الغيبة لا تقْتَصِرُ على اللِّسان فهناك أساليب ذَكِيَّة يفعلها الإنسان ويظنّ أنَّهُ نجى من الغيبة لذلك ما كَرِهْتَ أن تُواجِهَ به أخاك في حَضْرَتِهِ فَهُوَ غيبة و النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهَوى إنْ هو إلا وَحْيٌ يوحى فضَبْطُ اللِّسان أحد أرْكان الاسْتِقامة
الجُرْأةُ على الناس في غَيْبَتِهِم كالتَّزَلُّفِ إليهم بِحَضْرَتِهم و البطولة أن لا نخاف الشيطان بل نخاف الله إنْ كنا مؤمنين فأسلوب العَيْش مع الناس هو أنْجَحُ الأساليب
الغيبة من أكبر الكبائِر فحكم السامع للغيبة كحكم المغتاب ومن لم ينكر الغيبة فقد عصى الله تعالى و لا يجوز أن تُتابِع مَجْلس يُسْتَهزأُ بآيات الله أو مَجْلس فيه خَوْض لأن الإنسان لما يكون فارِغاً من العِلْم فلن يكون له حديثٌ آخر غير الغيبة
الإنسان إما أن يتحرَّك وِفق هدى الله وإما على وسْوَسَة الشيطان فأوَّلُ باعِث من بواعث الغيبة أنَّها تَشفي الغَيْظ ، الحياء من الإيمان و من بواعث الغيبة أن يُنْسَب للإنسان شيء زوراً وافْتِراءً و من أكبر بواعث الغيبة الحَسَد و الكبر يتناقض مع العبودية لذلك إذا لم يُعْجِبْك الشَّرْع فَسَوْفَ تُواجِهُك مُشْكِلات كبيرة جداً
حقوق الله مَبْنِيَّةٌ على المُسامَحَة بينما حُقوق العِباد مَبْنِيَّةٌ على المُشاحَحَة و مساوىء الأخْلاق تُعالج بالعِلْم والعَمَل و مُشْكلة المُسْلمين أنَّ إسْلامَهَم شعائِري وليس تعامُلياً فالإسلام دين تعامل فالذي يَغْتابُ بِدافِعِ الحَسَد فقد وَقَع في مَعْصِيَتَيْن و الغضب لله تعالى لا يُجيزُ لك أن تغْتاب أحداً
أخطر شيء أن يتخذ الإنسان قراراً متسرعاً من دون تحقق فالبيان يطْرد الشيطان و التَجَسُّس من ثمرات سوء الظنّ لأن سوء الظنّ حرام مثل سوء القَوْل و يجوز التَظَلُّم في باب التظَلُّم و حقوق العباد مَبْنِيَّةُ على مُشاححة وحقوق الله تعالى مَبْنِيَّة على المسامحة