- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠14برنامج ربيع الإيمان - قناة اليرموك
مقدمة :
المذيع :
أعزائي المشاهدين ؛ مرحباً بكم إلى حديقة ربيع الإيمان ، مع فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، في حلقة جديدة ، ونفهم إسلامنا كما أنزله الله عز وجل ليكون سبباً للنهضة ، أهلاً وسهلاً فضيلة الشيخ ، سيدي نعرف أن للإنسان علة وجود في هذا الكون ما هي علة وجوده ؟ وما هي المهمة الأساسية له في هذه الحياة الدنيا ؟
الإنسان كائن متحرك لتلبية حاجاته :
الدكتور راتب :
لو أن إنساناً فرضاً سافر إلى باريس ، وسأل هذا السؤال : أين أذهب في باريس ؟ نعجب من هذا السؤال ، نقول له : لماذا أتيت إلى هنا ؟ إن جئت طالب علم فاذهب إلى المعاهد والجامعات ، وإن جئت سائحاً فاذهب إلى المقاصف والمتنزهات ، وإن جئت تاجراً فاذهب إلى المعامل والمؤسسات ، فما الذي يصحح حركة الإنسان ؟
بادئ ذي بدء ؛ الإنسان كائن متحرك ، هذه الطاولة كائت ساكن إلى مئات السنين، أما الإنسان فكائن متحرك ، ما الذي يحركه ؟ أودع الله فيه حاجة إلى الطعام والشراب ، لولا الجوع ما رأيت على الأرض شيئاً ، جاحة الإنسان للطعام والشراب تحركه ، يبحث عن عمل ، يدرس ، يتعين بوظيفة ، يتاجر ، يزرع أرضه ، لولا حاجته للطعام والشراب أولاً حفاظاً على وجوده كإنسان لا يتحرك ، فهو كائن متحرك ، لأن الله أودع فيه حاجات ثلاث ، الأولى حاجته إلى الطعام والشراب ، الثانية ؛ هو بحاجة إلى شريك في حياته ، الحاجة إلى الجنس لتأسيس أسرة ، لإنجاب أولاد ، والحاجة الثالثة حاجته إلى التفوق ، فكل إنسان على وجه الأرض في الستة آلاف مليون هناك حاجات ثلاث في أعماقهم تحركهم ، لولا هذه الحاجات ما تحركإنسان، يتحرك ليأكل ، ويتحرك ليتزوج ، ويتحرك ليتفوق ، الحاجات تحركه إذاً هو كائن متحرك .
المذيع :
فضيلة الدكتور الغرائز هي التي تنتج الحركة .
الشهوة أحد أسباب الوصول إلى الله عز وجل :
الدكتور راتب :
طبعاً ، لكن بالمناسبة لولا أن الله عز وجل أودع فينا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسموات ، هي المحرك ، حينما تأخذ من الشهوة ما سمح الله لك بها ترقى عند الله، وحينما تأخذ منها ما حرم عليك تسقط ، فالشهوة ترقى بها إذا أخذت منها ما سمح الله لك به ، ويسقط الإنسان عند الله إذا تحرك تحقيقاً لشهوته بغير ضابط ، وبغير منهج ، أي في الإسلام لا يوجد حرمان يوجد تنظيم ، المرأة يوجد زوجة ، أم ، أخت ، بنت ، لكن لا يوجد خليلة في الإسلام ، المرأة هناك ناظم للعلاقة بها ، المال له ناظم ، العلاقات لها ناظم ، الله عز وجل أودع بنا الشهوات كي نرقى بها إلى رب الأرض والسموات ، للتقريب المركبة ما الذي يحركها ؟ المحرك الشهوة ، وما الذي يصوب حركتها ؟ العقل ، وصاحبها هو الإنسان ، فالمركبة لها صاحب ولها مقود ولها محرك ، فالمحرك هو الشهوة ، والعقل هو المقود ، والإنسان هو صاحب المركبة ، إذاً الشهوات أودعها الله فينا كي نرقى إليه ، أنت متى ترقى إلى الله ؟ أنا أخاطب أي إنسان ، إذا ترك شيئاً محبباً له لكنه حرام يرقى ، وإذا أقبل على شيء محبب إليه ولكنه حلال يرقى ، أنت ترقى مرتين ، حينما تأخذ من الشهوة ما سمح الله لك به ، وترقى أيضاً إذا تركت ما حرم عليك .
هذه الشهوات هي ميول شديد جداً ، فلذلك الإنسان حينما يفهم حقيقة الشهوة يتعامل معها كسلم ترقى به لرب الأرض والسموات .
المذيع :
فضيلة الدكتور هذا فهم جميل للشهوات ؛ إنها محفز لحركة الإنسان .
الدكتور راتب :
أكبر حافز للإنسان ، أقول لك مرة ثانية : لولا الشهوات لا يوجد جنة أساساً ، طريقنا إلى الجنة الشهوات ، الإنسان يرقى حينما يضحي بحياته في سبيل الله ، الحياة محببة للإنسان ، يرقى حينما يبتعد عن الفاحشة خوفاً من الله ، يرقى حينما يركل بقدمه مبلغاً ضخماً لكنه من حرام ، يرقى بترك المحرمات وأخذ الحلال ، فالشهوات أحد أسباب وصولنا إلى الله عز وجل .
المذيع :
فضيلة الدكتور نعود إلى محور هذه الحلقة الحديث عن علة الإنسان ومهمته الأساسية في هذه الدنيا ، ولكن ما هي المحاور الأساسية لهذا الحركة ؟
علة وجود الإنسان في الدنيا دفع ثمن الجنة :
الدكتور راتب :
كلمة بسيطة ؛ عندما خلقنا الله عز وجل خلقنا للجنة ، الجنة لها ثمن ، جاء بنا إلى الدنيا لندفع الثمن ، علة وجودنا في الدنيا دفع ثمن الجنة ، الدليل قال تعالى :
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
ثمن الجنة أن تصدق أنك مخلوق للجنة ، هذا التصديق ينطلق منه الانضباط ، تنضبط بالشرع ، وهذا التصديق ينطلق منه العمل الصالح ، فكأن صفات المؤمنين التصديق بالجنة أولاً ، والانضباط ثانياً ، والعمل الصالح ثالثاً ، يقابله الذين غفلوا عن الله كذبوا تكذيباً عملياً بالجنة ، والتكذيب العملي أبلغ من التكذيب اللفظي ، مثلاً إنسان مريض زار طبيباً ، وصف له وصفة معينة ، لكن هذا المريض ليس قانعاً بهذا الطبيب ، مع أنه دفع له الأتعاب وسلم عليه بحرارة وشكره ، لأنه لم يشتر الدواء الذي وصفه له هو ليس قانعاً به ، فهناك تكذيب عملي أخطر من التكذيب النظري ، الإنسان حينما لا يهاجم الدين لكن لا يصدق أحكام هذا الدين معنى هذا أن في أعماقه عقدة لا يرى أن الربا محرم ، يأكل الربا ، ويقول كلمات تناسب من ينتقده ، فحينما لا ترى غض البصر منهجاً أساسياً في حياة الإنسان ، يملأ عينيه من محاسن النساء ، فالقضية في الدين خطيرة ، هذا دين الله عز وجل منهج قويم يصل إلى تغذية العقل والقلب والجسم معاً ، فالشهوات محفزات للآخرة ، وبها نرقى إلى الله عز وجل .
المذيع :
فضيلة الدكتور البعد الأساسي بالتدين هو البعد العملي وليس فقط البعد النظري كما يفهمه كثير من المسلمين ؟
تطبيق منهج الله انطلاقاً من حبّ الإنسان لسلامته و سعادته :
الدكتور راتب :
كلامي دقيق جداً أريد أن أطمئن ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، أنا كلامي دقيق جداً ، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة طاهرة مسعدة تسري خلالها ، ليس في الإسلام حرمان ، لكن هناك تنظيماً، الإنسان أعقد آلة في الكون تعقيد إعجاز لا تعقيد عجز ، ولهذه الآلة بالغة التعقيد صانع حكيم ، وله تعليمات التشغيل والصيانة ، فانطلاقاً من حرص الإنسان على سلامته، وحرصه على سعادته ، يطبق تعليمات التشغيل ، هو القرآن الكريم والسنة ، القضية دقيقة جداً أنت كائن معقد تعقيد إعجاز ، كائن غال على الله كثيراً و معك تعليمات ، فانطلاقاً من مصلحتك الذاتية ، من حبك لسلامتك ، من حبك لكمال وجودك ، من حبك لاستمرار وجودك تطبق منهج الله .
المؤمن مع الله و هو موعود بنصره :
هناك مشكلة عند أهل الدنيا الذين غفلوا عن الله ، عنده قلق عميق أنه ماذا بعد الموت ؟ يتعب يتعب يتعب إلى أن يصل إلى أعلى درجة يأتي ملك الموت ، هذه مشكلة كبيرة، يعاني من تجارب متعددة بعد النضج يأتي ملك الموت ، يصل إلى أعلى منصب يأتي ملك الموت ، يصل إلى أكبر ثروة يأتي ملك الموت ، كلما حقق شيئاً في الدنيا الموت ينتظره ، هذه حالة فيها انفصام شخصية ، أما المؤمن فله حال آخر ؛ هو مع الله ، هو في الدنيا مع الله ، وإذا مات مع الله ، كما قلت قبل لقاء سابق : خطه البياني صاعد صعوداً مستمراً ، والموت نقطة على هذا الخط ، عنده أمن للمستقبل ، لأن الآية الكريمة :
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
لنا ولم يقل علينا ، المؤمن موعود بنصر الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
هذا الوعد زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ﴾
﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾
أنت دخلت بالوعد الإلهي ، مرة كنت بجلسة فيها عدد كبير من الأشخاص ، أحب أحدهم أن يلقي برأي معارض قال لي : تقول : المؤمن سعيد مثله مثل أي إنسان آخر ، قلت له: اشرح ، قال : إذا كان هناك أسعار مرتفعة يعاني منها كما يعاني غير المؤمن ، وإذا كان هناك حر شديد يعاني المؤمن من الشر ، فأين فضله ؟ أنا خطر في بالي مثل قلت له : لو أن إنساناً عنده ثمانية أولاد ، ودخله قليل جداً لا يكفيه طعاماً لأيام ، وبيته بالأجرة ، وعنده مشكلات، وله عم يملك خمسمئة مليون مات بحادث ، وليس له أولاد ، فحسب قواعد الإرث ينتقل إلى ابن الأخ هذا المال لأنه الوريث الوحيد ، لكن حتى يستطيع أن يأخذ المال هناك معاملات وحصر إرث ومالية وضرائب ، فبعد عام يقبض المبلغ ، لماذا في هذا العام هو أسعد إنسان ؟ إن وجد بيتاً رائعاً يقول : سأشتريه ، إن رأى مركبة فارهة يقول سأشتريها ، ما أخذ شيئاً إطلاقاً ، فالمؤمن أحد أسباب سعادته في الدنيا أن الله وعده بالجنة ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
الذي يتمتع بالدنيا عنده قلق عميق ماذا بعد ؟ أكثر الناس يصاب بفالج ، يصاب بسرطان ، يصاب بورم خبيث ، هناك قلق عام ، يا ترى إذا كبرت في السن هل تبقى زوجتي على هذا الولاء والحب أم تتفرغ لأولادها وتنساني ؟ عنده قلق عميق ، أما المؤمن فقد قال تعالى:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ﴾
أروع شيء في حياة المؤمن خريف العمر ، كان في الشام عالم بلغ من العمر ثمان وتسعين سنة ، بدأ بالتعليم في السنة الثامنة عشرة من حياته ، وتوفاه الله في الثامنة والتسعين ، علّم ثمانين سنة ، كان يرى الشاب في الطريق ، يقول له : يا بني أنت كنت تلميذي ، وكان أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي ، وكان منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، بالثامنة والتسعين ، حينما يُسأل يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ يقول : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً .
أنا أقول : المؤمن أمامه خريف عمر رائع جداً .
المذيع :
يحتاج إلى ربيع الإيمان .
الدكتور راتب :
إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم .
المذيع :
فضيلة الدكتور نلاحظ أن محور التدين ليس هو الله عز وجل فقط ، محور التدين هو الإنسان ، وثمرات الإيمان تعود بالنفع الكبير على الإنسان نفسه .
ثمرات الإيمان تعود بالنفع الكبير على الإنسان نفسه :
الدكتور راتب :
الحقيقة المنافع لا تعد ولا تحصى يؤكدها قول النبي صلى الله عليه وسلم :
((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ))
لن تحصوا الخيرات ، تحصوا الثمرات ، سعادة نفسية ؟ سعادة نفسية ، توازن ؟ توازن ، شعور بالغنى ؟ شعور بالغنى ، شعور بالكرامة ؟ شعور بالكرامة ، راحة بال ؟ راحة بال، قال تعالى :
﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾
زواج ناجح ؟ زواج ناجح ، أولاد أبرار ؟ أولاد أبرار ، مكانة اجتماعية ؟ مكانة اجتماعية ، ولن تحصوا .
المذيع :
لذلك التفرد في عالم الإيمان أن يصلح القلب الذي شغل هذه الماكينة وهي الجسد وليس التفرد في عالم الإيمان أن نصلح حاجات الإنسان .
تميز المؤمن في الدنيا قبل الآخرة :
الدكتور راتب :
الدليل قوله تعالى :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
هناك تميز في الدنيا قبل الآخرة ، تميز وخصائص رائعة جداً ، ثمار الإيمان رائعة، أنت عرفت خالق الأكوان طبقت منهجه ، أنت تحت مظلته ، أنت برحمته ، أنت بعطفه ، أنت بحنانه ، الإنسان بالمجتمعات المعاصرة يكون له علاقة مع إنسان قوي ، يشعر براحة نفسية وبقوة وباستعلاء على الناس ، أما إذا كان لك علاقة مع خالق الأكوان :
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنـــــــــا فإنا منحنا بالرضا مـــن أحبنـــــــــــــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنـــابنـــــــــــــــــا لنحميك مما فيه أشرار خلقنـــــــــــا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغــــــــــل وأخلص لنا تلقى المسرة و الهنـــــــا
* * *
فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي رأوه لما وليت عنا لغيرنــــــــــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـــة لمــــت غريباً واشتياقــــــــــــاً لقربنــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــــى سهولته قلنـــــــا لـــــــــــه قـــــد جهلتنا
* * *
المذيع :
ما شاء الله معاني جميلة جداً جداً ، الحقيقة الإيمان بهذه الطريقة أعتقد أنه يحل كل مشاكلنا ، إن كانت مشاكل نفسية ، أو مادية ، أو عضوية ، أو خارجية ، أو حتى على مستوى المجتمعات .
السكينة أكبر عطاء من الله للإنسان :
الدكتور راتب :
الدليل قوله تعالى :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾
الآية الثانية :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
هذه الحياة الطيبة ، حياة التوازن ، التماسك ، الثقة بالله عز وجل ، حياة الراحة النفسية ، حياة السعادة ، الله عز وجل يلقي بقلب المؤمن سكينة ، أنا أعتقد أكبر عطاء من الله السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، سيدنا إبراهيم وجدها في النار ، وسيدنا النبي بالغار ، والأنبياء العظام سيدنا يونس في بطن الحوت ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء .
خاتمة و توديع :
المذيع :
هذا الإيمان الرائع يدعونا للحديث أكثر إن شاء الله في لقاء آخر ، حتى نلقي الضوء على كيفية حصول هذا الإيمان بالقلب ليسعد الإنسان ، ولتسعد الأمة ، وليسعد المجتمع.
فضيلة أستاذنا الدكتور لا يسعني في نهاية هذه الحلقة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل، وأسأل الله عز وجل أن يزيدك علماً وفهماً وبياناً .
أعزائي المشاهدين أتقدم إليكم بالشكر الجزيل على مواصلة الاستماع لنا ، ونسأل الله عز وجل أن ألقاكم في حديقة ربيع الإيمان مع زهرة جديدة مع فضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، وإلى حلقة قادمة إن شاء الله ، وجزاكم الله خيراً ، وشكراً لك فضيلة الأستاذ ، وبارك الله فيك .