وضع داكن
26-02-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 040 - 113 ) - علم الوقف والابتداء - المحاضرة(05-12) : بعض حالات الوقف والابتداء.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، أخوانا الكرام، بحمد الله تعالى في الحلقة الماضية كنا قد أنهينا الكلام عن قواعد الوقف والابتداء، ومن باب التطبيق لبعض تلك القواعد تكلمنا عن أنواع الوقوف وذكرنا من جملتها نوعاً سماه علماءنا الاختباري أو الاضطراري، الاختباري بمعنى أن الأستاذ يسأل التلميذ كيف تقف على كلمة كذا لو ضاق نفسك لو نسيت هذا اسمه وقف اختباري ونفسه يكون اضطراريا بمعنى أن الإنسان وهو يقرأ ينسى أو يضيق نفسه أو يأتيه عطاس أو سعال، فكيف يقف على هذه الكلمة؟ الأصل أن نقف على مرسوم الخط هذا يجب أن نضعها قاعدة عامة وكل ما سنتكلم بعده يكون حالات خاصة من بعض الكلمات الأصل أن العرب كلامهم مبني على البدء بالكلمة والوقف على الكلمة، لاحظوا مثلاً:

﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾

[ سورة الأحزاب: 59]

 كتبت ( غفورا ) بألف في الخط العربي القديم قبل النبوة، لأن كلام العرب يكتب على توهم البدء بالكلمة والوقف على الكلمة، مثلاً نقول ( واستعمل )، نجد بأن واو ألف مع أن هذه هي أصلها ( استعمل )، مع أنها إذا وضع قبلها واو لا تنطق هذه الهمزة ( همزة الوصل )، لكن الخط العربي مبني على هاتين القاعدتين توهم البدء بالكلمة والوقف عليها احتمالين.
إذاً يا اخوة، هناك في القرآن العظيم بعض الكلمات حذفت منها بعض الحروف فكيف نقف عليها؟ من ذلك حرف الألف حذف في بعض الكلمات ونأخذ مثالاً على ذلك أداة النداء ( أيها )، يأتي في القرآن كثيراً ( يا أيها )، فجاءت أيها في ثلاثة مواضع في القرآن العظيم ليس في آخرها ألفا يعني ( أي ه )، هاء عليها فتحة وليس بعد الهاء ألفاً جاء ذلك على نية الوصل، لأنه صادف أن كان بعد أداة النداء هذه همزة وصل، فتعلمون أنه عند التقاء الساكنين إن كان الساكن الأول حرف مد يحذف من النطق فحذف من الخط هكذا قال العلماء، وأنا أقول الله أعلم لِمَ حُذِف لكن يقولون حذف من الخط أو كتبت هكذا على نية الوصل، من ذلك قوله تعالى في سورة النور التي سنأتيها في الحلقة القادمة نأتي على تلاوتها قوله تعالى:

﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة النور: 31]

 ( أيُّهَ المؤمنون )، ( أيُّهَ )، ليس في آخرها ( ألف ) تجدون آخرها هاء عليها فتحة، طيب في الوصل نقول ( أيَّهَ المؤمنون )، لا إشكال لكن لو اضطررنا أو سؤلنا كيف نقف على كلمة الأولى؟ نقف هكذا ( وتوبوا إلى الله جميعا أيُّهْ )، ولا نقف ( أيها )، اتباعا لخط المصحف الشريف هكذا كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن نتبع ما جاء من عند الله عز وجل.
هناك موضع آخر جاءت ( أيها )، من غير ألف وهي قوله تعالى في سورة الزخرف:

﴿ وَقَالُوا يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ ﴾

[ سورة الزخرف: 49]

 عندما نقف عليها وقفا اضطراريا أو اختباريا ( يا أيُّهْ )، الموضع الثالث والأخير في سورة الرحمن:

﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ ﴾

[ سورة الرحمن: 31]

 لو اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( سنفرغ لكم أيُّهْ )، ونبدأ نعيد فنقول ( أيُّهَ الثقلان )، ما قلته على هذه المواضع الثلاثة نلاحظه على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم التي تبين لنا هذه المواضع الثلاث في السور الذي ذكرتها.
أمثلة على الوقف الاختباري ( أو الاضطراري )، ما حذفت منه الألف ( أيُّهَ المؤمنون )، في سورة النور نقف عليها ( أيُّهْ )، ( يا أيُّهَ الساحر )، في الزخرف نقف عليها ( يا أيُّهْ )، ( أيُّهَ الثقلان )، الآية الثلاثون من سورة الرحمن نقف عليها ( أيُّهْ ).
 نأتي الآن إلى أمر ثان قد حذفت منه الألف في القرآن العظيم، هناك قاعدة أرجو أن تنتبهوا لها تفيدكم أيضاً في اللغة كما تفيدكم في قراءة القرآن الكريم، إذا دخل حرف من حروف الجر على ( ما )، التي للاستفهام تحذف ألف ( ما )، وصلاً ووقفاً عند أغلب العرب، وقليل من العرب من يبقيها أما أغلب العرب فهم يحذفونها وعلى حذفها كتبت في القرآن العظيم كله فنجد في القرآن الجزء الثلاثين المعروف:

﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴾

[ سورة النبأ: 1]

 أصلها ( عن ما يتساءلون )، يعني عن أي شيء يتساءلون فكتبت ( عين ميم ) فقط وتقرأ هكذا ( عمَّ يتساءلون )، فإذا وقفنا عليها اضطرارياً أو اختباراً نقف ( عمّْ )، بالسكون المشدد على الميم مع الغنة، أيضاً عندنا في نفس الجزء في جزء عم:

﴿ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ﴾

[ سورة النازعات: 43]

 أصلها ( في ما أنت من ذكراها )، فإذا وقفنا عليها اضطراراً أو اختباراً نقف هكذا ( فيمّْ )، أيضا في سورة النمل قالت بلقيس:

﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾

[ سورة النمل: 35]

 أصلها ( بما يرجعا المرسلون )، دخلت الباء الجارة على ما الاستفهامية فنقف عليها اضطراراً أو اختباراً ( بمْ )، هكذا بتسكين الميم:

﴿ فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾

[ سورة الطارق: 5]

 أصلها ( من ما خلق )، يعني من أي شيء خلق فإن اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( فالينظر الإنسان ممّْ )، هكذا بالسكون المشدد على الميم مع الغنة ولا نقول ( ممَّا )، لأن الألف ساقطة وقفاً ووصلا أعود فأقول هذه فائدة لغوية قرآنية.
نرى ذلك على اللوحة التعليمية، أمثلة على الوقف الاختباري أيضاً، ما حذفت منه الألف:

﴿ فِيمَ أَنْتَ ﴾

[ سورة النازعات: 43]

نقف عليها ( فيمْ )، بم يرجع المرسلون، نقف عليها ( بمْ )، ( ممَّ خلق )،( ممّْ )، هذا بالنسبة لألف.
 إذاً ذكرنا مواضع تحذف منها وهي ( فيمَ أنت )، وكذلك ( أيُّهَ الثقلان )، بقي أن ننبه على شيء وهو مَوضِعان كتبت نون التوكيد الخفيفة في هذين الموضعين كأنها تنوين نصب، وهذا على لهجة بعض العرب الذين يعاملون النون الخفيفة المؤكدة، يعاملونها معاملة تنوين النصب، فالأصل أن يقول الإنسان لآخر أكتبنْ، اذهبنْ، إذا أراد أن يؤكد الأمر، بعض القبائل العربية إذا أكدوا ووقفوا يقولون ( اكتبا )، ( اذهبا )، ولا يلتبس بالمثنى لأن الحال يتدخل في الموضوع، هناك السياق أو وإنسان يخاطب مفرداً وقال له اكتبا، لا يفهم بأنهما شخصان، هذا الأمر جاء في القرآن العظيم في موضعين قوله تعالى:

﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾

[ سورة يوسف: 32]

 فإن وقفنا عليها اضطراراً أو اختباراً نقف عليها ( وليكونا )، لو فتحتم المصحف على هذه الآية في سورة يوسف تجدونها قد كتبت بألف على هيئة التنوين، أيضاً الموضع الثاني والذي لا ثالث لهما قوله تعالى:

﴿ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَ بِالنَّاصِيَةِ ﴾

[ سورة العلق: 15]

لنسفعاً نون التوكيد الخفيفة، وفي الوصل تقلب ميماً لمجيء باء بعدها، فتصير ( لنسفعاً بالناصية )، فإن وقفنا عليها اختياراً أو اضطراراً فنقف عليها ( لنسفعا )، وهذان المثالان لم أجعل لهما لوحة في هذه الحلقة.
 الواو أيضا حذفت من بعض الأفعال في القرآن العظيم تعلمون بأن الواو إن جاءت عين الفعل، يعني الحرف الأخير من الفعل تثبت، مثلاً: ( يدعو)، بوزن يفعل لكن في بعض المواضع جاءت بعض الأفعال وبعدها ساكن كما أسلفت فيحذف حرف المد وهو الواو في الوصل فكتبت كذلك على نية الوصل من ذلك قوله تعالى:

﴿ وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ﴾

[ سورة الإسراء: 11]

 نقف عليها اضطراراً ( ويدعْ )، بتسكين العين قوله تعالى:

﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ﴾

[ سورة الشورى: 24]

 نقف عليها ( ويمحْ ):

﴿ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ﴾

[ سورة القمر: 6]

 نقف عليها ( يوم يدعْ ):

﴿ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾

[ سورة العلق: 18]

 نقف عليها ( سندعْ )، وبقي عندنا موضع خامس وهو قوله:

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة التحريم: 4]

 ( صالح المؤمنين )، هذه اختلف العلماء فيها قال بعضهم هي مفرد ( صالح المؤمنين )، وعلى ذلك لا دخل لها في بحثنا، وقال بعضهم أصلها ( وصالحوا المؤمنين )، فإن كانت كذلك وكتبت فيها من غير واو نقف عليها اتباعاً للرسم ( وصالحْ )، أعود فأقول نقف اضطراراً أو اختباراً.
 سنعرض اللوحتين ، كيف نقف عليها؟ أمثلة على الوقف الاختباري أو الاضطراري، ما حذفت منه الواو:

﴿ وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ﴾

[ سورة الإسراء: 11]

 نقف عليها ( ويدعْ ):

﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ﴾

[ سورة الشورى: 24]

 نقف عليها ( ويمحْ ):

﴿ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ﴾

[ سورة القمر: 6]

 نقف عليها ( يوم يدعْ )، أيضاً في اللوحة التي تليها:

﴿ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ﴾

[ سورة العلق: 18]

 نقف عليها ( سندعْ )، قوله تعالى:

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة التحريم: 4]

 لو اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( وصالحْ )، هذا ما يتعلق بالألف المحذوفة والواو المحذوفة من آخر بعض الكلمات في القرآن العظيم، بحول الله تعالى في الحلقة القادمة نتكلم على بعض الكلمات التي حذفت من آخرها الياء كيف نقف عليها وكيف نعاملها، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور