وضع داكن
21-11-2024
Logo
تربية الأولاد إصدار 2008 - الدرس : 25 - التربية الاجتماعية -8- آداب الطعام - 2 ذكر اسم الله
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

التربية الاجتماعية:

أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الخامس والعشرين من دروس تربية الأولاد في الإسلام، ولا زلنا في التربية الاجتماعية.
وقد تحدثت في درس سابق عن آداب الطعام، وسأتابع هذا الموضوع في هذا الدرس إن شاء الله.

آداب الطعام:

أولاً مما هو ثابت أن الإسلام عقيدة، وعبادة، ومعاملات، وآداب، إن صحت العقيدة صحت العبادات، وصحت المعاملات، ولابدّ من آداب تزين هذه العبادة أي موضوع في الدين يصنف مع العقائد، أو مع العبادات، أو مع المعاملات، أو مع الآداب، ونحن في آداب الطعام مع القسم الرابع من أبواب هذا الدين العظيم.

1 ـ غسل اليدين والفم قبل الطعام و بعده:

ورد في بعض الأحاديث أن:

(( بركة الطعام الوُضُوء قبلَه، والوضوء بعدَه ))

[أخرجه أبو داود والترمذي عن سلمان الفارسي ]

وقد أشار شُراح الحديث إلى أن الوضوء هنا لا يعني وضوء الصلاة، ولكن يعني غسل اليدين والفم قبل الطعام، فالإنسان يمسك بيده شيئاً ملوثاً، قد يمسك بيده حذاءه أحياناً، قد يضع يده على شيء غير طاهر فيه غبار، فحينما يغسل يديه قبل الطعام معنى ذلك أنه ضمن ألا تنتقل بعض الجراثيم إلى طعامه.
ولا تنسوا أيها الأخوة أن أمراض القذارة في الأرض ضحاياها يزيدون عن ثلاثمئة مليون، هذا إحصاء منظمة الصحة العالمية، ثلاثمئة مليون في الأرض مصابون بأمراض القذارة

وهذا الدين العظيم أمرنا أن نغسل أيدينا جيداً، وفمنا جيداً، الإنسان يمشي في الطريق هناك غبار، هناك دخان عوادم سيارات، يمسك شيئاً غير طاهر، يصافح إنساناً يده ملوثة فرضاً، يستخدم حذاءه، يمسك حذاءه، فهذه اليد أمسكت أشياء كثيرة، فمن أجل ألا يدخل إلى جوف الإنسان الجراثيم ينبغي أن يغسل يديه قبل الطعام، وبعد الطعام، قبل الطعام ضماناً لعدم انتقال الجراثيم، وبعد الطعام تنقية لليد من آثار الطعام والفم كذلك، هذا من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام.
وهناك حديث آخر: 

(( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ اللَّهُ خَيْرَ بَيْتِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ وَإِذَا رُفِعَ )) 

[ أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك ]

لذلك بفضل هذا الدين العظيم أمراض كثيرة جداً العالم الإسلامي معافى منها بفضل آداب الإسلام.

2 ـ ذكر اسم الله عز وجل على الطعام قبل أكله:

يوجد شيء آخر:

(( فإذا أكل أحدكم طعاماً فليذكر اسم الله عليه ))

[أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدرامي وابن حبان عن عائشة أم المؤمنين ]

لماذا ؟ قبل أن تأكل تقول بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الطعام من صنعه ؟ هذا الحليب فضل من ؟ 

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾ 

( سورة النحل الآية 5 )

الحليب، ومشتقاته الحليب، والألبان، والأجبان، والسمون، هذه المادة الأساسية الأولى، هذه البقرة من خلقها ؟ معمل صامت، مذللة، فإذا جنت البقرة تُقتل فوراً، قال تعالى:

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ﴾

( سورة يس الآية: 72 )

أعرف أخاً عنده بقرة في ريف دمشق أصابها الجنون، قتلت أول إنسان وكادت تقتل الثاني، فما كان منه إلا أن أطلق عليها النار، من ذللها ؟ هذه الغدة الثدية في البقرة تأخذ من الأوعية الدموية التي تجول فوقها مواد دقيقة جداً، بروتين، وشحوم، وسكريات، ومعادن وأشباه معادن، يرشح من هذه الخلية الحليب، وحتى هذه الساعة لا أحدة يعلم آلية صنع الحليب، إلا أن الثابت أن كل أربعمئة حجم من الدم يصنعوا حجم حليب واحد، يعني لتر الحليب يقابله أربعمئة لتر من الدم يجري فوق الغدد الثدية في البقرة، غذاء كامل، الذي خلق الإنسان، وخلق أجهزته، هو الذي خلق الأنعام،

﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ﴾

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾

فإذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم أكلت خبزاً، أيضاً القمح غذاء كامل، أكلت من مشتقات الألبان، أكلت لحماً، كلما تفكرت في هذا الطعام، وكيف أنك لم تدفع ثمنه أبداً ماذا دفعت ؟ دفعت ثمن خدمته فقط، كل شيء تشتريه من السوق هو ثمن خدمته، أما لو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يصنعوا تفاحة لا يستطيعون، شجرة تسقيها أنت وتسمدها وانتهى الأمر، هناك بعض الأشجار تعطي خمسين لستين صندوق تفاح، شكل، ولون وطعم، ورائحة، وقوام، وجمال، وفائدة، تصميم من ؟.

 

للبسملة معنيان:

1 ـ أن تذكر أن هذه النعمة من صنع الله عز وجل:

فأنت إذا أكلت وقلت بسم الله، أي أن هذا الطعام الذي آكله هو من صنع الله، من فضل الله، من كرم الله، من عطاء الله، من تفضل الله علينا.
المعنى الثاني للبسملة البسملة فيها معنيان، الأول: أن تذكر هذه النعمة التي تأكلها، وأن أموال الأرض لا تكفي لصنع تفاحة واحدة، تجد جبالاً بأسواق الخضراوات، جبال من الفواكه، من الحمضيات، من البطاطا، من الخضراوات، من صممها ؟ من صمم أن البذرة تنبت الثمرة ؟ لو ما في بزار تزرع الشيء مرة واحدة وانتهى الأمر، فكرة البذرة من صممها ؟ الله جلّ جلاله، البندورة: خمس غرامات من البزار تعطي في بلادنا خمسة طن و تعطي في البلاد الأخرى خمسة و عشرين طناً، كم ضعف ؟ هذا من فضل الله علينا.
فالبسملة أن تفكر من صمم هذه الخضراوات ؟ هذه الفواكه ؟ مشتقات الألبان ؟ اللحوم ؟ القمح ؟ الشعير ؟ الحمص ؟ العدس ؟ بسم الله الرحمن الرحيم، يا رب لك الحمد.

 

2 ـ الأكل وفق توجيهات النبي الكريم:

المعنى الآخر للبسملة أن تأكل وفق توجيهات النبي، فأي شيء تبدأه بالبسملة يعني أن تلتفت إلى المنعم، وأن تطبق منهج المنعم في استعمال هذه النعمة، هذه البسملة.
أيها الأخوة، كما قال عليه الصلاة والسلام: 

(( فإذا أكل أحدكم طعاماً فليذكر اسم الله عليه فإن نسي في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره )) 

[أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدرامي وابن حبان عن عائشة أم المؤمنين ]

فالبسملة أن تلتفت إلى المنعم، أو أن تنتقل من النعمة التي أمامك إلى المنعم، والبسملة أن تستخدم هذه النعمة وفق توجيهات المنعم.

(( بِحَسْب ابن آدم لُقَيْمَات يُقِمنَ صُلْبَه ))

[ أخرجه الترمذي عن المقدام بن معد يكرب ]

3 ـ من آداب الطعام أيضاً حمد الله عز وجل على نعمه:

إلى آخر التوجيهات النبوية في تناول الطعام والشراب، أكلت وشبعت، وشربت فارتويت، كان عليه الصلاة والسلام إذا أكل أو شرب يقول:

(( الحمد لله الذي أطعَمنا فأشبعنا، وسقانا فأروانا ))

[ شعب الإيمان عن أنس بن مالك]

كأس الماء لا تعرف قيمته إلا إذا فقدته، مرة خليفة طلب كأساً من الماء فقال له وزيره: يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس إذا منع منك ؟ قال: بنصف ملكي قال: فإذا منع إخراجه ؟ قال: بنصف ملكي الآخر.
فأنت مفتقر إلى كأس الماء، فلذلك من آداب المسلم أن هذه النعمة يحفظها الوضوء قبل الطعام أي غسل اليدين والفم، والوضوء بعد الطعام أي غسل اليدين والفم، وأن تبدأ طعامك بالتسمية، ومعنى التسمية أن تلتفت إلى المنعم، وأن تستخدم هذه النعمة وفق توجيهات المنعم، فإذا انتهيت من الطعام فقل الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، أو الحمد لله الذي أطعمنا فأشبعنا، وسقانا وأروانا، وجعلنا مسلمين.

 

الأكل في الطريق دناءة:

لذلك ورد أن الأكل في الطريق دناءة، عندنا موضوع متعلق بالمروءة، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته ))

[ مسند الشهاب عن الحسين بن علي ]

أما إذا عاملهم فظلمهم، وحدثهم فكذبهم، ووعدهم فاخلفهم، سقطت مروءته، لكن هناك حالة أخرى، أكل في الطريق، جُرحت عدالته لم تسقط لكنها جُرحت، تنزه في الطرقات، ورأى الكاسيات العاريات، جُرحت عدالته، أكل لقمة من حرام، لا ينوي أن يشتري، أخذ حبة من الفاكهة بنية أن يتذوقها ليشتري، أكلها وسار، أكل لقمة من حرام جُرحت عدالته، طفف بتمرة، لم يقدم الوزن الدقيق جُرحت عدالته، علا صياحه في البيت جُرحت عدالته، كان حديثه عن النساء، هذه جميلة، وهذه غير جميلة، جُرحت عدالته، قاد جرذوناً، يعني كلب عقور، أو حيوان مخيف يخيف الصغار به جُرحت عدالته، أطلق لفرسه العنان، أسرع بالسيارة سرعة غير معقولة، جُرحت عدالته، موضوع طويل عد الفقهاء ثلاثة و ثلاثين سلوكاً يجرح العدالة.
لذلك الأكل في الطريق يجرح العدالة، والبول في الطريق يجرح العدالة، وأن تمشي حافياً يجرح العدالة، وأن تصحب الأراذل تجرح عدالتك.

4 ـ عدم ذم الطعام أو مدحه:

من آداب الطعام ألا تذم الطعام، في أشخاص، الملح زائد، لابد من أن يعلق تعليقاً سلبياً على الطعام، ليظهر خبرته في تذوق الطعام، هذا ليس من الأدب، إنسان دعاك إلى طعام قدم لك أحسن ما عنده، أما أن تنتقد الطعام هذا من سوء الأدب، كان عليه الصلاة والسلام إذا أحب طعاماً أكله، وإذا ما يحبه تركه، ما عاب طعاماً قط، إذا اشتهاه أكله، وإذا كرهه تركه، انتهى الأمر.
في صفة أخرى من صفات النبي ما عاب طعاماً، ولا مدحه، هناك أشخاص أكلت أكلة ما أكلت مثلها بحياتي، يعني هؤلاء الحاضرون ما علاقتهم بهذا الذي حدث أكلتها لوحدك، لو أطعمتهم منها معقول أن تمدحها، لذلك ما عاب طعاماً قط، ولا مدحه.
لكن بالمناسبة لو شخص دعاك إلى طعام قال لك: إن شاء الله سررت ؟ يجب أن تمدح الطعام، أدباً مع المُضيف، شخص سألك عن مستوى الطعام يجب أن تمدحه جبراً لخاطره، أما من دون سبب أن تمدح الطعام، أو أن تذمه هذا ليس من آداب النبي عليه الصلاة والسلام.
لذلك قالوا: تعس عبد البطن، تعس عبد الفرج، تعس عبد الخميصة، عبد بطنه يمدح الطعام ويذمه، وعبد الخميصة عبد ثيابه، وعبد فرجه عبد الجنس، تعس عبد البطن، تعس عبد الفرج، تعس عبد الخميصة، وتعس عبد الدرهم والدينار، هؤلاء عبيد. 

 

تنبيه الأبناء أثناء الطعام واجب على الآباء و الأمهات:

 

الآن الآباء والأمهات لهم مهمة كبيرة جداً في آداب الطعام، تصور طفل طائش ما تلقى توجيهات من أهله، دُعي إلى طعام مع أهله

في أكلات فيها قطع لحم، وفيها شيء آخر، أكل اللحم فقط، أكل نصف اللحم الذي في الطبق وحده، ووالده ليس منتبهاً، أنا أعد هذا خطأ فاحشاً، يا بني كل مما يليك، كُلْ الخبز مع الطعام، كُلْ باعتدال، يجب أن يرى الناس الأدب في ابنك، هذا من تأديبك له.
فلذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( كنتُ غُلاما في حجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يَدي تطيشُ في الصحفَة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ياغلامُ، سَمَّ اللَّه، وكلْ بيمينك، وكلْ مما يلَيك ))

[مسلم عن عمر بن أبي سلمة]

هذا من توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم:

(( ياغلامُ، سَمَّ اللَّه، وكلْ بيمينك، وكلْ مما يلَيك ))

5 ـ ألا تأكل متكئاً:

ومن آداب الطعام ألا تأكل متكئاً، الاتكاء فيه كبر، وبعضهم قال: فيه ضرر صحي، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

(( أمَّا أنا فلا آكل مُتَّكئا ))

[أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي عن أبي جحيفة ]

هناك رجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اسمه زيد الخير، كان اسمه زيد الخيل، كان من أجمل العرب، دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلفت نظره جميل جداً فلما انتهى من خطبته قال من أنت ؟ قال: أنا زيد الخيل، فقال عليه الصلاة والسلام: بل زيد الخير، وأخذه إلى بيته تكريماً له، وقال له: يا زيد ما وصف لي رجل فرأيته إلا رأيته دون ما وصف إلا أنت يا زيد، رآه فوق ما وصف له، النتيجة وهو جالس في بيت النبي عليه الصلاة والسلام، قدم له وسادة ليتكئ عليها، هو حديث عهد في الإسلام فقال هذا الإنسان العظيم، قال: والله يا رسول الله لا أتكئ في حضرتك.
الاتكاء في حضرة النبي من سوء الأدب، والله يا رسول الله لا أتكئ في حضرتك، فقال عليه الصلاة والسلام: لله درك، أي رجل أنت ؟! والقصة طويلة، مكث عنده أياماً ثلاثة ثم غادر إلى أهله وافته المنية في الطريق، يعني إسلامه بضعة أيام، وكان عليه الصلاة والسلام معجباً به.

 

6 ـ الحديث أثناء الطعام:

الآن من آداب الطعام، الحديث أثناء الطعام، أنا أتمنى على الأخ الكريم أن يجمع أولاده وزوجته على وجبة طعام واحدة الحد الأدنى، وجلسة طعام جلسة حديث، جلسة مسامرة، جلسة تأليف قلب، ابنك أمامك اسأله عن مدرسته، 

ماذا قال لكم الأستاذ اليوم ؟

زوجتك أمامك اسألها عن بعض المشكلات، كنتِ عند بيت أهلي إن شاء الله سُررت بالذهاب ؟ هذا الحديث الممتع أثناء الطعام من لوازم آداب الطعام، هذا شيء أنا أسميه حضارة، يأكل ويقوم، أما في إنسان يجلس يسمي الله عز وجل، يتبسم، يحادث أهله، فهذه الوجبة ينبغي أن تكون وجبة أساسية، الطعام ثلاث وجبات، أو وجبتان، أما لابدّ من وجبة أساسية يكون فيها حديث.
أنا سافرت لبلاد كثيرة أكثر شيء بألمانيا الوجبة ثلاث ساعات عندهم الطعام اجتماع، حديث، الطعام قليل جداً والحديث طويل.
على كلٍ لا بد من حديث، تأليف قلوب، طرفة، مداعبة، ابتسامة، مزاح لطيف مع الطعام، بعض العلماء قال: هذا يعين على الهضم.
وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم:

(( سألَ أهلَه الإدامَ ؟ فقالوا: ما عندنا إلا اَلخلُّ، فدعا به، فجعل يأكل به ويقول: نِعْمَ الإدامُ الخلُّ)) 

[مسلم عن جابر]

قد تفهمون هذا النص على أنه من آداب النبي، تواضعه، لكن بعض العلماء قال: بالخل فوائد لا يعلمها إلا الله، يُحمل هذا النص على معنى آخر، أن الخل أعلى مادة مذيبة، فأخطر شيء يصيب الإنسان الكولسترول، تصلب الشرايين، تضيق الشرايين، فالخل إذا استخدمته يومياً ولا سيما خل التفاح هذا أكبر علاج إلى تضخم الشرايين وانسدادها، وتصلبها، ينصح باستخدام الخل بشكل يومي، هذا من قول النبي الكريم: نِعْمَ الإدامُ الخلُّ.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يتحدث إلى أصحابه وهو يأكل على المائدة في أكثر من مناسبة، هذا من أدب النبي عليه الصلاة والسلام.

7 ـ استئذان صاحب البيت إن دعوت إنساناً إلى الطعام:

ومن آداب النبي الكريم إنسان دعاك إلى طعام معك شخص يمشي معك فكان عليه الصلاة والسلام يقول: هذا تبعنا، إن شئت دخل، وإن شئت رجع، إنسان عزم ثمانية أشخاص عنده غرفة طعام فيها 8 كراسي فقط، التاسع ليس له محل، فمن الأدب إذا معك إنسان لم يُدعَ إلى الطعام أن تستأذن له صاحب البيت، فإذا اعتذر لا حياء في الدين، وإذا قبل شيء جيد. 

8 ـ الدعوة لصاحب البيت:

لذلك من آداب الطعام إذا كنت في دعوة أن تدعو لصاحب البيت، تقول: أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار، وأفطر عندكم الصائمون، وذكركم الله فيمن عنده،

اللهم أطعم من أطعمنا، واسقِ من سقانا، وأكرم من أكرمنا، الله أكرم أهل هذا البيت، احفظ لهم إيمانهم، احفظ لهم صحتهم، احفظ لهم أولادهم، وأهلهم...
مرة عالم من العلماء دُعي إلى طعام ودعا بهذا الدعاء النبوي الشريف، شاب أفقه ضيق جداً قال له: يا سيدي آخر فقرة في الدعاء لم تصح عن رسول الله، وذكركم الله فيمن عنده، فالشيخ ذكي جداً، قال له: بارك الله بك يا بني، إذاً نعيد الدعاء، قال: أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار، وأفطر عندكم الصائمون، ولولا شيخه لذكركم الله فيمن عنده.
إذاً من الآداب أن تدعو لصاحب الطعام، حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: يشترك في أجر المأدُبة ثلاثة صاحب البيت، وأهله، وأولاده، صاحب البيت الذي دفع ثمن الطعام، والأولاد جلبوا الطعام، ووضعوا الخوان، والأهل طبخوا الطعام، ما نسي النبي أحداً صاحب البيت، وأهله، وأولاده. 

9 ـ اجتماع الجميع على الطعام:

الآن من آداب الطعام، طلاب مع أستاذهم، أولاد مع والدهم، ينبغي ألا يأكل أحد الأولاد قبل أن يأكل الأب، لما الأب يبدأ الأولاد يأكلون، هذا من آداب الطعام.أحياناً في النزهات، في الرحلات، الذي يحصل إنسان يكلف ببعض الأطباق، إنسان كلف بجلب الخبز، يوضع الطعام، ويجلس غير المكلفين ويأكلون، وعدد كبير لم يأتِ بعد، أنا أتمنى في أي دعوة، برحلة، بسفر، لا يأكل أحد الطعام قبل أن يجتمع الجميع على المائدة، أعرف هذا جيداً من بعض النزهات، ممنوع أحد يأكل، حتى يجلس كل من في هذه النزهة ويأخذ مكانه نقول: بسم الله، هذا أيضاً من آداب الطعام. 

10 ـ غسل اليدين جيداً قبل الطعام:

أيها الأخوة، الحقيقة الطعام نشاط يومي، كل يوم فيه ثلاث وجبات، آداب الطعام من أوسع الآداب يمكن أن نتعلم منها الشيء الكثير

والنبي عليه الصلاة والسلام حينما سُئل ما هذا الأدب يا رسول الله ؟ قال: 

(( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) 

[ابن السمعانى فى أدب الإملاء عن ابن مسعود]

طبعاً آدابه كلها من توفيق الله عز وجل.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث، يعني الإنسان متى يسمح لنفسه أن يضع إصبعه في فمه ؟ إذا كانت مغسولة جيداً قبل الطعام، عفواً بالوضوء من الحكم الاستنشاق، والاستنثار، والمضمضة، هذا الماء الذي سوف تتوضأ منه هل تستسيغ أن تضعه في فمك، أو في أنفك ؟ لو أنه ماء فاسد له طعم، له لون، له رائحة، لا تستطيع أن تضعه في فمك، ولا في أنفك، وكأن استنشاق الماء قبل الوضوء والمضمضة تأكيد على سلامة الماء من أن يكون فاسداً، كذلك لما النبي الكريم يلعق أصابعه الثلاث بعد الطعام معنى ذلك أنت متأكد أنك غسلت يديك جيداً قبل الطعام.

11 ـ عدم إلقاء الطعام و العناية به:

أيها الأخوة:

(( إذا سقطت لُقمةُ أحدِكم فليُمِطْ عنها الأذى، وليأكلْها، ولا يدْعها للشيطان ))

[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك ]

وهذا من أدب الشيطان أيضاً، والله يا أخوان أنا التقيت في عدة مناسبات الطعام كثير جداً، والمدعوون لم يأكلوا خمسه، في اليوم التالي علمت أن صاحب هذه الوليمة وضع هذا الطعام في علب بشكل جيد، وأعطي لبعض المياتم، وأكل الأيتام هذا الطعام لعشرة أيام، فأنت ما في مانع كن كريماً، لكن أنا لا أسمح أن تهمل لقمة واحدة، أنا الآن أسعد بهذه الأخبار، صار عندنا جمعيات تبلغها أنه عندي وليمة، يأتون بعد الوليمة يأخذون بقايا الطعام، يصلحونها باللحم، وما شاكل ذلك، توضع في علب فردية، أو ثنائية، أو جماعية تقدم للفقراء، يا عائشة: 

(( أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها، فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم )) 

[أخرجه أبو يعلى عن أنس بن مالك ]

أما هذا الذي يلقي بالطعام في القمامة هذا عمل فيه استهتار واستخفاف بنعمة الله عز وجل.
أنا أتمنى، أحياناً يكون هناك طعام زائد، والنفس تعافه، والله أعرف أناساً يوضع في نافذة المطبخ، تأتي الطيور وتأكله بنهم، العبرة ألا تذهب ذرة طعام واحدة سُدى، في أسطحة أحياناً أي طعام زاد عن حاجة الأهل يوضع على السطح تأكله الطيور لا يبقَ منه شيء، هناك من يستمتع في إطعام الطيور، هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا ينبغي أن نعتني بها عناية فائقة، ثم إن الطعام:

(( بِحَسْب ابن آدم لُقَيْمَات يُقِمنَ صُلْبَه، فإن كان لا مَحَالةَ: فَثُلُث لطَعَامِه، وثُلث لشرابِهِ، وثُلُث لنَفَسِه ))

[ أخرجه الترمذي المقدام بن معد يكرب ]

(( ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه ))

[أخرجه الحاكم عن المقدام بن معد يكرب ]

والبطنة تذهب الفطنة.

على كل إنسان أن يتعلم و يُعلم و يوجه:

أيها الأخوة، كنت أتمنى أن أتابع هذا الدرس، وفي درس آخر إن شاء الله ننتقل إلى آداب الشراب، هذا نشاط يومي، هو لنا ولأولادنا نتعلم ونعلم ونوجه، أحياناً تجد ابناً تربيته عالية جداً إذا دُعي إلى طعام جلس بأدب، جلس قائماً، أكل مما يليه، سمى الله، حمد الله، شيء جميل جداً،المؤمن شخصية فذة، مؤدب جداً، والأدب تماماً كيف البناء على الهيكل الأدب كسوة لهذا البناء، تجد صار في رخام، طلاء، ثريات، أثاث، شيء جميل جداً البناء بعد الكسوة، وبعد التأثيث، فالآداب تأتي على شكل الزينة لهذا البيت. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور