- ٠10علم الوقف والابتداء
- /
- ٠10علم الوقف والابتداء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، السكت في اصطلاح القراء هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف التلاوة، إذاً أعيد قطع الصوت إذاً في عندي صوت ماشي سوف ينقطع أين سينقطع؟ على حرف قرآني من حروف القرآن، طيب ينقطع فترة كم؟ ينقطع بزمن لا يتنفس فيه عادة يعني زمن أقل من زمن التنفس العادي، طيب بنية قطع التلاوة؟ قال لا بنية استئناف القراءة، قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة.
نحن نقرأ القرآن في أغلب بلاد المسلمين برواية حفص عن عاصم وحفص رحمه الله روى عن شيخه عاصم أنه كان يقطع صوته كما فعلنا في أربع مواضع في القرآن الكريم، هذا واحد منها وهو قوله تعالى: ( كلا بل* ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )، ونعلم أن ( بل ) في اللغة العربية حرف اضراب، وران بمعنى غطى ران فعل ماضي بمعنى غطى، غطى على قلوبهم والعياذ بالله ما كانوا يكسبون أي الأفعال والمعاصي والمخالفات التي كانوا يفعلونها، غطت على قلوبهم فلم تعد قلوبهم تفقه ولم تعد قلوبهم تعي، فكلمة ( بل ) أداة وران فعل ماض مستقل بعده، لو وصلنا بل مع ران، آخر بل لام ساكنة ران أولها راء متحركة وهما من مخرجين متجاورين على رأي الخليل بن أحمد وابن الجزري ومن مخرج واحد على رأي الفراء رحمه الله، فسواء قلنا هكذا أو هكذا، أجمعت العرب على إدغام اللام في الراء في أي كلمة كانت إذا سكن الأول، يعني العرب لا تقول ( بلْ رَان )، هكذا مظهرة لا تقولها تقول ( برَّان )، فإذا وصلنا لا بد من إدغام اللام في الراء العرب لا تقول ( قلْ رَّب)، بالإظهار وإنما يقولون ( قرَّب )، ويعتبرون ذلك لحنا، لو قلت أمام عربي فصيح ( قلْ رَّب )، يضحك منك ما اعتادها ولا سمعها في حياته ( قُرَّب )، لا بد من إدغام اللام الساكنة في الراء التي بعدها فهنا لو وصلنا لتعين علينا أن نقول: ( كلا برَّان على قلوبهم )، فالحكمة من هذا السكت هو مروي، لكن هل لهذه الرواية من تعليل؟ التعليل أن يعلم السامع أن ( بل ) أداة ( وران )، فعل مستقل عنها، بل ران بل غطى على قلوبهم ما كانوا يكسبون ولو وصلناها لقلنا ( برَّان )، فلعلها تلتبس عند بعض السامعين بكلمة واحدة على وزن فعَّال أو أنها مثنى ( برٌ، و، بر )، ماذا يكونان؟ ( برَّان )،
فحتى لا تلتبس هذا الالتباس، كان حفص رحمه الله يسكت على اللام فيقول: ( كلا بل* ران على قلوبهم )، لاحظوا أني سكت سكتة قصيره لم أتنفس فيها وهي أقل من زمن التلاوة، وتتناسب فترتها مع سرعة القراءة إذا كانت القراءة كما قلنا في درس سابق بالتحقيق والتؤدة فتكون السكتة أطول منه إذا قرأنا بالتدوير، وإذا قرأنا بالتدوير تكون أطول من لو أننا قرأنا بالحدر، الذي هو السرعة انتبهنا، إذاً زمن السكت يتناسب مع سرعة القراءة، هذا الوضع من أربعة مواضع ستأتي الثلاثة الباقية معنا إن شاء الله أحدها في الكهف والثاني في سورة يس والثالث في سورة القيامة، إن شاء الله تأتي في مواضعها، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.