- أحاديث رمضان
- /
- ٠02رمضان 1416 هـ - نظرات في آيات الله
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
الرحمة كلمة جامعة مانعة :
أيها الأخوة ، كلمة رحمة الله كلمة جامعة مانعة ، جامعة لكل فضل الله ، إذا رحم الله عبداً فحدث ولا حرج ، رحمه بصحته ، رحمه بعمله ، رحمه بأسرته ، رحمه بطمأنينته ، رحمه بإقباله على ربه ، لذلك قال الله عز وجل :
﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ﴾
لو أن الدنيا كلها كانت بين يديك وحجبت عنك رحمة الله ، فأنت أشقى الناس ، ولو أنك خسرت الدنيا كلها ونلت رحمة الله فأنت أسعد الناس ، رحمة الله إن كانت مع الفقر انقلب الفقر إلى نعيم ، وإن حجبت رحمة الله مع الغنى أصبح الغنى سبب شقاء الإنسان ، لذلك :
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
أنت بالأصل خُلقت لتُرحم ، ورحمة الله تشمل الدنيا والآخرة ، تشمل المادة والروح ، تشمل صغائر الأشياء وكبائرها .
الحقيقة في السنة مجموعة أحاديث تشير إلى سبب نيل الرحمة ، النبي عليه الصلاة والسلام في أعلى درجات الأدب مع الله ، سأله موجبات الرحمة .
لو أن طالباً في الجامعة أستاذه هو والده ، فلو سأله أن يعطيه علامات زائدة بلا استحقاق هذا السؤال فيه جرأة ، وفيه تجاوز لحدود الأدب والعلم ، أما إذا عكف على الكتاب ودرسه، ونال العلامات الجديرة التي يستحقها فكان هذا السؤال منطقياً . لذلك النبي ما قال : ارحمني ، قال :
((أسألكَ موجباتِ رحمتكَ ))
موجبات الرحمة :
1 ـ من أعان ابنه على بره :
يقول عليه الصلاة والسلام - الآن موجبات الرحمة- :
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره ))
سوى بين أولاده في العطية ، أهم شيء أن يكون الأب منطقياً ، أحياناً الأب يجعل ابنه عنده في العمل ، لا يعطيه حقه ، فينشأ ألم ، ما مصير هذا الابن ؟ مستقبله ، زواجه ، بيته ، يريد أن يبني مستقبله ، من الذي يستحق رحمة الله ؟ الأب الذي أعان ولده على بره ، إن في العطاء ، وإن في العدل بين الأولاد .
(( يا رسول الله اشهد أنني نحلت ابني هذا حديقة ، قال : ألك ولد غيره ؟ قال : نعم قال : أنحلت كلاً منهم مثل ما نحلته ؟ قال : لا ، قال : أشهد غيري فإني لا أشهد على جور))
فكن أباً واقعياً منطقياً ، إن لم تأخذ فلانة أحرمك من الإرث ، لست ابني ، زواج هذا! إذا كان الأب له مصلحة بفلانة ، الابن ليس له مصلحة ، سيعيش معها طوال حياته ، اسمح له هو أن يختار زوجة ، طبعاً ما لم تكن منحرفة ، اسمح له أن يختار شريكة حياته وفق مبادئه ، أحياناً يكون الابن ديّناً ، يريد زوجة صاحبة دين ، الأب يريد زوجة أخرى يفتخر بجمالها ، يفتخر بمالها، بغناها ، لكن دينها رقيق ، فإذا ما أخذ الابن على رأي والده يحرمه من كل شيء .
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره ))
إن في اختيار زوجته ، وإن في إعطائه ما يكفيه ، هناك آباء عندهم عشرات البيوت وأولادهم لا يجدون غرفة يسكنونها ، ابنه ! يقول : أنا نشأت عصامياً كن أنت عصامياً ، هذه قديمة الآن لا يوجد عصامي ، إذا ما أخذ منك مساعدة لا يستطيع أن يشتري بيتاً .
(( رحم الله والداً أعان ولده على بره ))
2 ـ من دعا إلى الله :
من يستحق رحمة الله أيضاً؟
(( رحم الله امرأ سمع منا حديثاً فوعاه ، ثم بلغه من هو أوعى منه))
أنا أقول لكم : إذا المؤمن على محدودية معلوماته حضر خطبة جمعة ممن يثق بعلمه وورعه ، وأخذ منها فكرة أو فكرتين ، آية أو آيتين ، حديثاً أو حديثين ، قصة أو قصتين ، حكماً أو حكمين ، ونقل هذا الحديث أو تلك الآية ، أو هذا الحكم إلى أقربائه ، إلى زملائه ، إلى جيرانه ، الإنسان يلتقي في الأسبوع عشرات اللقاءات ، بين دعوة ، وسهرة ، وأمسية ، وزيارة ، وعيادة مريض، وسفر ، لابد من أن تكون مع الآخرين ، فإذا كل إنسان ألزم نفسه أن ينقل للآخرين ما سمعه في خطبة الجمعة فقط لكان المسلمون في حال غير هذا الحال .
تجد تجاراً كثيرين يعطون أرباحاً ثابتة على مبالغ مودعة عندهم ، لا التاجر يعرف نفسه يعطي ربا ، ولا الآخذ يعلم أنه يأكل الربا ، الربح الثابت ربا تماماً ، ولو كان باسم الاستثمار ، لو كان ربحاً حلالاً ، ربحاً حقيقياً على الجرد والحسابات ، والربح والخسارة ، فهناك جهل كبير .
(( رحم الله امرأ سمع منا حديثاً فوعاه ، ثم بلغه من هو أوعى منه))
الدعوة إلى الله أخواننا الكرام فرض عين ، فرض عين في حدود ما تعلم ، وفي حدود من تعرف ، لست مكلفاً أن تعمل دعوة عامة ، أما تعرف أقرباءك ، تعرف إخوتك ، أولاد إخوتك ، جيرانك ، أصحابك ، زبائنك أحياناً ، هؤلاء تعرفهم ، وأنت في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف الدعوى إلى الله فرض عين عليك ، والدليل هي أحد أركان النجاة .
﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾
التواصي بالحق أحد أركان النجاة ، هذا ثمن آخر لرحمة الله .
3 ـ من بكى من خشية الله و سهر في سبيله :
و من موجبات الرحمة أيضاً :
((رحم الله عيناً بكت من خشية الله ، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله))
سيدنا عمر رأى قافلة في المدينة ، فقال لعبد الرحمن بن عوف : تعال نحرسها ، طبعاً فيها طفل صغير بكى ، اتجه عمر إلى أمه ، قال : أرضعيه ، ثم بكى ثانية ، قال : أرضعيه ، ثم بكى ثالثة قال : أرضعيه ، في الثلاثة غضب ، قال : يا أمة السوء ، ألا ترضعيه ؟ هي عندئذٍ انفعلت وقالت : ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال : ولِمَ ؟ قالت : لأن عمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام - التعويض العائلي - يروى أن عمر ضرب جبته ، وقال : ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين وصلى الفجر ، ولم يستطع أصحابه أن يسمعوا تلاوته من شدة بكائه ، وكان يقول : يا رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي ، أم رددتها فأعزيها .
سيدنا عمر كان يحرس قافلة ، هذه عين باتت تحرس في سبيل الله ، سيدنا الصديق خليفة المسلمين ، من عادته أن يحلب شياه جيرانه ، فلما صار خليفة المسلمين دخل على جيرانه حزن شديد ، لأن هذه الخدمة سوف يحرمونها ، في صبيحة اليوم الأول لتسلمه خلافة المسلمين طُرق باب الجيران ، فقالت الأم : افتحي الباب يا بنيتي ، فلما فتحت الباب ، قالت : من الطارق ؟ قالت البنت : جاء حالب الشاة ، سيدنا الصديق جاء ليحلب الشياه .
((رحم الله عيناً بكت من خشية الله ، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله))
أخ يأتي ينظف الجامع ، هذا عمل كبير ، بيت الله ، إذا لبس وشمر عن ثيابه ، ونظف الصحن ، ونظف السجاد ، ومسح ، ورتب ، هذا شرف ، أساس الملك يقال خادم الحرمين ، سيد القوم خادمهم .
((رحم الله عيناً بكت من خشية الله ، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله))
4 ـ من حفظ لسانه و عرف زمانه و استقامت طريقته :
ومن أسباب الرحمة :
((رحم الله من حفظ لسانه))
ضبط لسانه .
احفظ لســـــــــــانك أيهــا الإنسان لا يلـــدغنك إنه ثعبــــــــــــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان
* * *
(( رحم الله من حفظ لسانه ))
اضبط لسانك ، فكر ، أحياناً الكلمة تكلفك خمس عشرة سنة ، وليس لها فائدة .
(( رحم الله من حفظ لسانه ، وعرف زمانه ))
هناك زمان له ترتيبات ، غير معقول أن تطلب من ابنك أن يعيش زمانك أنت من قبل خمسين سنة ، اختلف الوضع ، طبعاً ضمن الشرع ، وليس خلاف الشرع .
((رحم الله امرأ عرف زمانه))
لذلك قال سيدنا علي : " أدبوا أولادكم ، وعلموهم ، فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم ".
(( رحم الله عبداً حفظ لسانه ، وعرف زمانه ، واستقامت طريقته))
5 ـ التعاون على أداء الصلوات :
((رحِمَ اللهُ رجلاً قامَ من الليلِ فصلَّى ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِن أَبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا الماءَ))
طبعاً القليل من الماء .
((رَحِمَ اللهُ امرأة قَامَتْ من الليل فصلتْ وأَيقظتْ زوجَها ، فإِنْ أَبَى نضحتْ في وجهه الماءَ))
إذا كان للإنسان زوجة تعينه على الصلاة ، كل الناس يصلون ، تقول له الزوجة : تأخرت للصلاة ، قم إلى الصلاة ، أو هو قال لها ، التعاون على أداء الصلوات .
سيدنا عمر بن عبد العزيز لما تسلم الخلافة ، طبعاً تسلم الخلافة ، وألقى الخطاب جلس ليستريح لوقت قصير ، قال له ابنه : يا أبتِ رد المظالم قبل أن تستريح ، فبكى ، قال : الحمد لله الذي أخرج مني من يذكرني .
فالذي عنده زوجة صالحة يكرمها ، الذي عنده ابن صالح يكرمه ، لأنه شيء ثمين جداً، قلت لكم : إنسان حلف بالله إذا أخذ الله ابنه بحادث ليعمل مولداً ، فانظر الفرق بين هذا وبين ابن يكون سبب سعادة الأب والأم .
6 ـ طلب السماح من الغير :
الآن :
((رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة))
غلط ، أكل له ماله ، أو تكلم عليه ، اغتابه .
((في نفس أو مال))
إما أنه اغتابه ، أو أكل له ماله .
(( فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم ، إنما هي الحسنات قيل : يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات ؟ قال : أُخذ من سيئاته فطرح على سيئاته))
بطولتك أن تذهب إلى إنسان وتقول : أنا أخطأت وذكرتك بسوء ، وقد اغتبتك فسامحني.
قال لي صاحب معمل : طرق بابي شاب محترم جداً ، قال لي : أنا كنت عندك صانعاً من عشرين سنة - قال لي هذا الأخ توفى رحمه الله ، صاحب المعمل: ينقص عندنا بضاعة ، أضع في جيبي ألفي ليرة أرجع ولا أجدهم ، ما تركت طريقة ، فرزت إنساناً فقط ليراقب ، و لكن السارق كان أذكى من المراقب ، و بعد ذلك توقفت السرقة - يأتي بعد عشرين سنة يقول له : أنا كنت أعمل عندك و قد كنت أسرق منك ، فعاقبني إن شئت ، قال له : بهذا الاعتراف لك محل بالمعمل أساسي وأنا مسامحك .
بطولة الإنسان أن يعترف بخطئه السابق ، بطولته أن يستسمح من الذي اغتابه ، لأن هناك فضيلة لا أحد يعرفها ، الرجوع إلى الحق ، الرجوع إلى الحق هذه فضيلة عظيمة جداً قلّ من يفعلها ، قل له : أنا غلطت .
((رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال ، فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة ، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم ، إنما هي الحسنات . قيل : يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات ؟ قال : أخذ من سيئات أخيه))
((رَحِمَ اللهُ رجلاً سَمْحاً إذا باع ))
أخي بقي لنا ربع ليرة ، هذه بذمتك ، سامحه فيها ، يمشي بالطريق أخذ من عندك كيلو برتقال ، بقي عليه نصف ليرة ، سامحه فيها .
((سَمْحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحاً إذا اقتضى))
التسامح لطيف ، هذا يقتضي رحمة الله عز وجل .
الأمير عبد القادر الجزائري كان مدفوناً في الشام ، نقل إلى الجزائر ، فكان له جار فقير عرض بيته للبيع ، دُفع بالبيت مبلغ قليل ، فغضب ، قل : والله أنا لا أبيع جوار الأمير بهذا المبلغ ، فجاء إنسان و أخبر الأمير بهذا الخبر ، استدعاه ، وقال له : خذ ثمن هذا البيت وابقَ جارنا ، ما دمت لا تبيع هذا الجور بهذا المبلغ ، هذا المبلغ خذه وابقَ جارنا .
7 ـ من استولت هيبة الجلال على قلبه :
هناك شخص شحيح ، مجادل ، مادي ، حريص ، يخسر كل أصدقائه من أجل مبلغ رخيص ، وهناك شخص المال في خدمة العلاقات الإنسانية ، يسامحه ، قل :
((رحم الله قوماً يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى))
الحقيقة الإنسان إذا عرف الله ، وعرف المهمة التي ألقيت على كاهله ، وعرف أنه الإنسان الأول ، والإنسان المكرم ، والمكلف ، وأن عليه أن يعمل عملاً طيباً ، يشعر بالهم ، فهذا الهم يجعله كالمريض ، من هو السعيد السعادة المادية ؟ الجاهل .
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
* * *
لو فرضنا إنساناً دخل جامعة ، عليه أطروحة ، وعليه وظيفة أسبوعية ، و دوام ، و لغة، و لغة ثانية ، لا ينام الليل ، التقى مع إنسان لا يقرأ ولا يكتب ، ينام للظهر ، طبعاً هذا خارج الجامعة ، ليس له علاقة بالجامعة .
فالإنسان عندما يعرف الله عز وجل دائماً يسأل نفسه : يا ترى هل في عملي خطأ ؟
((رحم الله قوماً يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى))
8 ـ من تكلم فغنم أو سكت فسلم :
((رحم الله امرأ تكلم فغنم ، أو سكت فسلم))
يقولون : إن سيدنا معاوية أخذ البيعة لابنه يزيد ، من وجهاء القوم ، وفيهم الأحنف بن قيس ، الأحنف ما تكلم ولا كلمة ، الكل أثنوا ثناء غير معقول ، فسكوته أربك المجلس ، فقال له : يا أحنف تكلم ، قال : أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت ، فكان تلميحاً أبلغ من تصريح ، أحياناً تتكلم كلمة فاصلة .
((رحم الله امرأ تكلم فغنم ، أو سكت فسلم))
تكلم كلاماً يرفعك ، أو اسكت ، إنسان يرتدي لباساً أنيقاً جداً ، تكلم كلاماً بذيئاً ، قال له أحدهم : تكلم مثل لباسك ، أو البس مثل كلامك ، هذا الكلام لا يتناسب مع هذا اللباس الأنيق.
9 ـ من أدّب ابنه و لم يتركه هملاً :
قال :
(( رحم الله امرأ علق في بيته سوطاً يؤدب به أهله))
لا يستخدمه لكن يلوح به ، بيت الأمور فيه كلها سائبة ؟ هذا ليس بيتاً ، لا بد من شيء من التربية ، شيء من التأديب ، شيء من السلطة ، دائماً التساهل سهل ، والكسر سهل ، العنف سهل ، والتساهل سهل ، أما الصعب فأن تجمع بينهما ، أن يجمع الذي يتربى على يديك بين محبتك ، وبين الهيبة ، أن يرجوك وأن يخافك ، فالنبي علمنا :
(( رحم الله امرأ علق في بيته سوطاً يؤدب به أهله))
طبعاً هذا التوجيه أب من دون سلطة ، أب من دون عقاب ليس أباً ، أما إذا الابن تربى تربية عالية بأب حكيم ، كل حياته يدعو لأبيه بالخير .
10 ـ المتسرويلات من النساء :
ورد في الجامع الصغير حديث خرجه السيوطي عن أبي هريرة :
(( رحم الله المتسرويلات من النساء))
قال : في عهد النبي كانت امرأة تركب دابة فوقعت عنها فانكشف جسمها ، فالمرأة إذا خرجت من بيتها ولبست ثياباً سابغة متسرولات تحت الثياب ، لو فرضاً صار حادث ، وقعت تكون مستورة .
(( رحم الله المتسرويلات من النساء))
11 ـ من اكتسب طيباً و أنفق باعتدال :
((رحم الله امرأ اكتسب طيبا - دخله حلال - وأنفق قصداً - باعتدال - وقدم فضلاً ليوم فقره وحاجته))
أي له أعمال طيبة ، عنده دفع لأسر ، عنده حلّ لمشكلات ، تزويج لشباب ، تهيئة لمستقبل .
12 ـ من أصلح لسانه :
(( ورحم الله امرأ أصلح من لسانه))
إذا الإنسان حسّن لغته ، فهذه اللغة وعاء ، أنت تقدر أن تشرب كأس عصير من أعلى درجة بكأس بلاستيكي ؟ لا تشربها ، اللغة وعاء ، تعلم العربية من الدين .
والله كنا بجلسة ؛ إنسان يحمل دكتوراه ، قرأ نصاً من جريدة ، يمكن لم يقرأ كلمة صحيحة! وهناك مذيع قال : سورة النوّر ، كم هناك بعد عن القرآن الكريم .
(( ورحم الله امرأ أصلح من لسانه))
إنسان صاغ خبراً ، سمح باستيراد العلف ، فكتب : سمح باستيراد العلف للمواطنين ، هناك فرق كبير بين أن تقول : سمح للمواطنين باستيراد العلف ، وبين أن تقول : سمح باستيراد العلف للمواطنين .
(( ورحم الله امرأ أصلح من لسانه))
تعلم لغة ، إذا كان هناك إنسان عنده كتاب لغة ، عنده قاموس ، عنده قواعد ، حضر درس لغة عربية ، فهذا من الدين .
13 ـ أصحاب النبي الذين نصروا الحق :
الآن رحمة خاصة :
((رَحِمَ اللَّهُ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ))
لأنهم أدوا الذي عليهم ، وبقي الذي لهم ، أحياناً الإنسان يؤدي الذي عليه ، أي ينصر الحق .
((رَحِمَ اللَّهُ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ))
(( رَحِمَ الله أبا بكر ، زوَّجني ابنتَه ، وَحَمَلَني إِلى دار الهجرة ، وأَعتَقَ بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبو بكر ، رحم الله عمر ، يقول الحق وإن كان مُرّا ، لقد تَرَكه الحقُّ وما له من صديق ، رحم الله عثمان ، تَسْتَحِي منه الملائكة ، وجهز جيش العسرة وزاد في مسجدنا حتى وسعنا ))
وسع المسجد ، إذا الإنسان أنفق في توسعة المسجد .
((رحم الله عليّا ، اللهم أَدِرِ الحقَّ معه حيث دار ))
كان يعرف النبي قدر أصحابه ، وكان يقول عن أقدارهم حتى يشجعهم ، العظماء دائماً يعتمون على من حولهم ، لا يوجد اسم يظهر مع بعض العلماء ، أما النبي عليه الصلاة والسلام مع أنه كالشمس لكن كان يظهر أصحابه .
(( رحم الله ابن أبي رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ وصلى))
حافظ على الصلوات حفاظاً شديداً .
رحمة الله أثمن شيء يناله الإنسان :
أيها الأخوة الكرام ، أثمن شيء تناله هي رحمة الله ، هذه دنيا ، وآخرة ، جسم ، وصحة، وأهل ، وبيت ، وسعادة ، وسرور ، وتفاؤل ، وتوازن ، وطمأنينة ، وجنة إلى الأبد ، هذه رحمة الله .
﴿ وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
إذا رحمك الله ، يا ربي ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ وثمنها هذه الأحاديث.