يفلح في القضاء، وهناك الكثير من الحالات. يقول سيدنا علي: " ربوا أبناءكم وأدبوهم فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم."
الأب في الخمسينات أما الابن ففي التسعينات. الأب يقدم خبراته لابنه ويعطيه الأدلة والبراهين والشواهد، ويسمح لابنه بهامش حركة، هذا الهامش مهم جداً بحيث أن هذا الفرع يختاره هو.
وأنا لي كلمة في الشام أقولها لأخواننا الكرام: إن أبناءكم أغلى عندي منكم، يقولون: لماذا؟ أقول: أنتم زبائن مضمونون، أما أبنائكم فهناك من يخطفهم منكم، ألف جهة تخطفه، الابن مهم جداً الآن، وأنا أول مرة ألتقي معكم، وقد التقيت مع آبائكم كثيراً، وأتمنى أن تكونوا قرة عين لآبائكم، ولا تقدم لأبيك عملاً أعظم من أن تكون قرة عين له.
الدكتور محمد راتب النابلسي